غيرت مواقع التواصل الاجتماعي من أشكال وسائل المعرفة ونقل المعلومات، فأصبحت لدى البعض بديلًا عن الكتب العلمية. فعند البحث عن معلومة أو فكرة يذهب كثيرون الآن إلى تلك المواقع وخاصة موقع فيسبوك.

شكلت الصفحات المتخصصة على فيسبوك حيزًا هامًا للبعض، فلم تكن فقط منبرًا للسياسيين بل أيضًا لكل ما يخص الأمور الحياتية، ومن أشهرها تلك الصفحات المهتمة بالمرأة وطفلها، فتمدّها بكل ما تحتاج إلى معرفته بداية من شهور الحمل الأولى، مرورًا بالإنجاب ومن ثم الرضاعة، وانتهاءً بالتربية التي لا تنفد أبدًا.

وتوفر مواقع التواصل الاجتماعي مساحات للحوار بين الفئات المختلفة على مستوى العالم، فتخلق بيئة لتشارك الخبرات بين الأمهات وبالتالي ظهور حالة من التضامن والمشاركة. فكانت مواقع التواصل الاجتماعي مجتمعًا بديلًا للأمهات سواء المتعلمات أو غير المتعلمات، للتواصل والتشارك ونقل الخبرات المختلفة وبالتالي تكوين معرفة جديدة ومختلفة -في كل ما يخص التربية والأمومة- عن تلك التي كانت سائدة في الكتب ومن خلال الأجيال القديمة.


1. سوبر ماما

تأتي صفحة «سوبر ماما» في الصدارة بالنسبة للأم المصرية خاصة، حيث لديها ما يزيد عن مليون وثمانمئة متابع، وتهتم الصفحة بكل ما يخص الأم حتى تصبح «سوبر ماما».

فتقدم عددًا من الخدمات، أهمها «دليل سوبر ماما» الخاص بعناوين وهواتف المستشفيات والصيدليات ومراكز الأشعة والحضانات والمدارس ومستلزمات أعياد الميلاد والنزهات ومحلات الأطفال الموجودة في مصر؛ لتوفر على الأم عناء البحث.

كما تقدم الصفحة دليلًا خاصًا بأكثر من 2000 اسم لولد وبنت للاختيار من بينهم للمولود بمعانيهم وأصولهم.

من الممكن معرفة التغيرات التي ستطرأ على جسم المرأة الحامل في كل أسبوع من التسعة أشهر.

فتهتم الصفحة بكل ما يخص المولود، بداية من أمه وصحتها من خلال تقديم النصائح المفيدة لرشاقة الجسم وجمال المرأة، مرورًا بالحمل ومراحل تطور الجنين مقسمةً إلى أسابيع، إلى جانب الرضاعة. وتقدم الصفحة معلومات مفيدة للأم من خلال المقالات المختلفة والفيديوهات التثقيفية، فمن الممكن معرفة التغيرات التي ستطرأ على جسم المرأة الحامل في كل أسبوع من التسعة أشهر، ومن ثم تقدم الصفحة أبرز الطرق للتعامل مع تلك التغيرات وما يقابلها من مشكلات بطرق سهلة وبسيطة، كما يمكن حساب الحمل وموعد الولادة بسهولة من خلال الحاسبة الخاصة بـ «سوبر ماما».

وفي سياق متصل، توفر سوبر ماما كل ما تحتاج الأم إلى معرفته فيما يخص أول سنة من عمر الطفل، من حيث ساعات النوم والوزن المناسب والحركة والقدرة على التواصل والتسنين والفطام.

تعتمد الصفحة على مراجعة كل ما يتم نشره عليها علميًا من خلال التواصل مع الأطباء وعلماء النفس والتغذية وغيرهم من المتخصصين، كما تؤكد ياسمين المهيري التي أنشأت الصفحة في أواخر عام 2011.


