الإسلام في الشرق الأفريقي: بين مطرقة العرب وسندان الحكومات
اتخذ الشرق هذا الزخم -ولا زال- لأسباب ليست غريبة ولا مستغربة، إلاّ أن العملية البحثية قد دارت في فلكٍ غير الذي ندور فيه الآن. لهذا آثرنا أن يكون تناولنا شاملًا ومختلفًا ويلمس بعدًا جديدًا يتلخص في الربط بين الحالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومردودها الطبيعي على الحالة الدينية والثقافية للجالية المسلمة في تشكيل وعيها ومواطن ضعفها وقوتها.
بالإضافة لتشابك علاقاتها في الداخل مع الحكومة، والخارج مع الجاليات الأخرى، وكذلك حجم الدور الذي تشكله الجالية فعليًا بمنطقي العدد والحراك، وتداخل أدوارها مع الحكومة، والفرقاء الدينيين الآخرين، والسياسة المتبعة معهم من قبل الجالية قادةً وأفرادًا.
الدراسة العرقية للشرق
واحد من أهم مباحثنا في قضايا الأقليات؛ هو دراسة الأعراق والتشكيلات الإثنية، ومردودها على الحالة الدينية والاجتماعية في أي مكان. ويعتبر الشرق الأفريقي من أغنى المناطق الجغرافية في العالم في التنوع العرقي والاستحقاقات الإثنية.
من هنا خرجت وتأججت مشاكل لا حصر لها، تعاقبت عليها أنظمة حاكمة امتدت لمئات السنين، لم تستطع أن تحرك قلمًا أو تحل عقدةً أو تؤدي حقًا لمستحقيه.
بدايةً، تطور الشرق في جانب العرقيات والإثنيات تطورًا هائلًا سمح له بتصدر قوائم الأبحاث، وعناوين المجلات والصحف، غير أن التطور هذا ليس وليد لحظة تاريخية أو حدث صاعد أو تطور طارىء؛ إنما هو تطور هيكلي أخذ ما يقارب الألف عام حتى يصل إلى ما وصل إليه في يومنا هذا.
لذا، فشلت مراكز بحثية كثيرة في رصد بعض الظواهر الاجتماعية والدينية حينما اعتمدت في بحثها على آخر 200 عام في تاريخ الشرق. والأنكى من ذلك، هو تعاطي حكومات الشرق مع مثل هذه الأبحاث التي تكرس لمفهوم مجتمع شرق أفريقيا الوليد، متغاضية أو متناسية تكوينات وترسيبات ألف عام حُفرت في شخصية سكان شرق أفريقيا منذ قديم.
تأصلت أعراق الشرق وقبائلها تحت ما أسماه الباحثون «شعوب البانتو»؛ وهي مجموعة من القبائل والعرقيات المجتمعة التي انتشرت في الحيز الجغرافي من جنوب السودان؛ منتشرةً على الساحل الشرقي حتى وصولها إلى أسفل القارة حيث جنوب أفريقيا. ثم توغلها في المنتصف بعبورها الكونغو التي تحتل المساحة الأكبر من القارة حتى تصل إلى الكاميرون وأنغولا في الغرب.
هذا وتتمتع «شعوب البانتو» بقابلية واستعداد لغوي واجتماعي وثقافي ليس له منافس في القارة. كان من أهم المؤثرات التي طغت على شعوب الشرق خاصة في الالتقاء تحت مظلة مشتركة وقضايا ساخنة تجمعهم وإن فرقتهم البلدان وتناءت بهم الأوطان عن قضاياهم المشتعلة. فحسب برميل الزيت أن ترمي فيه بثقب تشتعل به جذوته ولا يتوقف ما دامت أعماقه مليئة بالكثير والكثير من الوقود.
كان لهذا الاستعداد، وهذه القابلية عوامل سحرية في تكتل الشرق كتلة واحدة في مواجهة التحديات. بلدان كثيرة تزيد على ااـ15 بلد يتجمعون في اللغة واللون والطبيعة الجغرافية، والموانع الطبيعية، والمواهب الذهنية، والخلفيات التاريخية والمزاج المتميز.
لذا، يكون من الصعب فصل مكونات هذه الكتلة عن بعضها البعض، ومن ثم التعامل معها منفردة. وما زالت الحكومات في الشرق تعاني من التعامل مع «شعوب البانتو» المسماة «شعوب السواحلية»؛ نسبة إلى أهم وأشهر لغة في الشرق، بيد أنهم يحاولون عبثا الفصل بين مكونات شعوب هذه المنطقة التي بدأت منذ ما يقارب 1000 عام.
لعبت هذه الكتلة دورًا رئيسًا في جعل الشرق بؤرةَ صراعات، وصدٍ ورد لا يستطيع أحد تجاهلها. تكونت الدول من فتات هذه الكتلة، إلا أنّ المؤثر الثقافي واللغوي لا زال يهيمن على ساحل الساحل الشرقي.
