نحن نعتقد أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنتظم شؤون الناس في الدنيا والآخرة… فالإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف.
حسن البنا في شرحه لأهداف دعوته

أكثر من 70 عامًا مضت على مقتل ذلك الرجل حسن البنا، ولا يزال مثيرًا للحيرة والسؤال، فلا تزال تنسب إليه الحركات الإسلامية في الشرق والغرب، تلك الحركات التي لطالما حُكم عليها من خلال قربها أو بُعدها من الجماعة التي أسّسها.


في سيرة البنا

ولد حسن أحمد عبد الرحمن البنا في عام 1906م – العام الذي وقعت فيه حادثة دنشواي الشهيرة – في قرية المحمودية بالبحيرة، لأب عالم هو أحمد عبد الرحمن البنا الشهير «بالسّاعاتي»، لقد تضلع الأب علوم الحديث، فرتب المسانيد على أبواب الفقه، وله في ذلك كتب «بدائع المسند» في جمع وترتيب مسند الشافعي، و«الفتح الرباني في ترتيب مسند أحمد الشيباني»، و«بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني»؛ لذا كان للأب أكبر الأثر في نشأة ولده،حيث اهتم بتعليمه تعليماً شرعياً فضلاً عن تدريسه الفقه.

أمضى البنا تعليمه الجامعى في كلية دار العلوم، وارتبط في هذه الفترة بشخصيات مؤثرة في المشهد الإسلامي والعربي. مثل: الحاج أمين الحسيني،والشيخين رشيد رضا ومحب الدين الخطيب.

كان حسن الأخ الأكبر لعائلة مكونة من سبعة إخوة؛ فنشأ حافظًا لكتاب الله في قريته، وما لبث أن أقنع والده بالالتحاق بالمدرسة الابتدائية على أن يتم حفظ القرآن فيها، وفي عام 1920 التحق بمدرسة المعلمين الأولى بدمنهور . تعلق الفتى في أول حياته بشيخه عبد الوهاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية التي كانت فرعًا عن الشاذلية، فانتظم في الحلقة والحضرة، ونبغ من بين زملائه حتى عُين سكرتيرًا عامًا للجمعية الحصافية التي أُسّست لهدف دعوي وآخر تمثّل في الوقوف في وجه الإرساليات التبشيرية التي غزت مصر في تلك الفترة. لم يكن البنا ينكر في أي من مراحل حياته هذا الانتماء الصوفي، بل عززه بالانشغال بالعبادة والصيام وقراءة كتب التصوف، فدرس الإحياء وغيره، وتأثر بمنهج المتصوفة في التربية وتنظيم الحلقات والأوراد .

أمضى البنا تعليمه الجامعي في كلية دار العلوم، وارتبط في هذه الفترة بشخصيات مؤثرة في المشهد الإسلامي والعربي مثل: الحاج أمين الحسيني، الذي سيصير مفتياً للقدس بعد ذلك، والشيخين رشيد رضا ومحب الدين الخطيب. في عام 1927م عين مدرساً للغة العربية للمرحلة الابتدائية في الإسماعيلية، وهناك بدأ فكرة الدعوة تنشط في عقله خاصة بعد سقوط الدولة العثمانية، وفراغ العالم الإسلامي من دولة/رابطة تجمعه، فتنقّل يخطب في المساجد والمقاهي والحوانيت يدعو الناس إلى العودة إلى تعاليم الدين في مدينة أغلب سكانها من الإنجليز، شاعت فيها مظاهر التغريب حتى كادت تكون مدينة أجنبية!

وفي الأجازات كان يجوب البنا قرى الصعيد ناشطًا في دعوته، بدأت دعوته تصل إلى الناس، وكان ستة من الشباب سمعوا عظته، وتأثّروا به، ودعوه سنة 1928م لإنشاء جماعة للدعوة والعظة ونفع المجتمع، فكانوا نواة «جماعة الإخوان المسلمين» التي ظلت منذ ذلك اليوم تمارس عملها الدعوي وتقيم المساجد والمدارس والجمعيات والفروع حتى تم حلها في 8 ديسمبر 1948م.

