انتهى موسم الجوائز الأمريكي الأكبر بحفل توزيع جوائز الأوسكار المقدمة من «أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة» والتي غطت الأفلام التي عرضت في السينمات في الفترة من 25 ديسمبر 2015 إلي 25 ديسمبر 2016، ولكن جرى العرف أن الاكاديمية لا تهتم غالباً سوى بالأفلام التي عرضت في الربع الأخير من العام (تعرف هذه الفترة بموسم أفلام الجوائز). أما بقية شهور السنة فتعتبر الأكاديمية الأفلام التي عرضت فيها، إما أفلامًا تجارية بحتة أو أفلامًا ضعيفة المستوى. وبالتالي أصبح المنتجون يتبعون نفس القاعدة فلا يعرضون الأفلام التي يظنون أنها لن تنافس في موسم الجوائز سوى في بداية العام أو في موسم الصيف أملاً في الربح التجاري.

نقدم لكم قائمة بأهم الأفلام التي لم تعرض في شهور أفلام الجوائز، وبالتالي حرمت من ترشيحات مستحقة. أو تستحق إعادة متابعتها واكتشاف بعض جوانبها القيمة فيها، بعد انتهاء الزخم الإعلامي الخاص بموسم الجوائز.


Demolition

فيلم مهم لمخرج كبير وطاقم تمثيلي رائع ولكنه لم يأخذ حقه سواء في الجوائز أو الأرباح التجارية، الفيلم عرض في شهر أبريل من العام الماضي، وهو فيلم نفسي مضمونه غامض بدرجة كبيرة، وبالتالي لم يحقق أرباحًا في السينمات. كذلك ميعاد عرضه المبكر ظلم الكثير من العناصر المتميزة التي كانت تستحق المنافسة علي بعض الجوائز. فـ«جاك جيلنهال» و«ناعومي واتس» قدما أحد أفضل أدوارهما وتجلت خبرتهما التمثيلية. بالإضافة لتميز من المخرج الكندي المهم «جين مارك فيلي». يدور الفيلم حول «ديفز» المصرفي الناجح الذي تموت زوجته في حادث مؤسف. يتعرض ديفز لهزة نفسية كبيرة وعدم فهم لعواطفه وردود فعله علي هذا الحادث المأسوي. عندها يتعرف بالصدفة على «كارين» موظفة خدمة العملاء التي تحاول مساعدته في إعادة بناء حياته مرة أخرى. ديفز يلجأ لأكثر الطرق تطرفاً في إعادة بناء حياته فتتملكه رغبة في تدمير كل شيء وتفكيك حياته السابقة حتي يستطيع بناء حياته الجديدة. الفيلم من نوعية الأفلام غير المباشرة في موضوعه أو رسالته وهو بالتأكيد أحد أهم الأفلام التي ظلمت في العام الماضي على كل النواحي.


Cafe Society

هذه المرة نحن أمام مخرج لا يهتم بجائزة الأوسكار ولم يحضر حفل توزيع الجوائز سوى مرة واحدة. المخرج الكبير «وودي آلان» وفيلمه الأخير. كعادة وودي آلان يمر علينا سنوياً بعمل يعرض فيه فلسفته ورؤيته للحياة. عادة سنوية نادراً ما تخلى عنها، أحيانًا يأتي بفيلم عظيم يظل في ذاكرة السينما لفترة طويلة. وأحياناً يخرج بأفلام باهتة. ولكنه على كل الأحوال من المخرجين غزيري الإنتاج. Café society هو آخر أعماله الذي عرض في السينمات في أغسطس 2016. لم يلق الفيلم نجاحًا نقديًا وكذلك جماهيريًا على الرغم من وجود أسماء نستطيع وصفها بكل ثقة بنجوم شباك كـ«ستيف كاريل» و«جيسي أيزنبرج» و«كرسيتين ستواريت». ربما يكون هذا العمل من ضمن أفلام ودي الآن الضعيفة والتي تُنسي سريعاً ولكنه بكل تأكيد يظل عملاً لإحدى القامات المهمة وبالتالي ينصح بمشاهدته.

