أفضل 10 أفلام عالمية بعيداً عن هوليوود في 2023
تصل الأفلام «الأجنبية» أو الأفلام المتحدثة بلغات غير الإنجليزية سنويًا إلى الشرق الأوسط ومصر تحديدًا عن طريق مهرجان القاهرة السينمائي ومهرجان الجونة وبانوراما الفيلم الأوروبي، هذا العام ألغي مهرجان القاهرة المقام في دار الأوبرا، الذي يلاقي تزايدًا دوريًا في الحضور سنويًا، وأُجل مهرجان الجونة قبل تعديل برنامجه ليناسب الوضع القائم، ولم تصلنا أخبار عن بانوراما الفيلم الأوروبي، ينبع كل الاضطراب في الفعاليات المعتادة من أحداث اعتداء الجيش الإسرائيلي بدعم أمريكي على فلسطين وتحديدًا غزة وارتكاب إبادة في حق سكان الأرض الأصليين، ذلك هو الحدث المهيمن على العالم، حدث شديد في فظاعته وإجرامه جعل كل شيء آخر يبدو ضئيلًا، بالتدريج فترت حدة الحدث وحدد موعد لمهرجان الجونة في ديسمبر لكن لم يتحدد مواعيد للقاهرة أو البانوراما، يعود الجونة بعدما عرضت عديد من الأفلام المقرر عرضها به إما على منصات إلكترونية أو في سينمات تجارية أو مستقلة مثل سينما زاوية أو حتى عن طريق القرصنة، لكن فتور تلك الفعاليات السينمائية الأكبر في مصر جعلت نسبة التعرض للمشاهدات المحققة للنجاحات في المهرجانات العالمية أكثر فتورًا من كل عام، وعلى الرغم من ذلك وصلت بعضها للجمهور المصري في عروض محدودة أو عامة، رسمية وغير رسمية.
يميز ذلك العام سينمائيًا ضخامة هوليوودية بأسماء مثل كريستوفر نولان في أوبنهايمر أو أفلام مدعومة بعلامات تجارية عالمية مثل باربي، ويعود مارتن سكورسيزي بفيلم ذي ميزانية كبيرة وسياق واسع بقتلة زهور القمر إضافة لإعادة إحياء سلسلة ألعاب الجوع بفيلم تقع أحداثه قبل السلسلة السينمائية الشهيرة، لكن في السياق غير الهوليوودي نرى أعمالًا أكثر حميمية وضآلة تركز بشكل رئيسي على أفراد على هوامش الحياة يعملون في وظائف غير ساحرة لكنها أساسية، ويعيشون حيوات لن تكتب في التاريخ، تمتزج تلك السرديات الشخصية الحميمة مع السياقات السياسية الأوسع في البلدان التي تأتي منها الأفلام، فتنتج مجموعة من الحكايات التي تصلح لمشاهدات بديلة عن ضخامة أوبنهامير واعتذاريته الأمريكية، أو بزخ باربي وانغماسه في الاستهلاك.
