3 نهايات محتملة لموسم مانشستر يونايتد الجديد
منذ ست سنوات، قرر أحد أعظم مدربي اللعبة على الإطلاق اعتزال التدريب وترك مانشستر يونايتد دون اسم فيرجسون يتردد حوله بعد مدة ارتباط دامت 26 عامًا. منذ ذلك اليوم ومانشستر يونايتد لا يزال يبحث عن الفوز، ولكنه لا يلقى إلا الخسارة داخل الملعب وخارجه، الجميع يقر أن السير أليكس فيرجسون هو الجواب للسؤال، ولكن هل سيدوم الأسكتلندي لمانشستر أبد الدهر؟ بالتأكيد لا!
منذ تعيين مويس نهاية بمنح عقد دائم لسولسكاير، مر مانشستر يونايتد بست سنوات مليئة بالتخبط الذي أدى للفشل، فشل اجتهد الجميع في توصيفه ووضع طرق حله، ولكن هل تخيل أحدهم كيف سيكون موسم 2019/2020 لمانشستر يونايتد؟
الكرة علم غير دقيق، ولكنها أيضًا معطيات تؤدي إلى نتائج مهما اتسع نطاق مفاجآتها، لذلك هنا سنحاول – قدر الإمكان – التحايل على الكرة ووضع تخيل لكل السيناريوهات المحتملة لنهاية موسم 2019/2020 لمانشستر يونايتد.
إقالة جديدة: وودوارد يحكم
لا تفعل إدارة مانشستر يونايتد شيئًا منذ 2013 سوى التعاقد مع لاعبين، ثم الاستغناء عنهم بعد فشلهم وتعيين مدربين ثم إقالتهم، ففي ست سنوات أقال مانشستر يونايتد ثلاثة مدربين وهم: مويس وفان جال ومورينيو على الترتيب، وتعاقد الشياطين الحمر مع لاعبين بجملة إنفاق 686.7 مليون إسترليني! المحصلة: الفوز بالدرع الخيرية مرتين، وكأس الرابطة مرة، وكأس الاتحاد مرة، والدوري الأوروبي مرة. قرابة المليار يورو مع التواجد في التوب فور مرتين فقط من أصل ستة مواسم هو بالتأكيد يشير إلى إنذار بأن هناك خطأ ما.
لويس فان جال عن مشكلة مانشستر يونايتد بعد فيرجسون من وجهة نظره
هذا يقودنا إلى السيناريو الأول وهو الأقرب، إقالة أولي سولسكاير بعد فترة من الموسم أو بنهايته بعد فشل بتحقيق أهداف النادي، وإلقاء اللوم عليه من جانب الجماهير كما تمنوا رحيل من سبقوه وكأنهم كانوا مخطئين ووودوارد على صواب!
26 لاعبًا تعاقد معاهم الشياطين الحمر منذ 2013، لم ينجح منهم نسبيًا سوى بوجبا وإبراهيموفيتش وهيريرا. لا يمتلك وودوارد نائب المدير التنفيذي لمعقل الأولدترافورد فكرة جيدة عن كرة القدم، فيتعاقد مع لاعبين غير مناسبين سواء للنادي بشكل عام أو لطريقة لعب المدرب الموجود، ثم يبيع اللاعب لمستواه السيئ ويقيل المدرب لسوء النتائج!
هذا تحديدًا ما تحدث به أسطورة مانشستر جاري نيفيل، حين قال في دعم مورينيو وانتقاد وودوارد: «مانشستر يونايتد يحتاج لأناس يفهمون كرة القدم لأن الإدارة تتأرجح من إستراتيجية لأخرى خلال السنوات الست السابقة، لقد ذهبت تقاليد اليونايتد ولا بد من التأقلم على الوضع الجديد».
ولكن هناك وجهة نظر تجارية أخرى تقول إن أرباح النادي قد ارتفعت من 695 مليون دولار في 2016 إلى 784 مليون دولار في 2017 إلى 795 مليون دولار في 2018 رغم الانحدار الرياضي! فثمة شيء يدعم بقاء المعبد دون هدمه على الجميع حتى الآن.
