تعاني القضية الفلسطينية على أكثر من صعيد، من بينها وضع الفلسطينيين في الضفة وغزة، وتهويد القدس، وتضييق الخناق على المقاومة، وتعثر المسار التفاوضي، والانقسام الفلسطيني الداخلي. لكن ربما تكون المعاناة الأكبر التي لحقت بالقضية الفلسطينية عبر السنوات الأخيرة، هي تراجع الوعي بمبادئها خاصة بين الأجيال التي لم تعاصر بحق موجات صعود المقاومة الفلسطينية إبان الانتفاضتين الأولى والثانية. فسيطرة الخطابات التطبيعية على وسائل الإعلام العربي، ومحاولات تشويه القضية، أدت إلى تراجع الوعي بأساسيات القضية بشكل غير مسبوق؛ مما ينذر بتراجع مكانة «قضية العرب» بين أبنائها.وعلى ذلك، وفي محاولة للعودة إلى المسار الصحيح، نقدم لكم 10 كتب هي مدخل للتعرف على مبادئ القضية الفلسطينية.


1. القضية الفلسطينية: خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة

هو أحد إصدارات مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت عام 2012، للدكتور محسن محمد صالح.يحاول هذا الكتاب استعراض أبرز النقاط المحورية للتعرف على القضية الفلسطينية وفهم تطوراتها، حيث يتناول تاريخ فلسطين في عصورها الأولى مرورًا بالعهد الإسلامي، وخلفيات نشأة المشروع الصهيوني، ومرحلة الاحتلال البريطاني لفلسطين، وقيام الكيان الإسرائيلي. ويُسلط الضوء على كفاح الشعب الفلسطيني وانتفاضاته وثوراته، ودور منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها، ودور التيار الإسلامي الفلسطيني، مع التركيز على تطورات القضية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حتى منتصف عام 2011. كما يتتبع الكتاب مسيرة التسوية السلمية منذ توهجها عقب الانتفاضة الأولى، إلى انسداد أفقها في أعقاب الانتفاضة الثانية.ويتميز هذا الكتاب بالتركيز والاختصار، واستخدام الأسلوب العلمي الموثّق بالصور والخرائط التوضيحية، ويُعدّ ملائمًا للقراء الراغبين في التعرّف بشكل عام على القضية الفلسطينية، وإدراكها بشكل علمي متوازن.


2. تاريخ فلسطين الحديث

هو أحد الكتب المركزية لدراسة تاريخ القضية الفلسطينية، كتبه الدكتورعبد الوهاب الكيالي، وصدر عن المؤسسة العربية للدارسات والنشر في بيروت، وتم إعادة طبعه أكثر من 11 مرة.ويحاول هذا الكتاب تلخيص تاريخ فلسطين في النصف الأول من القرن العشرين، بأسلوب الحقب التاريخية، وقد ركّز على مجرى الأحداث الرئيسية وتفاعل القوى الأساسية في تاريخ فلسطين الحديث، بداية من الهجرة الصهيونية الأولى عام 1881، وصولاً إلى بداية الحرب العالمية الثانية ونهاية الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939).وهدف الكتاب إلى إبراز نضال الشعب الفلسطيني عبر أكثر من نصف قرن، ورصد حقيقة أهداف السياسة البريطانية الاستعمارية والمخططات الصهيونية، لا كمؤامرة ضد شعب فلسطين وحسب بل ضد الوطن العربي بأكمله. وقد استند الكتاب بالأساس إلى الوثائق البريطانية السرية الرسمية وإلى الوثائق الصهيونية السرية، بالإضافة إلى مصادر عربية أولية.


3. الكفاح المسلح والبحث عن دولة: الحركة الوطنية الفلسطينية (١٩٤٩-١٩٩٣)

صدر هذا الكتاب للمرة الأولى باللغة الإنجليزية عن «أكسفورد»، قبل أن تتم ترجمته من قبل مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت عام 2002.وفيه يتناول الدكتور يزيد صايغ مرحلة كاملة من تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، من قيام «دولة إسرائيل» سنة 1948، حتى عقد اتفاق أوسلو عام 1993.وخلافًا للأطروحات المعهودة، يؤكد الكتاب أن المسار السياسي للشعب الفلسطيني فيما بعد النكبة عام 1948، بما فيه بروز حركات سياسية منظمة مسلحة، وغير مسلحة، وانصهارها على مدى سنوات تحت مظلة واحدة هي منظمة التحرير الفلسطينية، لا يمكن فهمه إلا بدراسة الآلية المركزية التي نظمت هذا المسار وهي بناء المؤسسات السياسية، حتى في غياب القاعدة الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية المستقلة.ويحاول الكتاب طرح أهمية الكفاح المسلح في السياق السياسي الفلسطيني، من خلال إبراز دوره في إعادة الشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية، وتقديم تصور جديد للفلسطيني، وهو أنه ليس الهائم على وجهه، بل هو ثائر مناضل مجاهد. كما لعب الكفاح المسلح دورًا حاسمًا وحيويًا في عملية بناء الدولة الوطنية الفلسطينية.وقد وصفت «أكسفورد» هذا الكتاب بأنه العمل الأهم في مجاله؛ لأنه يتضمن تفاصيل دقيقة ومتابعات، وتحليلًا مبنيًا على معلومات من الأرشيفات الخاصة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأرشيف ياسر عرفات نفسه، ومقابلات مع أكثر من أربعمئة سياسي وعسكري فلسطيني.


