أفضل 10 روايات وقصص مصرية في عام 2023
مع بداية كل عام تتأهب المكتبات ودور النشر المصرية والعربية لإطلاق أحدث إصداراتها من الأعمال الأدبية تزامنًا مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، وأثناء المعرض، وعلى مدار شهور لاحقة، تتسع قائمة قراءات العام، وتتوالى الإصدارات الحديثة ثم يقل عددها بالتدريج وصولاً لنهاية العام، وفي ختام العام يبدأ موسم الحصاد. نشارككم في تلك القائمة أفضل إصدارات الأدب المصري في عام 2023. تتنوع القائمة بين الروايات والقصص القصيرة، كما تتنوع الأعمال المختارة بين إصدارات إبداعية لأجيال أدبية متنوعة.
10. حبة بازلاء تنبت في كفي
من ذكريات الطفولة نفهم كل شيء، تتشابك ذكريات الطبيب الشاب بطل الرواية مع مشاعره ومع لعنة خفية للساحرات في الأساطير والحكايات القديمة، لم تفسر الأم لصغيرها الحكايات الخرافية التي تسكته فقرر أن يكملها على طريقته، تسرد الرواية في خطين متوازيين، سرد عادي يستدعي به البطل الماضي والحاضر، وسرد يحكيه من داخل الدولاب الذي قرر المكوث فيه ليعري ذاته ومشاعره.
تأخذنا خيوط الرواية إلى عشرين حكاية تبدأ من دولاب مظلم وعتمة شعورية ومسارات خفية يتجلى معها الوحش بداخل الراوي. يحمل بطل الرواية عبء كبير، صخرة تثقله ومشاعر معقدة تجاه من يحبهم ومن يكرههم، وكأنه يعرف نفسه بالمحبة والكراهية، والنجاة من مخاوف الأم وسموم الأب، لكن الحكاية يجب أن تكتمل لأنها خلاص البطل لأن «الحكايات هي التي تقتلنا» وابتلاع الدولاب المظلم له يكمل رحلة خلاصه. حبة بازلاء تنبت في كفي هي ثالث روايات الكاتبة والطبيبة دعاء إبراهيم وخامس عمل إبداعي لها. الرواية صادرة عن دار العين.
9. أيام عادية
في خمسة وخمسين قصة قصيرة صادرة عن الكتب خان يسرد لنا الكاتب عادل عصمت مشاهد من أيام أبطال القصص العادية في قالب يتشابه في فكرته مع مجموعته القصصية «قصاصات». في كل قصة نستدعي مع أبطالها شعورًا بعينه، بين الحياة والموت، وبين ذكريات بعيدة تحييها من جديد صدفة عابرة، وكأن ما نحتاجه دائمًا صدفة أو حدث غير متوقع لكنه عادي جدًا فتنفتح معه دفاتر الحياة، تمامًا كبطلة قصة «ظل مرور الأيام» التي تدون كل تفاصيل حياتها العادية جدًا والمملة لكنها، ودون أن تدري، تقلب صحيفة حياتها لتتشبث ببقايا الأيام. أيام عادية صادرة عن دار الكتب خان.
8. ديك أمي
توفي الكاتب حمدي أبو جليل في فترة مراجعته لمسدودة الرواية وقبل أن يحتفل مع القراء بآخر كتاباته. صدرت رواية «ديك أمي» عن دار الشروق بعد شهرين من وفاته، لم يشهد أبو جليل صدورها ولا مراجعتها المراجعة المعتمدة الاخيرة لكن حرصت الشروق على صدور الرواية كما تركها بتعديلاته الأخيرة لتصدر الرواية تمامًا كما كتبها.
يمزج حمدي أبو جليل في روايته بين الذاتي والمتخيل، في ثانِ فصول الرواية يتحدث عن أمه التي سمت نخلاتها بأسماء أبنائها، وكذلك فعل حمدي وسمى رواياته «لصوص متقاعدون الأولى هالة، والفاعل دنيا، وقيام وانهيار الصاد والشين هشام، ويدي الحجرية تهاني، وديك أمي هي أمي». تقتفي «ديك أمي» أثر الأم، هي البطلة ومصدر كل الحكايات على امتداد الفصول، والراوي -الابن- وكل من حولها هم أثر وظل لتلك المرأة الفلاحة ذات الجذور البدوية، والرواية هي توثيق لسيرتها وعودة إلى جذوره بعيدًا عن حكايات المدينة في مشاهد متفرقة تشبه طريقته لاستدعائها في ذاكرته.