ظلت الجماعة على حالها حتى مع تأسيس البنا لفرعها الأساسي بالقاهرة إلى أن قامت حرب 1948 م بين العرب واليهود، ولم يكن البنا غافلاً عن القضية الفلسطينية في تلك السنوات، ففي الثلاثينيات من القرن العشرين كان يُرسل المتطوعين من الإخوان إلى فلسطين ملتحقين بالقائد الثائر عز الدين القسام، وكانوا قوام حركة المقاومة والجهاد هناك، وقد أخذ البنا في مصر يكتب ويخطب ويحشد ويجمع التبرعات لنصرة فلسطين، إلى أن قامت الحرب وشوهدت كتائب الإخوان على الأرض، فأدركت الحكومة المصرية حجم تنظيم الإخوان في المعارك، وحجم بلائهم فقد كان عددهم مقدرًا بـ10 آلاف مقاتل. بعد مقتل حكمدار القاهرة بقنبلة ألقاها أحد الطلبة، نُسبت القضية للإخوان المسلمين، وبدأ النقراشي باشا رئيس الوزراء يُشدّد على الجماعة وحسن البنا شخصيًا حتى قرر حل الجماعة في 8 ديسمبر 1948م، وحوصر البنا باعتقال إخوته والشباب المحيطين به وقطع هاتف منزله ومصادرة سيارته ومنع التردد عليه، وفي أثناء ذلك اغتيل النقراشي في واقعة نُسبت إلى تنظيم سري داخل جماعة الإخوان المسلمين كان يُعرف باسم النظام الخاص،الأمر الذي ترتب عليه اعتقال الآلاف من الإخوان، ثم ما لبث البنا أن تلقى دعوة للقاء مسؤول حكومي بمقر جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة لإبرام صلح، وفي يوم 12 فبراير عام 1949 م توجه للقاء، فتم إطلاق الرصاص عليه ومات في مساء اليوم ذاته متأثرًا بجراحه، وبلغ التحجير عليه بدفنه ليلاً دون جنازة عامة، وهو في الثالثة والأربعين من عمره.


أفكار البنا: بين الحياة والموت!

لم تكن أفكار حسن البنا سوى صورة تجسد حركته وواقعه، أراد لها كما أراد لجماعته أن تعبر عن الاختلاف والتنوع في جسد الأمة. لم يكن فكر حسن البنا أيديولوجية حزبية تسعى للهيمنة على السلطة، إنما بوتقة أو مظلة تسعى لأن تكون معبرة بشكل كبير عن الأمة الإسلامية بعد سقوط مظلة الخلافة التي كانت تقوم بهذا الدور؛ لهذا لا يجب أن تعترينا الدهشة أو الاستغراب عندما نرى أن أفكاره قد جمعت بين الصوفي والسلفي في إناء واحد وبين منطلقات الإيمان العقدي ولوازم العمل السياسي.توزع نتاج حسن البنا الفكري بين المقالات المنشورة ومؤلفات أدبية ومذكراته التي بعنوان «مذكرات الدعوة والداعية» لكن عمله الفكري الأهم الذي حظي بنصيب واسع من الاهتمام هي رسائله. تناول البنا في رسائله التي وجهها إلى الإخوان المسلمين في أوقات ومناسبات مختلفة أفكارًا شتى غطّت مواضيع وعناوين متعددة، وتعتبر هذه الرسائل هي العمود الفقري للمنهج التربوي للجماعة، وقد عكف العديد من علمائها ورموزها وتربوييها على شرح هذه الرسائل وتعليمها والحث على الالتزام بها لعقود متطاولة.ربما الطريقة الأفضل لفهم هذه الرسائل هي النظر إليها عبر ثلاثة مناظير: الأول، هو استقاؤها مفهوم الشمولية، من شمولية الإسلام نفسه فيقول حسن البنا فيها: «نحن نعتقد أن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنتظم شؤون الناس في الدنيا والآخرة… فالإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف». المنظار الثاني، هو منظار التنوع بمعنى أن هذه الدعوة الشاملة ليست دعوة أحادية اللون فهي بحسب حسن البنا «دعوة سلفية؛ لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله. وطريقة سنية؛ لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً. وحقيقة صوفية: لأنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله، والارتباط على الخير». المنظار الثالث، هو اعتبارها للحكم كقضية مركزية للمجتمع الإسلامي وللجماعة وفقًا لقول حسن البنا «لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل، وتعديل النظر في صلة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم في الخارج، وتربية الشعب على العزة والكرامة والحرص على قوميته إلى أبعد حد».وفقا لهذه المناظير الثلاثة، فإن أفكار حسن البنا وجماعته لم تكن سوى استجلاب أو إعادة تخيل للخلافة الإسلامية نفسها. بمعنى آخر فإن حسن البنا لم يكن يؤجل سؤال الخلافة حتى وصوله أو جماعته إلى سدة الحكم، إنما سعى لتطبيقها عمليًا وواقعيًا عبر سيرورة فكرية وحركية متكاملة تتوج في النهاية بالوصول إلى الحكم وإقامة الحضارة وسيادة العالم.لا يسوق حسن البنا في رسائله أفكاره بطريقة برهانية تناسب التنظير، إنما بطريقة تلخيصية تفيد الإجمال وتهدف للتربية؛ ففي رسالة التعاليم، يتحدث البنا عن أركان البيعة العشرة، وهي: الفهم والإخلاص والعمل والجهاد والتضحية والطاعة والثبات والتجرد والأخوة والثقة. أهم هذه الأركان، هو ركن الفهم الذي لخّصه البنا بقوله: إنه يريد من الفرد الإخواني أن يفهم الإسلام في حدود الأصول العشرين. تتناول هذه الأصول مفاهيم ضابطة للعمل والاعتقاد لأفراد الجماعة مثل شمولية الإسلام، والمرجعية العليا للقرآن والسنة، وحرمة التعبد بالتمائم والرقى والكهانة، وكذلك اتباع أئمة الدين، وعدم الافتراق بسبب الخلاف الفقهي، وترك كل قول لا ينبني عليه عمل وعدم تكفير مسلم «أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض برأي أو بمعصية إلا أن أقر بكلمة الكفر، أو أنكر معلومًا من الدين بالضرورة، أو كذب صريح القرآن، أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال، أو عمل عملاً لا يحتمل تأويلاً غير الكفر».برغم الاهتمام والشرح والتأويل التي حظيت بها أفكار حسن البنا إلا أنها لم تبق خطًا واحدًا متسقًا، إنما تفرّعت وتشعّبت في اتجاهات مختلفة؛ أهمها ما وصفه حسام تمام بسيادة التسلُّف على أفكار الجماعة؛ نتيجة لعاملين أساسيين: هما الموقع المركزي الذي شغله فكر سيد قطب في الجماعة بعد 1954، وكذلك ما سماه تمّام بسيادة المكون الريفي على المكون المدني في الجماعة، بما له من نزعات تقليدية تميل لمعارضة الحداثة المدينية. كذلك واقع الساحة السياسية التي أجبرت الجماعة في أحيان كثيرة على التخلي عن دور المرجعية التي أراده لها مؤسسها والانغماس في صراعات أو توافقات حزبية وسياسية.


