محتوى مترجم
المصدر
Jacobian
التاريخ
2017/02/03
الكاتب
كوري روبن

تقترح الكثير من الأخبار الدائرة، مؤخرًا، أن سلوك ترامب الجدلي وميله للاستعراض قد يهددان أكبر أهداف الحزب الجمهوري الحالية: إبطال أوباماكير.

فقد تحدث الجمهوريون، في الأصل، عن إبطال القانون، ثم تحولوا إلى إبطاله وتقديم بديل، والآن نجدهم يتحدثون عن «إصلاحه». من غير الواضح ما قد يعنيه ذلك من ناحية السياسات الملموسة، لكنه يعني، بوضوح تام، أن كتلة، ذات اعتبار، من القيادة تعتقد أنهم يخسرون المعركة السياسية حول أوباماكير، حتى أنهم يجدون أنفسهم مضطرين أن يصفوا خطتهم بتعبيرات تحمل اختلافات شاسعة. تعبيرات لا تختلف كثيرًا عن تلك التي استخدمتها هيلاري كلينتون في حملتها للرئاسة عام 2016.

عليك فقط أن تستمع لبول راين بينما يصارع ليجد ردًا خلال مقابلة تلفزيونية مؤخرًا:

الذي يحدث هنا، أن هناك حشدًا من الكلمات المختلفة. من أجل إصلاح نظام الرعاية الصحية الأمريكي، علينا أن نبطل هذا القانون ونجد له بديلًا. وهذا الذي سنقوم بفعله.

لما فقد الجمهوريون النص فيما يتعلق بأوباماكير يرجع، جزئيًا، للبرنامج نفسه، وللمصاعب التي تقابل محاولاتهم لإبطاله. ولكن يرجع جزء آخر، كما أشارت النيويورك تايمز، إلى الضجة التي أثارها ترامب باختياراته للحقائب الوزارية وأوامره التنفيذية، والمقاومة العنيفة التي استفزها كلاهما.

يبدو أن اندفاع الكونجرس لتفكيك قانون الرعاية الميسورة، بعد أن بان غير قابل للإيقاف، أصيب بالوهن الشديد حيث يصارع الجمهوريون لإيجاد بديل، كما أعلن سيناتور محوري أن هدف الجهود هو الإصلاح بدلًا من الهدم. فحلّ يوم السابع والعشرين من يناير ، الميعاد النهائي الطموح لإبطال التشريعات، ومضى دون حدوث جديد.

تتحرك جماعة الضغط لصالح المتقاعدين، ذات النفوذ القوي، للدفاع عن مبادئ قانون الرعاية الميسورة المحورية. الآن يجد قادة الحزب الجمهوري، الذين توقعوا يومًا أن يأتي إلغاء قانون الصحة كضربة أولى سريعة في عهد ترامب، أنفسهم في حاجة إلى الاستعداد لسيناريو أسوأ: عدم قدرتهم على المضي قدمًا في تشريع رعاية صحية متكامل، بينما القلق الذي، تسببوا في انتشاره، يأكل كلاً من المستهلكين وشركات التأمين.

عندما اجتمع الكونجرس الأمريكي هذا العام، سارع الجمهوريون، تحت مساندة قوية من ترامب الذي تسلم منصب الرئاسة بعدها بسبعة عشر يومًا، بتقديم مشروع ميزانية يمهد الطريق لتشريعات مستقبلية لقتل قانون الرعاية الصحية. لكن بداية السيد ترامب المتخبطة أبطأت من زخمهم، استنزفت من رأسماله السياسي وأضعفت من احتماليات التعاون بين الحزبين.

بالإضافة إلى ذلك، انشغل العديد من أعضاء مجلس الشيوخ بالقتال حول ترشيحات السيد ترامب للمناصب القيادية في المحكمة العليا وإدارته التنفيذية. ما كان يعتبر يومًا وظيفة الكونجرس الأولى والأهم يتم تجاهله لصالح أمور أكثر إلحاحًا من وجهة نظر عدد من المشرعين.

مازال من المبكر التوقع بما سيحدث، لكن الواضح أن طريقة ترامب في القيام بالأمور يمثل عقبة، أمام أجندة عمل الحزب الجمهوري. كلما حدث ذلك، وكلما اضطر الحزب للمزيد من التراجع فيما يخص أوباماكير، وربما فيما يخص قضايا أخرى أيضًا، كلما ازداد غضب جموع مناصري الحزب. سواء وجهوا غضبهم تجاه ترامب أو تجاه الحزب الجمهوري نفسه، يمكن أن تتخذ الأمور منحنى سيئًا للحزب داخليًا.

لكنني أريد أن أبتعد عن هذه الأخبار اللحظية لأثير قضية أكبر.

