توقفنا في المقال السابق عند المشكلات المفاهيمية الناتجة عن تعارض نظريتين معا، لكن هناك صور أخرى من التعارض قد تنشأ، حيث قد يحدث بالفعل أن تتعارض نظرية ما مع معايير المنهج العلمي السائد، يؤدي ذلك في غالب الأمر لنبذ النظرية. لكن، قد تكون بعض النظريات من القوة بحيث تؤسس لمنهج علمي جديد.

دعنا لا نعطي انتباهًا كبيرًا لذلك النوع من التعارض الآن، بل لنتأمل ما يقصده «لاودن» بتعارض نظرية مع مذهب فلسفي أو ديني أو اجتماعي، تلك المجموعة من الاعتقادات المقبولة على نطاق ثقافي واسع لكنها غير علمية، أشهر الأمثلة هنا هو تعارض فكرة البيولوجيا التطورية القائلة بأن الصفات المكتسبة لا تورث مع المذهب الماركسي القائل أن جوهر طبيعة الإنسان يمكن أن يتغير بفعل البيئة، مما دفع «لينسكو» لمحاولة إيجاد دليل علمي للفلسفة الماركسية، و لاقت أبحاثه دعمًا كبيرًا. حاليًا، لا يمكنك بسهولة الاستمرار في بحث علمي يتعلق بإيجاد فروق في الذكاء أو درجة العنف بين الأعراق، لأن هذا يدفع ضد سياقنا الثقافي القائل بالمساواة بين الأفراد، كذلك، عملية البحث عن «الجين المثلي Gay Gene» و كم الدعم الذي تلاقيه أبحاث مشابهة من قبل توجهات مختلفة حقوقية و سياسية كانت لتقف ضد نفس النوع من البحث العلمي قديمًا .. إلخ

لكن في النهاية، لو لم يكن هناك جين للمثلية – مثلًا – فلن نجده مهما دعَّمنا البحث العلمي القائم عليه، لذلك يظن بعض العلماء أن ذلك النوع من الصعوبات هو صورة زائفة، هنا يوضح لاودن في تلك المنطقة تحديدًا و التي يسميها «صعوبات النظرة إلى العالم» أنه لا يقول بوجوب التخلي عن نظرية علمية بسبب تعارضها مع معتقد ما بالطبع، و لا باعتبار أن ذلك النوع من الصعوبات يمثل أي خطر يتطلب – حتى – التحفظ على النظرية، بل يرى أنه يمكن لتقليد بحثي ما أن يؤثر على شكل النظرة للعالم، كما حدث حينما أثرت فيزياء نيوتن على معظم معتقدات العصر الفلسفية و الاجتماعية و السياسية .. إلخ. كذلك تسببت البيولوجيا التطورية في تغيير مجموعات أخرى من الأنساق الثقافية المختلفة، لكن العكس قد يحدث، فتقليد البحث الوضعي لاقى هجومًا شديدًا من معتقدات غير علمية.

في كل الأحوال، يؤكد لاودن على أن ذلك النوع من التعارضات ينبغي أن ينضم للمشكلات المفاهيمية لأنه يتسبب بالتأكيد في توتر واضح بين اعتقاداتنا العلمية و غير العلمية، أحب هنا أن أضيف أن فلسفة لاودن – عمومًا – تسمح بحدوث المشكلات المفاهيمية في الاتجاهين، بمعنى أن ظهور تعارض بين نظرية حديثة و نظرية قديمة لا يخلق مشكلات للجديدة فقط، بل لكليهما.