فقبيلة «باغندا»؛ أحد أهم القبائل التي كونت دولة «أوغندا»، غير أن ثقافة «البانتو» ما زالت تجمعها وقبائل «الشونا» الموجودة في أسفل الجنوب في زيمبابوي، حيث ثقافة «البانتو» المشتركة التي تؤثر بلا شك في تقارب اللهجات واللغات والعادات والتقاليد. لذا، لم يكن من المستغرب أبدا أن يحظى الشرق بالاهتمام البحثي الكبير الذي نجده في كمية الأبحاث المتدفقة هنا وهناك.
العرب وشرق أفريقيا
قديمة هي العلاقات بين جزيرة العرب، وساحل شرق أفريقيا قِدم الجغرافية التي جمعتهما. فما لبث العرب أن تجمعوا في الجزيرة العربية واستوطنوها، حتى اتجهوا للتجارة مع الأمم الأخرى وما تطلبه من اكتشاف الطرق واحتكار البضائع.
اتجه العرب إلى شرق أفريقيا فعبروا لها البحر، وأخذوا من تجارتها ما احتكره العرب بعد ذلك، لتكون الجزيرة العربية مدخلًا تجاريًا هامًا لبضائع الشرق الأفريقي، ومن ثم تصديره إلى بيزنطة وأوروبا.
لا يفصل بين العرب وشرق أفريقيا إلا مانع مائي يتمثل في البحر الأحمر في جنوب الجزيرة، نزولًا حتى المحيط الهندي الذي يحد القارة من شرقها حتى جنوبها. لذا، فمن الطبيعى أن تتسم العلاقات بين العرب والدول المطلة على البحر الأحمر في شرق أفريقيا بالدفء والتواؤم ما دامت العلاقات في إطار تبادل المنافع، ودفع عجلة التنمية المستدامة للشعوب على السوية.
ما هي إلا سنين معدودات حتى أخذت الجزيرة العربية حظوتها بفعل موقعها الجغرافي، وقبلتها الدينية، وفرضها لثقافتها وأدبها وشعرها ونثرها؛ الذي اهتزت له أركان أعتى دول العالم فتنبهوا لأمة وليدة ومقومات رائدة. فاحمرت أنوف البعض لما تلعبه هذه الأمة التي لا تملك من الحضارة إلا مقومات النفس واستعداد الروح، وهي في ميزان المادية صفرًا خاويًا دون أرقام.
فبادر الأحباش بهدم مكانة العرب، والاستعلاء عليها والتسلط على مقدراتها ومحاولة ضمها للحبشة لتكون ذراعها في بؤرة الصراع المحتدم بين بيزنطة والفرس؛ فرجعت خاسرة في تعداد الماديات فاشلة في معادلة الروح، بل وزادت الحادثة الأمة العربية عراقةً وقوةً وهيمنةً فسجل التاريخ الحادثة في «حادثة الفيل»، وكانت هذه أولى المحاولات من جانب الحبشة في السيطرة على العرب.
لم يمضِ وقت كبير على هذا الحدث حتى تبعه حدث آخر ضخم، لكنه حدث جمع الفرقاء ورأب الصدع القديم، وقضى على ما تبقى في النفوس من غلواء الحدث الأول، بل وانتصر للعرب في إمكانية إحداث تغيير بما يملكون من مقومات كامنة في النفس.
ظهرت دعوة محمد النبي وعارضته قريش لما يربو على 10 سنوات، والعالم كله يرقب الحدث بعين فاحصة يرتقب ما ستؤول إليه الأحداث، وما سيفضي إليه هذا المخاض العسير. قرر النبي لأصحابه اللجوء إلى الحبشة (أثيوبيا حاليًا) وعليه بدأ التأريخ لحدث ما سينقل الساحل الشرقي نقلةً نوعية، وسيدفع العلاقات بين أفريقيا والعرب فى اتجاه جديد من نوعه.
استوطن المسلمون الأوائل أثيوبيا -أو الحبشة قديمًا- وخلّفوا وراءهم جيلًا اعتاد الترحال بين الجزيرة العربية والحبشة بعدما استتب الأمر لمحمد النبي وأتباعه. من هنا فالنتيجة الطبيعية أن تكون معرفة الحبشة أقدم ممالك الشرق بالإسلام والعرب متجزّرة، ومتأصلة كما هو الحال فى مكة والمدينة مهبط الوحي ومنطلق الدين.
اتجهت العلاقات بين الشرق الأفريقي والعرب في اتجاه زعماء الدين وأتباعه، فنمى الإسلام في الشرق مع تقدم العرب في الفتوحات والتوسع الذي نالت منه أفريقيا والشرق الأفريقي، خاصةً نصيبًا كبيرًا في عهد الأمويين الفاتحين.