أفضل الأفلام العالمية بعيدًا عن هوليوود في 2023 – اختيار «إضاءات»:
- Fallen Leaves
- Perfect Days
- The Taste of Things
- Anatomy of a Fall
- Totem
- Bad Living
- The Teacher’s Lounge
- Afire
- وداعا جوليا
- Past Lives
1. Fallen Leaves
يعود المخرج الفنلندي ذو الأسلوب الذي يصعب إخطاؤه آكي كوريسماكي هذا العام بفيلم من أفضل أفلامه وأفضل أفلام العام، حكاية رومانسية رقيقة، فهو أحد أواخر المخرجين الرومانسيين في العالم، تكمن رومانسيته في تصديقه بقدرة الحب على الإنقاذ ليس الإنقاذ الكبير للعالم أو للأفراد من مآسيهم لكنه على الأقل يعطي الفرد القدرة على احتمال تكملة الحياة، في أفلام كوريسماكي التي يمكن وصفها كلها بالكوميدية على الرغم من تركيزه على حيوات تراجيدية صغيرة غير مرئية لموظفين في طبقات عاملة، يتم تسريحهم من وظائفهم أو يعملون تحت ظروف غير آدمية، ينقذ الحب والرعاية رجل فرنسي من محاولاته الشخصية لقتل نفسه، وينقذ شخص تعس الحظ من سلسلة من الأحداث المميتة وفي أوراق ساقطة Fallen Leaves ينقذ رجل من إدمان الكحول وامرأة من انعدام المعنى. يدور أوراق ساقطة حول عامل يدعى هولابا وموظفة تدعى آنسا، على خلفية الحرب الروسية على أوكرانيا تصل إلى فنلندا عن طريق صوت الراديو، تتقابل الشخصيات لأول مرة كعادة أفلام كوريزماكي في أجواء من الروك والرول ودخان السجائر، ثم يذهبان سويًا لمشاهدة فيلم ويقف بينهما سوء حظ وتفاهم ثم تجمعهما دار العرض مجددًا، أوراق ساقطة فيلم حميمي رومانسي بشكل كلاسيكي يؤمن بالحب وبالعدالة الاجتماعية ويقدم تجربة بصرية وسمعية مشبعة بموسيقى تشايكوفسكي وبالتة من الأزرق والأحمر تجعل الفيلم معاصرًا وخارج عن الزمن في الوقت ذاته.
2. Perfect Days
يتميز العام بعودة عدد من المخرجين ذوي الأسماء الكبرى في السينما العالمية بجانب كوريسماكي يعود الألماني الشهير فيم فيندرز بفيلم يستدعي حميمة أفلامه في الماضي، مثل أوراق ساقطة يتعامل أيام مثالية مع أفراد من الطبقة العاملة بقصص على مستوى ميكروسكوبي لا تكاد ترى، يسرد الفيلم متمهلًا يوميات هيراياما (كوجي ياكوجي) عامل النظافة في حمامات طوكيو العمومية، رجل هادئ ذو وجه باسم، يستيقظ في المعاد ذاته يوميًا، يرتدي ملابسه ويعمل بجد في الساعات الأولى من النهار حيث تبدو المدينة المزدحمة ساكنة زرقاء، يقضي هيراياما أيامه في سماع شرائط الروك الأمريكية والقراءة قبل النوم، وتأمل حركة الظل بين وريقات الشجر، تمضي الأيام بشكل تكراري يستدعي جان ديلمان شخصية شانتال أكرمان الشهيرة لكن من دون العنف الداخلي الموشك على الانفجار، في أيام مثالية يغذي التكرار حياة منعمة، لكنها ليست مثالية، ربما يضفي الفيلم طابعًا رومانسيًا على الطبقة العاملة والوظائف محدودة الدخل لكنه فيلم مجرد يمكن قراءته على عديد من المستويات ومع حلول مشهد النهاية يمكن التشكك في النية الرئيسية للفيلم باعتباره قصيدة في مدح تفاصيل الحياة اليومية وربما إعادة التفكير في كون تلك الأيام المثالية هي هروب من شيء أكثر شرًا وتعقيدًا.