الطبيعة غير التراكمية للعلم

نتفق، من وجهة نظر لاودن، على أن مقياس الفاعلية الكلية للنظرية العلمية هو مؤشر التقدم العلمي، لكن هل يعني ذلك أن كل نظرية جديدة يجب أن تحل نفس مشكلات القديمة مع إضافة حلول جديدة ؟ .. هذه النظرة لطبيعة تقدم العلم، تلك التراكمية البوبرية التامة التي تستلزم من النظرية الجديدة إثبات كل واقعة استلزمتها سابقتها، يرى لاودن أنها عائق حقيقي أمام تقدمه، فالأمور – كالعادة و على أرض الواقع – ليست بتلك البساطة، فمن النادر أن نجد تلك الحالة التامة في تاريخ العلم، فمثلاً نظرية فرانكلين الكهربائية قدمت عددًا كبير من الحلول و لاقت قبولا واسعا لكنها لم تستطع تفسير التنافر بين الأجسام الكهربية السالبة الشحنة تلك التي تم تفسيرها بنظريات سابقه لها، كذلك كيمياء دالتون الذرية رغم كفاءتها الواضحة لكنها لم تحل مشكلات أثارتها وحلتها النظريات الأولى لانجذاب الجزيئات الانتخابي. هنا يرى لاودن أن المعيار في الكفاءة لا تحدده التراكمية بقدر ما تحدده الأهمية النسبية للمشكلات التجريبية المطروحة، ذلك هو ما يسمح لنا بتحديد إن كان التقدم العلمي حادثًا مع تجاهل بعض المشكلات التي أجيبت سابقاً و لم نجب عنها الآن. في الحقيقة، كان لاودن غامضًا حينما تحدث عن أهمية أو وزن المشكلات، إذ كيف يمكن لنا أن نحدد ذلك؟


تقاليد البحث

يشير مصطلح «نظرية» إلى نوعين من المجموعات المفاهيمية، فهناك «النظرية» التي تضم مجموعة محددة جدًا من المبادئ و التي تُستخدم لتفسير الظواهر في الطبيعة و يمكن اختبارها تجريبيًا، كنظرية فرويد عن عقدة أوديب، و نظرية أينشتاين عن التأثير الكهروضوئي، لكن كذلك يستخدم المصطلح للتعبير عن بعض المبادئ الأكثر عمومية، النظرية الذرية مثلا، نظرية الكم، نظرية التطور، بحيث يشتمل كل عنوان منهم على مجموعة من النظريات المحددة و التي تعبر عن تلك النظريات العامة، فالنظرية الذرية مثلاً تشير فقط إلى مجموعة المبادئ القائمة على افتراض أن المادة غير متصلة، و نظرية التطور تشير إلى مجموعة المبادئ التي تفترض أن الأنواع تشترك في شجرة نسب واحدة. يتفق هنا كل من: توماس كون «النماذج الإرشادية» و لاكاتوش «مناهج البحث» و لاودن «تقاليد البحث» في أن تلك الصور الأكثر عمومية للنظريات ذات دور مهم في تطور العلم، لكن اختلافهم يظهر في الدرجة.

يحتوي كل تقليد بحث في فلسفة لاودن على مجموعتين الأساسات التي تعبر عما يجب فعله و ما يجب تجنبه في أثناء تطويرنا للنظريات :

  • مبادئ تشكل أنطولوجيا تقليد البحث، تلك التي تحدد أنواع الكيانات الأساسية الموجودة في مجاله، و تكون وظيفة النظريات الخاصة هنا هي تفسير كافة المشكلات التجريبية عن طريق ردها إلى أنطولوجيا تقليد البحث.
  • ميثودولوجيا، طريقة لإنجاز الواجبات، منهجية تساعد الباحث المنتمي لهذا التقليد، بحيث يمكنه استخدامها في تحليل المشكلات التي يواجهها.

بمعنى أن تقليد بحث يعبر عن فيزياء ديكارت، مثلاً، لن يسمح بوجود أي شكل من أشكال التأثير عن بعد، لكن يكون الاتصال المباشر بين الجسيمات هو الإمكانية الوحيدة للتفاعل بينها، حينما يجتذب الباحث نشاط علمي تنقطع فيه الصلة مع ميثودولوجيا أو أنطولوجيا البحث فإن ذلك لا يعد بالضرورة سيئًا، بل إن أكثر الثورات العلمية أهمية جاءت من مفكرين انقطعوا عن تقاليد البحث في زمانهم مبتكرين تقاليد جديدة.

