بعد مرور 14 عاما على 11 سبتمبر: عالم الاستخبارات يزداد تعقيدا
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
مع انتشار المعلومات الاستخباراتية والتكنولوجيا المستخدمة في جمعها ومشاركتها في حقبة ما بعد 11 سبتمبر، أصبح المزيد من المعلومات، أكثر من أي وقت مضى، في متناول يد مسؤولي الاستخبارات. إلا أن تنقيح تلك الأكوام من البيانات بحثا عن تهديدات جديرة بالاهتمام وذات مصداقية أصبح أصعب على نحو متزايد.
قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جون برينان، في قمة الاستخبارات والأمن الوطني: «حدث الكثير خلال تلك السنوات فيما يتعلق بالبيئة الرقمية وما يجري في ذلك المجال من قبل المنظمات المتنوعة التي تسعى إلى الإضرار بنا هنا في الولايات المتحدة أو في الخارج». تشارك برينان الحديث في القمة مع ستة نظراء من وكالات استخباراتية مختلفة، مثل، جيمس كومي عن مكتب التحقيقات الفيدرالية، والأدميرال مايكل روجرز عن وكالة الأمن القومي.
قال الجنرال فنسنت ستيوارت، مدير وكالة استخبارات الدفاع، إن قطاع الاستخبارات دائما ما كان معقدا، ولكن خلال قرابة العقد والنصف منذ 11 سبتمبر، تزيد التكنولوجيا ذلك التعقيد.
«ولكن يتمثل التحدي الآن في مدى سرعة نقل المعلومات، ومدى سرعة تحرك التكنولوجيا في ذلك العالم المعقد، وكيف يؤثر ذلك على توازن القوى» عبر جعل الدول أكثر اتصالا بأعدائها، وفق ستيوارت. ربط ستيوارت ذلك بمشهد التهديد الثنائي الخاص بحقبة الحرب الباردة، عندما تمتع بضع اللاعبين الكبار فقط بإمكانية الوصول إلى الأسلحة النووية.
وتابع: «لا تواجه فقط الخيارات النشطة البسيطة للغاية التي كانت أمامك في الحرب الباردة، ولكنك الآن تغطي كل ذلك بالساحة السيبرية، وتغطي كل ذلك بالمعلومات، لذلك خلقت السرعة التي تتحرك بها المعلومات التحدي: كيف تغطي كل ذلك وتقدم المعلومات الضرورية لصناع القرار بشكل أنجح من الشبكات؟».
أقر روبرت كارديلو، مدير الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية، بأن البيئة الحالية للمعلومات تنهك احتمالية أن تكون مصدرا قويا، ولكنه أضاف إنها تحمل «إحتمالية إحداث فوضى – فوضى تحليلية».
وتابع كارديلو: «إن لم تتمكن من صنع بعض الترابط المنطقي حول هذا التشويش فقد يرهقك ذلك الكم من المعلومات». أوضح كارديلو أن مسؤولي الوكالة اليوم بدلا من تكليفهم بـ«اقتناص الصور»، يكلفون بـ«تنقيح وجمع» وإيجاد رابط منطقي وسط ذلك الكم الكبير جدا من المعلومات.
علق ستيوارت بأن أي وكالة، بمفردها، لا تمتلك «العمق الكافي ولا لديها ما يكفي من السرعة لتغطي العالم».
ولكن عند عملها بشكل جماعي، عبر تكامل مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، وبمساعدة القطاع الخاص، تعتقد وكالات الاستخبارات الكبيرة أنها يمكنها استباق أي تهديدات، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي.
التمس العديد من مدراء الاستخبارات عمل مدير الاستخبارات الوطنية، جيم كلابر، لتنسيق جهود قطاع الاستخبارات في أعقاب 11 سبتمبر.
قال برينان: «نحتاج إلى شخص يمكنه تنظيم ذلك في أنحاء القطاع، وقد فعل جيم كلابر ذلك بشكل ممتاز».
رغم أن إيجاد رابط منطقي وسط كم هائل من الاستخبارات يتطلب أكثر من التكامل والاتصال في أنحاء القطاع – يحتاج قطاع الاسخبارات إلى ابتكار خاص، حسبما يرى برينان.
وتابع: «سواء أكان ذلك الابتكار أنظمة جماعية ضخمة – مثل الأقمار الصناعية – أو حتى الأنظمة والأساليب الجماعية المصغرة، والتحليلات، وقواعد البيانات، والمصادر المفتوحة، ومواقع التواصل الاجتماعي نتطلع بشكل عام إلى ابتكار عظيم من قبل القطاع الخاص الأمريكي حتى يكون قادرا على مساعدتنا».
يؤيد ستواريت ذلك حيث أضاف: «تحدثنا لفترة طويلة عن العلامات المبشرة للبيانات مفتوحة المصدر»، وأردف: «الآن لدينا الأدوات، أو آمل أن القطاع الخاص سيساعدنا في توفير الأدوات، حتى نستغل بشكل حقيقي الكم الهائل من المعلومات المتاحة عبر المصادر المفتوحة للتركيز على جمع الاستخبارات».