3. The Taste of Things
استمرارًا لدراسة التفاصيل الحياتية داخل حيوات صغيرة يأتي مذاق الأشياء للمخرج الفيتنامي آن هانج تران الذي يمتاز بتمهل وميل لجعل الأفلام مساحة لتغذية الحواس بتركيز على الملامس والأصوات، وأخيرًا المذاقات المختلفة للأشياء، تقع معظم أحداث الفيلم في مطبخ مشغول، يمضي الفيلم وقته في تصوير عملية تحضير الطعام بجوانبها المشهية والمنفرة، يضم المكان مزيجًا حيويًا من المخلوقات الحيوانات وأعضائها، النباتات والأعشاب منتجات الألبان وحرارة الفرن، الجميع يتصبب عرقًا والجميع في حالة انشغال حتى يتم تنفيذ الوجبة، تشرف بشكل رئيسي على التنفيذ أوجين (جولييت بينوش) بينما يتناول الطعام ويتذوقه دودان (بينواه ميجميل) الذي يكتب ويؤلف الوصفات ويجتمع مع أصدقائه من الرجال في وليمة دورية فارهة، يتذوقون وينقدون ويتأملون المذاقات المختلفة لكل عنصر، لا تمتلك أوجين الوقت للجلوس وحضور جلسة التذوق، بعد سلسلة من الوجبات تضرب المأساة الفيلم يتحول إلى قصة حب متفانية تستدعي تحضير الطعام كمجاز لهشاشة الحياة والكائنات، مذاق الأشياء هو فيلم رومانسي دون ترفع منغمس تمامًا في عاطفيته ويصنع تجربة حسية من الأصوات والألوان والأبخرة، وتخيل مذاق الأشياء.
4. Anatomy of a Fall
في تشريح سقطة الحاصل على سعفة كان الذهبية نبتعد قليلًا عن الطبقات العاملة ونتعامل مع طبقة من المثقفين، زوج من الكتاب وجريمة قتل، دراما محكمة كلاسيكية تقلب جاستين تريت سمات نوعها وتجعلها أكثر تجريدًا، تصبح المحاكمة تشريحًا كما في عنوان الفيلم لعلاقة زوجية، لعلاقات قوى بين المهاجرين واللغة، والأهم عن قصور المؤسسات والنظم القانونية في التوصل لما يحدث حقًا، في تشريح سقطة تقع الأحداث في مساحة ثلجية بيضاء لا يلطخها غير قطرات الدماء الناتجة عن سقطة من دور ليس بعال لكنها سقطة مميتة على أي حال، تحدث بينما تصدح الموسيقى عاليًا، دون شهود على حدوثها، لكن هناك شاهدًا واحدًا على نتيجتها، طفل صغير مصاب بعطب في العصب البصري، يؤجج ذلك الحادث جدل واسع، هنالك رجل سقط من نافذة منزله، بينما زوجته في الدور السفلي وابنه يتمشى في الجليد، ينطلق الفيلم من المأساة ويجعلها أشبه بعملية تشريح فعلًا دقيقة وجراحية، يستخدم الخيال الأدبي للزوجة والأديبة ساندرا (ساندرا هولر) ليحلل نواياها تجاه زوجها، ويستخدم التكنولوجيا التي تسمح للزوج بالتسجيل الصوتي دون علم زوجته لاستشفاف طبيعة العلاقة، تتقاطع في تشريح سقطة الحدود الفاصلة بين الأدب والحياة والنظام القضائي العام والحيوات الشخصية ويقدم تجربة آسرة ومشدودة وأداء تمثيليًا من الأفضل في العام من ساندرا هولر.
5. Totem
في شاشة مربعة صغيرة وأوجه فتية يتعامل طوطم أو تميمة لليلا أفيليس مع كل شيء ولا شيء، الطفولة والحب والمرض والموت، كل شيء على خلفية حفلة عيد ميلاد صاخبة، يمضي الفيلم وقته كله في التحضير لها، صخب وتوتر ينتج عن خبز الكعكات وإعداد الزينة ودعوة الجميع، لكن خلف كل التوتر يقع صاحب عيد الميلاد شاب هزيل له ابنة صغيرة تتعرف على العالم، لكن ليس من خلاله، تتأمل أسئلتها الكبرى بينما يمضي اليوم غير عابئ، يقدم طوطم تجربة حميمة للغاية تمثل بصريًا المرور بأقصى المخاوف بينما تسير الحياة خارجنا، كما أنه تمثيل صادق لطبيعة الطفولة وتعقيداتها بخاصة طفولة الفتيات، كما يتعامل مع هشاشة الوجود وحتمية الفناء دون أن يتعامل مع أي من ذلك، يكفي أن نشاهد حفل عيد ميلاد يبدو وكأنه الأخير، في أجواء مزدحمة تضم عائلة كبيرة في مكان واحد، تجمع الضحك والبكاء والخلافات والمصالحات مرة أخرى، عرض الفيلم في مهرجان برلين وهو المرشح القادم من المكسيك لجوائز أكاديمية العلوم والفنون.