فيما عدا التجريد الذي تقدمه عن: كيف يمكن أن ندرس العالم؟، على عكس النظريات، لا تعطي تقاليد البحث أية تفسيرات أو تنبؤات، كذلك لا تكون قابلة للاختبار التجريبي، حيث لا يمكن لتلك العمومية الشديدة أن تعطي تفسير مفصل عن ظاهرة بعينها، لكن ذلك لا يعني أن تقليد البحث، بما أنه لا يقدم حلولاً لمشكلات، يقع خارج عملية حل المشكلة، لكن الوظيفة الكلية لتقليد البحث تزودنا بأدوات قوية لحل المشكلات المفاهيمية والتجريبية التي تواجهنا. دعنا هنا نضيف أنه، في النهاية، تظل الوحدة الرئيسة للتحليل عند لاودن هي المشكلات المحلولة من قبل النظريات الخاصة و ليس تقليد البحث ذاته و إن كان صاحب دور في تحديد أهمية المشكلات التي نحاول حلها، بل إن تقييم نجاح تقليد بحث ما يخضع لقدرة نظرياته على حل نطاق أوسع من المشكلات.

بذلك نصل لنتيجة مفادها أنه يمكن بالفعل تقييم كيان لا يحل مشكلات و لا يضع تنبؤات و يوصف بأنه معياري و ميتافيزيقي – تقليد البحث – بطريقة موضوعية عبر تقييم قدرات نظرياته، رغم ذلك – كعادة فلسفة لاودن التي لا تتجه للحسم النهائي – لا يمكن اعتبار قدرة تقليد بحث ما على حل قدر كبير من المشكلات دليلًا على صدقه، حيث ربما يحتوي على أنطولوجية معيبة، و ربما كان تقليد البحث صادقًا لكنه يحتوي على نظريات ذات قدرة على حل المشكلات، لا أحكام نهائية هنا كما يردد لاودن دائمًا، فرفض تقليد بحث ما باعتباره عقيمًا لا يعني أن نتركه للأبد، حينما نتخذ قرار برفض تقليد بحث ما فإنه قرار مؤقت.


العلاقة بين النظريات و تقليد البحث

في هذا الجزء ينطلق لاودن مختلفًا عن فلسفات سابقيه، «لاكاتوش» و«كون»، بشكل أكثر وضوحًا من ذي قبل، حيث لا غموض في العلاقات ولا جمود في البُنى عند لاودن، فيبدأ بالقول أنه لا توجد علاقات لزوم بين النظريات و تقاليد البحث، ويضرب لاودن مثالاً له علاقة بأنطولوجيا التقليد البحثي النيوتني القائل أن أية حركة غير مستقيمة هي حالة لوجود قوة موجّهة، لا يستلزم ذلك توليد أية نظريات خاصة بحركة إبرة البوصلة حينما توضع بجانب سلك يمر به تيار كهربي، بل سوف نحتاج حينما نحاول تطوير نظرية نيوتنية عن تلك الظاهرة تحديدًا أن نتجاوز كثيراً من النتائج الاستدلالية لتقليد بحث نيوتن، كذلك لا يقودنا تقليد بحث تقول أنطولوجيته أن الحرارة هي صورة من صور الحركة، استدلالياً، إلى الميكانيك الإحصائي مثلاً !

