10 أحداث فلكية هامة ترصدها بعينيك في 2017
سوف يكون من الممتع حقًا أن تتابع أكثر من 100 شهاب في الساعة، أو أن ترى خسوفًا جزئيًا ما، أو أن ترصد قمرًا عملاقًا ربما، أو اقترانًا مميزًا لأحد الكواكب أو النجوم معه. لا أستطيع القول أن 2017 هي السنة الأفضل في الأحداث الفلكية، ربما في 2018 سوف نحصل على قمر دموي رائع للغاية ولمدة طويلة، وفي 2020 و 2022، سوف نحصل على كسوفين جزئيين، أما في 2027 سوف نحصل على كسوف كامل جنوب الوطن العربي. لكن -رغم ذلك– يمكن القول أن 2017 سوف تشهد عددًا من الأحداث الساحرة التي –ربما– تحلو بالرفقة والتعلم، لنبدأ رحلتنا.
زختي شهب ممتعتين
1. أهدافنا في 2017 قليلة لكنها ساحرة حقًا، أول الزخات هي الرباعيات في يناير Quadrantids، وهي واحدة من أروع الزخات عالميًا، رغم ذلك لا أجد قبولا ناحيتها من الراصد العربي، في كل الاحوال تبدأ الزخة من 23 ديسمبر/كانون الأول حتى 12 يناير/كانون الثاني، وتصل للأوج في 3 يناير/كانون الثاني، يمكن خلالها رصد أكثر من 120 شهاب في الساعة الواحدة في منطقة نائية، مركز الزخة هو منطقة بين أربع كوكبات، لذلك سميت «الرباعيات»، تلك الكوكبات هي: الدب الأكبر، العواء، التنين، هرقل. لا تشغل بالك الآن بأماكن النجوم في السماء، كل ما تحتاجه هو تعيين موضع الشمال الجغرافي، وإطلاق بصرك ناحيته في السماء بداية من –قل– الواحدة فجرًا، حيث تبدأ الشهب في التزايد حتى الفجر.
2. تزخر السماء في 2017 بالزخات الشهابية الأخرى، لكنها قليلة العدد لا تحصل منها على مشهد ممتع، لكن 2017 تأبى أن تنتهي إلا بهدية أخرى، وهي زخة التوأميات في ديسمبر/كانون الأول، والتي تبدأ من 4 حتى 17 ديسمبر/كانون الأول وتصل للأوج في 13. وتعد واحدة من أروع الزخات السنوية وأكثرها إمتاعًا، ووقتها سيشرق الهلال متأخرًا ليعطي الليلة رونقًا خاصًا. تبدأ أعداد الشهب في التزايد بداية من الواحدة صباحًا وتصل ذروتها عند الفجر. ويمكنك دائمًا في منطقة نائية أن تعد 100 شهاب في الساعة الواحدة، بشكل شخصي قمت في أكثر من مرة برصد أكثر من 60 شهاب في الساعة.
خلال كل من الزختين سوف تحتاج أن تتدفأ بما فيه الكفاية، وربما سوف يكون احضار بعض الشاي الساخن مقاومًا جيدًا للبرودة القارصة في الساعات المتأخرة من الليل، الزخات الشهابية هي مشهد غاية في المتعة، يحلو بالرفقة و السمر الطويل أو ربما تعلم بعض نجوم الليل أثناء التأمل في السماء، لا تفوت مشاهد بتلك الروعة.
خسوفين ضعيفين
3. الخسوف الأول هو من النوع شبه الظل Penumbral. يحدث بعد منتصف ليل 11 فبراير بنصف ساعة ليبلغ أوجه قبل الثالثة من صباح 12 فبراير بربع ساعة –توقيت القاهرة- و ينتهي في الخامسة فجرا. في هذا التصميم البسيط المرفق يمكنك التعرف على كيفية حدوث الخسوف العادي وخسوف شبه الظل.
لا يشرح الشكل السبب في حدوث أنواع مختلفة من الخسوف القمري؛ فظل الأرض هنا هو شكل مخروطي. ويشبه ذلك أن تضع كرة قدم أمام مصباح حجرتك، فينشأ خلفها ظل مخروطي الشكل، لكن القمر لا يدور حول الأرض في نفس مستواها مع الشمس، وإنما يرتفع تارة وينخفض تارة عن ذلك المستوى بمقدار 6 درجات كحد أقصى. لذلك يحدث أن يمر القمر في ظل الأرض محدثًا خسوفًا كلّيًا أو أن يمر بشبه ظلها محدثًا خسوفًا شبه ظل، ويحدث أن يمر بينهما محدثًا خسوفًا جزئيًا أو خارجهما تمامًا فلا يحدث شيء، هذه المرة لن نرى القمر الأحمر الجميل الذي يختفي خلف ظل الأرض تمامًا، كل ما سوف يحدث أن إضاءة القمر سوف تقل بدرجة 10%، لن تكون ظاهرة ساحرة بالشكل الذي تتصوره، لكنها تحقق بعض المتعة خاصة في الطقس الجيد.
4. أما عن الخسوف الآخر، فهو خسوف جزئي يبدأ في تمام السابعة و22 دقيقة مساء، السابع من أغسطس/آب، ليصل قمته في الثامنة وثلث، وينتهي التاسعة وثلث. خسوف قصير لكنه سوف يكون ممتعًا خاصة حينما نلاحظ تآكل القمر من الجانب كأنه رغيف عيش.