الغرب والبنا

توزع نتاج حسن البنا الفكري بين المقالات المنشورة ومؤلفات أدبية ومذكراته التي بعنوان «مذكرات الدعوة والداعية» لكن عمله الفكري الأهم هي رسائله.
بعض الدراسات الغربية رأت أن البنا هو المؤسس الفعلي للإسلام كأيديولوجيا سياسية «متطرفة» تسعى للإطاحة بأنظمة الحكم العربية؛ ساعياً بذلك إلى إنشاء «دولة» شاملة لكل المسلمين

يُمكن تقديم خريطة لرؤية العالم الغربي لحسن البنا عن طريق تقسيم تلك الرؤى لمستويين: رؤيتهم للبنا كمفكر، ورؤيتهم للبنا كرجل حركة. فأما البنا المفكر، فتُجمع معظم الرؤى الغربية على أنه أحد المؤسّسين الأوائل لفكرة الإسلام كدين شامل يدخل في كل مناحي الحياة بما فيها التفاصيل اليومية. ولكن تقييم هذه الفكرة محل خلاف: فيرى فريق أن البنا تأثر في ذلك بالمفاهيم الغربية للحداثة؛ وتحديداً فكرتيْ الدولة -الأمة والأيديولوجيا الشمولية، ثم صبغ تلك المفاهيم بـ«طلاء إسلامي» ليُكسبها شرعيتها؛ فهو يحاول إنشاء مجتمع متخيل يضم أناساً بصفات معينة، أهمها رابطة الدين الشمولي، محاكياً بذلك تخيل الدولة الحديثة مع اختلاف الروابط. بينما يرى فريق آخر أن البنا أسس لفكرته على خلفية «إسلامية» محضة؛ فالبنا فهم رسالة الإسلام «الشمولية» وقام بإعادة تقديمها، وبالتالي فهو الأب الشرعي لكل حركات الإسلام السياسي وصولاً لتنظيم الدولة الإسلامية. ويجمع فريق ثالث، بين هذين الرأيين ليقول إن البنا كان نتيجة لسياق «ضياع الهُوية» المشهود في مصر منذ مطلع القرن العشرين؛ فالبنا هنا هو جامع بين التراث والحداثة محاولاً الخروج من أزمة عصره التي صيغت في سؤال «كيف تنهض المجتمعات العربية؟» وبالتالي فكل التنظيمات التي تتبنى رؤية حصرية تأخذ أحد جانبي رسالة البنا لا تمت له بصلة إلا من بعيد.

