كيف نتحدث مع الأطفال عن حوادث القتل الجماعي؟
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
في وجود القصص المتكررة عن وقوع حوادث القتل الجماعي المروعة في الولايات المتحدة وحول العالم، يقلق الكثير من الآباء بحكمةٍ بشأن كيفية تأثير الأنباء عن هذه المآسي على أطفالهم. مثلما كتبت إيلين ستورم نيز من موقع Parents.com في مقالها الممتاز عن الحديث مع الأطفال عن الإرهاب، يطرح الأطفال أسئلة مؤثرة مثل، «لماذا يريد الناس إيذاءنا؟»عندما يتعلق الأمر بالحديث مع الأطفال عن هذه الأحداث، سمعنا قول بعض الآباء، «الأطفال بحاجةٍ لمعرفة كيف هي الحياة، وإخفاء الحقيقة لن ينفعهم مطلقًا»، لكن هذا صحيح جزئيًا فقط؛ حيث تظهر الأبحاث بوضوح أن كيفية وتوقيت معرفة الأطفال بشأن المآسي العنيفة يؤثر على سلوكهم وصحتهم النفسية.
أولًا، يواجه الأطفال بعمر الثامنة والأصغر صعوبة في تحديد ما إذا كان ما يرونه على الشاشات خيالًا أم حقيقة، وتتطور هذه القدرة مع التقدم في السن. لذلك فإن الأطفال الصغار يمكن أن يجدوا حتى عنف التسلية أكثر إخافة وإثارة للقلق بكثير من البالغين، حيث يعتقدون أنه يحدث لأشخاصٍ حقيقيين. لذلك يوصي الخبراء بعدم مشاهدة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ثمانية أعوام أي مواد إعلامية تحتوي أي نوعٍ من العنف.بالنسبة لعنف الحياة الواقعية، نعتقد أن الكثير من البالغين سيتفقون على أنهم وجدوا الأمر مزعجًا أن يشاهدوا موادَ مصورةً لحوادث القتل الجماعي كالتي وقعت في باريس، نادي «بالس» بأورلاندو، ودالاس، والمذبحة الأخيرة باستخدام شاحنة لدهس مئات الأشخاص في نيس، فرنسا. حسنًا إذن فكلما زادت واقعية تصوير العنف، كما في حالة التغطيات الإخبارية لأحداثٍ حقيقية، كلما أمكن أن تحدث ضررًا أكبر بالصغار الذين لم تعدّهم عقولهم وخبراتهم الحياتية بعد للتأقلم مع هذه الوقائع كالبالغين.يمكن للتغطية الإعلامية للمآسي العنيفة أن تكون مؤذية نفسيًا حتى بعد عمر الثامنة، خصوصًا مع التعرض المتكرر أو المؤثر لتلك المشاهد حيث يمكن للأطفال فعليًا استرجاع الحدث مرارًا وتكرارًا. وبالتالي، يمكن لمشاهدة الصغار المتكررة للعنف الصريح كما في التغطية الإخبارية للمأساة أن تطور لديهم خوفًا طويل الأجل، قلق، اكتئاب، غضب أو اضطراب ما بعد الصدمة، وحتى معدلات مرتفعة لتعاطي المخدرات، وفقًا لدراسات.لذلك يوصي العديد من الخبراء بعدم التعرض لأي أخبار قبل سن الحادية عشر أو قرب ذلك، وتقليل مشاهدتها بعد ذلك إلى الحد الأدنى، وأن تكون في وجود بالغين يطمئنونهم ويساعدونهم على معالجة المعلومات من وجهة نظر بالغة، دقيقة وهادئة.