10 روايات منتظرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020
انتصف يناير، وبدأت دور النشر المصرية والعربية في الإعلان عن أهم وأبرز إصداراتها التي ستشارك بها في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحادية والخمسين، التي تحمل عددًا من الملامح الجديدة المختلفة عن السنوات السابقة، لا سيما وقد زال تقريبًا القلق من بعد المسافة في المقر الذي أقيم فيه المعرض العام الماضي «مركز المنارة للمعارض الدولية» في التجمع الخامس، وبعد الكثير من الوعود بدورةٍ جديدة أكثر تنظيمًا وتلافيًا لمشكلات الدورة السابقة.
تجدر الإشارة إلى أن دورة هذا العام تحمل اسم المفكر المصري الكبير جمال حمدان صاحب الكتاب الشهير شخصية مصر، كما تأتي دولة السنغال كضيف شرف لهذه الدورة، من المقرر أن تبدأ فعاليات المعرض في الثاني والعشرين من يناير الجاري وتنتهي في الثالث من فبراير.
هنا نتوقف عند أهم وأبرز الروايات التي صدرت وتصدر بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب:
1. ترتيبات عشوائية — دنيا كمال — دار الكرمة
بعد خمسة أعوام من حصولها على جائزة ساويرس للرواية فرع شباب الأدباء عن روايتها المميزة «سيجارة سابعة»، تصدر دنيا كمال روايتها الثالثة «ترتيبات عشوائية»، والتي تأتي على صيغة رسائل من بطلة الرواية إلى أربعة أشخاص مؤثرين في حياتها، تبث فيها عددًا من أفكارها ومشاعرها حول الحياة والحب والثورة والألم، بأسلوبها السردي الخاص، وبحس أنثوي خالص. ندخل إلى عالم بطلة الرواية وأحلامها وأفكارها وتتركنا في النهاية نستعيد ترتيب تلك الأفكار والذكريات ولو بشكل عشوائي.
2. ما يشبه القتل — أحمد الملواني — المصرية اللبنانية
بعد روايته السابقة الفائزة بجائزة ساويرس للأدب الفابريكة 2019 يواصل الروائي أحمد الملواني مزج الواقع بالخيال، ليصنع بناءً رمزيًّا متشابكًا، ينقل الكثير من الأفكار والرؤى. في روايته الجديدة «ما يشبه القتل» حيث نجد أنفسنا بين أربعة أشخاص ينطلقون معًا في رحلة سحرية للبحث عن شجرة الحكمة. رحلة واحدة لكنها مكونة من تشابك رحلة كل منهم الخاصة للبحث عن ذاته. رحلة تطلق الكثير من التساؤلات عن الحرية والمصير والتناقضات الحادة التي تحويها النفس البشرية. رحلة تجسد المعاناة النفسية لأبطالنا، وسعيهم ـ في مرحلة محورية من حيواتهم ـ لإعادة التعرف على ذواتهم.
3. رجال غسان كنفاني — عمرو العادلي — المصرية اللبنانية
تجربة جديدة يخوضها الروائي عمرو العادلي في هذه الرواية حيث يستحضر روح الروائي الفلسطيني «غسان كنفاني»، ويرتدي عباءته الشفيفة، بل يستحضر بعض شخصيَّات رواياته ليعيد توظيفها من خلال شخصية «مروان» الفلسطيني الشارد، الذي يهجر وطنه من أجل أن يأتي بالمال الوفير ليفوز بحبيبته «صفية»، فتبدأ رحلة تيهه التي يضل خلالها طريقه، فبدلًا من الذهاب إلى الكويت، يجد نفسه في طريقه إلى الأردن، ومنها إلى مصر، حيث يدخل متاهة جديدة من متاهاته المتتالية، يمر خلالها بسراديب «مريم» الحزينة، مستحضرًا طوال رحلته تجسُّدات أُمِّه التي تتهادى أمامه، وتتكثَّف في روحه، بينما يزداد انغماسًا في تيهه الأبدي!
