محتوى مترجم
المصدر
Foreign Policy
التاريخ
2017/03/10
الكاتب
روبرت جيرفس

عادة يكون منصب وزير الخارجية هو المنصب الأكثر أهمية في الحكومة الأمريكية، إلا أن تراجعًا مذهلًا يشهده ذلك المنصب حتى الآن في إدارة الرئيس دونالد ترامب. إذ لم يبرز تأثير وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، حتى اللحظة ويبدو أن دوره آخذٌ في التراجع.ذلك الأمر طرحته مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية للنقاش، وتطرقت لمظاهر تراجع ذلك المنصب وأسبابه فضلًا عن طرحها لحلول، من شأنها تعزيز وضع تيلرسون في الإدارة الأمريكية.وتشير المجلة إلى أن وزير الخارجية يستمد قوته من خمسة مصادر (أهم من الدستور)، وهي دعم الرئيس والنصح والمساندة من مسئولي وزارته والاحترام والتحالفات مع غيره من قادة الحكومة وإشادة الإعلام والناس، فضلًا عن التقييم الإيجابي لكفاءته وقوته من قبل الدبلوماسيين الأجانب.ويبرز المقال، مظاهر ضعف تليرسون من غيابه عن لقاءات ترامب بقادة العالم، وعدم لعبه دورا مركزيا في قرارات السياسة الخارجية لإدارة ترامب حتى الآن.ولا يظهر أيضا أنه تم التشاور معه في عدد من الأمور؛ منها تحذيرات مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين لإيران بعدم إجراء المزيد من تجارب الصواريخ مرورًا بلقاء ترامب مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وانتهاء بمواربات ترامب فيما يتعلق بحل الدولتين. كما تظهِر أيضًا التقارير الإخبارية ابتعاد تيلرسون عن مسئولي وزارته، والذين تمت الإطاحة بكثير منهم أو استقالوا، فضلا عن التقييمات السلبية والسخط على أدائه من قبل موظفي السلك الدبلوماسي.

اقرأ أيضًا:الدور الخفي لإيفانكا ترامب في الإدارة الأمريكية الجديدة توضح المجلة أنه يمكن لأي شخص في ذلك المنصب أن يعوض ذلك عن طريق كسب الدعم المستقل من النخب السياسية والعامة، وهو ما فعله كولين باول، الذي عمل وزيرًا للخارجية تحت رئاسة جورج بوش الابن. فعلى الرغم أن باول لم يكن الساعد الأيمن لبوش منذ البداية، فقد استطاع أن يحتفظ بمنصبه نظرًا لموقفه المستقل كشخصية وطنية كبيرة، استنادًا إلى عمله السابق كمستشار للأمن القومي، ورئيس لهيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، وهو ما يفتقده تيلرسون.وتذكر المجلة مثالًا آخر، وهو دين راسك، الذي عمل وزيرًا للخارجية مع إدارتي الرئيسين جون كينيدي وليندون جونسون، حيث لم يكن في الدائرة الداخلية للرئيس، وخاصة كينيدي، ولم تكن له قاعدة مستقلة يستمد من خلالها الدعم. وإلى جانب عمله مع من كانوا داخل الوزارة، فقد حصل على تقدير لإخلاصه وحسن تقديره من نظرائه لاسيما وزير الدفاع روبرت ماكنامارا ومستشار الأمن القومي ماكجورج بوندي. نتيجة لذلك، لم يتم إقصاؤه مطلقًا من الاجتماعات بالغة الأهمية للإدارة.وتطرح المجلة حلولًا لذلك؛ تتمثل في مصادر دعم ممكنة لتيلرسون، أولها البعثات الدبلوماسية التي يتفاعل معها تيلرسون، فكثير من سابقيه كراسك وباول كانت سمعتهما طيبة في الخارج عندما تولوا منصبهم. كما كان سلفه جون كيري يحظى بدور مركزي في السياسة الخارجية، نظرًا لدوره البارز في المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني، وجهوده في تثبيت وقف إطلاق النار بسوريا واتفاق السلام الإسرائيلي – الفلسيطيني، فضلًا عن علاقاته بالعديد من الدبلوماسيين الدوليين.وتؤكد المجلة أنه يمكن لتليرسون الحصول على القوة من خلال التأثير على الدبلوماسيين وإبهارهم، إلا أن ذلك من المرجح أن يكون صعبًا ما لم يبدأ مفاوضات كبرى وينهيها بنجاح.وتلفت إلى أن المصادر التي يستمد منها الوزير سلطته ليست مستقلة عن بعضها البعض، بمعنى؛ أنه كلما حظي الوزير بثقة الرئيس، فإنه يكتسب احترام الآخرين بالحكومة والدبلوماسيين الآخرين سواء الأمريكيين والأجانب.أيضا، توضح المجلة أن إبطال جميع العوامل التي تضعف وضع تيلرسون، تستلزم تأييدًا علنيًا من الرئيس له والتصديق على اختياراته لمساعديه وإشراكه في الاجتماعات رفيعة المستوى وتبني بعض من سياساته مثل عدم انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للتغير المناخي. وترى المجلة؛ أنه ينبغي على تيلرسون أيضا التأكيد على دور وزارة الخارجية في قضايا التجارة والهجرة، مع الوضع في الاعتبار أهمية اللقاء بوسائل الإعلام والصحافة لتوضيح أسلوب إدارة تلك القضايا.