ما إن سطى العباسيون على الأمويين في الشام؛ حتى بدأت حرب مطاردات بين العباسيين والأمويين حتى استقرت أقدام الأمويين بين نقطتين بعيدتين عن سيطرة العباسيين: أولها فى الأندلس؛ حيث استعاد الداخل دولة الأمويين فاستقبلهم عنده واستعان بهم فى إدارة دولته.
والثانية؛ في ساحل الشرق الأفريقي في أرتريا اليوم حتى امتدوا وتوسعوا حتى ساحل بنادر، وتأسيس دولة لهم في «مقديشيو»، وقد كان هذا في القرن العاشر الهجري، وهو الفتح الثاني للإسلام في الشرق ودعم العلاقات في الظهير الأفريقي.
تدفق العرب القحطانيون والأشراف لدولتهم الناشئة الوليدة، فتوسعوا في بسط نفوذهم وهم حديثوا عهد بالحكم والإمارة حتى وصلوا ممباسا في كينيا اليوم، وما دونها من مدن الساحل الشرقي حتى جزر القمر.
وكان الفارق في هذا التوسع هو إقامة العرب بين ظهراني الأفارقة وتبديل عاداتهم وعدم إشعارهم بالدونية والفوقية وبدء تأسيس قوي للغة إسلامية قومية ينتمي إليها سكان الشرق الأفريقي من عرب وغيرهم؛ اللغة السواحيلية.
اللغة السواحيلية؛ هي لغة أهل الساحل الشرقي لأفريقيا. يتحدث بها عشرات الملايين من السكان بلهجات متنوعة تنوع الجغرافية، ونسب المسلمين وتواجدهم وقربهم من تجمعات العرب القديمة. نالت اللغة السواحيلية حظًا كبيرًا من البحث كما هو الحال في قضايا الشرق كلها وذلك لعدة عوامل:
أولًا: تقاربها وتلازمها مع اللغة العربية. تمثل اللغة العربية أهم رافد للغة السواحيلية؛ حيث تمثل ما يقارب من 30% من مفرداتها اللغوية مع بعض الإضافات المأخوذة من ثقافة البانتو واللغة الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية.
وقد ظلت اللغة السواحيلية لعهد قريب حيث القرن الماضي تكتب بأبجديات عربية صرفة، حتى بادر الغرب بالدفع بها نحو تغيير الهوية العربية، واستبدالها بهوية لغوية جديدة، تمامًا كما هو الحال في تركيا. ففى عام 1939، تم طرح الأبجدية اللاتينية لتحل محل الأبجدية العربية في اللغة السواحيلية، فقوبلت المحاولات بالرفض والاعتراض والتذمر، حتى مر زمن ما لم يجد المسلمون فيه بدا من هذا التغيير.
ثانيًا: ما أحدثته هذه اللغة من تقارب بين شعوب البانتو وخاصةً في الساحل الشرقي. فقد كان لهذا التقارب اللغوي مفعول سحري في تكتل شعوب الشرق، واصطفافها نحو قضاياها العابرة للحدود.
فلم تكن تنزانيا بعيدةً عمّا يحدث في الصومال ولا موزمبيق في الجنوب، ورابط اللغة مع رابط الدين مع رابط القبيلة مع رابط الثقافة كفيل في إحداث «ترابط اجتماعي عابر للحدود – Cross-border Social Bonding».
المزاج العام لشعوب الشرق
لاحقًا، أقر علماء الإجتماع وجود ما يسمى بالمزاج العام الذي تتسم به الشعوب والجماعات، طبقًا لخلفياتها الثقافية والحضارية ومنجزاتها عبر التاريخ، وما طبعته الأحداث في شخصية الشعوب، وما أثرت فيه الطبائع الجغرافية واللغوية والدينية في صقل الشخصية في اتجاه معين تتوارثه الأجيال كما يتوارثون أسماءهم، وانتماءاتهم العقدية، ومواقفهم الوطنية بعاطفة وروح.
هذا، وشعوب شرق أفريقيا هم كأميز ما يكون فى هذا المضمار. باختصار هم «شعوب دينية النزعة سليمة الطبع سوية الخلق بسيطة الحال»؛ تأثروا بالعرب في لغتهم وبساطة معيشتهم، وكرم أخلاقهم، وصدق توجههم. تكاد وأنت فى مدنهم لا تشعر بغربة ولا تحس بوحدة.
من أشهر مدن الشرق دار السلام، تكاد لا تشعر بالابتعاد عن عراقة القاهرة أو أصالة فارس أو روحانية المدينة أو حرارة الإسلام في مكة. تجمعت شعوب البانتو حول الساحل وأقامت في مناطقه، واستقرت هناك حيث البحر ومصادر دخله والتجارة ربحها وخسارتها، والإستقرار حيث البيئة المواتية لغويًا ودينيًا وثقافيًا.