لنفترض أن التوتر والاضطرابات داخل نظام ترامب موجودة، إن لم تكن تزداد ضخامة. فالجيش يلوم ترامب، بالفعل، على حوادثه في الميدان. بعد أسبوعين من تولي ترامب منصب الرئاسة، أربعون بالمائة من المصوتين يطالبون بخضوعه للاستجواب.

وكما أشار المؤرخ كيفن كورس عبر تويتر، إلى أن هذه الأرقام لم تظهر إلا بعد ستة عشر شهرًا من تفجر فضيحة واترجايت أثناء ولاية نيكسون الثانية. ليست هذه بالمقارنة المثالية عند وضع مستويات الاستقطاب الآن مقارنة بحينها في الاعتبار، لكن ما تخبرنا به نتائج هذه الاقتراعات – بالإضافة إلى تقييمات شعبية ترامب المقبضة والأكثر انخفاضًا تاريخيًا – أنه بدلًا من توسيع قاعدته أو قاعدة حزبه، قام ترامب بتقليصها. وهذا ليس بالأمر الذي يبحث عنه الرؤساء في ثاني أسبوع لهم في المنصب أو يميلوا لفعله.

لهذا يصبح السؤال هو:

هل كان هناك جمهوري آخر، بفرض حصوله على الترشيح، يمكنه أن يقوم بعمل أفضل، كان بإمكانه توحيد وقيادة الحزب، إن لم يكن الدولة؟

كان المرشحون الجمهوريون الأخرون مكروهين من مناصري الحزب المخلصين، ربما أكثر حتى من ترامب نفسه.لم يعرف أحد منهم كيف يوحد جموع الحزب، التي أرادت رؤية الدماء، ويصل إلى عتبة البيت الأبيض في الوقت نفسه. ربما كان جون كاسيك أو روبيو يستطيعان تحقيق ذلك، ولكنهما كانا أكبر خاسري المرشحين الأربعة النهائيين. فكانوا بمثالة سكوب جاكسون من الحزب الديموقراطي، الذي أمل عديد من قادة الحزب أن يحمل الراية ضد الجمهوريين، على الرغم من افتقاده لأي مساندين غيرهم.

بينما من السهل الانشغال بمتابعة الشخصيات، السياسات والأيديولوجيات في إدارة ترامب، حيث يصعب تخيل رئاسة أصعب من هذه حتى لو تولى سيناتور كروز الرئاسة، مهما مال الحزب الجمهوري إلى اليمين السياسي والنزعة الانتقامية، علينا أن نرى المعارضة غير المسبوقة لحكمهم ليس فقط كعارض لتكتيكاتهم الخرقاء عديمة الكفاءة، ولكن أيضًا لقوة واتحاد المحافظين الأخذة في الخبوء. كان واضحًا رغبة مناصري الحزب في شيء أكبر مما كان بمقدور بوش، رومني، راين أو ماكونيل تقديمه، حتى أكبر من الحزب الجمهوري نفسه.

في الواقع، قدرة ترامب وبانن على رؤية قوة المتحفظين الواهنة والتصرف على أساسها، هي ما حضت انتقاداهم للحزب الجمهوري، مكنتهم من السيطرة عليه وهي في الواقع ما تزال، حتى اليوم، ركيزة حكمهم. نتجت في رأيي فجاجاة وفوضوية أحداث الأسبوعين الماضيين عن عدم كفاءة وعشوائية، وليس عن تخطيط ممنهج، إلا إنه ليس هناك شك أن ترامب مازال يفضل الأسلوب الارتجالي. فكما يقول في الفقرة الثانية من كتاب فن عقد الصفقات – المقطع الوحيد في كتاب من 367 صفحة الذي استطعت أن أجد فيه ما يشبه فكرة متماسكة-

معظم الناس يندهشون من طريقتي في العمل. فأنا ألعب بدون تنظيم. لا أحمل حقيبة عمل. أحاول ألا أجدول الكثير من الاجتماعات. كما أترك باب مكتبي مفتوحًا. لا تستطيع أن تكون مبدعًا أو رياديًا إذا أحطت نفسك بالكثير من الهيكل. أفضل أن آتي إلى العمل كل يوم واستكشف ما يمكن أن يحدث.

بهذا الأسلوب الفوضوي، الذي يخلط ترامب وبانن خطأً بينه وبين الجوهر، يأملان بتحويل الضعف إلى قوة. لدي شكوكي الخاصة حول إذا ما كانا يستطيعان فعل ذلك، كما ذكرت مرارًا، لكن النقطة الأهم هي أن هذا أفضل ما يستطيع الحزب الجمهوري تقديمه.

بصياغة أخرى،جوهريًا وبشكل ملموس للغاية، لم يكن لدى الحزب الجمهوري خيار آخر غير ترشيح ترامب. فمقامرة ترامب اليائسة هي أملهم المتبقي الوحيد.