محتوى مترجم
المصدر
The Telegraph
التاريخ
2016/12/09
الكاتب
روث شيرلوك

على قبعات البيسبول، تعهد ترامب في حال فوزه بالرئاسة بأن «أمريكا ستصبح عظيمة مُجددًا». كما وعد ترامب أنصاره بأنهم سيكونون الرابح الأكبر في حال دخوله البيت الأبيض، لأنهم سيصبحون «مرضى بالانتصارات». هكذا بدأت الكاتبة روث شيرلوك محررة الشئون الأمريكية في صحيفة الديلي تلغراف مقالها اليوم.

وأضافت فى توقعاتها بأن الأمر عندما يتعلق برسم تفاصيل حقبة ترامب الرئاسية، فإنه لن يكون أقل تهورًا من تصريحاته. فمن المعتاد في الانتخابات الأمريكية أن يُحدد المرشح رؤيته لفترته الأولى في المكتب البيضاوي. ولكن، حرص ترامب على وضع نفسه في صورة «الرئيس الأعظم» جعله يُخفّض الجدول الزمني لتنفيذ هذه الرؤية من 100 يوم إلى يوم واحد فقط.

وأردفت أنه في خطاب ألقاه الشهر الماضي في بلدة «جيتيسبرج التاريخية»، وضع ترامب عقدًا مع الشعب الأمريكي بأنه سيبدأ في العمل الجاد منذ يومه الأول. وتحدث عن تفاصيل أول 24 ساعة له في البيت الأبيض، فذكر أنه يهدف إلى محو آثار رئاسة باراك أوباما، ووضع أمريكا على مسار السياسة الحمائية والطاردة للمهاجرين.


الهجرة

اعتبرت الكاتبة أن خطاب ترامب حول الهجرة كان المُعرِف الأساسي لحملته الانتخابية.

حيث كان ترامب قد دعا إلى ترحيل كافة المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة، وهي خطوة – بصرف النظر عن كونها غير عملية وقد تكون مستحيلة التطبيق – ستضر كثيرًا بالاقتصاد الأمريكي، لأنها ستدفع الكثيرين للخروج من سوق العمل هناك.

بدلًا من ذلك، قد يشرع ترامب في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين لديهم سجلات جنائية. وتُقدّر دراسات حديثة بأن أعداد هؤلاء أقل من 168 ألف في الولايات المتحدة. لكن ترامب قدّرهم بحوالي 2 مليون نسمة، مما يدل على أن تعريفه للمجرمين يتضمن «من لديهم خلافات طفيفة مع القانون، مثل: تجاوز السرعة المحددة».

كما أنه من المقرر أن يُوقف الهجرة من المناطق المعرضة لخطر الإرهاب، والتي لا تستطيع إجراء فحوصات أمنية مضمونة. وعلى الرغم من غموض المصطلحات، فمن المؤكد أن سوريا ستكون ضمن هذه القائمة.

وقد ادعى ترامب أن الحكومة لم تكن تعرف بالتحديد هوية اللاجئين الذين يُتاح لهم دخول البلاد، على الرغم من تعرضهم للفحص لمدة تصل إلى سنتين قبل أن يسمح لهم بدخول الولايات المتحدة.

وأخيرًا، ستشرع إدارة ترامب في وضع تشريع جديد لبناء جدار على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، مع دفع المكسيك لتحمل تكاليف بنائه. ولم يوضّح ترامب تفاصيل أكثر في هذا الصدد.


إصلاح سياسات واشنطن

فى هذا المجال تقول الكاتبة أن دونالد ترامب وعد بتجفيف مستنقع المال الوفير لسياسة واشنطن.

ففي واحدة من أكثر ساحات حملته الانتخابية تأثيرًا، قال أنه سيعمل على «الحد من التأثير المُفسِد للمصالح الخاصة».

وخلال حديثه في جيتيسبرج، وفي الموضع الذي ألقى فيه إبراهام لينكولن عام 1863 خطابه الشهير لتوحيد الأمريكيين، سعى ترامب لتقليد الزعيم الأسطوري، واعدًا بإعادة تشكيل «حكومة الشعب من قبل الشعب ومن أجل الشعب».

وتشمل إصلاحات ترامب في هذا الصدد، تقديم تعديل دستوري لفرض عدد محدد من الفترات التي يستطيع عضو الكونجرس قضاءها في المجلس، وكذلك حظر الانضمام إلى أي لوبي سياسي لمدة خمس سنوات لأي مسئول في البيت الأبيض أو الكونجرس عقب خروجه من الخدمة.

