10 كتب أدبية متنوعة نرشحها لك في معرض الكتاب 2020
أصبح للكتابة الأدبية الحرة، البعيدة عن التصنيفات المتعارف عليها، حضور قوي، وإقبالٌ متزايد، لا سيما تلك الكتابات التي يجد القراء فيها تجارب شخصية خاصة، أو تعبّر عن الكثير من أفكارهم وهواجسهم المتعلقة بالحياة، من جهة، وكذلك الكتب التي تحوي أفكارًا أدبية خاصة، وتجمع بطريقة أو بأخرى بين الأدب والفن والتاريخ بشكلٍ فريد.
لم يعد الأمر مقتصرًا على تجميع مقالات لكاتبٍ ما في مجالٍ بعينه، وإنما تعدّى الأمر ذلك للتعمق في الكتابة بشكلٍ عام، والخروج بأفكار متنوعة مرتبطة بالناس والعلاقات والحياة، كل ذلك في قالبٍ أدبي رصين، وبكتابة تجمع بين التشويق والمتعة، دون أن تنحدر إلى مستوى السطحية أو الابتذال.
هنا انتقينا لكم عددًا من هذه الكتب التي صدرت في معرض الكتاب لهذا العام، وشهدت إقبالاً كبيرًا من القراء:
1. حكايات مشمش أفندي – البراء أشرف – كتبنا
خيرًا فعل الأصدقاء في كتبنا ورواة بتجميع مقالات الكاتب المصري الشاب البراء أشرف، الذي كانت وفاته في الثلاثين من عمره صدمة كبيرة على كل من عرفه واقترب منه. في هذا الكتاب آخر ما كتب البراء أشرف من مقالات سواء منها ما نشره في مواقع صحفية كالمصري اليوم أو مصر العربية وغيرها أو ما كان منشورًّا على مدونته «وأنا مالي» بالإضافة إلى عددٍ من مقالات رثاء لأصدقاء البراء بعد وفاته. والمقالات متنوعة وتعد بالفعل حكايات حيّة للجيل كله، بكل هزائمة وانتصاراته وانكساراته، بكل أفكاره وهواجسه وآلامه، هي شهادة حية لفترة من تاريخ مصر وما دار فيها.
2. سيرة الضمير المصري – إيهاب الملاح – الرواق
يرصد الكتاب أشكال وتحولات العلاقة بين المصريين والغرب منذ نهاية القرن الثامن عشر، وكذلك البحث عن سؤال النهضة المصرية، وآثار الاحتكاك الحضاري بالغرب، في تحولاتها والتباساتها المتعددة، منذ أن هدمت مدافع نابليون قلاع الإسكندرية في أواخر القرن الثامن عشر، سنة 1798 على وجه التحديد.
هو محاولة للوقوف أمام محطات ومعالم من تاريخنا السياسي والفكري والثقافي، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ومطالع العشرين. وهو في الوقت نفسه يعد من الكتب التي تعيد التساؤل حول مصر وحضارتها؛ وثقافة مصر ونهضتها الحديثة، وإشكاليات هذه النهضة، ولماذا لم تكتمل مساراتها وحدث ما حدث من انتكاسات ونكوص عن الأفكار التي استقاها آباء التنوير الأول، وطورها من بعدهم مثقفون ومفكرون، لم يكتب لمحاولاتهم أن تسود حتى اللحظة!
3. غرفة المسافرين – عزت القمحاي – المصرية اللبنانية
مرة أخرى عود الروائي عزت القمحاي لتلك الكتابة الأدبية المغوية، التي تجمع بين السرد الأدبي والأفكار الخاصة بالكتابة، والحكاية عن الكتب، هذه المرة يصحبنا إلى كيف يكون الإنسان خارج مكان عيشه الأصلي، عن السفر بوصفه موتًا لذيذًا نعود منه لنتأكد أن من نصحب بحياتنا من أجلهم يستطيعون العيش من دوننا. يكتب عن الأماكن التي تنادينا لزيارتها وتلك التي نزورها ونغادرها دون أن نراها. نص جديد مفتوح على كل فنون الكتابة، يحتفي بمتعة القراءة ومهنة العيش مع حسٍ صوفي يسري داخل النص سريان عصارة الحياة في عروق شجرة مبتهجة.