تلك العودة للجذور هي خير ختام لمشروع حمدي أبو جليل الأدبي قبل وفاته المفاجئة.
7. قطط تعوي وكلاب تموء
قصص قصيرة للكاتب أحمد عبد المنعم رمضان ترصد أحداثًا غرائبية تسيطر على المدينة والمشترك في كل القصص أن أبطالها أو المحرك الرئيس لأحداثها هم الحيوانات. هنا تأنسن الحيوانات من قطط وكلاب وقردة وخنازير، بينما الناس في القصة يظهرون وكأنهم غريبي الأطوار، ألفوا غرابة مدينتهم ورائحتها القذرة، والخوف في القصص مصدره الحيوانات لا البشر، وكأن قوانين الغابة تطبق في المدينة والبشر هنا مقحمون أو دائمًا في حالة خوف. قطط تعوي وكلاب تموء هي سادس أعمال أحمد عبد المنعم رمضان المنشورة. صدرت المجموعة عن دار الشروق.
6. تمشية قصيرة مع لولو
يوحي عنوان المجموعة بالشعور المصاحب في أغلب قصصها، تمشيات قصيرة لشخصيات يتشابهون في ظروف معيشية متقاربة، الأمر لا يخلو من تمشيات قصيرة أو طويلة كالسياحة في القاهرة مشيًا على الأقدام أو تمشية أب مع صغيرته. في المجموعة ثمة تنويعات مختلفة على ارتباكات داخلية لتلك العلاقة المعقدة بين الأباء والأبناء، لكنها هنا محاولة للفهم والقرب ومواجهة هواجس داخلية تنشأ منذ الطفولة ويقرأها الأب في عيون ابنته فيرى انعكاسها فيها والعكس أيضًا، نفس الخوف ونفس الأسئلة تجاه المشاعر والحياة، وحضور الأطفال أو الأبناء هو حضور لامتداد الأباء، والوجه الآخر للحياة فيهم، وكأن المشاعر إرث ما لا ننفلت منه. تتكامل قصص الأبوة مع قصص أخرى عن الفن وكأنها امتداد لنوع آخر من هواجس الفنان تجاه فنه وتجاه أن يكون منسيًا. تحوي المجموعة ثماني عشرة قصة قصيرة، وهي العمل التاسع للكاتب محمد خير، وصدرت المجموعة عن دار الكتب خان.
5. المشاء العظيم
كل خيط من خيوط الجنون المنفلت من عقل بطل الرواية «محمد الأعور» هو جزء أساسي من واقعية الرواية، الجنون يقود للحقيقة، يفتح له الطريق لخوض رحلة بحث عن الجوهر الأصيل للفنان، أصالة أن تكون كاتبًا وإنسانًا حقيقيًا. الرواية رحلة طويلة متشابكة في الأفكار والهلاوس وعبر فصول الرواية تكثر الأسئلة عن ماهية الفن وأصالته، وتضع القارئ -سواء كان قارئًا أو كاتبًا أو حتى فنانًا- في حالة مكاشفة مع وسط ثقافي أدبي يسعى بكل الطرق غير المشروعة أن يقبض على طزاجة الشباب في أجساد واهنة تصنع من كل مبتذل جميل.
صدرت الرواية عن دار الشروق وهي العمل العاشر للكاتب أحمد الفخراني.
4. الليلة الأولى من دونك
كبطلات قصص المجموعة يمكننا أن نستكشف ذواتنا من زاوية صغيرة مطلة على العالم، فنتعرف على المدينة التي نتجول فيها خجلاً، واللغة التي تحمل مجازات إما تجعل التواصل بيننا أكثر تعقيدًا أو شعارية. في مجموعتها القصصية «الليلة الأولى من دونك» تتأمل أريج جمال مشاعر بطلاتها برهافة ولغة شاعرية وموسيقى مصاحبة لا تخلو منها كتاباتها السابقة، فهي تكتب بأسلوبية تستدعي كافة الحواس، وتنسج مشهدية يمكننا رؤيتها وسماعها في آن لنصل إلى أعمق نقطة في دواخل الشخصيات ونترك أسرى تلك الحالة الشعورية المتماهية مع الشخصيات حد التعب والحب. المجموعة هي ثالث أعمال أريج جمال القصصية، والإصدار الحديث بعد روايتها الأولى. العمل من إصدار دار العين للنشر.