وفي محاولة لتقليص حجم الحكومة، دعا ترامب إلى تجميد تعيين الموظفين الاتحاديين في مجالات الجيش، والسلامة العامة، والصحة العامة.


التجارة

رجحت شيرلوك احتمالية أن يعمل ترامب على كسر الالتزام التقليدي لدى الجمهوريين بالنسبة للتجارة الحرة، من خلال فرض مجموعة من السياسات الحمائية لإغلاق الحدود الاقتصادية للولايات المتحدة.

ففور فوزه بالانتخابات، سيعلن عزمه على «إعادة التفاوض» مع المكسيك وكندا بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا).

كما يعتزم ترامب إلغاء مشاركة الولايات المتحدة في «اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ»، والذي يرى أنه اتفاق مثير للجدل مع 12 دولة.

ويهدف الاتفاق إلى تعميق العلاقات الاقتصادية بين هذه الدول، وخفض الرسوم الجمركية وتعزيز التجارة لتعزيز النمو. لكن منتقديه يرون أنه يعمل على رفع التنافس بين القوى العاملة لهذه البلدان.


السياسة الخارجية

قال دونالد ترامب أنه كرئيس للولايات المتحدة لن يضمن الحماية لدول حلف الناتو التي قد تتعرض للهجوم.

ففي مقابلة سابقة له، قال ترامب أن أمريكا ستساعد فقط تلك البلدان التي ستلتزم بواجباتها داخل الحلف.

وهذه هي المرة الأولى في مرحلة «ما بعد الحرب العالمية الثانية»، التي يضع فيها مرشح أمريكي للرئاسة شروطًا لدفاع الولايات المتحدة عن حلفائها الرئيسيين.

نظرة ترامب المبنية على شعار «أمريكا أولًا» دفعته إلى التهديد بسحب قواته من أوروبا وآسيا إذا فشل حلفاؤه هناك في تقديم المزيد من الحماسة للمصالح الأمريكية.

ويبدو أن ترامب متخبط بشأن بعض القضايا الرئيسية بما في ذلك سوريا. لكنه أكد مؤخرًا أن بشار الأسد هو أهون الشرين، بالمقارنة بالجماعات المعارضة المتمردة – التي تدعمها الولايات المتحدة – ولدى بعضٍ منها ميول إسلامية. كما وعد بجعل داعش تعاني من جحيم القصف الأمريكي.


الطاقة والبيئة

ذهبت شيرلوك إلى أن هناك تطور مخيب للآمال بشدة في مجال حماية البيئة ينتظر الولايات المتحدة، فترامب ينوي إلغاء مليارات الدولارات التي تُقدم لبرامج الأمم المتحدة لتغير المناخ. وقال أنه سيُعيد توجيه هذه الأموال لتمويل مشروعات البنية التحتية في الولايات المتحدة.

وقد وعد أيضًا برفع القيود المفروضة على زيادة إنتاج النفط والغاز الطبيعي الأمريكي، وإزالة حواجز الطرق أمام خط أنابيب «كيستون». وذلك بعدما ناضل العديد من الناشطين في مجال البيئة من أجل تحجيم مشروعات البنية التحتية وعمليات إنتاج النفط والغاز، لما لذلك من تأثيرات خطيرة على النظام البيئي هناك.


محو باراك أوباما من كتب التاريخ

اختتمت الكاتبة مقالها بالحديث عن واحدة من الإجراءات الأولى العجيبة التي سيتخذها ترامب فى أول 100 يوم، ألا وهي؛ محو آثار رئاسة أوباما.

حيث وعد ترامب بإلغاء كل تصرف أو أمر أو مذكرة تنفيذية صدرت عن الرئيس أوباما.

ووفقًا لـ «ستيفن مور»، مستشار الحملة الرئاسية، فإن ترامب سيقضي ساعاته الأولى في البيت الأبيض، وهو يوقع على أوراق عديدة لإلغاء ما يقرب من 25 أمر تنفيذي أصدرهم أوباما في السابق. أهمهم على الإطلاق «قانون الرعاية الصحية»، المعروف أيضا باسم «Obamacare»، والذي منح تأمينًا صحيًا لحوالي 12.7 مليون نسمة، كافحوا من أجل تحمل تكاليفهم الطبية. ويسعى ترامب لاستبدال هذا النظام بآخر يمنح الولايات مزيدًا من القوة في التعامل مع أموال التأمين الصحي.