4. لن نصنع الفلك – بلال علاء – دار الكرمة
كتاب المدون والكاتب المصري بلال علاء الأول، بعد سنوات من الكتابة على مدونته الشهيرة خفة والتي جعلت منه اسمًا مهمًا في عالم الكتابة الأدبية الحرّة، من خلال تدوينات ورسائل خاصة إلى الصديق والحبيبة، تحمل شجونًا خاصة وتأملاً في الحياة والمواقف والعلاقات بين الناس، نقرأ من الكتاب:
5. كتاب الونس – حسام مصطفى إبراهيم – دار تويا
عن الونس بالكتابة، والحب والفن، عن لحظات المتعة المسروقة من زحام الحياة، عن دروس الحياة التي لا تأتِي إلا بعد اجتياز صعوبات عديدة، كتابٌ يحمل الدفء والجمال منذ عنوانه وغلافه بين دفتيه، وبأسلوب حسام مصطفى إبراهيم الأدبي الرصين، وفي تجربة جديدة بعد عددٍ من الكتابات الفريدة في هذا المجال يقدم كتاب الونس.
6. خريدة القاهرة – حامد محمد حامد – دار الرواق
الكتاب الأول للباحث والكاتب حامد محمد، وهو ليس كتاب تاريخ ولا كتاب آثار رغم ورود الكثير من الوقائع التاريخية الموثقة، وكثير من الإشارات إلى أماكن أثرية، لكنه لا يهدف بالأساس إلى السرد التاريخي أو الشرح الأثري المتخصص، بل يستلهم روح الخِطط، والخطط هي نوع من الكتابة يُعنى أساسًا بالجغرافيا التاريخية، موضوع الخِطط الأساسي هو تاريخ الأماكن، فالحكايات ليست مُرتَّبة تاريخيًّا، إنما هي فقط تجليات الزمن على المكان الواحد، والخيط الدقيق الذي يجمع شتات الكتاب هو روح الأماكن وحياتها، بطل الكتاب الأوحد هو المكان، ولا شيء سوى المكان، متجاهلًا شخصيات تاريخية ولفترات كبرى لحساب شخصيات ثانوية وهامشية أحيانًا، محتفيًا بعبقرية التفاصيل الصغيرة التي تجعلنا نرى التاريخ والأماكن بعينٍ جديدة.
7. ثم نولد من جديد – ياسمين الخولي – دار الهالة
قد لا يتضمن هذا الكتاب فصول قصةٍ أو إطار حكاية بمعناها التقليدي، وإنما هي فصولٌ تعُبّر عما تشتمل عليه مشاعرنا من ظلال لمعاني الحياة والموت والميلاد والبعث. فصولٌ تتكرر على مر الزمن لتتناقلها القلوب وتقصُّها الأنفس، فصولٌ تتبدل علينا لا مفر من مواجهتها.. هي فصول الفقد والتعافي.
يتناول هذا الكتاب نموذج كيوبلر روس المعروف بمراحل الأسى الخمسة في قالبٍ أدبي ينتمي تحديدًا إلى أدب الرسائل. يعكس محتوى فصول الكتاب سمات تلك المراحل من خلال مجموعة من الرسائل والتي تُبرز طبيعة المشاعر المصاحبة للتقلبات النفسية للمراحل الخمس وصولًا إلى التعافي.
