قصة 4 مكالمات هاتفية غيرت تاريخ كرة القدم
تُكسب البطولات بالتفاصيل الصغيرة. كم مرة سمعت تلك الجملة من معلقي مباريات كرة القدم؟ ليس فقط من المعلقين، بل من المحللين أيضًا واللاعبين والمدربين أنفسهم الذين يصنعون تلك التفاصيل الصغيرة.
الأمر ليس مجرد «كليشيه» اعتدنا سماعه؛ لأنه بالفعل الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة تعاظم بشكل مخيف في السنوات الأخيرة. تجد هذا المدرب يتفق مع جامعي الكرات ليلقوا الكرة للاعبين بطريقة معينة، وآخر يستقدم مدربًا خاصًّا للعب رميات التماس، وثالث يقبع لمشاهدة مدافع واحد فقط عشرات الساعات حتى يستطيع استخراج نمط معين لتحركاته وأخطائه.
هوس بالتفاصيل الفنية داخل المستطيل الأخضر. لكن ما نتحدث عنه الآن هي تفاصيل صغيرة أيضًا، ولكنها خارج إطار الملعب. مكالمات هامة أجراها لاعبون ومدربون وأشخاص لم تسمع عنهم من قبل لكنها تركت أثرًا كبيرًا في تاريخ أحداث كرة القدم. إليك أربع مكالمات منها.
ليتنا لم نتناول الغداء
كان موسم 1996-1997 هو الموسم الأول للظاهرة البرازيلية رونالدو دي ليما في إقليم كتالونيا. 47 هدفًا في 49 مباراة في كل المسابقات كانت كفيلة بإجبار إدارة نادي برشلونة على تمديد عقده وتعديله بما يتناسب مع القيمة الفنية التي أظهرها.
يقول خوان غاسبارت، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس النادي حينها، في حواره مع موقع جول إنهم جلسوا مع رونالدو واثنين من وكلائه واتفقوا على كل تفاصيل العقد وكتبوه معًا. كانت الساعة صارت الثالثة عصرًا، فاقترح عليهم نائب رئيس النادي عليهم النزول لتناول وجبة الغداء حتى يقوم موظفو النادي بطباعة نسخ العقود وتنسيقها، ثم العودة مرة أخرى للإمضاء.
بعد العودة إلى المكتب مرة أخرى تبدل الحديث واقترح الوكيلان شروطًا جديدة بشكل مفاجئ. يقول إنهم وضعوا أربعة شروط، فوافقت إدارة برشلونة عليها، فوضعوا الخامس فوافقت الإدارة، فزادوا شرطًا سادسًا حتى شعرت إدارة برشلونة أن ثمة شيئًا غريبًا في الأمر.
يقول خوان إنه لولا وجبة الغداء اللعينة تلك التي أعطت المساحة لتلك المكالمة، لما غادر الظاهرة إقليم كتالونيا.
ضعوا أياديكم فوق صدوركم
في عام 2005 فجرت صحيفة لوموندو الفرنسية مفاجأة في تقرير بعنوان: «المنتخب الفرنسي ضحية لخدعة تليفونية».
قالت الصحيفة إن زين الدين زيدان وريمون دومينيك قد وقعا ضحية للكوميديان الفرنسي «جيرالد دهان» البارع في تقليد الأصوات، والذي اتصل بالنجم الفرنسي ومدربه وانتحل شخصية رئيس فرنسا حينها جاك شيراك.
طلب شيراك المزيف من زيدان ومدربه أن يضع اللاعبون أيديهم فوق صدورهم أثناء عزف النشيد الوطني في مباراتهم القادمة أمام منتخب أيرلندا في التصفيات المؤهلة لمونديال ألمانيا عام 2006، وهو ما فعله لاعبو منتخب الديوك بالفعل على غير المعتاد.
قام جيرالد بإذاعة تسجيل المكالمة في برنامجه الذي يقدمه على إحدى محطات الراديو الفرنسية.
سأنتقل إلى ريال مدريد
يقول أندريس إنه في اليوم التالي لتلك المكالمة ذهب للتدريب وشعر أن شيئًا غريبًا في الأجواء. الصمت يسيطر على التدريب واللاعبون يحيون رونالدينهو بشكل حار غير معتاد.
وقبل المباراة في غرفة خلع الملابس باستاد سانتياجو برنابيو اجتمع رونالدينهو باللاعبين وقال لهم: «المباراة الليلة هامة يا رجال. ريال مدريد فريق قوي لكن في الأيام القليلة الماضية اكتشفت أننا نملك ما هو أقوى بكثير: روح العائلة. لقد أخبرت كل فرد منكم بشكل منفرد أنني ذاهب لريال مدريد بنهاية الموسم وطلبت منه ألا يخبر أحدًا. وبالفعل لم ينطق أي لاعب منكم بكلمة خلال الأيام الماضية. نحن عائلة واحدة. أنا لم أتلقَّ أي عرض من مدريد وباقٍ في برشلونة للنهاية. يجب أن نلقن لاعبي مدريد درسًا لا ينسونه الليلة».
ثم حدث ما تعلمونه جميعًا. انتهت المباراة بفوز برشلونة بثلاثة أهداف بدون مقابل أحرز منهم رونالدينهو جاوتشو هدفين. هدفان أجبرا جماهير سانتياجو برنابيو على أن تقف وتصفق للمعجزة البرازيلية في مشهد لن يُمحى من ذاكرة كرة القدم.
الكالشيو بولي
هل تتذكر فضيحة الكالشيوبولي التي هزت أرجاء إيطاليا عام 2006؟ هل تعلم أن تلك الفضيحة تم اكتشافها بالصدفة بسبب مكالمة هاتفية تمت بين «لوسيانو موجي» مدير الكرة بالسيدة العجوز في ذلك التوقيت والحكم الإيطالي السابق «فابيو بالداس» الذي كان يقدم برنامجًا أسبوعيًّا لتحليل الحالات التحكيمية.
كانت الشرطة الإيطالية تحقق في قضيتين مختلفتين تمامًا. إحداهما خاصة بالمنشطات، والأخرى بالرهان غير القانوني على نتائج المباريات.
عند تتبع الشرطة وتنصتها على بعض المكالمات الهاتفية تم بشكل فجائي اعتراض مكالمة لمدير يوفنتوس لوسيانو موجي مع بالداس. التواصل لم يكن موضع تهمة، بل الحديث الذي دار بينهما جعل الأنظار تتجه إلى مكان آخر يبدو أنه مشروع تحقيق ثالث للشرطة في الشأن الإيطالي الرياضي.
انفجرت قضية الكالشيوبولي وهبط اليوفي إلى دوري الدرجة الثانية الإيطالي وغادره أغلب نجومه مثل زلاتان إبراهيموفيتش وباتريك فييرا وفابيو كانافارو، لتكون تلك المكالمة هي عود الكبريت الذي أشعل النيران في معقل السيدة العجوز.
اقرأ أيضًا: «كالشيوبولي»: القصة الكاملة لأشهر تلاعب في تاريخ كرة القدم