2. عائلتي

تعتبر صفحة «عائلتي» هي الأكثر متابعة فيما يخص شئون الأمومة والتربية على مستوى العالم العربي، فتأسست الصفحة في أوائل عام 2010 ويتابعها ما يزيد عن 4 مليون شخص.

تهتم الصفحة التابعة لمجلة «عائلتي» السعودية بكل ما يخص الأم والطفل خاصة فيما يتعلق ببناء شخصية الأطفال من حيث المهارات والهوايات، هذا إلى جانب تقديم النصائح الخاصة بمشاكل وموانع الحمل، والغذاء المناسب للمرأة الحامل، وصحة الرضيع، والاعتناء بالطفل.

وتخصص الصفحة حيزًا للحياة الزوجية؛ حيث كيفية تحقيق السعادة بين الزوجين والحفاظ على الحب بينهما، بالإضافة إلى الطرق المختلفة للتعامل مع الزوج والزوجة.

كما تهتم الصفحة بتقديم المعلومات الكافية عن الثقافة الجنسية؛ لتشكل وعيًا للمرأة بتلك الأمور المسكوت عنها في المجتمعات العربية فيما يخص الجماع، والمنشطات، والمعتقدات الخاطئة المتعلقة بليلة الدخلة، والتحرش الجنسي وكيفية حماية الأطفال منه.


3. سيدتي وطفلك

وفي سياق متصل تُعد صفحة «سيدتي وطفلك» من أبرز الصفحات المهتمة بالأم وطفلها، وهي الصفحة الرسمية للمجلة التي تحمل نفس العنوان. ظهرت الصفحة في بدايات عام 2014 وبها أكثر من مليون وستمئة ألف متابع.

تهتم الصفحة بشكل المرأة ورشاقتها، فتقدم لها معلومات تخص الأطعمة الصحية لها ولطفلها، كما تهتم بأكثر المواضيع الجدلية فيما يخص تأثير السوشيال الميديا سلبيًا على المرأة الحامل من حيث الإصابة بالاكتئاب، والمعتقدات الموروثة الخاطئة التي تخص العلاقة التي تجمع بين الأم ورضيعها.

كما تقدم النصائح النفسية المختلفة للتعامل السليم مع الطفل، من حيث تقديم الدعم المعنوي وتدعيم ثقة الطفل بنفسه، إلى جانب النصائح الخاصة بالتعامل السليم مع الأطفال المصابين بالتوحد.


4. التربية الذكية

التربية الذكية تمكّنك من التعرّف بأسلوب عصري وممتع على كل ما يشمل صحة الأبناء وتربيتهم ومتطلباتهم ومشاكلهم.
من وصف صفحة «التربية الذكية» على فيسبوك

تهتم صفحة «التربية الذكية» التونسية، التي بدأت في عام 2014، بتقديم كل ما يخص الأمومة والتربية. إلا أنها تتميز بتوفير قدر كبير من الاهتمام بسن المراهقة، حيث تقدم معلومات مفيدة حول كيفية التعامل مع المراهق العنيد والتربية الجنسية السليمة وتقديم الأجوبة الملائمة للمراهق فيما يخص أسئلته الشائكة.

كما تهتم الصفحة بصحة الأطفال، فتقدم إلى الآباء النصائح الخاصة بكيفية التعامل السليم مع كل ما يتعرض له الطفل من تأخر في النطق وحالات الاختناق وغيرها من الأمور الشائعة بين الأطفال، هذا بالإضافة إلى تقديم التحليلات العلمية لأضرار ضرب الأطفال والأطعمة المسببة للسرطان.


5. ابن خلدون للتعليم المنزلي

جويل تورتيل، محلل السياسة التعليمية ومؤلف كتاب دولة الرفاهية

انطلقت صفحة «ا بن خلدون للتعليم المنزلي» كأول مؤسسة متخصصة في العالم العربي لدعم التعليم المنزلي والمنعكس في عام 2014، مقرها الرئيسي بأمريكا. تسعى المؤسسة إلى طرح نمط بديل للتعليم، فالتعليم المنزلي غير متعلق بنمط تعليمي واحد أو منطقة واحدة كالمدرسة، فيكون هناك حرية للأهل والأطفال في اختيار النظام الأنسب والمناهج الأمثل لكل طفل.