8. حكايات حارس الكتب – عماد العادلي – دار دوّن
الكتاب الأول لعماد العادلي، وهو واحد من المسؤولين عن العديد من الأنشطة الثقافية، والذي قدم الكثير من الكتاب والأدباء وناقش العديد من الأعمال الأدبية، هنا رحلة أخرى جديدة مع حكايات الكتب هي حكاية ملهمة لشاب خاض مغامرة الحياة بقلب بريء وأرجل ثابتة وأعين تتفحص العالم، شاب خاض تجربة شائكة؛ بحثًا عن العمل والعلم، حتى قادته الأقدار لدراسة الفلسفة، ولأول مرة يجد نفسه مبحرًا بين الكتب ومعها، فتبدأ قصة جديدة مثيرة تنسج خيوطها في حياته..
في هذا الكتاب الممتع والشيق سنرى نظرة الطفل والشاب والرجل إلى المعرفة والقراءة والعالم بكل ما فيه من محاولات وتدابير قدرية، تصحبنا في ونس وشغف وامتنان للتجربة والخبرة.
9. حصة قراءة – محمد هشام عبيه – دار الهالة
في هذا الكتاب يستعرض الكاتب والصحفي محمد هشام عبيه أفكار أكثر من خمسين كتابًا متنوعًا، بعضها مكتوب عربي الأصل والآخر مترجم. ولا يقدم الكتاب عرضًا نقديًا لمحتوى هذه الكتب، وإنما يستعرض أهم ما جاء فيها، ويقدم ربطًا لمحتواها مع محتوى كتب أخرى أو يسقطها على الواقع، ويستخلص منها العبر والقيم الإنسانية وأكثر العبارات الجذابة فيها، والتي تلقي أثرًا في نفس القارئ. وعن فكرة كتابه قال «عبيه» إنها مستوحاة من تجربة سابقة، قام بها الناقد الكبير «علاء الديب» عندما قام باستعراض عشرات الكتب في كتابه الشهير «عصير الكتب» والذي صدر في جزءين.
وبحسب وصف «عبيه»، تقوم منهجية اختيار الكتب الموجودة في كتاب «حصة قراءة» وفقًا لعدة عوامل: كأن تكون حديثة الإصدار؛ أي صدرت في آخر 3 أو 4 سنوات تقريبًا، ومتنوعة فتشمل الرواية والقصة والكتب الفكرية والكوميكس وأدب السيرة الذاتية، وبعضها لمؤلفين مصريين وعرب وبعضها مترجم عن لغات أجنبية.
10. ضحك ولعب وجد وحب – لينا النابلسي – دار دوّن
وصفة جديدة فريدة من نوعها، تقدمها الكاتبة لينا النابلسي في هذا الكتاب الذي يعيد للقارئ ثقته بنفسه، تقول له لينا حكاياتك تعبر عنك، ابتسامتك الصغيرة لأحدهم تكشف طيبتك وخجلك.. وابتسامتك العريضة للآخر تفصح عن مقدار حبك له وارتياحك في البقاء معه.. الأشخاص الذين تحب البقاء معهم يعرفون ذلك دون أن تخبرهم.. حبك القديم لم يكن ضدَّك، كان دفعة تنير لقلبك الطريق تماماً مثل (زقة العربية عشان تدور) وذكريات حكاياتك مع أبيك في برد الشتاء تدفي قلبك أكثر من مائة كوب سحلب ساخن..
الحياة التي خططت لها تحتاج للكثير من الالتزام والجد.. وقلبك الذي أنهكته المشاوير يحتاج إلى الكثير من الضحك والحب لكي يظل شبابًا مهما بلغ عمرك.. وفي كل الأوقات يظل اللعب هو الفرصة التي نعترف فيها بأننا مهما كبرنا ما زلنا أطفالًا.
هذه مختارات من الكتب، ولا شك أن في معرض الكتاب مثلها الكثير، وفي كل كتابٍ منها متعة خاصة وعالم خاص يصوره كل كاتبٍ بطريقته الخاصة، وينتظر قراء شغوفين بالمزيد من الكتب والقراءة ومن محاولات حب الحياة.