الـ«بوتي ترينينج» أو تدريب الطفل على استخدام القصرية أو المرحاض من المراحل المرهقة لكثير من الأمهات، وتترقبها أخريات بقلق وتساؤلات كثيرة مثل: متى أبدأ؟ هل أدرب طفلي بالليل والنهار دفعة واحدة؟ لماذا يصر طفل على قضاء حاجته في أي مكان غير المكان المخصص لذلك؟! كيف أعده، وكيف أدربه؟ هذه التساؤلات سأحاول الإجابة عليها في هذا المقال والمقال القادم بإذن الله.


هل طفلك مستعد للتدريب على الحمام؟

ليس من السهل دائمًا تحديد أفضل وقت لبدء تدريب الطفل على استخدام الحمام، لأن سن الاستعداد تختلف من طفل لآخر، كما أن الطفل قد يكون مستعدًا في أحد جوانب النمو دون غيره، ولكن معظم الأطفال يصبحون مستعدين للتدريب ما بين الثانية والثالثة. ويتحكم بعضهم في إخراج البول أولًا، ويتحكم البعض الآخر في إخراج البراز أولًا. والتحكم في الإخراج بالليل يتم بعد عدة سنوات من التحكم به بالنهار (في سن الخامسة تقريبًا عند معظم الأطفال) لأنه يتطلب أمورًا إضافية مثل إفراز الهرمونات المسئولة عن تقليل إنتاج البول بالليل، وقدرة الجسم على إرسال إشارات للمخ بامتلاء المثانة قوية بما يكفي لإيقاظ الطفل، وإرسال المخ إشارات لعضلات المثانة بالانتظار حتى يبلغ الطفل الحمام.


هناك عدة جوانب لاستعداد الطفل للتدريب على الحمام:

الاستعداد الفسيولوجي

أي قدرة الطفل على التحكم في إخراجه حتى يبلغ المرحاض أو القصرية، ويكون الطفل مستعدًا في هذا الجانب ببلوغ عام ونصف تقريبًا. كما يشمل هذا الاستعداد وجود أوقات متوقعة للتبرز، والبقاء ساعتين جافًا مما يعني قدرته على التحكم في المثانة.

الاستعداد المعرفي

أي ربط الطفل بين الاحتياج للإخراج والقصرية أو المرحاض، وتذكر استخدامهما، ومقاومة التشتت لحين الانتهاء من الإخراج، والرغبة في خلع الحفاظات، والقدرة على التعامل مع المخاوف المتعلقة بدخول الحمام. ويتوافر هذا الاستعداد لدى الطفل بين عاميه الثاني والرابع، وقد يأتي ويذهب مع نموه.

الاستعداد الحركي

أي قدرة الطفل على خلع وارتداء لباسه الداخلي وخلع الحفاظة، وعدم تحمل ارتداء الحفاظة مبللة أو متسخة، والجلوس ثابتًا على القصرية، وظهور تعبيرات مميزة على وجهه، أو اتخاذ وضع القرفصاء أو الاختباء عندما يرغب في قضاء حاجته.

الاستعداد العاطفي

أي رغبة الطفل في الاعتماد على نفسه.

الاستعداد الاجتماعي

أي إبداء الفضول نحو سلوكيات قضاء الحاجة لدى الآخرين، والرغبة في تقليد الأقران، ويتزايد هذا الاستعداد لدى الأطفال الدارجين وأطفال ما قبل المدرسة.

الاستعداد اللغوي

أي قدرة الطفل على فهم شرحك لكيفية استخدام المرحاض والتعبير عن أي انزعاج يشعر به. ويكون الطفل مستعدًا في هذا الجانب بين عاميه الثاني والثالث.

لا يجب أن تنتظري حتى تكتمل كل العلامات، كما أنه لا ضير من بدء التدريب قبل بلوغ الطفل عامًا ونصف طالما جعلتِ توقعاتك واقعية وتجنبتِ أي عقاب أو إساءة، ولكن التدريب يكون أقرب إلى النجاح كلما توافرت علامات أكثر، وكلما كان الطفل مستعدًا للتحكم في الجزء الأكبر من العملية بنفسه. وفي النهاية، أنتِ أفضل حكم لمدى اكتساب طفلك ما يكفي من المهارات لبدء التدريب على الحمام. مهم أيضًا اختيار توقيت تكونين فيه مرتاحة نفسيًا وبدنيًا، وكذلك طفلك، ولن تكون الأسرة مقبلة فيه على تغيرات كبرى كميلاد طفل آخر، أو الانتقال إلى منزل جديد، أو بدء نزولك العمل إلخ.


كيف تعدين طفلك للتدريب على استخدام الحمام؟

يمكنك إعداد طفلك في الجوانب السابق ذكرها، من خلال تعليمه بعض المهارات والمفاهيم على النحو التالي:

18 شهرًا: علميه عن جسمه وعن عملية الإخراج

  • علميه المفردات المتعلقة بالموضوع، ولا تشيري إلى البراز بطريقة مقززة.
  • أفهميه أن الإخراج عملية طبيعية لدى جميع الكائنات الحية.
  • ساعديه على ملاحظة العلامات التي يظهرها الجسم عندما يرغب الإنسان في قضاء حاجته.
  • غيري لطفلك كثيرًا حتى يفضل الحفاظة النظيفة، وعلميه أن يخبركِ عندما تكون الحفاظة متسخة.