أما التعليم المنعكس، فهو «أسلوب غير تقليدي للتعلم، يقلب دور المدرسة ويجعلها المكان الرئيسي للأنشطة والنشاطات وورش العمل، في حين يتم شرح المناهج إلكترونيًّا في المنزل»، كما تعرّفه مؤسسة ابن خلدون.

وتعمل المؤسسة على توفير كل ما يحتاجه الآباء والأبناء للتعليم المنزلي والمنعكس، حيث توفر المعلومات اللازمة والأساسية عن النظام، والأساليب الخاصة والتي تتضمن تنمية المهارات العقلية في نهج «المونتيسوري»، وتنمية المهارات الحياتية المختلفة الخاصة بالطفل.

كما توفر المؤسسة حيزًا خاصًا بالآباء المعلمين منزليًا، حيث توفر النصائح المختلفة لإدارة الأعمال المنزلية للأسرة التي تعتمد على التعليم المنزلي، وكيفية التخطيط للرحلات، والأخطاء التي يقع فيها الآباء وغيرها من النصائح الهامة التي لا يعرف الآباء عنها شيئًا.

واهتمت المؤسسة بتوفير التدريبات اللازمة العلمية المتناسقة؛ الأكاديمية، والتربوية، والنفسية. هذا بالإضافة إلى مساعدة الآباء في وضع الخطة التربوية لأبنائهم والأهداف الإستراتيجية، ومتابعة خطوات التنفيذ.


6. مقالات وبرامج مروة رخا

لا رحمة للطبقة المتوسطة عندما تجبر الأطفال على دراسة مناهج تصيبهم بالملل، فإنهم يتعلمون فقط أن يكرهوا التعليم!. إنّ بنيامين فرانكلين، وجورج واشنطون، وتوماس أديسون، ومارك توين قد ذهب كل منهم إلى المدرسة الرسمية لمدة أقل من عامين اثنين فحسب، بينما تعلموا جميعًا تعليمًا منزليًّا على يد آبائهم، أو تعلموا ذاتيًا بعد أن تعلموا القراءة.
احترام الطفل هو أهم أعمدة المونتيسوري، عندما تحدث طفلك استخدم كلمات مثل: «من فضلك»، و«شكرًا»، و«عفوًا»، و«هل تسمح لي بكذا؟».
مروة رخا

تعتبر مروة رخا من أوائل المصريين المهتمين بالتعليم المنزلي، حيث حصلت على شهادة المونتيسوري للأطفال من مركز أمريكا الشمالية للمونتيسوري.

لخصت رخا أساسيات نهج المونتيسوري لكونه أسلوب حياة تقوم الأسرة كاملة باتباعه، يعتمد على تقبل قدرات الطفل كما هي واحترام الاختلافات والفروقات بين الأطفال المختلفة، فتحاول الأسرة اكتشاف الطفل ومميزات وطرق التعامل معه والطرق المثلى لتعليمه، كما يعتمد النهج على تشجيع الأطفال الدائم للاعتماد على النفس وتحمل المسئولية.

أنشأت صفحتها «مقالات وبرامج مروة رخا» على فيسبوك في عام 2010، وتقدم من خلالها كل ما قامت بكتابته أو تقديمه من خلال التلفزيون فيما يخص الأطفال وطرق تعليمهم، فتقدم المعلومات الهامة عن التربية السليمة من حيث حقيقة أهمية الذهاب إلى الحضانة في عمر مبكر، والتعامل مع الطفل المعتاد على الكذب، وكل ما يخص المدارس وتعاملها الخاطئ مع الأطفال.