على العكس لا يمكن استنتاج تقليد البحث الذي عمل العالم من خلاله حينما ندرس نظريته الخاصة، أو حتى مجموع النظريات المتحالفة، حيث حدث كثيراً أن زعمت مجموعة من النظريات الغير متسقة على نحو متبادل الولاء لنفس تقليد البحث، بل إن نفس النظرية يمكن ردها لتقاليد بحث جُسيمية و أخرى موجية. هنا يجب أن نسأل، إذا لم تكن هناك علاقات «لزوم»، فما الشكل الذي تتخذه تلك العلاقة؟

  • يحدد تقليد البحث أهمية أو ثقل المشكلة التجريبية التي يجب أن تهتم النظرية الخاصة بإعطاء حلول لها، بمعنى أنه يحدد نطاق تطبيق نظرياته، جزئيًا أو كليًا. إذا كان هناك تقليد تعطي ميثودولوجيا و أنطولوجيا البحث فيه أهمية للكيانات التي يمكن ملاحظتها تجريبيًا، فهو ينفي أية أهمية لمشكلات لها علاقة بكيانات لا يمكن الإستدلال عليها بالملاحظة المباشرة. بذلك يلعب تقليد البحث دور «المحدد لنطاق نظرياته» و «المقيد» لها في نفس الوقت، و على مدى الأمثلة المضروبة في مقالي عن فلسفة لاودن كان ذلك واضحاً في تطور العلم، خاصة في جزئية الفيزياء الديكارتيه و مشكلاتها مع التأثير عبر مسافة (Action at a distance).
  • كذلك يمكن لتقليد البحث أن يلعب دور المساعد على البحث Heuristic لنظرياته، سواء تلك التي واجهت صعوبة في حل المشكلات و احتاجت بعض التعديلات لتحسين قدراتها، أو أن يقترح الباحث من خلاله نظرية أولية تساعد فيما بعد على صياغة أكثر تحديدًا لنظريته، كأن تستخدم «رؤية» تقليد البحث لتأطير وتفسير ظاهرة ما، لكن دعنا هنا لا نصل لعلاقة «اللزوم».
  • النظريات ليست مصدقة ذاتيًا و لا يمكن لها أن تقدم أساس منطقي لافتراضاتها عن الطبيعة، هنا يعمل تقليد البحث على تقديم ذلك الأساس المنطقي، على تبرير أو عقلنة نظريته الخاصة عن طريق إعطاء فرصة للباحث ألا يضطر لتبرير افتراض ما ضمن افتراضات نظريته، فإذا كنت تعمل على نظرية في إطار تقليد بحث نيوتني فأنت لست في حاجه لتبرير الفعل عن بعد، و إذا كنت تعمل في تقليد بحث يقول أن الحرارة هي جسيمات بذاتها تنتقل بين المادة فأنت لست بحاجه لتبرير ذلك، بالطبع يتم الكشف في مرحلة ما عن خطأ بعض تلك الفرضيات المبررة من تقليد البحث الحالي مع تطور العلم مما يدفع بالتقليد لإعادة تشكيل ذاته و الاتساق مع الوضع الجديد أو، ربما، الانتقال لتقليد جديد، أو انفصال العالم بنظريته عن تقليد البحث، لقد حدث ذلك كثيراً و هي نقطة جديرة بالتأمل، لقد انفصل «ماكس بلانك» أثناء العمل على نظريته عن تقليد البحث الذي انتمى إليه، كذلك ماكسويل، جاليليو، باستير، ما الذي يعنيه انفصال النظرية عن تقليد البحث؟

تنفصل النظرية عن تقليد بحث يتضمنها لأنها تجد في تقليد آخر، جزئياً أو كلياً، تبرير و تصديق منطقي أكثر نجاحاً، هنا تتضح لنا فكرة العلاقة بين تقاليد البحث و نظرياتها الخاصة، فالنظرية توجد دائماً ضمن تقليد بحث، لكنها لا تستلزم وجود هذا التقليد الذي يشملها تحديداً، النظرية لا تُستنتج من تقليد البحث و لا يُستدل عليه من خلالها، لكنها تحتاجه و يحتاجها، يبدو الأمر كأن هناك نوع من الجدل، بشكل ما، خلال تطور كل من النظرية و التقليد. في كل الأحوال، يعد انفصال نظرية ما عن تقليد بحث تنتمي إليه هو عملية غاية في الصعوبة لا تنجح دائماً، لكن نجاحها ينبئ بإبداع جديد.