4. أطياف كاميليا — نورا ناجي — دار الشروق
الرواية الثالثة للروائية نورا ناجي، التي وصلت روايتها «بنات الباشا» للقائمة القصيرة في جائزة ساويرس العام الماضي، تخوض هنا تجربة مختلفة تحكي فيها حكاية كاميليا التي تتمسَّك بروايتها فلا يصدقها أحد، ذلك أنها رأت عمتها تذوب أمامها في المرآة، بينما يتمسَّك الأهل بقصتهم؛ هربت العمة من المنزل لتتخلَّص من حياة مثقلة بالخطايا. حين تعثر كاميليا على أوراق العمة ومذكراتها، تنكشف أمامها حقيقة ما جرى، تتجلى جذور الأوجاع التي أدت لاختفائها الغامض، هي المرأة التي كانت تضج بالحياة والأحلام الكبرى، حتى وقعت في الحب. رواية تتحرى العلاقات الإنسانية المتشابكة، دون أن تقع في فخاخ الإدانة أو صك البراءة لأبطالها، تستعيد فترة سنوات التسعينيات وبداية الألفية بإيقاعها الخاص، وتسعى لاستجلاء صورة أرواحنا الحقيقية، لا تلك التي تطل علينا عبر انعكاسات المرآة.
5. قهوة حبشي — كمال رحيم — دار العين
يغوص كمال رحيم في أعماق الريف المصري، ينبش في أحراشه، ويشرح دواخل الشخصيات تشريحًا روائيًّا، يتعامل مع شخصياته بكل جوارحها، مظهرها الخارجي، باطنها الداخلي، تقاليد القرية في المصائب والبلايا التي تحل بها، وقد أجاد في تناول الشخصيات المسحوقة والمهمشة الذين ينتمون إلى الطبقة الأدنى.
يكشف السرد عن ملامح أعمق لشخصية حبشي صاحب المقهى، ما بين تجبر بحكم ملكيته للقهوة المركزية بالقرية، وانسحاق أمام فواجعه الشخصية، التي جعلته ينقطع عن القهوة تمامًا ليواريه الصمت والخيبة. هذه الرواية التالية للكاتب التي يتناول فيها الريف المصري بتفاصيله الخاصة، وكان قد صدر له من قبل رواية «أيام لا تنسى» التي تدور في طبقة مختلفة من الريف المصري أيضًا.
6. المايسترو — سعد القرش — دار العين
بعد توقف طويل، وعدد من الكتب غير الروائية، يعود الروائي المصري سعد القرش إلى الرواية، بتجربة جديدة يخوضها في رواية المايسترو التي تدور أحداثها على قارب فقير يجرفه التيار نحو يخت يتعمق في مياه الخليج، حيث نجد أربع شخصيات من جنسيات ومعتقدات مختلفة، تتسامر في الحب، وتتحاور حول المعتقدات، كاسرة تابو الخشية من الآخر؛ لعلها رمز للعالم. الخادم الهندوسي (أنيل)، والعامل التبتي (تسو) المؤمن بالتقمص، و(نواف) ابن البلد المهمش، والمحامي المصري (مصطفى) ملتبس المعتقد. لكل منهم قصة، لا سيما قصة الحب الرئيسية بين مصطفى ولورا، يسردونا في دعة ظاهرة، وغضب يتعاظم ضد حيتان المال، بانتظار من يعلن نفيرًا يخرج بالعباد إلى النهار!
7. والنمور لحجرتي — أحمد ناجي — دار المحروسة
أخيرًا يعود الروائي أحمد ناجي إلى الرواية، بعد سنوات من أزمة روايته «استخدام الحياة» التي صودرت بالتهمة السخيفة -خدش الحياء العام- وتسببت في حبسه لمدة عام. يعود هذا العام برواية جديدة، تحمل بصمته الخاصة، وقدر كبير من التجريب، جاء في تعريف دار المحروسة بها: ردًّا على هجر النوم، انطلق في شوارع المدينة، يمشي بلا كلل، ينظر ويتأمل مشاهدها، يشم الهواء، يتحسس جذوع الأشجار والتراب المتراكم على أوراقها، ويتذوق بلسانه أحيانًا طعم الإسمنت في أعمدة الكباري، ويستنشق الرائحة مسجلًا فروق المذاق من شارع إلى آخر.
