مصر حتى 2011 كان لديها 42 سجنا، ثم نمت السجون وطرحت من 2013 حتى بدء 2016، لتصبح نحو 52 سجنا و60 ألف سجين سياسي أو أكثر
جمال عيد، مدير الشبكة العربية بمعلومات حقوق الإنسان

معتقلي العقرب بدأوا اضراب مفتوح عن الطعام من يوم 24 فبراير.الاضراب مش للمطالبة حتى بحريتهم ولا بمحاكمة عادلة, الاضراب…

Gepostet von Mona Seif am Montag, 29. Februar 2016

أعلن معتقلو سجن العقرب في يوم 24 فبراير/ شباط 2016 إضرابهم عن الطعام، وسط تجاهل الإعلام الرسمي والحكومي، مطالبين الداخلية بتنفيذ القوانين واللوائح التي تنظم سجنهم، ومن ضمنها تحسين الطعام وماء الشرب والحق في التريض والزيارات الإسبوعية.


فلسفة السجون

يُعد السجن نظاما عقابيا حديث النشأة، ظهر في القرن التاسع عشر ليُجرد الشخص من حريته وفقا لأحكام القضاء. حيث بدأت المجتمعات الأوروبية في اتباع سياسات التعقب والمراقبة وإصلاح الأفراد من بداية القرن السادس عشر، من خلال المستشفيات والجيوش والمدارس شديدة الإحكام حتى يصبح المجتمع منضبطًا، وفي نفس الإطار ولنفس الهدف شُيدت السجون لأجل تأسيس «مجتمعات الرقابة»، حسبما يوضح الفيلسوف الفرنسي ميشل فوكو في كتابه المجتمع والعقاب.

يكون التعامل مع المجرم داخل السجن من خلال «الإنسان» بداخله فحماية قيم المجتمع وحقوق أفراده تكون من خلال الابتعاد عن العقاب البدني

ويُعتبر السجن بديلا للمقصلة ووسيلة لتصحيح سلوك المنحرفين أو الخارجين عن القانون من خلال معاقبة الروح وليس الجسد مثلما كان من قبل، ويكون التعامل مع المجرم داخل السجن من خلال «الإنسان» بداخله، فحماية قيم المجتمع وحقوق أفراده تكون من خلال الابتعاد عن العقاب البدني، هذا إلى جانب أهمية ضمان استقلال القضاء حتى لا يُسجن بريء، هذا بالإضافة إلى أهمية إقرار الجزاء المناسب لكل عقوبة على حدة، حسبما يشرح فوكو.

فيقع المسجون أسيرًا للقواعد الصارمة داخل السجن من حيث النشاطات اليومية، والمأكل والمشرب، والعمل والراحة، والدروس التي يتلقاها السجين والمواعظ، ليتغير السلوك الإجرامي بداخله ويتنامى لديه الشعور بالواجب والندم عما فعله حتى يُصبح ضمير الشخص عاملا أساسيا في تصرفاته، وليس فقط القانون ووجوب احترامه.

إلا أنه واقعيا؛ السياسات التي تتعبها السلطات -ومن أخطرها السجن الانفرادي، لكونه يتسبب في ألم جسدي- أو التعذيب وعدم الاكتراث بأهمية تأهيل السجين نفسيا، أتى بنتائج عكسية على المجتمعات. حيث كون المسجونين جماعات بديلة -عن المجتمع المحرومين منه- تحول السجن إلى «اتحاد سجناء» يتقاسمون الهموم والأفكار كما يوضح فوكو، فبالرغم من زيادة عدد السجون لم تقل الجريمة بل زادت، وأصبحت السجون تنتج أفرادًا غير قادرين على استعادة الاندماج في المجتمع، عائدين إلى جرمهم.

وشهد المجتمع العربي بمختلف أنظمته سجونا وحشية، من أبرزها سجن تدمر بسوريا والذي يستقبل معتقليه بعبارة «الداخل مفقود والخارج مولود» التي كتبت على أبوابه، و صُنف من بين السجون العشرة الأخطر في العالم. هذا بالإضاقة إلى انتهاكات حقوق المسجونين التي شهدتها السجون المختلفة ومن بينها سجني الكاظمية بالعراق، والعقرب بمصر.

وبالرغم من تحول سجون الوطن العربي إلى بيتٍ ثانٍ للمعارضين السياسيين والإسلاميين خاصة، في ظل الأنظمة المتعاقبة بمختلف البلدان العربية؛ إلا أنها فشلت في كبح جماح الغضب المُسلط على تلك النظم. بل ساعدت السجون على مر العصور في إنتاج نماذج مختلفة ومخالفة -في بعض الحالات- عن هدف الإصلاح والتهذيب المزعوم، ولم يكن ذلك جديدا على سجون العالم أجمع.