لذا أنِفَت شعوب السواحيلية الترحال، إلا في إطارهم اللغوي المبسوط على الساحل الذي يعطيهم مع اللغة حقبةً كبيرة من الثقافة والفكر، والإستقرار النفسي، والهدوء الإجتماعي، وتفاهم شعوب البانتو أو السواحيلية فيما بينهم من أهم عوامل انفتاح شعوب الشرق على بعضهم البعض، وإقامة ثقافة مشتركة تحسها في كل مكان تأوى إليه في دول الشرق.
ارتبط مزاجهم بمزاج العرب، بلا شك، فهم من محبي جلسات السمر والمقاهي والمشروبات الساخنة من قهوة وشاي وخلافه، والنوادي الثقافية والشعرية المنتشرة على ساحل الشرق الأفريقي بلا استثناء.
كذلك، كان لاقتباسات اللغة السواحيلية من اللغة العربية أثر بالغ في الأدب والفن وحسن الذوق. فالتحيات العربية منقولة بتصرف للغة السواحيلية، وكذا أسلوب الكلام والمناقشة والتأدب في محادثة الكبار، وتدليل الصغار، وما يناسب كل مقام من كلام بليغ يستقيم مع الجلسة وحديثها وحاضريها ومريديها.
التنصير وهبة المجتمع
مجتمع بالأوصاف المذكورة آنفًا؛ لا يسهل ذوبانه، ويستعصى على التغيير مهما كانت صلاحيته.
دخل البرتغاليون والألمان والفرنسيون والإيطاليون والإنجليز في سباق محتدم للإستحواذ على القارة الأفريقية، والشرق الأفريقي بشكل خاص. ولم لا، والشرق هو ضمانة خضوع العرب وفصل العرب عنهم حضاريًا وثقافيًا ولغويًا وهم الرافد الأساسي للشرق وامتداده الطبيعي والإجتماعي والجغرافي بطبيعة الحال.
أنف المجتمع وجودهم كمحتلين، ثم أنف وجودهم كمغيرين لنسق حياتهم، ثم أنفهم أكثر وأكثر كمتعصبين دينيين ومنصرين ذوي طموح بغيض. لم يقف المجتمع في شرق أفريقيا مكتوفي الأيدي أمام محاولات المنصرين، وفتح المجال لهم لاستعادة النصرانية الحديثة العهد في شرق أفريقيا التي سبق الإسلام لها تاريخيًا قبل المسيحية.
لكن قطعت القوى الأوربية الكبرى خطوط الإمداد الحضارية والثقافية والدينية للشرق، فانفردت بمعاركها معهم وأثخنت فيهم جراحًا لم ينسوها، ولم يستكينوا، ولم يبدلوا مواقفهم الدينية؛ بل زادوا تعصبًا لها والتزامًا بها فتم جرّ الشرق لمعارك التعصب الديني خسر فيها بعضًا من روحه الهادئة، وطبيعته المسالمة في سبيل البقاء على دينه وثقافته ودين أجداده حيًا، دون تبديل أو تغيير.
تزعم جبهة التنصير في الشرق -أثيوبيا- وفي الجنوب -جنوب أفريقيا- محاولين فرض المسيحية على شعوب البانتو، فانقلب السحر على الساحر. غاصت أثيوبيا في صراعات مريرة مع دول الجوار، حاولت منها كسب ما يمكن كسبه، وتحقيق نصر ولو طفيف يرضى طموحها في قيادة الشرق كما تريد، وما زالت تطارد هذا الحلم ولا تستطيع تحقيقه إلا بالقدر الذي تتكبده من خسائر تظهر في الأفق من وقت لآخر.
ثم هي جنوب أفريقيا؛ زعيمة التنصير في الجنوب، لم تيأس من حملاتها حتى انفتح عليها المجتمع، وأعلن تبرؤه من كل دين يدعو إلى العنصرية، ويكرس للإكراه الديني وتبديل الأوضاع الإجتماعية قسرًا.
وأخيرًا، ما زال الشرق يجاهد من أجل الحفاظ على هويته فيرفع السلاح تارة، ويعطى للعقل مساحة تارةً أخرى. يتوافق مع الحكومة بالقدر الذى يحفظ به تواجده، ثم يعارضها إن أرادت استئصاله أو اجتثاث هويته، وتعكير مزاجه الذي أنفق مئات السنين في بناؤه وتشييد خلفيته، وتأصيل منهجه.
- موقع قصة الإسلام.
- مجلة قراءات أفريقية، المنتدى الإسلامي، ط 6 لعام 2010.
- كتاب صراع القوى العظمي، صلاح الدين حافظ، ط المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت.
- مقال لوليد خدوري في مجلة الحياة اللندنية بتاريخ 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011