اللحظة الأكثر إثارة لجمهور السينما الأمريكية هي يوم حفل تقديم جوائز «الأوسكار»، تلك اللحظة التي أصبحت وشيكة الحدوث. أنظار العالم ستتجه لهذا الحدث الذي يقام في ولاية «لوس أنجلوس» بهوليود تلك المدينة التي تتحكم في صناعة السينما الأمريكية وأستديوهات التصوير. وبالتحديد في مسرح أكاديمية «علوم وفنون الصور المتحركة».

حفل تقديم الجوائز هو جزء من الصناعة الهوليودية. وحدث ثانوي مركزي لبعض الشركات لتسويق منتجاتها الجديدة. وفرصة لعرض أفكار سياسية وقومية للبعض. وبالنسبة للقنوات الناقلة فهو يوم لزيادة الدخل من الإعلانات ومن الرعاة وغيرها. ومن أهم أركان الحفلة التي يتوقف عليها نجاح كل الأشياء السابق ذكرها. هو مقدم حفل الأوسكار. والذي قد يجعل من هذا اليوم، يوما للذاكرة مليئا باللحظات التي لا تنسى. أو يوما للنسيان أو التندر على بعض الأفعال. نقدم لكم تقريرا عن مقدمي الحفل في السنوات الأخيرة وردود الأفعال عليهم.


2016 – كريس روك

قدم «كريس روك» حفل 2005 ولاقى إعجابا شديدا بنكاته الطريفة التي أسعدت أغلب الحاضرين والمشاهدين. فكريس روك هو في الأساس مقدم برامج «ستاند أب كوميدي» وكاتب لأعمال فنية كوميدية وحصل على العديد من الترشيحات والجوائز، من بينها جائزة «الإيمي»، وبالتالي إسعاد الجماهير كان أمرا متوقعا.

باستثناء بعض التعليقات السلبية على فظاظته في التعامل مع الضيوف في بعض اللقطات القليلة، ولكنها لم تؤثر سلبيا في تقييمه. ومع اتهام الأكاديمية بالعنصرية وتعمد تجاهلها للسود وانتشار حملات مقاطعة الحفل العام الماضي. اختارت الأكاديمية كريس روك لتقديم الحفل مرة أخرى. ولكنه لم يوفق هذه المرة. فالحفل شابه قلة التنظيم عن النسخ السابقة وظهر على المنظمين التوتر فعلا، وكأنهم يريدون نفي جريمة ما. وانعكس هذا الوضع على روك الذي أطلق العديد من النكات وكان يضحك عليها مع الجمهور. بالإضافة لخطب طويلة عن السود مع خلطها بالنكات وعرض آرائه عن تلك القضية.


2015 – نيل باتريك هاريس

ممثل كوميدي ومسرحي، شارك في بطولة المسلسل الكوميدي الشهير «How I Met your mother» ورشح عنه لجوائز الإيمي والجولدن جلوب. كان لهاريس خبرة سابقة في استضافة الحفلات الكبرى. فقد قدم قبلها 4 حفلات لجائزة «Tony» وحفلين لجائزة «إيمي».

تفاوتت الآراء حول تقديمه للحفل. وخصوصا بعد ظهوره شبه عارٍ علي المسرح. تلك الحركة التي سببت العديد من الانتقادات له. ولكنه صرح أنه اعتاد على مثل هذه المواقف الجريئة أثناء عمله المسرحي. وكانت بعض الانتقادات عنيفة لدرجة إنشاء وسم على توتير بعنوان #BringBackEllenDeGeneres. ولكن على جانب آخر لاقى إعجابا شديدا، خصوصاً لهدوئه وجرأته أثناء تقديم الحفل. وسواء اعتبرت ذلك إيجابيا أم سلبيا ولكن ظهور هاريس شبه عارٍ من الأحداث المهمة في تاريخ الحفل.


2014 – إلين دي جينيريس

«إلين» مقدمة البرامج والممثلة الكوميدية الشهيرة. كانت على موعد مع التألق الذي لن ينسى في حفل 2014. ليس من قبيل المبالغة القول إن تألق إلين في هذا الحفل أصبح يمثل أكبر التحديات التي تواجه كل المرشحين لتقديم الحفل من بعدها.

