محتوى مترجم
المصدر
Psychology Today
التاريخ
2016/12/31
الكاتب
بيج ستريب

يعاني الكثيرون من صعوبة إقامة علاقات عاطفية، سواء مع الزوجة أو الخطيبة أو حتى مع الأصدقاء المقربين، وتقدر الدراسات العلمية أن أكثر من 40% من الناس يعانون من تلك المشكلة، حيث يصدر من تلك الشخصيات سلوكيات تتسم بالقلق أثناء بناء العلاقة، أو تحاول أن تتجنب إقامتها من الأساس.

تؤدي تلك السلوكيات إلى فشل العلاقة، حيث يدخل كل منا إلى العلاقة العاطفية بتوقعات معينة حول الرغبة في الطرف الآخر والحاجة إليه، فإذا اختلفت تلك التوقعات مع توقعات الطرف الآخر ولم يحدث توافق تبدأ المشاكل في الظهور، ويؤدي التعرف على نمط احتياجاتك العاطفية ومعرفة نمط الطرف الآخر إلى زيادة الوعي بمدى نجاح العلاقة من عدمه، وإذا كانت تلك العلاقة تستحق بذل المزيد من الوقت والجهد فيها أم لا.وفي مقال حول هذا الأمر للكاتبة بيج ستريب، تتحدث الكاتبة حول أنماط الاحتياجات العاطفية المختلفة، وتوضح أن تلك الأنماط تنشأ منذ الطفولة، فالأطفال الذين يتمتعون بعلاقات صحية مع الوالدين بحيث يحصلون على الحب والاهتمام الكافي منهم لا يعانون من إقامة علاقات عاطفية بل يقبلون عليها بكل أريحية وانفتاح، ويشعرون بالأمان في تلك العلاقات.

بينما الأطفال الذين ينشأون في ظروف مضطربة، ولا يحصلون على الحب والعناية والاهتمام بالقدر اللازم من الوالدين، أو أولئك الذين يتعرضون للنقد أو الإهانة الدائمين، فإنهم بعد بلوغهم يشعرون بعدم الأمان في إنشاء العلاقات العاطفية، ويتميز سلوكهم تجاهها بالقلق أو بالتجنب.

وتشير الكاتبة إلى وجود أربعة أنماط من التعلق العاطفي، تعتمد على الصورة النموذجية الذي يبنيها الشخص عن نفسه وعن الطرف الآخر:

  1. النمط المطمئن: وهو الذي يرسم صورة نموذجية إيجابية عن نفسه وعن الطرف الآخر.
  2. النمط القلق: وهو الذي يرسم صورة نموذجية سلبية عن نفسه، ولكنه يرسم صورة إيجابية عن الطرف الآخر، وهذا النمط يحتاج إلى الشعور باهتمام وحب الآخرين له، ولذلك فهم يدخل إلى العلاقة العاطفية أملاً في الحصول على صورة إيجابية عن نفسه في عين الطرف الآخر، ولكنه يتعلق تعلقًا زائدًا بذلك الشعور ويشعر بالقلق والخوف من اختفاء هذا الدعم النفسي.
  3. النمط المتجنب الخائف: وهو الذي يرسم صورة نموذجية سلبية عن نفسه وعن الطرف الآخر، ولذلك فهو يتجنب الدخول في علاقات عاطفية واجتماعية، وهم يحتاجون إلى الحصول على صورة إيجابية في عين الطرف الآخر أيضًا ولكنهم يخافون من رفض الطرف الآخر لهم بنسبة أكبر، مما يمنعهم من أخذ المخاطرة التي تمثلها العلاقات الوثيقة لهم.
  4. النمط المتجنب الرافض: وهو الذي يرسم صورة نموذجية إيجابية عن نفسه، ولكنه يرسم صورة سلبية عن الطرف الآخر، مما يجعله يعتقد أنه مستقل ومعتمد على نفسه وليس في حاجة إلى الآخرين.

وتحذر الكاتبة من أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في التعلق العاطفي قد يبدون أكثر جاذبية من الأشخاص الذين يتمتعون بنمط علاقات مطمئن.فالأشخاص الذين يعانون من القلق أثناء الارتباط العاطفي قد يظهرون في البداية في صورة الشخص المهتم والمراعي للآخرين الذي يتمتع بالانفتاح وإجادة التعبير عن النفس والوعي القوي بالذات، كما يبدو أنهم وينبع كل ذلك من الاحتياج إلى الشعور بالقبول من الآخرين، ولكن قد يخطئ الآخرون في فهم ذلك في البداية. وبالمثل، يبدو الأشخاص الذين يندرجون تحت النمط المتجنب بأنهم أشخاص واثقون ومهتمون بأنفسهم أكثر من المعتاد. كما أن الذكور منهم يستخدمون التواصل البصري وخفة الظل وإلقاء النكات لصرف الانتباه عن محاولتهم الدائمة للابتعاد عن العلاقات العاطفية.إن إنشاء العلاقات العاطفية صعب بطبيعته، والحفاظ عليها أصعب من إنشائها، ولكن فهم نمط شخصيتك ونمط شخصية الطرف الآخر وسلوكياتكما وتوقعاتكما من العلاقة بالإضافة إلى فهم الأسباب التي تؤدي إلى التعلق أو الخوف أو الابتعاد أو التجنب لدى أي منكما سيكون الخطوة الأهم في بناء العلاقة وإثمارها.