21 شهرًا: علميه عن القصرية والمرحاض

  • علميه أن الفضلات تذهب إلى المرحاض بتفريغ الحفاظة فيه أمامه.
  • تحدثي عن استخدام القصرية والمرحاض كميزة، ودعيه يلاحظ الأطفال الأكبر يستخدمونهما.
  • أحضري لطفلك قصرية يلهو بها، وشجعيه على الجلوس عليها عندما تجلسين على المرحاض.

24 شهرًا: استخدمي وسائل تعليمية مساعدة

  • استخدمي كتبًا ومقاطع فيديو تساعده على فهم الموضوع.
  • شجعيه على تدريب دميته على استخدام القصرية.
  • قدمي لطفلك “الآندر وير” كميزة، واشتري له بعض الملابس الداخلية، وضعيها في مكان بحيث يستطيع أن يراها.

خطوات التدريب الفعلي

والآن بعد أن أعددتِ طفلك بشكل كافٍ، وأصبحتِ تشعرين أنه مستعد للتدريب، ابدئي التدريب الفعلي على النحو التالي:

  • شجعي طفلك على خلع ملابسه والجلوس على القصرية، عندما تظهر عليه علامات تنبئ برغبته في قضاء الحاجة مثل: تعبير وجه معين، مسك العضو التناسلي، جذب الحفاظة أو الملابس الداخلية، التلوي وسرعة الحركة، القرفصة. من الأوقات المناسبة أيضًا: عند الاستيقاظ من النوم، وعندما يمكث ساعتين دون قضاء الحاجة، وبعد 20 دقيقة من تناول الوجبات. ولكن تجنبي سؤاله بشكل دائم عما إذا كان يريد دخول الحمام، لأن هذا يسلبه الإحساس بالتحكم ويدفعه إلى المقاومة.
  • تجنبي إجبار طفلك على الجلوس على القصرية أو المرحاض، ولا تدعيه يجلس أكثر من خمس دقائق حتى لو كان مستمتعًا.
  • ألبسيه ثيابًا يستطيع خلعها وارتداءها بسهولة، لذلك يفضل أن يرتدي طبقة واحدة من الملابس، وأن تتجنبي الملابس ذات الأزرار والسست والكباسين والأحزمة.

عندما يكون الطفل مستعدًا، فإن التدريب ينبغي ألا يستمر لأكثر من شهر أو اثنين.


هل يمكن تدريب طفلك منذ الميلاد؟

هناك اتجاه في تدريب الطفل على الحمام مغاير للاتجاه المعروض أعلاه، يطلق عليه Elimination Communication، أي التواصل بشأن الإخراج. بناءً على هذه الطريقة، يمكنك البدء في تدريب طفلك بدءًا من الميلاد وحتى بلوغه أربعة أشهر، البدء بعد ذلك قد يجعل الأمر أصعب على الطفل حيث يكون الطفل قد اعتاد ارتداء الحفاظات. والآباء الذين يتبعون تلك الطريقة، غالبًا ما يتوقف أبناؤهم عن استخدام الحفاظات ببلوغ سنة ونصف أو سنتين. ولهذا الأسلوب مكونان رئيسيان:

  • مراقبة طفلك لمعرفة العلامات التي تنبئ برغبته في الإخراج، والتوقيتات التي يقضي فيها حاجته.
  • أخذه إلى المرحاض أو القصرية، وإصدار صوت/عبارة/ إشارة أثناء قضاء الطفل حاجته، مع تكرارها في هذا الموقف باستمرار ليربط بين أحاسيسه الجسمانية واستخدام القصرية/ المرحاض.

يمكنك أن تضعي لطفلك حفاظة أثناء الخروج، كما يمكنك وضعها أثناء الليل أو يمكنك أيضًا مراقبة العلامات التي تشير إلى أنه يريد التبول مع ملاحظة أن الطفل غالبًا لا يخرج أثناء النوم العميق. وكذلك يمكنك تطبيق هذه الطريقة في فترات معينة من اليوم ووضع الحفاظات في باقي الأوقات.

مميزات هذه الطريقة أنها تقوي التواصل بين الوالدين والطفل، وأكثر راحة للطفل حيث تقيه من تسلخات الحفاظات، كما تعزز رغبة الطفل في الاستقلال، وتقلل المخلفات البيئية الناتجة عن الحفاظات.

أما عيوبها فتتمثل في أن الطفل لا يعي بحاجته إلى الإخراج إلا بعد بلوغ عام، ولا يقدر على التحكم في المثانة إلا بعد بلوغ سنة ونصف، وأنه ربما تقع حوادث كثيرة.

بإمكانك إن أردتِ أن تجربي، ولكن لا تتوقعي مثلًا أن طفلكِ لن يستخدم الحفاظات أو لن تقع منه حوادث على الإطلاق. وإن شعرتِ أن هذه الطريقة غير ملائمة لكِ أو لطفلك، فيمكنك التحول إلى الطريقة الأكثر شيوعًا والانتظار حتى يكبر طفلك ويظهر مزيدًا من علامات الاستعداد.


في المقال القادم، نتحدث عن أسباب الحوادث والانتكاسات وكيفية التعامل معها، وتدريب التوائم، وبعض سلوكيات الأطفال المرتبطة بالحمام والتي تبدو لنا غريبة كالخوف من فضلاته أو العبث بها، فانتظرونا.