لكن حتى الأطفال الصغار يمكن أن يسمعوا بشأن أحداثٍ من أشخاصٍ آخرين، لذلك فإنه بعد وقوع مأساة، اسأل الأطفال قرب سن الرابعة وأكبر ما إذا كانوا قد سمعوا بوقوع أمرٍ سيء. إن كانت الإجابة نعم، اسألهم بشأن ما يعرفونه عن الحدث لتتمكن من تصحيح أي مفاهيمٍ خاطئة لديهم (على سبيل المثال، قد يظنون أن الأمر لا يزال يحدث بينما هو انتهى، أو قد يعتقدون أنه وقع بقربك على خلاف الحقيقة، أو أن أشخاصًا تعرفهم قد تعرضوا للإيذاء لكن ذلك لم يحدث، أو أنهم أو أسرتهم سوف يتعرضون للإيذاء بعد ذلك بينما أنكم ستكونون آمنين).عند مناقشة الأحداث، أو مشاهدة التغطية الإخبارية عندما يكون أطفالك كبارًا كفاية، هذا هو ما يجب أن تجربه:1. الأمر الأهم هو أن تطمئنهم بشأن أنك ستعتني بهم وستحافظ على سلامتهم، وأن هناك أشخاصًا آخرين جيدين في العالم أكثر من السيئين. بالنسبة للأطفال الأكبر، يمكنك أن تقول: «لقد كان هناك دائمًا مآسي تأقلم الناس معها عبر الإيمان، الحديث ومساعدة الآخرين». طمئنهم بشأن أن حوادث إطلاق النار والهجمات من غير المرجح جدًا أن تحدث لهم، لأصدقائهم أو لعائلتهم.2. أسألهم بشأن شعورهم تجاه الحدث وصدّق على صحة مشاعرهم، «لا بأس أن تكون خائفًا وحزينًا، أنا أيضًا أشعر بذلك. لكنني أعرف أننا سنكون بخير». لا تؤكد على المخاوف التي قد تنتابك، لأن الأطفال يتطلعون إلينا بحثًا عن الطمأنينة والهدوء.
3. أكد على المساعدة والتعاطف من جانب الغرباء الذين يهتمون لأمر الضحايا وأن الناس يعملون بجدٍ لمنع أمورٍ كهذه من الحدوث مجددًا. تحدث بشأن كيف أن عائلتكم يمكنها المساعدة، كأن تتبرع بالمال أو الوقت، أو إرسال رسائل لعائلات أو مجتمعات الضحايا.4. إسألهم حول ما إذا كان لديهم أي أسئلة (لا بأس بألا يكون لديك كل الإجابات) وقل لهم إنك ستود أن تتحدث مجددًا كلما أرادوا. قل إنه من الجيد الحديث بشأن المخاوف لكن هناك مرحلة يكون من الأفضل فيها الابتعاد عن الموضوع – عندما لا يقدم الأمر أي مساعدة بل يجعلنا نحزن، نقلق أو نغضب.بعد ذلك، تحدث بشأن الأحداث فقط حين يريد الأطفال ذلك أو عندما يريدون التعبير عن مخاوف.يمكن للمراهقين الذين لديهم هواتف ذكية وعلى اتصال بالإنترنت أن يعرضوا أنفسهم بشكلٍ مفرط لهذه الأخبار، لذلك شارك معهم لماذا من الأفضل لنا جميعًا أن نقلل تعرضنا لها: لأن مشاهدة المزيد من التغطية لا يساعد أحد، بل يمكن أن يضر بحالتنا المزاجية، نومنا، أدائنا، سلوكنا وطريقة تفكيرنا.سوف يعرف الأطفال بشأن الأحداث، المواقف والأشخاص السيئين مع نموهم. لكن يمكننا أن نحمي صحتهم السلوكية والنفسية عبر تقليل تعرضهم للأخبار السيئة حتى تنضج عقولهم كفايةً للتأقلم مع المعلومات بطرق صحية.نعتقد أن الأجهزة التكنولوجية التي تجلب مقاطع مصورة للمآسي العنيفة إلى بيوتنا، سياراتنا، مدارسنا، مطاعمنا، أماكن عملنا، والأماكن الأخرى، التي يمكن أن تُشاهد مرارًا وتكرارًا، تمثل ظاهرة تجريبة خطيرة بشكل محتمل وجديدة. افصل الأسرة عن ذلك وقوموا بأنشطة بسيطة وممتعة معًا أو شاهدوا مواد اجتماعية إيجابية راقية مضحكة.