بملامحها وانفعالاتها الهادئة بالإضافة لخفة ظلها. استطاعت إلقاء العديد من النكات العفوية التي أسعدت الحاضرين والمشاهدين للحفل. شركة «سامسونج» ومن بعدها كل شركات الهواتف المحمولة. وجدت ضالتها أخيرا لتسويق خصيصة الكاميرا الأمامية المتطورة على يد إلين. فقد سوقت إلين لطريقة التصوير «سليفي» لتصبح من بعدها طريقة التصوير الأشهر في العالم، والتي حلت محل الصور التقليدية بالكاميرا الخلفية.

ربما يكون الموقف مصمما من قبلها، ولكن طريقة تنفيذ إلين المبدعة والتي لا تخلو من بعض الارتجال، بداية من الذهاب لـ«ميريل ستريب» وطلب التصوير منها، ثم دعوة الممثلين لمشاركة الصورة. وقد انتشرت هذه الصورة في كل مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح التغريدة الأكثر انتشارا على مستوى العالم في عام 2014. ولتغدو بعد ذلك هذه الصورة من ذكريات الحفل التي لن تنسى.


2013 – سيث مكفرلين

ممثل وكاتب أفلام كوميدي اشتهر بكتابته وإخراج جزأي الفيلم الكوميدي الشهير «Ted». حين اختير لتقديم الحفل لم يكن معروفا بدرجة كبيرة كسابقيه من النجوم ومقدمي البرامج الكبار. ولكن سعت الأكاديمية لتجديد الدماء باختيار كاتب ومخرج شاب وغير مشهور، ولكن لديه مؤهلات جيدة في الكتابة الكوميدية. ولكن لسوء الحظ لم يترك «مكفرلين» أي ذكرى إيجابية أو سلبية. لقد أصبح الحفل طي النسيان. ومن المستبعد أن نرى مكفرلين على المسرح مرة أخرى.


بيلي كريستال

ليس من قبيل المبالغة القول إن «بيلي كريستال» هو المقدم التاريخي لحفلات الأوسكار. فقد قدمها ثماني مرات في العقدين السابقين، ولذلك لم يكن من الغريب أن تختاره الأكاديمية للمرة التاسعة. بيلي كريستال خفيف الظل ولديه تصرفات مجنونة، ولكنها مضحكة وغير فظة. الموقف الأشهر له كان في حفل 1993 عندما دخل المسرح بزي الدكتور «هانيبال ليكتر» من فيلم «صمت الحملان». بل قال بخفة ظل وبجرأة غير معتادة قبل إعلان جائزة التمثيل بفترة إن الفائز بها هذا العام من المؤكد أنه «أنتوني هوبكنز». وفي حفل 2012 لم يخيب كريستال ظن الأكاديمية أو الحضور والمشاهدين. فقد استمرت خفة دمه ونكاته المضحكة. بل في هذه الحفلة كان مجرد ظهوره على المسرح يسبب حالة من الضحك الهستيري بدون أن يفعل أي شيء.


جيمس فرانكو وآنا هاثواي

كان «فرانكو» و«هاثاواي» آنذاك نجمين واعدين ينتظرهما مستقبل مبهر. ولذلك قررت الأكاديمية المغامرة واختيارهما كممثلين شابين تقليديين وغير مشهورين بالأعمال الكوميدية لتقديم الحفل. توجهت الأنظار لهذه التجربة المختلفة وكانت التوقعات متفائلة بدرجة كبيرة. ولكن كانت النتيجة أن قدم فرانكو وهاثاواي أحد أسوأ حفلات الأوسكار على الإطلاق. فلم يظهر فرانكو بيقظة جيدة لدرجة أنه وصف بالمنتشي من المخدرات. وحاولت هاثاواي بذل مجهود ا لإضفاء جو ساخر وكوميدي، ولكن لم تنجح في مسعاها. لتثبت التجربة فشلها. ولكنها لم تثبت فشلهما كنجمين فقد رشح كلاهما لجائزة الأوسكار بعدها ونجحت هاثاواي في الحصول عليها.


وماذا عن حفل هذا العام؟

يقدم حفل الأوسكار هذا العام مقدم البرامج الشهير «جيمي كيميل». وهو مشهور بخفة ظله وكتاباته الكوميدية وقدرته على محاورة الضيوف والمشاهير، ومن المتوقع أن يساعده هذا على تقديم الحفل. مؤشرات متفائلة بخصوص اختيار كيميل. ولكن التجارب التاريخية لا تقرن عادة بين خفة الظل في البرامج التلفزيونية وخفة الظل في حفل مباشر يشاهده ملايين ويعتمد على الارتجال بدرجة كبيرة. ولذلك نحن في انتظار تجربة كيميل. فهل سينجح في تقديم الحفل؟