8. مدينة الشمس — مينا ناجي — دار العين
«خليك فريش أيها القارئ، فنحن في رحلة» هكذا يصدِّر الشاعر والروائي مينا ناجي روايته الجديدة، والتي يأخذنا فيها إلى رحلة، ولكنها داخل أسوار ملاعب «هيليوبوليس» المفتوحة، فنستعيد معه استكشاف ذلك الحي المصري تاريخيًّا وجعرافيًّا مستدعيًا بالتاريخ والخيال أحداث ووقائع قريبة لم تطمسها الذاكرة بعد، عن بلده وأحبابه والمجتمع والناس.
رواية تجمع بين الجد والهزل تستلهم الأفكار البوليسية وتتلاعب بمصائر أبطالها، ومحاولاتهم الدائمة للتحقق والوجود. في الرواية كاتبان شابان يقرران فتح مكتب تحريات خاصة بالتوازي مع دار نشر للأعمال الأدبية، ويجهزان مستلزمات تلك الحياة الجديدة كليًّا حتى تصل إليهما أول قضية اختفاء غامضة، لتتوالى الأحداث.
9. حمام الذهب — محمد عيسى المؤدب — دار مسعى
في هذه الرواية يورطنا محمد عيسى المؤدب في لُغز من ألغاز مدينة تونس: حمام الذهب، وخرافة الجن الأحمر الذي يخطف الصبايا، بلغة لا تعول إلا على فصاحة السرد وحبكة مشوقة تمزج الواقعي بالخُرافي، مادته في ذلك كُله الحكاية الشعبية التونسية وهي تنعطف على حياة الأقليات في تونس وترصد تفاصيل إقامتهم في أحياء وسمت الذاكرة التونسية كالحلفاوين وباب سويقة والبلاد العربي وحي الحارة.
وفضلًا عن الدهشة الجمالية التي هي جوهر الحرفة الأدبية، نحن إزاء رواية تنبش في التاريخ المتأصل في الذاكرة الشفوية لمدينة تونس، حتى إنها تفاجئنا بحكايات شخصيات من الماضي التونسي، وتضعنا أمام السؤال الموجع لمصيرها الصادم. وصلت الرواية للقائمة الطويلة لبوكر هذا العام.
10. قاف قاتل سين سعيد — عبد الله البصيص — دار روايات
الرواية الجديدة للروائي الكويتي عبد الله البصيص الذي استطاع أن يفرض حضوره على المشهد الأدبي العربي برواياته المتميزة، والذي حصلت روايته «طعم الذئب» على جائزة الشارقة عام 2017، في هذه الرواية يجد المحقق ماجد، في لغز مقتل سعيد جونكر، سببًا لتوالي أيامه الرتيبة. إذ يفتح تحقيقًا مضى على إغلاقه سنوات طويلة، فيعود ينبش في ماضٍ اتفق الجميع على تجاوزه. يأخذنا السرد ذهابًا وإيابًا بين التسعينيات والزمن الحاضر، بين الواقع والسحر، ويتلوَّن كثيرًا مقدِّمًا للقارئ رواية مفخَّخة بالانتظار والدهشة. استطاع الكاتب فيها أن يجمع بين تشويق الرواية البوليسية وبين السرد الأدبي الشيق الذي يغوص في ذكريات الماضي وآلام الحاضر ليعرض فترة هامة في تاريخ الكويت من التسعينيات حتى العصر الحالي.
هذه قائمة من أهم الروايات المنتظرة، لا شك أن هناك في قوائم كل قارئ عددًا آخر من الروايات الهامة والجميلة، ولا شك أيضًا أن معرض الكتاب سيعرض لنا الكثير من المفاجآت التي ننتظرها جميعًا، فإلى هناك.