1. أكثر تطرفًا وأكثر تشبثًا

مثل هذه السجون (المشددة الحراسة) لا تملك أيّة فرصة لجعل هؤلاء الرجال أقلّ خطورة. لقد خرجوا منها أشدّ خطورة؛ أكثر بكثير ممّا كانوا عليه عندما أُودعوا فيها. ليس هناك دليل على تقليص فرص انتكاستهم نحو الإجرام، كل ما في الأمر أنّ إجرامهم ينضُج على نارٍ هادئة

جيروم ج. ميلر، رئيس المركز القومي الأمريكي للمؤسسات والبدائل

على الرغم من كون الإصلاح والتهذيب هما الهدف الأساسي للسجون؛ إلا أن الواقع يُثبت العكس، خاصة في السجون التي ضمت إليها كوادر وطاقات الإسلاميين البشرية، فتحولت تلك السجون من أسوار مغلقة للعقاب إلى مجتمع من المتشددين يتمدد إلى أن يُصبح موطنًا آمنًا لهم، يدبرون من خلاله خططهم ويديرون تنظيماتهم السرية من داخله. بالإضافة إلى السجون التي عُرفت بسياساتها التعذيبية لكل من يمُر عليها من السياسيين بمختلف انتمائهم، فما أنتجت للمجتمع سوى أشخاصًا أكثر تشبُثًا وكرها للأنظمة الحاكمة.

أبو بكر البغدادى بسجن بوكا في العراق
أبو بكر البغدادى بسجن بوكا في العراق

واشتهر أبرز قادة تنظيم داعش الإرهابي بكونهم سُجنوا في فترة من حياتهم بسجن «بوكا» في العراق، ومن بينهم زعيم داعش أبو بكر البغدادي، حيث تم اعتقاله في عام 2004 وبعد خروجه من السجن عمد إلى إنشاء «جيش أهل السنة والجماعة» في عام 2006، لتكون بداية تطرفه ونواة داعش. فكان سجن بوكا موطنًا للإسلاميين المتشددين حتى أصبح مُصدرا للإرهابيين، يتناقل فيه القادة المتطرفين الكبار سنًا خبراتهم في الإرهاب مع الأصغر سنا، ويجنِّد به الإرهابيون المخضرمون الجنائيين.

فمع انقطاع المسجونين عما يدور خارج نطاق وحدود مجتمعهم الجديد (السجن) وفي ظل المعاملة القاسية لهم، كان من السهل تحويل غير المتطرفين إلى متطرفين، فلم يجدوا من يؤنس وحشتهم ويحنوا عليهم ويشاركهم همومهم سوى هؤلاء المتشددين. و أكد سعد عباس محمود، رئيس سابق للشرطة العراقية، «أن حوالي 90% من السجناء الذين أطلق سراحهم أكملوا مشوارهم الجهادي».

وبعودة الزمن للوراء إلى الطبيب المصري أيمن الظواهري الذي التحق بجماعة الجهاد الإسلامي منذ إنشائها في 1973، وبعد أن تم تبرئته من تهمة مقتل السادات في عام 1981، حُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة حيازة سلاح بطرُق غير شرعية، وتحولت أفكار الظواهري خلال سنوات السجن إلى التطرف حتى أُفرج عنه واتجه إلى السعودية، لينضم إلى تنظيم القاعدة، صاحب النصيب الأكبر في العمليات الإرهابية بمصر، وأصبح زعيمًا للتنظيم في عام 2011 بعد موت أسامة بن لادن، الزعيم السابق.

على عزت بيجوفيتش
علي عزت بيجوفيتش

ما يُعرَّض له المسجونون من تعذيب داخل السجون يبث بجوارحهم الرغبة الملحة في الانتقام من سجانيهم، حيث يوضح الكاتب منتصر الزيات في كتاب «أيمن الظواهري، كما عرفته»: « في اعتقادي أن أهم ما كان يؤلم الظواهري أنه أُجبر تحت وطأة التعذيب والإكراه على أن يكون شاهد إثبات ضد زملائه وإخوانه وأعضاء تنظيمه (..) مما دفعه إلى ترك مصر وتفجير طاقته في أفغانستان (..) وخلال هذة الفترة استطاع جمع شتات عناصر (الجهاد) من المجموعات المختلفة».

فأحيانًا تحوِّل السجون المتطرفين (فكرا) إلى أكثر تطرفا (فعلا). وفي أحيان أخرى تزيد السجون من إيمان قاطنيها بآراءهم وتشبثهم بمواقفهم التي سجنوا بسببها سواء كانت وطنية أو غير وطنية. فعلى سبيل المثال سجن المناضل البوسني والفيلسوف الإسلامي على عزت بيجوفيتش عدة مرات -آخرها كان في عام 1983 بسبب نشره للمبادئ الإسلامية- لم يحطم ذرة من آماله في استقلال بلده التي عاش حياته يدافع عنها. فبعد سقوط الحكم الشيوعي بالبوسنة والهرسك في 1988 تم الإفراج عنه، وترشح في الانتخابات الرئاسية بعام 1980 ليُصبح رئيسا لبلده.