والبنا «كرَجُلِ حركة»، فتنقسم حوله الآراء أيضاً: فمنها ما يذهب إلى أن البنا هو المؤسس الفعلي للإسلام كأيديولوجيا سياسية «متطرفة» تسعى للإطاحة بأنظمة الحكم العربية التي تستمد هيئتها من فكرة الدولة- الأمة وعلاقتها بالأرض والحدود، ساعياً بذلك إلى إنشاء «دولة» شاملة لكل المسلمين؛ ويجد هؤلاء في مستقبل حركة الإخوان من بعد البنا وصولاً إلى محمد مرسي خير دليل. وتحت هذا الطرح يوجد آخر يذهب للقول بأن البنا كان على علاقة وثيقة بالحزب النازي الألماني، هذه العلاقة التي قد يُترجمها البعض على أنها مجرد تلاقي مصالح ترجمها هذا الاتجاه على أن البنا وجد في النازي خير معين نظرًا لكراهية الاثنين لليهود، ومحاولة بناء «دولة» مضادة لأي حلم يهودي. ومن هذه الآراء من يذهب للقول بأن البنا اهتم بالتعليم بهدف تكوين طليعة تقود مشروعه. هذا الرأي الأخير اصطدم بواقع أن بعضًا من أعضاء الإخوان المسلمين أنفسهم أعلنوا أن أي عمل سياسي – ثوري لا يمت للحركة بصلة، وقد جاوب هذا الاتجاه على ذلك بأن الحركة في الظاهر تُعلن ذلك ابتغاء الحفاظ على أمنها، أما في الخفاء فهي تعمل بهدف الوصول إلى السلطة.

وبين هذا وذاك، فكل الآراء تُجمع على أن البنا كان رجلاً نافذ البصر على المستويين؛ مستوى الفكر، ومستوى الحركة. فأياً كانت نواياه أو أهدافه، فقد استطاع أن يقرأ الواقع المصري جيداً ويُقدم رؤية وصلت لكل طبقات المجتمع المصري؛ وتحديداً الطبقات المُهمشة، بأسلوب يفهمه الجميع؛ وليس أدل على ذلك من قدرته الفذة على التغيير، بل وتأثيره على المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى التي تجاوبت مع فكره وعمله. فلا عجب إذن من أن يحتل البنا مكانة مميزة في سعي كل الباحثين والمثقفين الذين يريدون فهم واقع المجتمعات الإسلامية اليوم؛ فكراً وحركة.

المراجع
  1. منهج حركة الإخوان المسلمين ورؤاها الفكرية
  2. الأركان العشرة للبيعة عند الإخوان المسلمين
  3. كتاب الإخوان المسلمون سنوات ما قبل الثورة، حسام تمام
  4. كتاب دستور الوحدة الثقافية، محمد الغزالي
  5. روبير جاكسون:حسن البنا الرجل القرآنى، مركز الإعلام العربي.
  6. فهمي جدعان :أسس التقدم عند مفكري الإسلام ،الطبعة الثالثة،دار الشروق.
  7. حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية، دار الخلود.
  8. حسام تمام: الإخوان المسلمون سنوات ما قبل الثورة.
  9. محمد الغزالي: دستور الوحدة الثقافية.
  10. ويكيبيديا الإخوان لمسلمون/ حسن البنا
  11. الأركان العشرة للبيعة عند الإخوان المسلمين
  12. Mona Saleh, "the ideological roots of modern Islamic fundamentalism", American university in Dc
  13. Paul Brykczynski "Radical Islam and the Nation: the relationship between religion and nationalism in the political though of Hassan al-Banna and Sayed Qutb", History of intellectual culture, vol.5, no.1, 2005
  14. The Counter Jihad Report/Hassan al Banna
  15. Khalil al-Anani, "the power of the Jama'a: Sociology of Islam preview, pp.6-7
  16. Ahmet Ozdemir, "From Hassan al-Banna to Mohammad Morsi", a thesis introduced to the graduate school of social sciences of middle east technical university, 2013
  17. Harold Brackman, "Egypt's Muslim Brotherhood's Jihad against Jews, Judaism, and Israel", Simon Wiesnthal Center, 2011
  18. Roel Meijer, "The Muslim Brotherhood and the Political", in "the Muslim Brotherhood in Europe", (Oxford Scholarship Online, 2014), p.303
  19. Ehud Rosen, "The Muslim Brotherhood;s concept of education", Current trends in Islamist Ideology, vol.7
  20. التوجه الإصلاحي في الحركات الإسلامية إلى أين؟