محتوى مترجم
المصدر
The Soufan Group
التاريخ
2017/05/02
الكاتب
صوفان جروب
بالرغم من نجاح الولايات المتحدة الأمريكية في تصفية رأس القيادة العليا لتنظيم القاعدة في 2011، فإن الأسباب الكامنة وراء بقاء التنظيم لا تزال موجودة

بهذه الكلمات افتتحت مجموعة صوفان جروب للخدمات الأمنية والاستخبارية تقريرها الذي أصدرته في الذكرى السنوية لمقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم قاعدة الجهاد، بعنوان «الإرث الدائم لبن لادن بعد السنوات الست على مقتله»

المجموعة تقدم خدمات الأمن والاستخبارات للحكومات والمنظمات متعددة الجنسيات، ويشغل منصب الرئيس التنفيذي لها «علي صوفان» عميل مكتب التحقيقات الفيدرالية الأسبق المكلف بمتابعة ملف القاعدة والتحقيق في هجماتها التي استهدفت السفارات الأمريكية في أفريقيا، وعضو المجلس الاستشاري للأمن القومي الأمريكي تضيف أن

الولايات المتحدة ما زالت منغمسة في مكافحة الإرهاب في العراق وسوريا وأفغانستان واليمن وليبيا بالإضافة للصومال، أكثر من أي وقت مضى حتى بعد ست سنوات من مقتل زعيم تنظيم القاعدة في عملية للقوات الخاصة الأمريكية على المجمع السكني الذي كان يقيم فيه داخل أبوت آباد الباكستانية

ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها بدأوا حربهم العالمية على الإرهاب واضعين لها هدفين رئيسيين، أولهما، القضاء على تنظيم القاعدة ومنعه من إعادة بناء القوة اللازمة التي تمكنها من تنفيذ هجمات إرهابية ضد مصالح أمريكا وحلفائها.

توضح «صوفان جروب» أن تحقيق هذا الهدف تطلب إجراءات غير مسبوقة في المجالات المرتبطة بالجيش والاستخبارات والخدمات اللوجيستية-الإمداد والتموين، وتعزيز القانون وكل هذا لاعتقال أو قتل شخص أو مجموعة تم ربطها بالإرهاب.

خلال عقد من الزمن سبق الوصول إلى بن لادن، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من قتل قياديين في القاعدة من ضمنهم أشخاص موضوعين على قائمة الأكثر خطورة

وخلال عقد من الزمن سبق الوصول إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من قتل قيادين في القاعدة من ضمنهم أشخاص موضوعين على قائمة الأكثر خطورة من ناحية التهديد الإرهابي ونجحت كذلك في تصفية رجال كانوا يوصفون بأنهم في موقع الرجل الثالث داخل التنظيم.

يتابع التقرير أنه بالرغم من هذه النجاحات إلا أن دائرة الشخصيات الفاعلة والهامة داخل التنظيم بقيت كبيرة، وذلك بالتزامن مع تمدد التنظيم طوليا، وهو ما يشير إلى أن العوامل الكامنة وراء بقاء التنظيم ما زالت موجودة دون معالجة إلى حد كبير.

يؤكد التقرير أن ثاني هذه أهداف الإدارات الأمريكية المتعاقبة كان معالجة العوامل الكبرى التى تسهم في نجاح تنظيم القاعدة، وهذا تضمن برامج لمواجهة دعاوى الفكر الإرهابي، ومساعدة الحكومات الصديقة للولايات المتحدة في مكافحة الإرهابيين والجماعات المتمردة، وتشجيع وتمكين الحكم الرشيد لمواجهة عدم الاستقرار الذي تزدهر في ظله جماعات مثل تنظيم القاعدة.