4. المقاومة الشعبية الفلسطينية تحت الاحتلال: قراءة نقدية وتحليلية

هو أحد الكتب المحورية، التي تناولت المقاومة الشعبية الفلسطينية بالدراسة والتحليل، هو من تأليف الأكاديمييْن الفلسطينييْن:ليندا طبر وعلاء العزة، صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت عام 2014.ويحاول هذا الكتاب تسليط الضوء على السياق التاريخي الذي أنتج تجارب الانتفاضات الفلسطينية، وفهم العوامل التي ساهمت في تشكل هذه التجارب، وتوضيح أهميتها ومدى ارتباطها بواقع اليوم وإمكان إعادة الاعتبار إليها.وقد تم التركيز على مفهوم المقاومة الشعبية ضمن السياق التاريخي الفلسطيني في الأراضي المحتلة. وقد توصل الكتاب إلى أن الانتفاضة الأولى (1987) لم تكن مواجهة مباشرة مع جيش الاحتلال فقط، بل أيضًا عملية شمولية ذات أنماط مقاومة متعددة. وقد تم إدراك هيمنة خطاب السلطة الفلسطينية على الانتفاضة الثانية (2000) الذي حوّلها إلى مجرد أداة لتحسين شروط التفاوض. وبذلك، أصبح الواقع الفلسطيني محصورًا بين خيارين: إما الخضوع لسياسة العمليات العسكرية والاستشهادية كغاية بحد ذاتها، أو سياسة أوسلو التي أصبحت قيدًا آخر لا يقل وطأة عن القيد الإسرائيلي.ثم يحاول الكتاب استشراف مستقبل المقاومة، بعد اندلاع الانتفاضات العربية، والتي كانت أبرز نتائجها إعادة السياسة إلى الجمهور الفلسطيني باعتباره ذاتًا فاعلة، لا موضوعًا للعمل السياسي.


5. دليل الفصائل الفلسطينية

أعده المؤرخ الفلسطينيعبد القادر ياسين، وصدر عن مركز الإعلام العربي بالقاهرة عام 2009.ويقدم هذا الكتاب دراسة تعريفية بالفصائل الفلسطينية، تتسم بالتركيز الموجز دون الخوض في تفاصيل الممارسات أو تقييم الأداء، حتى يتسنى التعرف عن قرب بتاريخ ونشأة الفصائل الفلسطينية، التي أصبح للكثير منها حضور مؤثر في الساحة الفلسطينية في المرحلة الراهنة من عمر القضية.فالناظر اليوم إلى الفصائل الفلسطينية يحار في أمر تعددها، بشكل يجعل عملية التمييز بينها من الصعوبة بمكان. وتكمن أهمية الكتاب في أنه يقدم تعريفًا بتاريخ نشأة كل فصيل فلسطيني، وأيديولوجيته، وذلك في أربعة عشر فصلاً ومدخلين تعريفيين.


6. إسرائيل الكبرى والفلسطينيون: سياسة التوسع (1967-2000)

نُشر هذا الكتاب للمرة الأولى باللغة الإنجليزية، وهو من تأليف الأكاديمي الفلسطينينور الدين مصالحه، وقد ترجمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2001.ويستعرض هذا الكتاب تاريخ السياسات الإسرائيلية التوسعية الهادفة إلى طرد السكان الأصليين، مُركِزًا على الفترة الممتدة من حرب يونيو 1967 حتى الوقت الحاضر. ويوضح أن الصراع المحتدم بين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود كان جوهره دائمًا: الأرض والسكان والمياه.وفي عرضه لهذه الأفكار وتاريخها يوثق الكاتب اتجاهات القمع والطرد والمصادرة لدى الدولة الإسرائيلية، ويكشف، بالتفصيل، عن النزعات التوسعية الكامنة في التيارات الصهيونية العمالية وفي التيارات الدينية واليمينية على حد سواء.


7. الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 1948 – 1968

هي أول دراسة متعمقة تظهر في المكتبة العربية عن هذا الموضوع المهم، قام بإعدادها الأديب والمناضل الفلسطينيغسان كنفاني، وصدرت في طبعتها الأولى عام 1968 عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت.وفيها يستعرض كنفاني، عبر ثلاثة أقسام، الوضع الثقافي لعرب فلسطين المحتلة، والأوضاع بالغة القسوة التي عاشها الأدب الفلسطيني المقاوم، منذ عام 1948 حتى عام 1968.حيث يؤرخ الكتاب ويُوثِّق حقبة شهدت زخمًا أدبيًا هائلاً في موضوع المقاومة، وترسيخ وجود الهوية العربية الفلسطينية في الأراضي المحتلة. ففي فترة الدراسة قدّم المثقفون العرب في فلسطين المحتلة، من خلال أقسى ظروف القمع، والأسر الثقافي، نموذجًا تاريخيًا لثقافة المقاومة، بكل ما فيها من وعي وصمود وصلابة.ويتناول كنفاني الأدب الفلسطيني من زوايا عدة في هذه الحقبة، مع التركيز على أعمال الشاعر «محمود درويش» و«سميح القاسم» تحديدًا، إضافة إلى تناوله فن القصة الصغيرة والمسرحية، مع إبراز مكانة وأهمية أدب السجون في مواجهة الاحتلال.


8. تاريخ الفكر الصهيوني: جذوره ومساره وأزمته

صدر هذا الكتاب عن دار الشروق في القاهرة عام 2009ـ وفيه يتناول الدكتورعبد الوهاب المسيري بالعرض والتحليل تاريخ الفكر الصهيوني والحركة الصهيونية وجذورهما في الحضارة الغربية.حيث يتتبع الكتاب تاريخ فكرة الصهيونية قبل هرتزل وبلفور، والمراحل التي مرت بها حتى تبلورها في مطلع القرن العشرين. ثم يتعرض للجذور الغربية للفكر الصهيوني، مسلطًا الضوء على علاقة الصهيونية بالاتجاهات الفكرية الغربية، كالرومانسية والنيتشوية، وبالحركات السياسية الغربية، كالنازية والفاشية.ثم يستعرض أهم التيارات الصهيونية وأوجه الاتفاق والاختلاف فيما بينها، قبل أن يناقش وضع الصهيونية في الوقت الراهن وموقفها من الجماعات اليهودية في العالم، وملامح أزمتها التاريخية.


9. دراسات في المجتمع الإسرائيلي

هذا الكتاب هو نتاج للدورة الأكاديمية التي نظمها «مركز دراسات المجتمع العربي في إسرائيل» لدراسة المجتمع الإسرائيلي وذلك عام 1995، وهو يشمل مساهمات الأكاديميين (عرب ويهود) الذين شاركوا بإلقاء محاضرات في هذه الدورة، وقام بإعداد الكتاب وتحريره كل منعادل مناع وعزمي بشارة.ويتناول الكتاب بالبحث والدراسة بعض القضايا الرئيسية التي تشغل بال المجتمع الإسرائيلي في مجالات مختلفة، حيث ناقش الكتاب طبيعة العلاقات المدنية العسكرية في إسرائيل من خلال دراسة حالة الصراع المستديم بين الديموقراطية والأمن. كما تمت مناقشة العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني في إسرائيل بالتطبيق على حالة حزب مباي في الخمسينات والستينات. بالإضافة إلى دراسة ثنائية الدين والدولة في إسرائيل، وإشكالية التكيف الإثني، بالتطبيق على حالة هجرة يهود العراق والمغرب إلى إسرائيل في مقابل الهجرة السوفييتية. واستعرض الكتاب وضع المرأة اليهودية في مقابل الفلسطينية، وكذلك تطور النظام الاقتصادي في إسرائيل، وأخيرًا وضع المستوطنات والحدود، والتصورات الإسرائيلية لحل الإشكاليات المتعلقة بهما.ويعتبر هذا الكتاب مرجعًا أساسيًا وأوليًا لكافة المهتمين بدراسة إسرائيل من الداخل.


10. اختراع الشعب اليهودي

صدر في «إسرائيل» عام 2008، وتُرجم إلى العربية، وصدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية في رام الله بالتعاون مع الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان. الكتاب من تأليف المؤرخ الإسرائيليشلومو ساند، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة تل أبيب، وأحد أقطاب تيار المؤرخين الجدد في «إسرائيل».يتألف من خمسة فصول، وهو عبارة عن رحلة في التاريخ لإثبات قضية أساسية وهي أنه «لا وجود للشعب اليهودي». حيث يؤكد ساند في كتابه أن القومية اليهودية قد تم فبركتها قبل مئة عام من أجل تبرير إقامة الدولة الإسرائيلية. وقد قام بالرجوع آلاف السنوات إلى الوراء؛ لكي يتوصل إلى أن اليهود الذين يعيشون اليوم في «إسرائيل» وفي أماكن أخرى من العالم ليسوا على الإطلاق أحفاد «الشعب العتيق» الذي عاش في «مملكة يهودا» إبان فترة «الهيكل الثاني». وبحسب ما يقوله فإن أصولهم تعود إلى شعوب متعددة اعتنقت اليهودية على مرّ التاريخ في أماكن شتى من حوض البحر الأبيض المتوسط والمناطق المجاورة.ويؤكد أنه في مرحلة معينة من القرن التاسع عشر أخذ مثقفون من أصل يهودي في ألمانيا على عاتقهم مهمة اختراع شعب بأثر رجعي، وذلك من منطلق رغبتهم الجامحة في اختلاق قومية يهودية عصرية.