الصيام ليس فرضًا على كل مصري يقل دخله عن 9 آلاف جنيه شهريًا
فتوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام من أجل السلام

أفتى مصطفى راشد، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام من أجل السلام، أن الصيام فرض على الأغنياء فقط، وتطوع للفقراء؛ «فالفقير هو الذي لا يملك قوت أسرته لمدة شهر، ولا يملك منزلا، ولا يملك دابة أي سيارة»، وتبين له أن المصري الفقير هو من لا يمتلك دخلا شهريًا بمعدل 750 دولارًا، ما يعادل 13 ألفًا و500 جنيه، وقال إنه أخذ بالأحوط واعتبر أن الفقير هو من يجني أقل من 500 دولار، أي 9 آلاف جنيه شهريًا.

واعتبر راشد أن «المقصود من الصيام هو إطعام الفقراء»، واستنتج من تفسيره لآية: «فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ»، أن «الفقير صائم طوال الوقت، فكيف سيطعم مسكينًا وهو لا يملك إطعام نفسه؟»، مؤكدا أنه «لا يعقل أن الله يطالب المسكين الذي لا يطيق الصيام بإطعام مسكين آخر»، كما أن «الصيام أساسه الاستطاعة فيسقط الصيام لغياب الاستطاعة»، وبالتالي فإن الفقراء «غير مطالبين بالصيام»، على حد تعبيره.

وأجاز راشد الإفطار لمن يعمل في حرارة تبلغ 30 درجة مئوية أو أكثر؛ للتأثير على الكلى وعلى صحة الإنسان بامتناعه عن شرب المياه، مما يتنافى مع قوله تعالى «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ»، كما يتناقض مع القاعدة الشرعية «لا ضرر ولا ضرار».


سوابق مصطفى راشد في الفتوى

لم تكن فتوى إفطار الفقراء هي الأولى؛ فقد أطلق مصطفى راشد، والمعروف بـ«مفتي أستراليا»- عدة فتاوى، منها:

1. يجوز للمسلمة الزواج من المسيحي أو اليهودي؛ فلا يوجد نص يمنع ذلك، كما أن السيدة زينب بنت النبي كانت متزوجة من أبي العاص وكان غير مسلم.

2. دعا إلى حج المسلم والمسيحي واليهودي إلى جبل الطور؛ لأنه «أعظم من الحج إلى مكة؛ فيوجد به مكان يدعى وادي مطلب لا يدعو فيه أحد دعوة إلا أجيبت»، كما أنه «في القرآن توجد سورة (الطور) ولا توجد سورة (مكة)». على حد تعبيره.

3. الخمر مكروه وليس محرمًا، ولا يوجد نص قرآني يحرمه، وإنما حرم «السكر» فقط، و«الرسول خلال رحلته إلى اليمن قال للصحابي أبو موسى الأشعري وهما يتحدثان عن مشروب معروف لديهم يشبه الخمر: (اشرب ولا تسكر)».

إلا أن مصطفى راشد ليس الأول في إصدار الفتاوى الغريبة، فقد سبقته فتاوى كثيرة غير مألوفة خرجت عن شيوخ مثله.


فتاوى المفطرات

1. التدخين لا يفطر

أفتى جمال البنا، المفكر الإسلامي، بأن تدخين السجائر فى نهار رمضان لا يفطر؛ لأن الله لم يكلف إنسانًا إلا ما يطيق، معتبرًا أن دخان السجائر والشيشة مثل «البخور»، والفقهاء أجمعوا على أن دخان البخور لا يفطر.

2. الصحافة لا تبطل الصيام

في الإجابة عن سؤال: «هل يقبل صيام الصحفيين خاصة أن النميمة من أهم ركائز العمل الصحفي حيث نقوم بالتحدث عن الأشخاص في غيابهم؛ للحصول على المعلومة، كما أن الصحافة الفنية ترتكز على نشر أخبار الفنانين والمشاهير، وترتكز صحافة الحوادث على فضح المجرمين، وهو ما يخالف قاعدة (من ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله يوم القيامة)»؟- أفتت دار الإفتاء بأن «صيام الصحفيين مقبول ولا خطأ فيه، حتى وإن كان فيه نميمة وجدال وموالاة لأهل الفن».