تطور تقاليد البحث

يتطور العلم، يتقدم، عن طريق مقياس الفاعلية الكلية للنظرية العلمية، لكن العمل خلال تقاليد البحث أمر آخر، حيث أن تقاليد البحث تعيش مدة أطول زمنياً يتخللها تطور النظريات الخاصة تحت نفس التقليد سواء بنفي نظريات و ظهور نظريات جديدة أو بإدخال تحسينات كبيرة أو ثانوية على النظريات الحالية أو عبر غير ذلك من الأدوات. في كل الأحوال، نعرف أن الولاء المعرفي للباحث لم يكن يوماً لنظريته بقدر ما كان لتقليد البحث الذي ينتمي إليه، لذلك فهو لن يتمسك بالنظرية المفردة و قد يتخلى عنها، لكن تقليد البحث مع ذلك يتطور تدريجياً بتطور نظرياته الخاصة فهو الآخر يضيف و يحذف و يعدل و يحسن من أنطولوجيته و ميثودولوجيته، في الحقيقة يمكن للتقليد أن يفعل ذلك حتى بدون الحاجة لتطور النظريات الخاصة به، و هي صورة أكثر أهمية.

حدث كثيراً في تاريخ العلم أن تخلى باحث عن بعض النقاط الجوهرية المكونة لتقليد البحث الذي ينتمي إليه، بعض النظريات قد تكون أكثر قدرة على حل المشكلات لكن فقط من دون بعض الإعاقة أو التحديد التي تضيفها ميثودولوجية تقليد البحث السائد الذي يتسبب في بروز عدد من المشكلات المفاهيمية و الحالات الشاذة مما يستدعي محاولة إضفاء تعديلات على تقليد البحث نفسه، بل إن بعض العلماء يستنفذون كل الطرق الممكنة لتعديل تقليد بحثي ما فيضطرون في النهاية للتخلي عنه.

نلاحظ هنا أن لاودن لا يتحدث عن «خلق» تقليد بحث جديد، هناك حالة من الاستمرارية أو التدرج المتقطع في تطور التقاليد البحث، من الطبيعي حينما يتطور نفس التقليد على مدى زمني واسع أن نصل لمرحلة تتناقض فيها الأنطولوجيا أو الميثودولوجيا الخاصة به مع حالته الأولى. في النهاية، لا يجب أن يدفعنا مفهومنا عن «تنافس» تقاليد البحث لتصور أنه لا يمكن أن يحدث نوع من التكامل بينها، إما بتلاحمهما معاً من دون أي تعديلات أو بعمل تعديلات في بعض العناصر بحيث يتسقا معا.


خلاصة

  • العلم لا يتقدم بشكل تراكمي.
  • يتسبب التعارض بين معتقداتنا العلمية و غير العلمية في مشكلات مفاهيمية.
  • تقليد البحث هو نموذج لاودن الأكثر سلاسة و الأقل ثورية في مواجهة لاكاتوش و كون.
  • ترد النظرية تفسير المشكلات التجريبية لتقليد البحث و يدعمها بميثودولوجيا لأداء مهامها.
  • العلاقات بين تقليد البحث و نظرياته المكونة له ليست علاقات لزوم، إنما هي فقط علاقات دعم و تبرير عقلاني و تحديد نطاقات.
  • تتطور تقاليد البحث بصورة أكثر وضوحاً عن طريق تطور نظرياتها الخاصة و بصورة أكثر جذرية حينما نحتاج أن نضيف تعديلات على أنطولوجيا أو ميثودولوجيا التقليد.