سيد قطب

أما بالنسبة لمصر، فيُعد سيد قطب -مفكر جماعة الإخوان المسلمين- أبرز مثال على أن السجون تزيد المسجونين تشبثا بآرائهم. فبالرغم من سجن وتعذيب قطب والحكم عليه بالحبس 15 عاما (بتهمة محاولة اغتيال عبد الناصر ولكن أُفرج عنه بعفو قبل قضاء المدة)، وإعدامه في أغسطس/ آب 1966 بعد أن أرسل إلى المباحث العامة رسالة احتجاج اعتراضا على القبض على أخيه، مما تسبب في اعتقاله هو ومجموعة من الإخوان ووجهت لهم تُهم من بينها قيادة تنظيم سري مسلح؛ إلا أن أفكاره ما زالت حية داخل جماعة الإخوان المسلمين. فإعدام شخص قطب لم يُنتج عنه إعدامًا لأفكاره، بل ظلت على مر السنين مصدر إلهام للكثيرين وشاهدًا على الظُلم.


2. يولد السجن أدبًا

كانت إرادتي هي وحدها التي تتلقى الضربات وتردها نظرات غاضبة وصمتًا. وظللت كذلك. لم أرهب، لم أتراجع: الماء البارد، ليكن. التعليق لمدة سبعة أيام، ليكن. التهديد بالقتل والرصاص حولي تناثر، ليكن. كانت إرادتي هي التي تقاوم
جزء من رواية الشرق المتوسط للكاتب السعودي عبد الرحمن منيف

يُعد لأدب السجون دور بارز في نقل حكايات المسجونين وتوثيق التاريخ بما يحمله من مفاجعٍ ومآسٍ، وعادة ما يرتبط هذا الأدب بقضايا سياسية واجتماعية تم قمعها من السلطات المستبدة، فتتخذ من أدب السجون منبرا لإعادة بث الروح فيها من خلال بطلٍ مُكبل بالأسوار والتعليمات، ليصطدم الحاضر مع الماضي ويُزال الحجاب عن النضالات التي لطالما خبأتها السلطات عن أعين مجتمعاتها.

شهد الوطن العربي روايات عدة من كتاب مختلفين مضمونها واحد وهو السجن وما يحدث بداخله، فبداية من رواية فرج للكاتبة رضوى عاشور، والتي تعرِض من خلالها حكايات المثقفين داخل السجون لمدة 60 عاما، بداية من جمال عبد الناصر، ومرورا بأنور السادات، وانتهاءً بحسني مبارك. كما نقلت السياسية زينب الغزالي والمنتمية لجماعة الإخوان المسلمين تجربتها بسجون عبد الناصر لست سنوات متواصلة في كتاب «أيام من حياتي»، ليكون من أقدم كتب أدب السجون المصرية والعربية والذي يعكس ظلم نظام عبد الناصر للإسلاميين سواء في السجون الحربية أو المدنية.

لم يفِ ما كُتِبَ عن السجن السوري حتى اليوم التجربة حقها. سُجن آلاف ومرّ بتجربة السجن عشرات الآلاف، ولم تُكتب أو تُنشر غير بضعة كتب
الباحث والمعارض السوري ياسين الحاج صالح

وفي سياق متصل، نجد من السياسيين المسجونين من ترك السجن ولكن السجن لم يتركه إلا بعد أن ينتهي من نقل تجربته، فتحدى سجانه من خلال تعريف المجتمع بما مر ومازال يمر به الكثير من القابعين داخل السجون. ومن بين هؤلاء الباحث والمعارض السوري ياسين الحاج صالح في كتابه «بالخلاص يا شباب»، حيث تم اعتقاله في عام 1980 بتهمة الانتماء إلى تنظيم شيوعي معارض، ليخرج من السجون السورية بعد 16 عاما أكثر صلابة وتمردا، على عكس ما رغبت السلطة في أن يكون بلا أثر أو تأثير، فاستمر في نضاله ضد بشار الأسد مشجعا على الثورة، وعندما أصبح الوضع معقدا في سوريا أسس -هو ومجموعة من الكتاب والباحثين السوريين- «مجموعة الجمهورية لدراسات الثورة السورية»، لتصبح خير معبِّرٍ عن الشأن الثقافي والفكري والاجتماعي في أكثر الأوقات ضبابية بسوريا.