3. صيام الطلاب

أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا بمناسبة حلول شهر رمضان اعتقد البعض أنها تجيز فيه الإفطار لطلاب الامتحانات كونهم منهكين ويحتاجون إلى الطاقة والطعام. لكن الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى، أوضح أن الدار لم تقصد كل الطلاب، بل فقط الذين يتعبون كثيرًا من الصيام، لدرجة أنهم يعدون من المرضى، حينها يجوز إفطارهم.

وقد أفتى علي جمعة بأن العمل الشاق والامتحان لا يفطران.

4. شرب الماء لا يفطر

أصدر أسد الله بيات زنجاني (رجل دين إيراني)،فتوى تجيز شرب الماء أثناء الصيام، «فإذا كان الصائم عطشان إلى الحد الأقصى فشربه للماء لن يكون مبطلاً لصيامه»، بينما أفتى السيستاني بأن مضغ العلكة (اللبان) أثناء الصوم لا يفطر.


فتاوى فنية

1. برامج المقالب

قال الشيخ السيد سليمان، عضو رابطة خريجي الأزهر الشريف، إن حكم الشرع في البرامج التي تثير الخوف والرعب المعروفة بـ«برامج المقالب»، حرام شرعًا وذلك لعدة أسباب، منها الكذب على الضيوف، كما أن الشرع يُحرّم إخافة الناس.

2. المسلسلات

أفتى الداعية محمود لطفي بأن مشاهدة المسلسلات في رمضان حرام، وقال: «إن أراد المسلمون صيامًا مبرورًا فعليهم أن يخفضوا ميزانية الطعام والشراب إلى الثلثين، ويحرم عليهم أو يكره كراهة أقرب للتحريم متابعة أي أفلام أو مسلسلات». كما أن الداعية السعودي محمد العريفي يرى أن المسلسلات بدع لا تجوز مشاهدتها.

وترد أستاذة الفلسفة بجامعة الأزهر، الدكتورة آمنة نصير، بأن «الترويح عن القلب والنفس وإعطاء البدن شيئًا من متع الحياة غير المحرمة يعد نوعًا من بعث الحيوية الدائمة للنفس، ولكن المغالاة أمر يرفضه الدين».

3. الصيام عادة فرعونية

قالت المخرجة إيناس الدغيدي، إن الصيام ليس له علاقة بالدين بل هو عادة فرعونية، «وهذا هو سبب صيام المصريين ليس أكثر»، ولكل مواطن حقه في اختيار أن يصوم شهر رمضان أو لا يصومه، وبالطريقة التي تحلو له وفي أي شهر وليس رمضان فقط.

مستدلة على ذلك بأن اليهود يصومون في شهور غير الشهور التي يصوم فيها المسيحيون، وكذلك للمسلمين شهور تختلف عنهم، وكل هؤلاء يصومون لأنهم توارثوا عادة الصيام عن الأجداد.


فتاوى طبية

1. الصوم يضر الصحة

قال خالد منتصر، رئيس قسم الجلدية والتناسلية بهيئة قناة السويس، إن الصيام غير مفيد لصحة الإنسان؛ فالامتناع لمدة 18 ساعة عن شرب المياه يؤثر على الكلى، «ولو أنه مفيد ليه مبتصموش 365 يومًا في السنة طالما كل الطب موجود في الصوم».

2. استعمال بخاخة الربو يفطر

فتوى لدار الإفتاء المصرية بأن استعمال بخاخة الربو مبطل للصوم؛ لأنها توصل الدواء السائل إلى الجوف على هيئة رذاذ، وإن لم يستطع المريض القضاء، وكان المرض مزمنًا فعليه الفدية. في حين أفتى سعد الدين الهلالي بأن استعمال البخاخة «جائز»، استنادًا إلى باب التيسير.

3. حقن «الوريد والعضل» لا تفطر

قالت دار الإفتاء، إن الحَقن عن طريق الوريد أو العضل سواء للعلاج أو التقوية – لا يفطر، وإبطال الصوم «مرتبط بكل ما دخل إلى الجوف من منفذ طبيعي، وهذه الحقن لا تصل إلى الجوف».