6. Bad Living
في أجواء مشابهة لكن في سياق أوسع في المكان والحجم تقع أحداث «عيش سيئ» للبرتغالي جواو كانيخو، مرشح البرتغال لجوائز أكاديمية العلوم والفنون، مثل طوطم لا يخرج «عيش سيئ» خارج العائلة مع تركيز خاص على نسائها، لكنه يعتمد إحداثيات واسعة لشاشاته تظهر فندق ضخم لكنه خاوي ويبدو مهترئ، تديره مجموعة من النساء من أجيال متعاقبة لعائلة واحدة ويركز الفيلم على إحداهن، أم لفتاة مراهقة وابنة لامراة مسنة، تتشرب بيداد (أنابيلا موريرا) صدمة سمية علاقتها بوالدتها وتبثها في ابنتها في دائرة يبدو وكأنها لا تنكسر من الصدمة الجيلية المتعاقبة، توفي زوج بيداد للتو وذلك هو الإطار الذي يؤجج الدراما العائلية بين الشخصيات كلها، يعمل المكان كشخصية رئيسية في تأطير حيوات تلك النساء، نرى بيداد ضئيلة وحيدة في حوض سباحة ضخم أزرق، نرى النوافذ المنارة ليلًا تظهر حيوات متجاورة ولكنها منفصلة تمامًا، يصور «عيش سيئ» حالة خانقة بشخصيات محتجزة داخل عقولها وداخل تلك المساحة الواسعة التي تضيق كل ثانية حتى تسعى الشخصية الرئيسية للخلاص كمحاولة لكسر الدائرة الجيلية القاتمة.
7. The Teacher’s Lounge
في حكاية أخلاقية على غرار أفلام الإيراني أصغر فرهادي يغزل الألماني التركي إلكير كاتاك قصة في سياق صغير لكنه كوني في الوقت نفسه، حكاية تقع في مدرسة داخل غرفة المعلمين، تلمس قضايا عدة منها قضايا الأقليات والهجرة والتكنولوجيا وحق المراقبة، كارلا (ليوني بينيش) معلمة ذات نزعة أخلاقية وأساليب تدريس غير تقليدية، تشعر أنها تأخذ قرارتها الصائبة حينما يتعلق الأمر بحادث سرقة في المدرسة، ترفض الضغط على الأولاد لكي يعترفون على زملائهم، ولكي تحل معضلة أخلاقية تصنع أخرى، بموضعتها كاميرا في غرفة المدرسين من خلالها تشك في عاملة بالمدرسة مما يؤجج تمردًا من ابنها الذي يدرس في المدرسة، تتصاعد أحداث غرفة المدرسين حدث بعد الآخر وتتفكك تدريجيًا طبيعة كارلا الأخلاقية وما تقف في صفه، يعمل الفيلم كفيلم إثارة وبحث وفيلم اجتماعي يقتطع شريحة مجتمعية تضم اختلافات عرقية وقومية وجندرية، الفيلم هو مرشح ألمانيا لجوائز أكاديمية العلوم والفنون.