اقرأ أيضا:«وودي آلن»: خمسون عامًا من السينما


Sausage party

حقق الفيلم إيرادات مرتفعة وبالتالي نجح في استغلال توقيت نزوله في موسم الصيف. على الرغم من وجود عائق كبير يمنعه من تحقيق هذه الإيرادات. وهو أنه فيلم رسوم متحركة تصنيفه العائلي R أي ممنوع مشاهدته لمن هم أقل من 18 عامًا. ومع ذلك طريقته المتطرفة في تقديم رسالته والجديدة من نوعها في أفلام الرسوم المتحركة، ساهمت بدرجة كبيرة في إلقاء الضوء عليه وجذب الانتباه الجماهيري وبالتالي حقق إيرادات مرتفعة.فيلم مليء بالسخرية من الأديان بطريقة مباشرة لا يوجد بها أي لبس. وقدم مشاهد جنسية مثيرة ومشاهد جنسية مثلية. واستخدامًا كثيفًا وغير معتاد للألفاظ البذيئة. يدور الفيلم حول بعض السلع الغذائية في السوبر ماركت التي تعتقد أن شراءها من قبل الآلهة (البشر) يعني دخولهم الجنة. ولكنهم يكتشفون حقيقة أن البشر يقومون بتقطيعهم وسلخهم وقليهم.لم يرشح الفيلم لجائزة الأوسكار ربما يكون السبب في ذلك رسالته المباشرة والتي قدمت بطريقة سطحية. ولكن على الرغم من ذلك يظل أحد الأفلام المختلفة.

اقرأ أيضا:Zootopia: فيلم الرسوم المتحركة عندما يقترب من الكمال


War Dogs

لعل هذا الفيلم من أكثر الأفلام التي ظلمت بسبب موعد عرضها بالنسبة لموسم الجوائز. فيلم يرشح لكثير من الجوائز المهمة على الرغم من تميز الكثير من جوانبه. حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا جيدًا ولكنه كان يستحق بعض التكريم خصوصاً للممثل «جوانا هيل» الذي أثبت أنه ممثل كبير وله وزن تمثيلي ضخم. بالإضافة للنص الجيد وكذلك الإخراج.لمحبي الأفلام المقتبسة عن قصص حقيقة فيفضل متابعة هذا الفيلم المقتبس عن نص كتبه «جاي لويسن»، عن قصة صعود اثنين من تجار السلاح الشرعيين وتعاملهم مع الحكومة الأمريكية في صفقات توريد أسلحة ضخمة. الفيلم يمزج بين الكوميديا والدراما والجدية وهو أحد أفضل الأفلام التي عرضت قبل موسم الجوائز وننصح محبي السينما بمتابعته.


Free State of Jones

فيلم حربي تدور أحداثه أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، حيث المزارع «نيوتن نايت» المناهض للعبودية والذي ينجح في جمع مجموعة من المستعبدين وإنشاء ولاية جديدة منفصلة يكون فيها العبيد أحرارًا، الفيلم يحكي قصة كفاح نيوتن إلي ما بعد الحرب وزواجه من مستعبدة محررة. عند الإعلان عن الفيلم ارتفع سقف توقعات الجماهير والنقاد. فهو فيلم حربي من بطولة ممثل له مكانته وحائز على جائزة الأوسكار كـ«ماثيو ماكوهني» ومخرج مخضرم رشح لأربع جوائز أوسكار سابقة «جاري روس». ولكن عند عرض الفيلم في السينمات فشل جماهيرياً بالإضافة لحصوله على تقييمات منخفضة من النقاد. وبالتالي خسر الفيلم كل شيء وانضم الفيلم لقائمة الأفلام المتواضعة التي شارك فيها ماكونهي بعد حصوله على الأوسكار. ولكن ربما انتهاء موسم الجوائز يعطيه فرصة لزيادة مشاهداته ولإعادة تقييمه.


Hail, Caesar

فيلم من إخراج العملاقين «الأخوين كوين» وشارك في البطولة «جورج كلوني» و«سكارلت جوهانسون» و«جوش برولن» و«تيلدا سويلتن». هذه الأسماء تكفي لصنع أحد أنجح أفلام العام جماهيرياً ونقدياً. ولكن لم يحقق الفيلم النجاح الجماهيري المتوقع (ولكنه حقق أرباحًا). أما في موسم الجوائز فلم يرشح سوى لجائزة أوسكار تقنية وتم تجاهله في أغلب الجوائز الكبري. ولكن المفارقة هي أن الفيلم حصل على أحد أقوى التقييمات النقدية للعام السابق على الموقع النقدي الأشهر «روتين توميتو» حيث حصل على 86%. بالإضافة لتواجد الفيلم في قوائم أفضل الأفلام للعديد من النقاد الكبار. هذه المفارقة تدفعنا بكل تأكيد لمشاهدة هذا الفيلم وإعادة اكتشافه.

اقرأ أيضا:سينما الأخوين «كوين»: عالم بلا قانون