لم تكن باحات الحرم المقدسي صباح اليوم الجمعة، على هدوئها المعتاد، فقد شهدت منطقة «شاعر هأريوت» في القدس المحتلة، عملية إطلاق نار مزدوجة باستخدام مسدسات وبنادق «كارلو غوستاف» قرب باب الأسباط، ثم فر المنفذون باتجاه القدس، مما أدّى إلى مقتل عنصرين من الشرطة الإسرائيلية، كما عزّزت قوات الجيش من جهوزيتها خشية تفاقم الوضع، ولاحقت المنفذين وقامت بتصفيتهم.

ويُعد الحادث الذي وقع بعد الساعة السابعة صباحًا، هو الهجوم الثاني في البلدة القديمة بالقدس خلال شهر، الأمر الذي أدى الى إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين المسلمين، وفيما يلي عرض لأهم ما تناولته الصحافة الإسرائيلية:


الجيروزاليم بوست: على القادة العرب الرد

قالت صحيفة الجيروزاليم بوست، إن ازدياد حدة التوتر في القدس، يتطلب من القادة العرب سرعة الرد، معتبرةً أن الهجوم الذي وقع صباح اليوم الجمعة في البلدة القديمة بالقدس اختبار كبير للسلطة الفلسطينية والعالم العربي.

وتساءلت الصحيفة عن إمكانية أن يكون رد إسرائيل على هجوم الجمعة حافزا لانتفاضة أخرى، متوقعةً أن ذلك الأمر يعتمد على القيادة العربية، وما إذا كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والعاهل الأردني الملك عبد الله، وشخصيات أخرى في العالم العربي ينتهزون الهجوم كفرصة لتعزيز حالة الهدوء بالمنطقة وإدانة الإرهاب، والسماح لإسرائيل بأن تفعل ما تحتاجه لتأمين مواطنيها، مشيرةً إلى أنه في حال حدوث ذلك، فإن الحادث من المرجح أن يمر بهدوء وسوف تعود الأمور إلى الوضع الطبيعي.

ونقلت الجيروزاليم بوست، إدانات مسؤولين إسرائيليين للهجوم، حيث قال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان إن «من يحوّل مكانًا مقدسًا الى موقع هجوم إرهابي، يهدف إلى إشعال النيران وتقويض الاستقرار في دولة إسرائيل وفي المنطقة كلها»، مضيفًا «أن إسرائيل ستواصل القتال بحزم وبقوة وبلا هوادة ضد الإرهابيين ومن يرسلونهم ومن يحرضونهم».

وكتب وزير التعليم نفتالي بينيت، إن على مجلس الوزراء أن يناقش «إعادة الأمن إلى جبل الهيكل»، كما دعت وزيرة الثقافة ميري ريجيف، إلى أن يكون جبل الهيكل مفتوحًا للجميع دون حدود زمنية.

وأكد تجمع الكنيست لجبهة الهيكل، بقيادة يهودا جليك النائب عن حزب الليكود، وشولي المعلم رفاعيلي النائب عن حزب البيت اليهودي، أن «الهجوم حظيّ بتأييد السلطة الفلسطينية من أجل محو علاقة اليهود بالساحة المقدسية»، متابعين: «إن المسلمين الراديكاليين الذين ينتهكون دماء قداسة جبل الهيكل، أقدس مكان للشعب اليهودي، ليس لهم الحق في أن يكونوا هناك».

واختتمت الصحيفة بقولها:

إنه فقط يوليو، وحرارة الشرق الأوسط لا تُطاق، هل تسخن الأمور في أغسطس؟ يبدو أن الأمر يتعلق بالفلسطينيين.

هآرتس: إلغاء صلاة الجمعة لم يحدث منذ الانتفاضة الثانية

ذكرت صحيفة هآرتس، أنه في أعقاب العملية، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن منع إقامة صلاة الجمعة في الحرم المقدسي اليوم، كما أغلقت أبواب القدس ومنع دخول المصلين إليه، وأعلن عن البلدة القديمة والمسجد الأقصى منطقة عسكرية مغلقة.