3. مساحة للمناورة
لا ننتظر من القصة القصيرة حكاية جيدة فحسب بقدر ما ننتظر بناء محكم ومكثف للقصة التي تحكى في عدد صفحات محدود وعليها أن تمنحنا شعورًا بعينه تجاه بطل القصة وعالمه أو حتى مشهد عابر من حياته اليومية. تتحق شروط البناء المحكم للقصة في تلك المجموعة، وتتنوع بين شخصيات تحاول الانسجام مع محيطها ومع ذواتها أيضًا، انسجام في العلاقة مع الأب، الزوجة، الصديقة العابرة أو حتى ذبابة قررت أن تقتحم خلوة بطل وحيد، وكل شيء يبدأ من حدث صغير، مشهد ما، ثم تأخذ الأمور مساحة ربما أكبر من حجمها الحقيقي. مساحة للمناورة هي العمل الإبداعي الأول للكاتب أحمد فؤاد الدين، من إصدار دار المحروسة.
2. عودة ثانية للابن الضال
«عودة ثانية للابن الضال» هي مدخل مثالي للدخول إلى عالم الكاتب محمد عبد الجواد الذي صدرت له ثلاث نوڤيلات دفعة واحدة مع دار المرايا هذا العام، دخول هادئ إلى عالم الكاتب صاحب الجذور المتعمقة في الأحياء الشعبية وشخصياته هم أبطال أسطوريون في حكايات شعبية منسية. تبدأ النوفيلا باقتباس من الكتاب المقدس «الآن نحن أولاد الله» والأحداث اللاحقة تكشف لنا مدى التقارب بين حمادة أوريو وحكاية عيسى ابن الله، فمملكتهم ليست من هذا العالم. يخوض حمادة رحلة صعود وأفول وموت لم يكتمل لأنه بعث من جديد وكأنه عاش في الحياة مرتين، والحياة الثانية هي طوق نجاته الوحيد وقربانًا وخلاصًا شخصيًا لتخلد أسطورته على امتداد السنين، والأم هي الصورة المقدسة الثابتة التي تحمل جثة الابن وتبكيه وتودعه إلى أن يعود لها مرة أخرى.
تبنى حكايات عبدالجواد بالتلصص على خبايا ما يحدث في أزقة الحي الشعبي، وما من أبطال أخيار أو أشرار في عالم محمد عبد الجواد، بل ناس عاديون يسعون للعيش ومجاراة الحياة. صدرت النوفيلا عن دار المرايا تزامنًا مع نوفيلتين هما: «جنازة البيض الحارة» و«الصداقة كما يرويها علي علي».
1. غواية الفناء: ما تبقى من سيرة أبناء سري الجن
ما الذاكرة، وما التاريخ، وكيف نستدعي ذواتنا، عبر كشف أسرارنا أم كشف سجلات عائلية لم تفتح يومًا وهي طريقنا الوحيد لفهم أنفسنا قبل كل شيء؟ في رواية هالة صلاح الصياد الثانية «غواية الفناء: ما تبقى من سيرة أبناء سري الجن» نخوض رحلة طويلة يتقاطع فيها الزمان والمكان، حاضر الأبناء بتاريخ الأجداد، رحلة عائلة سكندرية تحاول أن تحافظ على أسرارها التي تكشف بالتدريج في صفحات الرواية، وكأن المكاشفة هي المفتاح الذي تبدأ وتنتهي عنده الرواية. نجحت الكاتبة في جذبنا لشخصياتها عبر الغوص في تشريحهم النفسي وكشف تناقضاتهم وقسوتهم تجاه ذواتهم، وعبر سرد غير خطي ومونتاج أدبي يحافظ على طزاجة السرد وفهم جذور المشاعر المتوارثة بين الشخصيات عبر الأجيال. الرواية صادرة عن دار صفصافة للنشر ومرشحة في القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد فرع المؤلِّف الشاب.