8. Afire
كريستيان بيتزولد هو أحد أكثر الأصوات السينمائية الألمانية بروزًا، مع الوقت أصبح واحدًا من هؤلاء المخرجين العالميين المنتظرين عامًا بعد عام، يعمل بيتزولد في إطار من الأفلام النوعية والأفلام الفنية، تتداخل في أعماله الإثارة الهيتشكوكية والهويات المتداخلة بجانب بطء وتجريد فني، لكن كلها يتوسطها رومانسية كلاسيكية ناعمة، علاقات تحدث في أقصى أوضاع الحالة الإنسانية في الحروب وفي مناطق اللجوء، مؤخرًا يهتم بيتزولد أكثر بموضعة قصصه في العالم المعاصر وفيلمه الأخير «مشتعل» هو أحد أكثر أفلامه انغماسًا في العالم الحالي، متأثرًا بإريك رومير وقصص إجازاته الفرنسية يصيغ بيتزولد إجازة ألمانية لشابين صديقين في منزل على أطراف المدينة وسط غابة مشجرة، تشتعل بها النيران على بعد، يحاول ليون (توماس شوبيرت) كتابة روايته، بينما يعمل فيلكس (لانجستون أوبيل) على ملفه الفني، ليون شاب ساخط لا يحب التغيير ولا اضطراب الخطط، بيما صديقه فليكس مرن وسلس يتحرك بحرية يسبح في المياه الحرة ويتعرف على الأشخاص الجدد بسهولة، تتغير الخطط حينما يكتشفا أن ناديا (باولا بير) نزيلة في المنزل، وجودها سوف يغير حياة ليون، في سردية رومانسية كلاسيكية ومتوقعة، يتعامل بيتزولد مع قصته بجدية ممزوجة بالسخرية ويصيغ قصص حب مضطربة قل وجودها في السينما المعاصرة.
9. وداعًا جوليا
في فيلمه الأول يصيغ محمد كردفاني قصة من داخل وطنه السودان عن شعب منقسم وصداقة ضد الانقسام، وداعًا جوليا هو الفيلم السوداني الأول ليعرض في مهرجان كان، تقع أحداثه قبيل انفصال جنوب السودان عن شماله، يؤطر الانفصال مجموعة من الخلافات الجوهرية بين أصحاب قومية واحدة بدينين مختلفين وأصل عرقي مختلف، لكن في الوقت نفسه يستخدم كردفاني صداقة نسائية بين جوليا من الجنوب ومنى من الشمال، تلك الصداقة النسائية تجعل من الفيلم تعليقًا سياسيًا مركبًا على العنصرية والبطريركية والنساء كضحايا أزليين لحروب الرجال، يقدم «وداعًا جوليا» تجربة صعبة المشاهدة على الرغم من اعتماده خفة تقليدية في نصفه الثاني، لكن مشاهدته في وقت اندلاع حرب داخلية جديدة للسودان يجعله وثيقة فنية تصور الحب والصداقة والحرب، صناعة المقاومة من الأطفال وجذور الأفكار العنصرية وتداخلها مع الأفكار الذكورية بالضرورة، «وداعًا جوليا» هو مشاركة رقيقة وقاسية من عالم يندر رؤيته على الشاشة.
10. Past Lives
«حيوات سابقة» لسيلين سونج هو أحد أكثر أفلام العام تعرضًا للمدح، هو ليس فيلمًا غير أمريكي لكنه عن أمريكيين من أصول ليست أمريكية، فيلم عن الهويات المزدوجة والماضي العرقي والثقافي، وفوق كل شيء هو فيلم عن الحب وعن تصور السيناريوهات المستحيلة، يسرد الفيلم بتمهل وعن طريق ثلاث قفزات زمنية علاقة نورا (جريتا لي) بزميلها في المدرسة هي سانج (تيو يو) في كوريا، ثم انفصالهم نظرًا لسفرها إلى الولايات المتحدة، وفي قفزة زمنية تعود علاقاتهما عن طريق الإنترنت يستعيدان ذكريات طفولتهما ويتجدد قربهما قبل أن تقع القفزة الثالثة بارتباط نورا بشاب أمريكي أبيض بعيد عن ثقافتها وأصلها الكوري لكنها الآن ذات هوية متشابكة بين وجهها الكوري المألوف وشخصيتها الأمريكية بالكامل التي ترى أن كوريا هي شيء من ماضيها وليس استمرارية حاضرة، حتى تقابل هي سانج مرة أخرى وتستعيد الاحتمالات وتقع في مقارنة مستحيلة بين سعادتها الحالية والسعادة التي كانت ممكنة، وبين وطنها الحالي ووطنها الذي تركته خلفها.