وأكدت الصحيفة أن إلغاء صلاة الجمعة في مجمع جبل الهيكل هو أمر «غير عادي ولم يحدث حتى خلال الانتفاضة الثانية، وقد يؤدي إلى توترات في القدس الشرقية».

وكانت المرة الأخيرة التي أغلق فيها مجمع جبل الهيكل أمام المسلمين بعد يوم واحد من إطلاق النار على يهودا غليك، وهو الآن عضو في الكنيست في حزب الليكود.


يديعوت أحرونوت: هجوم القدس بحاجة للتصرف بحكمة منعاً للانفجار

دعا المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت «رون بن يشاي»، إلى التعامل بحكمة وهدوء مع الهجوم الذي وقع لأول مرة في باحات المسجد الأقصى منعًا لإمكانية انفجار الأوضاع واشتعالها مجددًا.

وقال «بن يشاي» عبر موقع الصحيفة إن الهجوم يتطلب معاملة واهتمامًا خاصًا، والتعامل مع الآثار المترتبة عليه فورًا لمنع مزيد من التدهور، مضيفًا: «يبدو أن هناك انفجارا قادما ويجب أن يغلق قبل أن يقع».

وأكد المراسل العسكري، ضرورة التأكد قبيل أي خطوة من ضرورة فهم فيما إذا كان المنفذون استخدموا أسلحة كانت داخل المسجد الأقصى، أم أنه تم إدخالها ليلًا، وهو المرجح بشكل أكبر، مشيرًا إلى أنه بعد انتهاء التحقيقات يجب رفع شكوى ونسخة منها إلى الحكومة الأردنية التي ترعى دينيًا وإداريًا المسجد الأقصى.


موقع واللا: الهجوم الأمني الأول في المجمع المقدسي

ذكر موقع «واللا» العبري، أن قائد منطقة الوسط في الجيش الإسرائيلي روني نوما، أصدر تعليماته للقوات في الضفة الغربية بزيادة الاستعداد لاحتمال حصول مواجهات بسبب العملية التي وقعت اليوم في القدس.

وبحسب مصادر عسكرية تحدثت للموقع، فإن من المتوقع بعد تشييع الشاب الفلسطيني الذي قضى في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مخيم اللاجئين «الدهيشة»، ستبدأ مواجهات عنيفة.

وشدد الموقع على أن الهجوم الذي وقع في القدس، يعتبر الهجوم الأمني الأول في المجمع المقدسي والقابل للانفجار منذ مواجهات العام 2000، بعد زيارة أرييل شارون إلى الحرم، مما شكّل الشرارة الأولى للانتفاضة الثانية.


القنوات العبرية: هجوم صادم وإغلاق الأقصى حتى إشعار آخر

أنبأت القناة العبرية السابعة، أن أوامر إسرائيلية صدرت بإغلاق المسجد الأقصى اليـوم الجمعة بسبب عملية القدس، مضيفةً أن السفير الأمريكي في تل أبيب، ديفيد فريدمان، علق على عملية القدس بقوله: «هذا هجوم صادم وشنيع ويجب نبذ الإرهاب ودحره»، على حد تعبيره.

وفي ذات السياق، أفادت القناة العبرية الثانية، عن إعلان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان؛ أنه سيقوم باقتحام المسجد الأقصى والوصول إلى مكان العملية، مؤكدًا أن هجوم القدس «حدث صعب وشديد تم فيه عبور خطوط حمراء مما يتطلب منا دراسة جميع الترتيبات الأمنية في المسجد الأقصى وضواحيه».

فيما نقلت القناة العاشرة العبرية عن عضو الكنيست «بتسلإيل سموتريش» قوله: «يجب إغلاق المسجد الأقصى فورا وحتى إشعار آخر».