فتاوى جنسية

أفتى المغربي عبد الباري الزمزمي بجواز إتمام الزوجين للعملية الجنسية حتى إذا فوجئا بآذان الفجر خلال رمضان. وفي فتوى أخرى للزمزمي، قال إنه لا حرج على المرأة التي يجبرها زوجها على الجماع وقت الصيام، مستندًا على حديث «رُفع القلم عن ثلاث» ومنهم المكره. وصدرت فتوى في المغرب بجواز الاحتكاك بين الجنسين في وسائل المواصلات، وأن ذلك لا يفسد الصيام.

وقد أعلنت الدكتورة سعاد صالح رفضها التام لفتاوى إجازة التقبيل في نهار رمضان، رغم الإجماع بأن قبلة الزوجين في رمضان لا تفطر. و اختلف العلماء في حكم استخدام «شطّاف الحمام» على رأيين: فقسم منهم قال «إنه مثل الحقنة الشرجية وإن دخول الماء من فتحة الشرج يفطر»، والقسم الآخر يرى أنه «لا يفسد الصيام».

سأل شخص إن كان لمس الزوجة لعضو زوجها الذكري يفسد الصيام، وعندما كانت الإجابة بالنفي أعاد السؤال عن مس العضو بفم الزوجة لا بيدها. وسأل أحد الشباب عن الاستمناء، و«إذا تحركت شهوة المسلم في نهار رمضان ولم يجد طريقًا إلا أن يستمني فهل يبطل صومه؟»، وكان الإفتاء بالتحريم.

وبعد الحديث عن المثلية في العالم العربي، بدأ العديد من الناس يتساءلون عن العلاقة الجنسية بين المثليين أثناء نهار رمضان.


فتاوى سياسية

أفتى أكرم كساب، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجواز الإفطار لأعضاء جماعة الإخوان المشاركين في المظاهرات؛ لأن مظاهراتهم «جهاد في سبيل الله»، وأطلقت بعض الفتاوى المشابهة بجواز إفطار سجناء الإخوان في المعتقلات، وجواز إعطاء زكاة الفطر للسجناء بدلاً من الفقراء أو عائلات الشهداء، وبأنه «لا يجوز صلاة التراويح خلف إمام من وزارة الأوقاف أو من حزب النور السلفي».

وفي تركيا، تردد سؤال عن استنشاق الغاز المسيل للدموع أثناء الصيام، فـ أفتى الشيوخ بأنه «لا يفطر الصائم طالما أنه لم يقدم على استنشاقه بمحض إرادته، أما إذا نوى واستنشقه عن قصد فإنه يفطر».


فتاوى داعشية

أفتى تنظيم (داعش) بأن الصائمات ممنوعات من الخروج من منازلهن في نهار الصوم، حتى وإن كنّ يرتدين نقابًا؛ لأن المسلم قد يبطل صيامه إذا رأى امرأة وإذا اضطرت المرأة للخروج، فيكون بعد صلاة المغرب مع مرافقة محرم لها. كما أفاد التنظيم بإغلاق المحالّ التجارية والمطاعم في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان في المناطق التابعة للتنظيم.

وهناك فتاوى أخرى أصدرها التنظيم، ومنها غلق محال الحلاقة الرجالية ومنع تقصير الشعر، وإزالة كل اللافتات والإعلانات التي توضع لمحال التزيين النسائية، كما أفتى بمنع الشبان من تسريح الشعر بحسب القصات الحديثة ووضع مادة على الشعر، وكذلك فتوى تحرم استخدام الهاتف المحمول على النساء، وفتوى أخرى تفرض على جميع نساء الدولة الختان حتى يتطهرن.

أما أغرب فتاوى داعش نصت على أنه لن يُقبل الصيام ممن «يكره التنظيم»، «فمن لا يصلي لا يقبل صيامه، ومن لا يحب التنظيم لا يقبل صيامه، فمن لديه هذه الخصال فلا يكلفنّ نفسه عناء الصوم، فليس له من الصيام إلا الجوع والعطش».