محتوى مترجم
المصدر
هآرتس
التاريخ
2016/07/15
الكاتب
باراك رافيد

كشفت رسالة إلكترونية مسربة لحملة المرشحة الديمقراطية بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، هيلاري كلينتون، نشرها موقع «ويكليكس»، عن اعتقاد كلينتون بأن وجود عملية سلام وهمية بين إسرائيل والفلسطينيين أفضل من عدم وجود أية عملية سلام على الإطلاق.

وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن تلك الرسالة أرسلتها كلينتون العام الماضي 2015 لعدد من مستشاريها الكبار، بعد أيام من الانتخابات الإسرائيلية، في أعقاب اعتذار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن شجبه للإقبال الكبير للناخبين العرب خلال الانتخابات.

وكتبت المرشحة الديمقراطية هيلاري لمستشاريها الكبار، بعد أيام قليلة من الانتخابات الإسرائيلية، أنها تعتقد أن عملية سلام وهمية بين إسرائيل والفلسطينيين (بمعنى أن تكون للاستعراض فقط) يُعد أفضل من عدم وجود عملية سلام على الإطلاق.

في 23 من مارس/آذار الماضي 2015 أرسل كبير مستشاري السياسة الخارجية لكلينتون «جاك ساليفان» رسالة إلى كلينتون و«جون بوديستا» رئيس حملتها الانتخابية، (تجدر الإشارة إلى أنه في حال انتخاب كلينتون رئيسة لأمريكا، فإن ساليفان سيتم تعيينه مستشارًا للأمن القومي بالبيت الأبيض).

يعتقد نتنياهو بأن العمل مع إدارة هيلاري كلينتون في المستقبل سيكون أفضل بكثير من إدارة أوباما.

وتضمنت الرسالة، التي أرسلها ساليفان، رابطًا لمقال بصحيفة نيويورك تايمز، تطرّق إلى اعتذار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن تصريحه يوم الانتخابات، وقوله: «إن الناخبين العرب يأتون بجموع هائلة إلى صناديق الاقتراع».

وكتب ساليفان تعليقًا على المقال إلى كلينتون وبوديستا: «ليس من المستغرب اعتذار البراجماتي بيبي». وبعد 7 دقائق ردت كلينتون بشكل إيجابي على تصريحات نتنياهو التي وردت في المقال.

وكتبت هيلاري إن اعتذار نتنياهو يُعد خطوة لابد من استغلالها، وقامت بربط ذلك بتعزيز عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت هيلاري كلينتون «إن عملية سلام وهمية أفضل من لا شيء»، ونوهت لمستشاريها إلى مقال آخر لنيويورك تايمز نُشر قبل عدة أيام وصفت خلالها التحركات المقبلة لنتنياهو كرئيس للوزراء.

إن العديد من الرسائل الإلكترونية المسربة لحملة كلينتون تتعامل مع إسرائيل، فاثنتان من الرسائل المسربة إلى ساليفان وبوديستا تضمنتا تقارير لستيوارت إيزينستات، الذي عمل في مواقع كبرى في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ويُعد مقربًا من عائلة كلينتون، عن لقاء بينه وبين السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون ديرمر. وتذكر الرسائل بأن السفير الإسرائيلي أخبره بأن نتنياهو لطالما حظي بعلاقات أفضل مع هيلاري، ويعتقد أن العمل معها سيكون أسهل لأنها إيجابية تجاه إسرائيل من الإدارة الحالية.

وحتى خلال محادثتهما الهاتفية الشهيرة التي استمرت 43 دقيقة في مارس/آذار عام 2010، عقب الأزمة التي نشبت بسبب الإعلان عن إنشاء مستوطنة جديدة بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس جو بايدن لإسرائيل، عندما كان نتنياهو يرغب بإغلاق الهاتف، كان يشعر بأن كلينتون مقيدة بشكل كبير بنص وتقرأ من نقاط أعدها البيت الأبيض.

يعتبر بناء المستوطنات هو الاختلاف الأبرز بين نتنياهو وهيلاري كلينتون بشأن عملية السلام.

وأخبر ديرمر إيزينستات أنه شارك في بعض الجلسات في منتدى سابان الذي جرت فعالياته في واشنطن قبيل أيام من ذلك اللقاء، وهو حدث سنوي مرتبط بالحزب الديمقراطي، ينظمه رجل الأعمال الإسرائيلي–الأمريكي حاييم سابان، والذي يُعد أكبر المانحين لكلينتون، إلى جانب المبعوث الأمريكي الخاص بعملية السلام في إدارة الرئيس باراك أوباما ونائب رئيس معهد بروكينجز، «مارتين إنديك». ومثله مثل سابان، يُعد إنديك مقربًا للغاية من عائلة كلينتون.

وكتب إيزينستات إلى مستشاري المرشحة الديمقراطية إن ديرمر أخبره أنه شعر بأن المحادثات التي جرت في منتدى سابان كانت تركّز بشكل كبير على القضية الفلسطينية، مُضيفاً أنه تساءل هل ستكون إدارة كلينتون متفقة مع رؤية منتدى سابان لفترة الأربع سنوات.

لكن إيزينستات أخبره أن خطاب كلينتون خلال المنتدى كان جيدًا بنسبة 95%، على الرغم من أنه كان يحوي عبارات تقارن على الصعيد الأخلاقي بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. ففي خطابها أمام المنتدى قالت كلينتون إن البديل للرئيس الفلسطيني محمود عباس قد يكون العلم الأسود لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وقالت كلينتون أيضًا خلال خطابها إن الإدارة الفلسطينية ينبغي أن توقف التحريض على العنف ضد الإسرائيليين، وعلى القيادة الإسرائيلية إيقاف بناء المستوطنات وتجنب العنف ضد الفلسطينيين.