3. يُشعل فتيل الثورة

استمرت السجون في إنتاجاتها المختلفة والمخالفة عن محاولاتها في قمع الأصوات الحرة، فاستطاع كل من الشيخ إمام عيسى، مغنٍ وملحن، والشاعر أحمد فؤاد نجم أن يحولوا السجن إلى منبع لإبداعتهم سويا. حيث تم سجنهم في عهد عبد الناصر بعام 1969 بسبب أغنية «الحمد لله خبطتنا تحت بطاطنا».

وأفرج عنهما بعد وفاة عبد الناصر، إلا أنه ما سرعان ما عادا إلى السجن في عهد السادات بعد أن سخرا في أغانيهم من سياسات الانفتاح الاقتصادي التي اتبعها السادات، ولم يوقفهما السجن -رغم انفصال زنازينهم عن بعض- عن التأليف والتلحين، فاختلسوا الفرص المختلفة ليتناقل نجم أشعاره مع الشيخ إمام ليلحنها ويبدأ في غناءها من داخل محبسه.

وتتجلى عظمة تجربة الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم في كون أغانيهما تحولت إلى فتيل يشعل الاحتجاجات عبر الأزمنة المختلفة بمصر، فلم تتوقف عند أي من الأنظمة السياسية، ولم يتمكن السجن من فرض أسواره على أشعارهم، التي ما سرعان حلقت في سماء الثورة المصرية في 25 يناير/ كانون الثانى 2011، لتُغرد بمطالبها وتشعل حماسها.


واقع السجون المصرية

سيد قطب
سيد قطب

بالعودة إلى وضع السجون المصرية المأزوم حيث تشهد اختراقا واضحا للقوانين وحقوق الإنسان في التعامل مع المسجونين، وفقا للتقارير الدولية وشهادات أهالي المسجونين والمفرج عنهم من تلك السجون. وا عتراف المجلس القومي لحقوق الإنسان بوجود انتهاكات ضد المسجونين في سجن أبو زعبل 2 نتيجة لزيارة المركز للسجن، هذا بالإضافة إلى ما شهدته معسكرات أمن الدولة والسجون العسكرية (العزولي العسكري مثالًا) من المسجونين السياسيين بشكل غير قانوني، بعد الثورة المصرية في 25 يناير/ كانون الثانى 2011.

ومازال يصعب على المجلس القومي لحقوق الإنسان زيارة السجون إلا بعد إذن من وزارة الداخلية، وتماطل الوزارة دائما في إصداره. وإن صدر فيكون خاصا بسجون محدودة تحددها الوزارة، كما لا يتم السماح للجهات الحقوقية غير الحكومية أن تتفقد السجون، في ظاهرة تبث القلق على الصعيد الحقوقي الدولي وتشير إلى تخوف النظام المصري من تلك الزيارات، كما تنم عن حالة العداء التي خلقها النظام مع المنظمات الحقوقية المصرية.

فإن الوضع المصري المأزوم يتطلب وجود قيادة حكيمة تُدرك أهمية إصلاح قطاع السجون وسياساته العقابية التي تفقتر للحكمة، وتعتمد على عقاب الجسد، غضه النظر عما تتسب فيه من مخاطر مجتمعية. فما يتّبعه النظام من محاولات إسكات المعارضة من خلال الحبس في السجون المتزايدة العدد، لن يُغير من أفكارهم أو انتماءاتهم بل يزيد المتطرف تطرفًا، ويُزيد الثائر على النظام ثورة، ومن لم يكن عدوًا للسلطة يُصبح أشد الأعداء لها. فالخوف الحقيقي يكمن في تحول تلك السجون إلى بؤرٍ للإرهاب، وموطنٍ لمن لم يجد مساحته الحرة في المجتمع، فتكون أيام السجن خير مُحفز على رغبة الانتقام بداخله، والتي لن يقف حائلا بينه وبينها سوى قضاء المدة، ليُصبح النظام والسلطة أول الخاسرين. فهل يوجد من يعي دروس التاريخ ويُجنب مصر شرور الظُلم؟

المراجع
  1. الوجه الآخر للعقرب
  2. سجن مصر الخفي: «المختفون» يواجهون التعذيب في سجن العزولي العسكري
  3. سجون مصر قصص من الداخل
  4. ملف من الأرشيف: الشيخ إمام
  5. يخرجون من المعتقلات فيكتبون.. 7 كتب من أدب السجون
  6. «مجتمع العقاب» جدلية السلطة والمعرفة عند ميشيل فوكو
  7. من الحفل التعذيبي إلى ولادة السجن
  8. فلسفة السجون مشددة الحراسة
  9. ما الذي يحدث داخل سجون مصر؟
  10. ارتفاع أعداد السجون المصرية خلال عامين ل٥٢ سجنا Read more: http://www.al-monitor.com/pulse/ar/originals/2016/02/egypt-authorities-prison-free-speech-sisi.html#ixzz41bssRhDm
  11. من السجن إلى القصر