ساعات قليلة تفصلنا عن عرض الموسم السابع من المسلسل الأشهر «Game of Thrones»، وكعادة الأيام الأخيرة التي تسبق عرض كل موسم، يكون جمهور المسلسل في قمة هرم الحماسة والترقب. يمكن وصف المسلسل بالظاهرة الاستثنائية نظراً لجماهيريته، سواء من محبي السينما أو التليفزيون. فقامت القناة المنتجة بعرض المسلسل في قاعات العرض السينمائي بتقنية الـ«Imax».وارتبط المسلسل بظاهرة أخرى، وهي «episode reaction»، وتعني تصوير ردود فعل المشاهدين التلقائية أثناء عرض الحلقات، ومع الأحداث المفاجئة نري ملامح الصدمة أو الفرح أو التصفيق والأحضان بين المشاهدين. و استغلت هذه الظاهرة من قبل أحد البارات، ويدعى «Burlington bar»، وحقق الملايين من المشاهدات على قناته في اليوتيوب، وبالتالي زادت من شهرته. ولكن قبل مشاهدتك للموسم القادم، نقدم لك عرضا لتوقعاتنا للمستوى الفني والدرامي.


اقتربت النهاية

ثلاثة عشر حلقة تفصلنا عن نهاية المسلسل، مقسمين على الموسمين السابع (7 حلقات) والثامن (6 حلقات). وهذا يعني أن الموسم الحالي سيغلق فيه الكثير من الخطوط الدرامية والصراعات المتشعبة، والإبقاء على صراع رئيسي واحد للموسم المقبل، والذي سيكون بين المدافعين عن «قارة ويسترس» والـ«knight king».كما ظهر من الإعلان الدعائي الثاني أن «جون سنو» يخطب في أهل الشمال ويقول إن الحرب الحقيقية ليست في الشرق أو الجنوب أو الغرب، وهذه إشارة إلى أن الحرب الحقيقية مع العدو الأخطر المخيف القادم من خارج القارة.إذن يمكن التوقع أن موضوع الجزء القادم الأساسي هو إنهاء الصراع داخل قارة ويسترس، والذي يبدو كما يشير الإعلان الدعائي إلى أنه سيكون بين «سيرسي لانيستر» التي جلست على العرش الحديدي، بعد أن فقدت كل أولادها كما تنبأت الساحرة، وخسرت عقلها، وستكرر مأساة الملك المجنون من جديد، وستحارب جميع ممالك القارة. ولكن سيبقى الجزء المشوق هو؛ ما هي الأوراق التي تخفيها سيرسي في حربها ضد جيش تقوده «أم التنانين» ومساعدها العبقري «تيريون لانيستر»، وملك الشمال «جون سنو»، فبالتأكيد لن يُبنى موسم كامل على حرب غير متكافئة.وبجانب إنهاء الصراع الداخلي سنرى اقتراب جيش الـ knight king من أسوار القارة، وهذا الجزء سيكون بطله «بران ستارك» الغراب ذا الثلاث الأعين الجديد، وربما «سام» الذي ذهب لدراسة السحر في نهاية الجزء الماضي. نتوقع أن ينتهي الجزء الحالي بمشهد عبور جيش knight king الجدار العملاق. وهذا ما يشير إليه عنوان الجزء الحالي winter is here.


حروب مبهرة

في الحلقة التاسعة من الموسم السادس عرضت أهم معارك المسلسل على الإطلاق، والتي سميت بـ«معركة اللقطاء»، واكتسبت هذه المعركة أهميتها من الإخراج المتقن لها، والذي جعلها من أكثر المعارك شراسة وعنفا في تاريخ المسلسلات التليفزيونية والسينما على حد سواء، ويعود الفضل في تميزها للمخرج «Miguel Sapochnik» الذي حصل على «جائزة الإيمي» لأفضل إخراج لحلقة تليفزيونية، وفي قرار غريب من صناع المسلسل، لن يخرج Miguel أيا من حلقات الموسم القادم.

اقرأ أيضا:الموسم السادس من Game of Thrones: بداية النهاية الموسم الحالي من المسلسل، وكما ظهر في الإعلان الدعائي الأول، سيكون حافلا بالمعارك القوية والمتقنة، لن يكتفي صناع المسلسل بمعركة واحدة كما يبدو، فمعركة اللقطاء رفعت سقف التوقعات لأقصى درجة. وللتنانين هذا العام دور كبير في الإبهار، وكذلك المعارك البحرية، بالإضافة للمعارك البرية. وتحتاج هذه المعارك الضخمة لثلاثة عناصر رئيسية؛ الأول وهو الإمكانيات المادية التي ستكون متاحة كما ظهر في الموسم الأخير، والثاني قوة المؤثرات البصرية، التي تطورت كثيرا في المواسم الأخيرة عن الأولى، والثالث، وهو الأهم، وجود مخرجين متميزين قادرين على صناعة معارك شرسة بأفكار مبتكرة.


إخراج متماسك

أحد مشاكل game of thrones المستمرة في كل مواسمه، هي تفاوت مستوى المخرجين، وهذا بالطبع يؤثر على مستوى الموسم ككل، فدائما يتذكر المشاهدون جميع تفاصيل الحلقات التاسعة والعاشرة من كل موسم، ولكنهم ينسون أحداث الحلقة الرابعة مثلا.ولكن الموسم الحالي سيتولى إخراجه 4 مخرجين فقط، واحد منهم جديد على المسلسل، وهو «مات شاكمان» الذي سيخرج الحلقتين الرابعة والخامسة. أما أقدمهم فهو المخرج السينمائي «آلان تايلور» الذي أخرج 4 حلقات في الموسمين الأول والثاني، من بينهم الحلقة التاسعة، التي حدثت فيها الصدمة الأولى بإعدام «نيد ستارك». استدعاؤه لإخراج الحلقة السادسة فقط يجعلنا نتنبأ بوجود حدث مهم وغير متوقع سيحدث في هذه الحلقة، وربما يغير من مسار الأحداث كلها. أما الحلقة الأولى والأخيرة فستكونان من إخرج «جيرمي بادوسا» وتتميز الحلقات التي يخرجها عادة بالإيقاع السريع جدا مع تقليل جرعة الدراما لأدنى درجة ممكنة. من خلال دراستنا لأسماء مخرجي هذا الموسم يتبين لنا أنه ربما يكون أكثر المواسم ثباتاً في مستوى الإخراج.


موت الدراما:

مع نهاية الموسم الرابع في المسلسل بدأت الدراما تقل تدريجيا إلى أن وصلت للحد الأدنى في الموسم الماضي، وأصبح شغل المسلسل الشاغل هو التمهيد للمعارك والصراعات الكبيرة، وعرض التقلبات السياسية داخل كل ممكلة. وهذا أدى لخفوت بريق بعض الشخصيات المميزة، كتيريون لانيستر، وأخيه جيمي، واللورد فاريس.واكتفى صناع العمل ببعض المشاهد الدرامية المميزة كمشهد hold the door، ومشهد المحاكمة في آخر حلقات الموسم الماضي، ولكن لا خطوط درامية، ولا تعقيد للشخصيات، وبالطبع لا شخصيات جديدة مميزة. ومع تقليص عدد الحلقات في الموسمين القادمين متوقع أن تموت الدراما تماما.إذن نتوقع موسما جيدا جدا من game of thrones عامرا بالإثارة والأحداث السريعة والمعارك الكبيرة، وربما توجد مفاجأة صادمة في الحلقة السادسة، مع انعدام للدراما والشخصيات الجديدة.