اقترانات هامة
5. خلال يناير/كانون الثاني 2017، سوف يكون كوكب الزهرة في أفضل وضع يمكن لنا رصده، حيث يظهر واضحًا كمصباح منير في السماء ناحية الغرب بعد اختفاء الشمس خلف الأفق مباشرة، يقترن الكوكب مع القمر في مشهد مميز للغاية يوم 2 يناير/كانون الثاني، حيث يصبح على مسافة أصبع واحد فقط من القمر. الزهرة هو ألمع أجرام سماء الليل بعد الشمس و القمر، يلمع كذلك بسبب غلافه الجوية الكثيف للغاية الذي يعكس معظم الضوء الساقط عليه من الشمس كأنما هو مرآة. أفضل رصد للزهرة سوف يكون في شهري يناير/كانون الثاني بعد الغروب، ويونيو/حزيران قبل الشروق.
6. ويبدو أن بداية السنة حافلة بالمشاهد الممتعة، حيث سنتمكن من رؤية المريخ في أقرب اقتران له مع القمر في 3 يناير/كانون الثاني، حيث سيفصلهما فقط أقل من نصف أصبع صغير. كذلك يمكن لك بعد غروب شمس السادس عشر من سبتمبر/أيلول أن تتابع مشهدًا آخر غاية في الروعة، وهو اقتران كل من المريخ وكوكب عطارد، لا يفصلهما إلا مسافة قليلة للغاية. يظهر المريخ بلون أحمر واضح في سماء الليل، وسمي كذلك نسبة إلى إله الحرب والدماء في الميثيولوجيا القديمة.
7. بين 17 و20 سبتمبر/أيلول يمكن لك رؤية اصطفاف جميل لكل من القمر، ونجم قلب الأسد، والزهرة، وعطارد، والمريخ معًا، قبل شروق الشمس. سوف يبدو الوضع كأن سماء الليل قد انفرط عقدها، يحول ذلك المشهد إلى فصل من مسرحية «حلم ليلة صيف» لشيكسبير في كل مرة، فليس هناك ما هو أفضل من رصد اصطفافات الكواكب والنجوم.
8. أما عن زحل، فسوف نراه تقريبًا كل شهر من 2017، يفصله عن القمر 3 درجات فقط، وهي مسافة تشبه أن تمد يديك بأصبعين فقط للسماء. سوف يكون أفضل تلك المشاهد قبل وصول زحل لنقطة التقابل في يوم 10 يونيو/حزيران، وهي أفضل فرصة لرصد الكوكب. لكنه سوف يقترن مع كوكب عطارد والقمر بشكل مميز بعد غروب شمس الحادي والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني، وسوف يكون مشهدًا مميزًا. يظهر زحل في السماء كنجمة تميل للأصفر. كذلك، في كل شهر تقريبًا سوف يقترن المشترى بالقمر، لكننا سوف نحصل على أفضل اقتران مساء 10 أبريل/نيسان، حيث في تلك الفترة يكون كوكب المشترى في أقرب نقطه له من الأرض. المشترى يظهر كنجمة بيضاء لامعة، هو أكبر الكواكب، ويمكن أن يحمل بداخله 1000 كرة بحجم الأرض.
القمر بجانب الزهرة و كوكبة العقرب
9. خلال 2017 سوف يقترن الدبران كل شهر تقريبًا مع القمر على مسافة غاية في القرب. أفضل فترة لرصد الدبران تبدأ من نهايات الخريف حتى أواخر الشتاء. وخلال تلك الفترة، سوف يداوم القمر بمعدل مرة في الشهر على الاقتران مع الدبران بمسافة نصف أصبع في المرة الواحدة، لون الدبران الأحمر الرائع يجعل من تلك الاقترانات فيلمًا ممتعًا في كل مرة.
قمر عملاق واحد
10. سوف نشهد في 2017 قمرًا عملاقًا واحدًا يبدأ بعد غروب الثالث من ديسمبر/كانون الأول، بينما يصل القمر إلى أقصى اقتراب من الأرض –357496 كم– في الثامنة صباح اليوم التالي. يفضل دائمًا رصد تلك الظاهرة بعد الغروب مباشرة حيث يظهر القمر كبيرًا مقارنة بالبيوت أو الأشجار. خلال القمر العملاق، يزداد لمعانه بدرجة 20% تقريبًا عن المعتاد، مع ازدياد حجمه بمقدار 12%. لن تكون ظاهرة ساحرة لكنها فرصة جيدة للغاية للتمتع بجمال القمر في مرحلة البدر.
في كل الأحوال، سوف تكون تلك الظواهر الرائعة بمثابة مجموعة من الأفلام اللذيذة التي يمكن لك التمتع بمشاهدتها بين حين وآخر في ليلات 2017، الباردة منها والحارة. ولا شك أن متابعة سماء الليل قادرة دائمًا على إعطائك قدرًا يسيرًا من رحابة الصدر، وهدوء الروح، تلك التي يمكن لنا استخدامها في مواجهة أحداث كئيبة يمر بها كل الوطن العربي حاليًا.