دائمًا ما ارتبط الرصد الفلكي المتخصص ومتابعة أخبار الاستكشافات الفضائية بأشهر وكالة فضائية احتلت مرتبة عليا في علوم الفضاء وهي وكالة الفضاء الأمريكية ناسا والمحطة الدولية التي تم بناؤها بتعاون مشترك بين الولايات المتحدة وروسيا.

لكن هناك حلمٌ يتمحور حول إنشاء محطة فضائية أخرى تأمل أن تحققه الصين عن طريق إطلاقها محطتها الفضائية الخاصة لتتمكن من دخول عالم البحث العلمي في علوم الفضاء.

أولى محاولاتها في هذا الإطار تمت في العام 2003م حين أرسلت أول بعثة فضائية للقمر؛ لتصبح ثالث الدول التي تعتزم بناء محطة فضاء رسمية بعد أمريكا وروسيا.


المركبة الفضائية 1 Tiangong

محطة الفضاء الصينية الصين تيانجونج
تيانجونج 1

وضمن برنامجها الفضائي أيضًا؛ أطلقت الصين أولى مركباتها الفضائية «تيان جونج 1» أو (القصر السماوي) في الـ 29 من سبتمبر/أيلول عام 2011م، والتي اعتبرت رمزًا لقوة الصين المتنامية في التطوير العلمي بغرض تحويل الصين إلى قوة عظمى في مجال الفضاء.

هذه المركبة «تيان جونج 1» هي بمثابة مُختبر فضائي يصل طولها إلى نحو 10.3 متر، وتزن نحو 8 أطنان، وتدور في مدار يرتفع عن سطح الأرض نحو 370 كم وهو أقل من المسافة المعتادة للمركبات الفضائية التي يقدر بعدها عن الأرض مسافة 400 كم.

أما مهمّتها فكانت هي القيام بالعديد من الاختبارات والأبحاث لتحديد التكنولوجيا اللازمة لإنشاء محطة فضاء رسمية، بالإضافة لتحسين وتطوير إرساء المركبات والصواريخ في الفضاء.

بعد إطلاق تيان تونغ 1، وفي الحادي عشر من يونيو/حزيران عام 2013م، أرسلت الصين بعثة فضائية مأهولة على متن المركبة «تشُنزو 10» على متنها 3 روّاد فضاء في مهمة تستغرق 12 يومًا ليلتحموا بمختبرها الفضائي «تيان جونج 1» القابع في المدار تمهيدًا لبناء أول محطة فضاء صينية.


المركبة الفضائية الثانية Tiangong 2

تيان جونج 2

في العام 2013م، أعلن «يانغ لي وي» أول رائد فضاء صيني ونائب رئيس وكالة رحلات الفضاء المأهولة الصينية، أنه من المحتمل أن يتم إطلاق المختبر الفضائي الثاني «تيان جونج 2» في العام 2016م.

وتنفيذًا لخطة البرنامج الصيني، فقد أطلقت الصين المركبة الفضائية الثانية «تيان جونج 2» في الـ 15 من سبتمبر/أيلول الجاري في إشارة منها إلى استمرار وتطوير برنامج الفضاء الذي يدعمه الجيش، والذي يعتزم إرسال بعثة فضائية إلى المريخ في السنوات القليلة القادمة.

هذه المركبة الفضائية، هي أيضًا بمثابة مختبر فضائي لإجراء الأبحاث في الفضاء أُطلق على متن الصاروخ «لونج مارش T2 F2 » إلى مدار الأرض المنخفض من مركز «جيوتشيوان» لإطلاق الأقمار الصناعية في مقاطعة «قانسو» شمال غرب البلاد.

يصل طول هذه المركبة إلى نحو 10.4 متر، وتزن نحو 9.5 طن، ومزودة بخلايا شمسية مزدوجة، وستصل لارتفاع 380 كم فوق سطح الأرض، ومن ثم ستستمر في الصعود بعد ذلك حتى تصل إلى ارتفاع 393 كم، وهو العلو المناسب للإنشاء محطة فضاء.


