راند: كيف تهزم “بوكو حرام” جديدة في مالي
محتوى مترجم | ||
المصدر | ||
التاريخ | ||
الكاتب |
ثمة تكهنات متزايدة، علاوة على ذلك، بأن «جبهة تحرير ماسينا» تمثِّل بوكو حرام جديدة، الجماعة الإسلامية المتمردة والتابعة لتنظيم الدولة الإسلامية التي حولت شمال نيجيريا إلى منطقة حرب. إن المقارنة تنطوي على بعض المزايا، لكن، على أية حال، من المهم أن نفهم ماهية جبهة تحرير ماسينا بدلًا من التسرع في الاستنتاجات.
إن جزءًا من المشكلة التي تطرحها جبهة تحرير ماسينا على المحللين الغربيين هو قلة المعلومات المتوفرة حول المجموعة، ووسط مالي، والمجموعة العرقية «بيول»، التي تستمد منها الجبهة مجنديها، وقائمة الأمريكيين الذين يستطيعون التحدث مع أي سلطة عن السياسة والدين والمجتمع المعاصر في وسط مالي، أو بشكل أكثر تحديدًا في مجتمع بيول المالي، قصيرة.
والمشكلة الأخرى هي حقيقة أنه في منطقة الساحل من الصعب تحديد إلى أي مدى تمثِّل جماعة متشددة أي شيء أكثر من طموحات المتعهدين الذين وجدوا في التشدد وسيلة للتقدم – أو، في مقابل ذلك، عكس المظالم المشروعة أو أي من «الأسباب الجذرية» المعتادة المرتبطة بالتطرف.
لقد لاحظ أحد الخبراء الفرنسيين، على سبيل المثال، أن بيوليين قد شاهدوا بعض جيرانهم يحملون السلاح لفرض مصالحهم لسنوات حتى الآن، وخلصوا إلى أن الوقت قد حان لدخولهم على الطريق. إن التطرف الإسلامي بوضوح يمثِّل عاملًا واحدًا؛ بينما، هناك مصالح اقتصادية وسياسية. إذا كان لا يمكن للمرء التغلب عليهم – المجموعات العرقية الأخرى التي يبدو أنها قد وجدت الربح في حمل السلاح – ينضم إلى صفوفهم.
على أية حال، إن جبهة تحرير ماسينا (مثل بوكو حرام) تمثِّل جسرًا خطيرًا بين ضفتين دينيتين قويتين، في سياق مجتمع يتسم على نحو متزايد بالمنافسة العنيفة بين الجماعات العرقية على السلطة والوصول إلى الموارد. يشتمل الإسلام بين البيوليين، كما هو الحال مع المجتمعات الساحلية الأخرى، في داخله على نزعة «إصلاحية»، أو «إحيائية» قوية تتعايش وتشتبك أحيانًا مع ما يمكن وصفه بأنه العقيدة الصوفية والإنسانوية.
ومن الناحية التاريخية، النصير الأكثر وضوحًا للنزعة الأولى هو «سيكو أمادو»، الواعظ الذي بدأ، في أوائل القرن التاسع عشر، الجهاد وأسس «إمبراطورية ماسينا» التي ربطت بها جبهة تحرير ماسينا نفسها. وأفضل مثال معروف من الطرف الآخر هو «أمادو همباطي با»، وهو كاتب من القرن العشرين عمل جاهدًا على صون وتعزيز ما اعتبره إسلام البيوليين الكوني والواضح.
وتموضع «جبهة تحرير ماسينا» نفسها بقوة على الجانب الإحيائي من إسلام بيول مع ربطه بأشكال مستوردة من الإسلام الراديكالي؛ إنها تسعى للاستفادة من مزيج التعصب العرقي والتطرف الديني المعاد إنتاجهما من خلال ذاكرة ماسينا مع تطعيمهما بالإسلاموية الحديثة.
وفي قيامها بذلك، فإنها تعكس فشل سلطات وتقاليد إسلامية أكثر اعتدالًا كتلك التي يحتفل به من قِبل بي للتنافس في المجال العام الإسلامي المعاصر في مالي. كما تعكس توليفة التطرف الديني مع التطرف العرقي المدفوعين بانعدام الأمن، والمنافسة بين المجموعات العرقية، والاتجاه العام للشعب، تحت الضغط، للتراجع إلى مجموعات التضامن العرقية أو القبلية.
إن جبهة تحرير ماسينا أكثر من مجرد تهديد أمني، وهذا يعني أن ما هو مطلوب لإلحاق الهزيمة بها يتجاوز «الإجراءات الأمنية». كما أنه ثمة حاجة لتكثيف الجهود المبذولة من قوات الجيش والشرطة ضد المجموعة، ويحتاج واضعو السياسات في مالي وشركائهم الدوليين إلى التركيز على مواجهة الإسلام الإحيائي، من الناحية المثالية من خلال تعزيز التقاليد الإسلامية الأخرى في مالي، بينما يتم إيجاد طرق لتهدئة المنافسة بين الطوائف.
وكلتا المهمتين غير سهل، ولكن إذا لم يتم إحراز تقدم على أي جبهة، فإن أي تدابير أمنية، مهما كانت فعالة، لن توقف التهديد الذي تمثله الجبهة على المدى الطويل.