محتوى مترجم
المصدر
Foreign Policy
التاريخ
2017/07/03
الكاتب
سايمون هندرسون

يتطرق المقال المنشور لدى دورية فورين بولسي الأمريكية لمسألة الخلافة في سلطنة عمان بعد السلطان قابوس بن سعيد، الذي تتداعى صحته إثر إصابته بالسرطان منذ 3 أعوام. ويطرح المقال، الذي أعده الصحفي الأمريكي سايمون هندرسون، قائمة الخلفاء المحتملين لقابوس كما يتطرق للحديث عن الوضع الإقليمي والعالمي للسلطنة.

ويستهل هندرسون مقاله بالإشارة إلى أن اسم الحاكم المقبل للسلطنة مكتوب على ورقة مخبأة في ظرف في القصر الملكي بالعاصمة مسقط، بالإضافة إلى ظرف آخر مخبأ في قصر ملكي بمدينة صلالة جنوبًا.

ويوضح أن الظرف الثاني يحوي الاسم نفسه الموجود بالظرف الأول، وسيتم اللجوء إليه في حال لم يتم إيجاده عند وفاة قابوس (76 عامًا)، وكلا الاسمين هما خياران قابوس الأول والثاني لخليفته. لكن ثمة رواية أخرى تشير إلى أن الظرف الموجود بالقصر الملكي في مسقط يحوي اسمًا والظرف الموجود بقصر صلالة يحوي اسمًا آخر.

ويلفت هندرسون إلى أنه عند وفاة قابوس، سيتم تشكيل مجلس من أقاربه لاختيار خليفته، وفي حال لم يتم الاتفاق على خيار طيلة 3 أيام ستتم الاستعانة بتلك الأظرف.

ويوضح أنه على الرغم من حكم سلالة البوسعيدي لعمان طيلة 14 جيلًا، فلم يتم تشكيل آلية فيما يتعلق بالخلافة، حيث إن قابوس نفسه جاء للسلطة عام 1970 بانقلاب ليطيح بوالده سعيد بن تيمور.

ويستعرض هندرسون المرشحين المحتملين لخلافة قابوس، وأولهما أسعد بن طارق ابن عم السلطان والذي عُين الشهر الماضي نائبًا لرئيس الوزراء لشئون التعاون والعلاقات الدولية. ويدلل على بروز أسعد قيام قابوس بإرساله ممثلًا لعمان بالقمة العربية الأخيرة بالأردن، منوهًا إلى أنه عمل قائدًا للجيش وممثلًا خاصًا للسلطان، وذلك المنصب يضعه على لائحة المرشحين للخلافة.

أما بقية المتنافسين فهما أخواه هيثم بن طارق وزير التراث والثقافة العماني وشهاب بن طارق القائد السابق للبحرية العمانية، والثلاثة في الستينيات من العمر وشقيقتهم كانت زوجة السلطان.

ينوه هندرسون أيضًا إلى مدى ما حققته السلطنة من تقدم وازدهار في عهد قابوس، حيث باتت الآن أحد أفضل الأماكن للعيش في الخليج لما تتمتع به من نظام تعليم وخدمات اجتماعية مميزة ونمو اقتصادي.

ويحرص قابوس على تركيز السلطات في قبضته، حيث يشغل مناصب رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع والخارجية والمالية ومحافظ البنك المركزي.

أما عن أقرب مستشاريه، فهم المختصون بالأمن والمخابرات داخل ما يُعرف باسم المكتب الملكي الذي يرأسه الجنرال السلطان محمد النعماني، الذي سيترأس المجلس الذي سيحكم لمدة 3 أيام بينما يعمل مجلس العائلة على تعيين من سيخلف قابوس.

ويوضح أن قابوس تبنى رؤية استراتيجية للمنطقة ودور بلاده فيها ولم يغض الطرف في الوقت نفسه عن صلاته بمسئولي الاستخبارات الأجانب لاسيما المخابرات البريطانية التي استعان بأحد مديريها المتقاعدين إذ كان يقدر تحليلاته. وعندما زار الأمير تشارلز، وريث العرش في بريطانيا، مسقط في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان برفقته المدير الحالي للمخابرات البريطانية في اجتماع مع قابوس. كما يحظى بصلات جيدة مع واشنطن.

يقول هندرسون إن رؤية قابوس للعالم تثير غضب حلفاء بلاده في الخليج والغرب، على سبيل المثال؛ عندما تعرض مجمع القصر العدلي بدمشق لهجوم انتحاري أواخر مارس/آذار الماضي، أرسلت مسقط رسالة تعزية للنظام السوري، الخطوة التي رأها الكثيرون في واشنطن وعواصم أخرى تطبيعًا لا داعي له مع مستبد يتمنون الإطاحة به.

المثال الثاني، الذي يسوقه هندرسون على تلك الفكرة هو حالة الغضب بين مسقط والسعودية والإمارات اللتين تشنان حربًا في اليمن، حيث أمدت مسقط المتمردين الحوثيين بدعم دبلوماسي ومادي.

ربما كان يأمل السلطان قابوس أيضًا في الحصول على مقابل تمكينه للدبلوماسية الأمريكية في عصر الرئيس باراك أوباما لإبرام اتفاق نووي مع إيران، لكن إيران من جانبها لم تقم بأي شيء مؤثر تجاه عمان أكثر من زيارة في فبراير/شباط الماضي للرئيس حسن روحاني إلى عمان.

قابوس يخشى من التدخل الخارجي في مسألة اختيار خلافته ويدور الحديث بالتحديد عن الإمارات، والتي وجهت إليها مسقط اتهامات بإدارة شبكات تجسس داخل الجيش العماني.

ويتساءل هل يوسع قابوس من نطاق خياراته في حال لم يقتنع بأي من المرشحين المحتملين من داخل عائلته.. مرجحًا أن يتوجه للاختيار من بين شيوخ القبائل أو المؤسسة الأمنية أو مجتمع رجال الأعمال لاختيار مرشح.

ويقول إنه حتى وإن لم ينجح في ذلك، فإن تلك الجماعات ستسعى للتأثير على مجلس العائلة بدعم أحد المتنافسين الحاليين أو اقتراح اسم آخر قد يكون أحد أفراد الجيل القادم من عائلة البوسعيدي.

وفي حال اختيار نجل أسعد بن طارق (البالغ من العمر 37 عامًا)، والذي وصفته وثائق ويكليكس عام 2007 بأنه صاحب شخصية قوية ومؤثرة، فسيكون الأمر مشابهًا للحالة القطرية التي تولى فيها الشيخ تميم بن حمد (36 عاما) سدة الحكم.