محتوى مترجم
المصدر
Defense One
التاريخ
2015/08/27
الكاتب
ماركوس ويسجربر

يستعد حلف الناتو لإجراء تدريباته العسكرية الأكثر تعقيدا منذ عقود – ربما منذ الحرب الباردة – مع تجهيزه للقوات المتحالفة لمجموعة من تصورات القتال الهجين، والتي قد يواجهونها في السنوات القادمة.

يتوقع مشاركة عشرات الآلاف من القوات، ومئات الطائرات، والسفن، والغواصات في التدريبات التي ستجري خلال شهري أكتوبر ونوفمبر في أسبانيا، والبرتغال، وإيطاليا وحولهم. حدث لآخر مرة أن حشد الناتو ذلك الكم الكبير من القوات لإجراء حرب مناورات عام 2002، بينما تعتبر مناورات العام الحالي أكثر تعقيدا.

«نحتاج إلى استعداد القوات لأداء عملها ويبدو أن متطلبات عملها في ازدياد»، حسبما صرح الجنرال بالقوات الجوية الفرنسية، جان بول بالوميروس، قائد قيادة الناتو المسؤولة عن تنسيق تدريب الحلف، للمراسلين في واشنطن يوم الأربعاء. وتابع: «من حيث القوة، يعتبر التدريب المقبل أقوى من جميع التدريبات السابقة للناتو، ربما منذ نهاية الحرب الباردة».

سيحمل التدريب اسم «الرمح الثلاثي 2015»، وسيحاكي عدة أنواع من التصورات التي ظهرت خلال 13 عاما الماضية، ومنها الهجمات الإلكترونية والدفاع الصاروخي الباليستي. وعلى النقيض، قضت قوات الناتو معظم العقد الماضي في مكافحة التمرد بالعراق وأفغانستان.

أجرى الجيش الأمريكي سابقا من الشهر الحالي تدريبا مشابها على النسق الهجين في كاليفورنيا، والذي مثل واحدا من أكثر تدريباته تعقيدا منذ أكثر من عقد. يعتبر هذا التدريب جزءًا من دفعة أكبر من قبل قادة الجيش لتجهيز وحداته لحرب راقية، وهي صورة من القتال حصلت على القليل من الاهتمام إثر خوض مئات آلاف القوات لحملات مكافحة التمرد في العراق وأفغانستان.

يتمثل هدف «الرمح الثلاثي» في إجراء إعادة تدريب على حرب المناورة، «والتي تمثل خبرة فقدناها خلال العقدين الماضيين بسبب طبيعة العمليات التي شاركنا فيها»، وفق بالوميروس.

يخطط الحلف حاليا لإجراء تدريبات مثل «الرمح الثلاثي» كل ثلاث سنوات. ويعلق بالوميروس: «يعتبر ذلك طموحا بشكل كافٍ ويوفر لنا الوقت اللازم للاستعداد والتخطيط للاستفادة بشكل كامل من هذا الاستثمار الضخم». سيجري التدريب التالي المشابه للقادم في شمالي أوروبا – النرويج، وبحر البلطيق وبحر الشمال – وسوف يشتمل على تطبيق للمادة 5، والتي تنطوي على وجوب رد الحلف في حال تعرضت إحدى دوله لهجوم.

سيشارك في «الرمح الثلاثي» أكثر من 36,000 من قوات الناتو من 27 دولة عضوة بالتحالف وسبعة دول شركاء، إلى جانب أكثر من 140 طائرة، و60 سفينة وغواصة.

ستبدأ التدريبات في منتصف أكتوبر بتدريبات قتالية جوية في إيطاليا قبل التحول إلى تدريبات القتال البري والبرمائي في أسبانيا والبرتغال في مطلع نوفمبر. وافق الحلف على إجراء هذا التدريب في قمته بشيكاجو عام 2012، قبل أن تغزو روسيا أوكرانيا وتحول الناتو إلى حالة الاستعداد القصوى.

سيختبر التدريب قدرة جيوش التحالف على مواجهة مجموعة من التهديدات، منها تصورات مشابهة لأفغانسان، والهجمات الرقمية، والدفاع الصاروخي البالستي والأزمات الإنسانية.

ويضيف بالوميروس: «لقد حاولنا إدخال النسق الهجين».

يشمل التدريب سيناريوهات قد تواجهها قوات الناتو، مثل: قتال جيوش أفضل تسليحا وأكثر تقليدية، مثل روسيا. ويمثل الدفاع الجوي وتدريبات منع الوصول جزءًا من التدريب.

«تعتبر تلك المخاطر والتهديدات خطيرة للغاية، والتي يجب أن نواجهها في جميع أنحاء العالم تقريبا لأن الكثير من الدول تضخ الكثير من الأموال لإعادة الاستثمار في دفاعهم»، حسبما قال بالوميروس، «يجب أن نضع ذلك في الاعتبار في حسابات الناتو».

تمثل الحدود الجنوبية لأوروبا وتهريب المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط مصدرا كبيرا للقلق لكبار ضباط الناتو في السنوات الأخيرة. واليوم، وجدت النمسا جثثا متحللة لعشرات المشتبه في كونهم مهاجرين في شاحنة، حسبما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز». يخشى المسؤولون العسكريون وصول المسلحين إلى أوروبا عبر ذلك النوع من عمليات التهريب.

وأضاف: «عند وضعنا للرؤية المستقبلية، اعتقدنا أن الجنوب مقلق بالفعل».

أشاد الجنرال الفرنسي، الذي سيتقاعد في الأسابيع القادمة بعد أكثر من 40 عاما في الجيش، بتدريب الناتو السابق لاتاحته لبعض أعضاء الحلف التنسيق بشكل سريع وسهل بين بعضهم البعض خلال حملة القصف الجوي ضد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.