المهمة

يقع المختبر الفضائي ضمن مشروع محطة الفضاء 921-2 المراد إنشائها، ويهدف المشروع إلى اختبار وتجربة الأنظمة الداعمة للحياة لتمكين البشر من الإقامة في الفضاء مدة من الزمن، وامتلاك قدرات التزود بالوقود من وقتٍ لآخر، كما سيعمل المختبر على إجراء العديد من التجارب في مجالات علمية متنوعة مثل؛ الطب والأحياء، واختبار تكنولوجيا متعددة تتعلق بالفضاء.

ومن المُترقب أن تنطلق المركبة الفضائية المأهولة «شنتشو 11» في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم برفقة اثنين من روّاد الفضاء لتلتحم مع المركبة «تيان جونج 2»، وسيبقى الروّاد على متن المحطة مدة شهر.

أما في شهر أبريل/نيسان من العام القادم 2017م وضمن خطة البرنامج الصين، فستصل أولى سُفن الدعم «تيانزو 1» إلى المركبة لتزويدها بالوقود والأدوات اللازمة للمختبر الفضائي.

وتخطط الصين لإطلاق مركبة فضائية أخرى عام 2018م؛ والتي ستكون بمثابة المركبة المركزية للمحطة الفضائية المراد إنشائها، لتصبح بعد ذلك محطتها الفضائية الرسمية جاهزة للعمل بحلول العام 2020م بوزن يصل إلى نحو 60 طنًّا.


كيف ستبدو المحطة الفضائية الرسمية؟

يقول «تشو جيان بينغ»، كبير مصممي برنامج الفضاء الصيني المأهول: إن المحطة الفضائية الصينية ستتكوّن من وحدة مركزية أساسية يصل طولها إلى 18.1 متر سيتم إطلاقها عام 2018م، بالإضافة إلى وحدتين اثنتين تستخدمان لإجراء التجارب والتخزين، ويمكن إضافة وحدات أخرى لتصل إلى 6 وحدات إذا أراد شركاء دوليين الاستثمار في إنشاء المحطة الفضائية.


خيبة أمل كُبرى

محطة الفضاء الصينية الصين تيانجونج
محطة الفضاء الصينية الصين تيانجونج

دائمًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وبالنسبة للصين فإن الآمال التي وُضعت على المركبة الأولى«تيان جونج 1» كجزء من إنشاء المحطة الفضائية، قد ذهبت أدراج الرياح بعد أن أعلنت وكالة الأنباء الصينية الرسمية «شينخوا» بأن المركبة توقفت عن العمل، وعن إرسال أيّ بيانات منذ شهر مارس/آذار هذا العام بسبب خلل أصابها تسبب في خروجها عن مدارها.

وصرّح «وو بينغ» نائب مدير مكتب الهندسة الفضائية المأهولة الصينية لوكالة الأنباء الرسمية قوله بأنه «بناءً على حساباتنا وتحليلها، فإن معظم أجزاء من مختبر الفضاء سوف تقع على الأرض في هيئة أجسام تحترق أثناء دخولها الغلاف الجوي منتصف العام القادم 2017م»، واستطرد قائلًا أن «المركبة الفضائية أدت مهمتها على أكمل صورة طوال أربعة أعوام ونصف، أي أنها استمرت بالعمل لعامين ونصف إضافيين، وهي فترة أطول مما صممت له المركبة».

أما «جوناثان ماكدويل» أستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد فقال أن «سقوط بقايا المركبة على الأرض واحتراقها في الغلاف الجوي هو أمرٌ طبيعي بعد أن أعلنت الصين أن المركبة قد توقفت عن العمل. أما عن بعض الأجزاء مثل محركات الصواريخ الكثيفة، فهي لن تحترق تمامًا وستسقط أجزائها على الأرض في أماكن متفرقة إذا لم تسقط في المحيط».

المراجع
  1. China launches second space station, Tiangong 2
  2. China's Space Station Planners Put Out Welcome Mat
  3. China's Tiangong-2 Space Lab Mission in Pictures
  4. Tiangong-1 Space Lab Will Fall to Earth Next Year, China Says
  5. China Launches Tiangong-2 Space Lab to Prep for 2020s Space Station
  6. 'Out of control' Chinese space station to crash to earth in 2017
  7. China's Tiangong-1 space station 'out of control' and will crash to Earth