الاستمرار: فيرجسون جديد
أندرياس ليندجارد، الحارس الدنماركي السابق لمانشستر يونايتد، عن فترة ما بعد فيرجسون
النهاية الثانية المتوقعة لمانشستر يونايتد هذا الموسم، وهي ترك سولسكاير في منصبه مهما كانت النتيجة سواء الفوز بالدوري أو التواجد خارج التوب فور، كخطة واضحة من إدارة مانشستر يونايتد في صنع فيرجسون جديد وإعادة التجربة الناجحة. على عكس النهاية الأولى التي تم الحكم عليها بالتصرف الخطأ من حيث المبدأ، قد يختلف الكثيرون على قرار ترك الأمور في يد سولسكاير، فليس كل من سيفشل في البداية سيصبح السير أليكس في النهاية.
بانر رفعه جمهور مانشستر يونايتد في ملعب الأولد ترافورد عام 1990
عند قدوم سولسكاير لتدريب مانشستر يونايتد مؤقتًا، كان يكرر في كل مؤتمر صحفي أنه يتبع طريقة فيرجسون في طريقة إدارة النادي، وأنه منذ عام 2003 كان يسجل وهو لاعب ملاحظات تدريبية من السير، وأنه لا يوجد أفضل من اتباع نصائحه. سولسكاير ظهر وبعد نصف موسم أنه ليس كما بدا في البداية، ولكنه كان يستخدم كلمة فيرجسون كثيرًا لإلهام نفسه قبل الناس بأن أيام الأسكتلندي قد عادت مرة أخرى.
يعلم سولسكاير أنه ليس الرجل المناسب لتدريب مانشستر يونايتد، فتاريخه التدريبي لا يوجد به سوى الفوز بالدوري النرويجي والهبوط مع كارديف سيتي إلى الدرجة الثانية في 2014، أما السير الذي نُعت بالفشل في بدايته جاء إلى مانشستر وهو بطل لكأس الاتحاد الأوروبي مع أبردين بعد الفوز على ريال مدريد عام 1983 ليصبح أول نادي أسكتلندي يفوز بكأس أوروبية.
انسف حمامك القديم: ثورة
يورجن كلوب في مؤتمره الصحفي الأول عند إعلانه مدربًا لفريق ليفربول الإنجليزي
النهاية الثالثة التي يتمناها كل عاشقي اليونايتد هي إنهاء كل شيء والبدء من جديد. الاتجاه الثوري هو ما يحتاجه مانشستر يونايتد، ولكن هذا الاتجاه لابد وأن يحمله رجل يحمل مشروعًا وعمل على تحقيقه بمدة زمنية، والأمثلة كثيرة: كلوب في ليفربول، وسيميوني في أتليتكو مدريد، وبوكتينيو في توتنهام، ومورينيو في مدريد. رجل له صلاحيات فعل كل وأي شيء، وعوّدتنا كرة القدم أن النتيجة في الغالب ما تكون مبهرة إذا كان اختيار الشخص صحيحًا.
تلك الثورة لن تتحقق سوى برحيل وودوارد أو بتحجيم سلطاته على الأقل، مع إعطاء السلطة للمدير الفني أو تعيين وسيط رياضي بين المدرب ووداورد، مثل ليوناردو في باريس سان جيرمان وخوسيه لويس سانشيز في ريال مدريد.
دييجو أرماندو مارادونا عن رغبته بتدريب مانشستر يونايتد في حوار مع مجلة فور فور تو
تلك هي النهاية الحزينة لمانشستر يونايتد، أن يتعامل معه مدرب لا يمتلك تجربة تدريبية واحدة ناجحة كنادي أحلامه لمجرد أنه كان لاعبًا عظيمًا وسيبيع قمصانًا كثيرة للنادي. التردي الذي وصل إليه فريق الكرة بمانشستر يونايتد من أسبابه هو محاولتهم استنساخ فيرجسون جديد وهذا في حكم الاستحالة.