ولكن هذه الجهود فشلت فشلًا ذريعا، ولم يكن منشأ هذا الفشل عدم محاولة أمريكا وحلفائها. وتعتبر «صوفان جروب» في تقريرها أن أي تقييم حقيقي لسنوات الحرب على الإرهاب وخاصة بعد مقتل أسامة بن لادن سيكشف أن الأهداف الموضوعة كانت دائمًا خارج نطاق حملة الحرب على الإرهاب، وذلك بغض النظر عن وجود النية الحسنة والتمويل والتنفيذ الجيدين من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

ويضيف التقرير أن القرارات الكارثية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية مثل غزو العراق عام 2003 – الذي لا تزال المنطقة تعاني من آثاره حتى الآن – ساهمت في جعل تحديات الحرب على الإرهاب أسوأ من المتوقع.

ويردف أن تنامي موجة الإرهاب في أفغانستان يقوض جهود الحكومة المركزية الأفغانية غير الفاعلة، كما تعد المجتمعات المنقسمة من أكثر التحديات العسكرية صعوبة في مواجهة الإرهاب والتحديات الجيوسياسية. ويستطرد التقرير مؤكدا أنه منذ مقتل أسامة بن لادن ازدهر تنظيم القاعدة في حواضنه الإقليمية، بينما كانت أيديولوجيته تنتشر كالفيروس في العالم.

بعد 15 عامًا من السعي إلى حرمان تنظيم القاعدة من حواضنه الشعبية، لا يزال يحظى بملاذات آمنة في مناطق عدة

يلمح تقرير صوفان جروب إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يتبع نفس الأيديولوجية «البن-لادنية» بالرغم من خلافاته مع قيادة تنظيم القاعدة الحالية، متابعًا أن الدلائل وجود التنظيم وقوته التى أصبحت تضاهي إلى حد ما الحكومات النظامية في العراق وسوريا وأفغانستان والمناطق القبلية بين باكستان وأفغانستان-وزير ستان- لا تدعو للتفاؤل سواء على المدى القصير أو المتوسط.

ويسترسل التقرير أنه حتى بعد 15 عامًا من السعي الحثيث لتطبيق الاستراتيجية الرامية إلى حرمان تنظيم القاعدة من حواضنه الشعبية، لا يزال التنظيم يحظى بملاذات آمنة في مناطق عدة.

وفي مثل هذه الدول ظهرت مجموعات جديدة تابعة للقاعدة تعمل وفقًا لاستراتيجية «الجهاد التضامني» مكونة شبكات أقوى تمتد من شمال غربي أفريقيا وحتى جنوب شرقي آسيا، مثل القاعدة في الجزيرة العربية، والمغرب الإسلامي وهيئة تحرير الشام في سوريا وحركة شباب المجاهدين في الصومال والذين جمعوا درجات غير مسبوقة من حيث القوة دون أي علامة تشير إلى احتمالية انحسارهم قريبًا.

وبحسب التقرير فإن الاضطرابات التي تعيشها المنطقة حاليا تعمل كوقود لصعود تنظيم القاعدة وهو ما يستدعي أضعافًا مضاعفة من الجهود والموارد التي كانت تبذل لكبح جماح الإرهاب.

وتنهي مجموعة صوفان جروب تقريرها بالإشارة إلى الفشل الذريع لجهود مكافحة الإرهاب قائلةً إن أحد أهداف الحرب على الإرهاب الرئيسية بعد هجمات 11 سبتمبر، كان القضاء على التطرف العنيف وحرمانه من ملاذاته الآمنة، وهو ما لم يتحقق إلى الآن.

حيث نجحت الدولة الإسلامية عبر رسائلها الدعائية واسعة الانتشار في إقناع الآلاف من المقاتلين الآجانب للسفر من 100 دولة مختلفة للقتال في مناطق سيطرتها داخل سوريا والعراق، بينما سعى آخرون للقتل باسم الدولة الإسلامية في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا وكندا وعلى امتداد دول الشرق الأوسط.

لذا ستظل مشكلة مواجهة الأيديولوجية المتطرفة – التي تنتشر في حالة تحقيق نجاحات عسكرية أو التعرض لنكسات على حد سواء- أحد التحديات الرئيسية لمكافحة الإرهاب في المستقبل.