-أنا: كيف حالك -ساسة شات: الحياة جميلة جدًا كما تعرف -أنا: ما اسمك؟ -ساسة بوت: و ما أهمية الأسماء؟ هل تعتقد أنك تناديني فى الشارع وسط مئات؟ -أنا: كم عمرك؟ -ساسة بوت: العمر ليس رقمًا مهمًا بالنسبة لي. -أنا: من هو إدوارد سنودن؟ -ساسة بوت: إدوارد جوزيف سنودن أمريكي ومتعاقد تقني وعميل موظف لدى وكالة المخابرات المركزية -أنا: بماذا تفكر؟ -ساسة بوت: مممممم، أنتم البشر تعتقدون أنّ الجميع لديه نفس قدراتكم العقلية الخارقة، أنا مجرد مجموعة من الأكواد على جهاز الكمبيوتر وليس لديّ حرية التفكير، لكن من يعرف، ربما قريبًا أسيطر أنا والبوتات الأخرى على العالم -أنا: الحديث معك جميل -ساسة بوت: أنا أحب كل البشر، إنهم من صنعوني!

كانت هذه ردود أحد روبوتات الدردشة التفاعلية عبر تطبيق ماسنجر فيسبوك، والتي تمّت بيني وبين روبوت موقع ساسة بوست التفاعلي «ساسة بوت»، فماذا تعتقدون في صحّتها؟ هل تعتقد أن هذه المحادثة تمّت بالفعل بيني وبين روبوت تفاعلي غير آدمي، أم أنك تصر على أن ذلك مُجرّد مزحة مني. إذا لم تُصدّق ذلك، فدعني أوضح لك بعض النقاط البسيطة عن تاريخ وماهية وكيفية عمل روبوتات الدردشة التفاعلية، الخطوة التالية بعد أن استطاع روبوت جوجل من قبل الدخول في نقاشات فلسفية عن ماهية الحياة كالبشر.

تداول مُعظمنا مفهوم الذكاء الاصطناعي في الفترة الأخيرة بشكل متزايد، ولم يقف الأمر بيننا وفقط، فقد تناولته الأفلام بشكل كبير، وبدأ هوس شبكات التواصل الاجتماعي الآن في استخدام تقنياته وأدواته الرقمية. ومن بين الأشياء التي ظهرت اعتمادًا على أكواد مبرمجة جيدًا، وربما ذكية، هي روبوتات الدردشة، والتي ظهرت في الكثير من المنصات كسكايب وفيسبوك، كمساعدات رقمية للمُستخدمين، والتي تعتمد على محاكاة أو أتمتة تلقائية للدردشة نصيًا.


ماذا نعني بـ «Bot»؟

تُستخدم كلمة روبوتات «bots» في عدة مجالات رقمية مُختلفة؛ تُستخدم الكلمة في مجال الألعاب لتُشير إلى الشخصيات داخل اللّعبة، وهناك أيضًا «botnet» وهي شبكة من الضحايا -حواسب مُخترقة- يستخدمها مجرمو الإنترنت في مهام مُختلفة، مثل إرسال ملايين الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها أو مهاجمة موقع أو خدمة أو اختراق الأشخاص أنفسهم. لكن الروبوتات «bots» التي نتحدّث عنها هنا هي «chat bots» وهي عبارة عن مُساعدات رقمية تفاعلية مثل منصات سيري وكورتانا ومساعد جوجل، لكنّها تتفاعل نصيًا وليس صوتيًا.

لم تظهر روبوتات الدردشة هذه منذ وقت قصير، فقد كان هناك روبوت يُدعى ELIZA طوّره جوزيف ويزنباوم -عالم حواسب أمريكي- عام 1966، والذي كان يحاكي شخصية مُعالج نفسي مهمّته الإجابة على تساؤلات تُطرح عليه عن طريق الكتابة إليه، وكأنك في دردشة واقعية بينك وبينه.


روبوتات الدردشة الحديثة

تُشبه الروبوتات الحديثة كثيرًا الطريقة التي تعامل بها المُستخدمون مع روبوت إليزا، وهي الإجابة عن استفسارات نصيّة بطريقة تبدو ذكيّة، قد ينخدع بها بعض المُستخدمين باعتبارها بشرا يُجيبون كمُساعدين شخصيين.

بالرُغم من اختلافها في بعض الوظائف مع أنظمة المساعدة الصوتية مثل سيري ومساعد جوجل، فإنها متشابهة في الكثير من المزايا. فرغم أنهم يعتبرون كأحد التقنيات الذكية، لكنّهم مازالوا بعيدين تمامًا عن ذكاء نظام جارفيس مثلًا الذي قدّمه الرجل الحديدي «Iron man» والذي ليس له وجود في الواقع، بالرغم من النية الصارمة لدى مارك زوكربرج مؤسس شركة فيسبوك لإنشاء مثل هذا النظام المُعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي.

في نهاية شهر مارس 2016، أعلنت شركة سكايب -المملوكة لمايكروسوفت – عن روبوتات تفاعلية لجميع المنصات التي يتوفر عليها تطبيق سكايب للدردشة والتي مكّنت المُستخدمين من البحث والاستكشاف داخل التطبيق نفسه. وكرّست منصة فيسبوك اهتمامها أيضًا بروبوتات الدردشة وأعلنت إضافتها إلى تطبيق الدردشة فيسبوك ماسنجر. ففي الأول من يوليو الماضي أعلن نائب الرئيس لمنتجات فيسبوك بإضافة أكثر من 11 ألف روبوت دردشة إلى تطبيق المراسلة فيسبوك ماسنجر.


هل من المُمكن أن تحل روبوتات الدردشة محل التطبيقات؟

تستخدم روبوتات الدردشة لغة واقعية لإتمام المهام الموكّلة إليها، وهذا هو سبب استخدام الكثير لخدمات سيري وكورتانا للحصول على توقعات الطقس وإرسال الرسائل الإلكترونية وضبط التنبيهات المختلفة. لكن النُسخ الجديدة من الروبوتات ستعتمد بشكل كبير على النصوص على عكس خدمتي كورتانا وسيري، فلن يكون هناك الحاجة إلى القيام للتحدّث إلى الميكروفون، فقط قم بكتابة الرسالة لإتمام المهمة.

ستختصر لك روبوتات الدردشة التفاعلية الكثير من الخطوات لإنجاز مهام مختلفة كانت تحتاج سابقا استخدام الكثير من التطبيقات

ولاشك أننا نستخدم تطبيقات المراسلة لوقت كبير، وهذا ما دعا شركة مثل مايكروسوفت أن تخطو خطوتها لإضافة روبوتات الدردشة إلى منصة سكايب. وإذا ما استخدمت تطبيق المراسلة سلاك فستجد هناك روبوت تفاعلي أيضًا ليعلمك كيفية استخدامك للتطبيق، ومع تزايد صلاحيتها وقدراتها فسوف يقل استخدامنا للتطبيقات الأخرى بالتأكيد.

على سبيل المثال، في المعتاد إذا أردت البحث عن شيء ما لشرائه محليًا فستذهب إلى محرك البحث، ثم تبدأ البحث عن الموقع، ثم ستبحث في المنتجات والتحقق من سعرها، والبحث بعد ذلك عن المكان عبر خرائط جوجل، لكن روبوتات الدردشة التفاعلية ستوفر عليك كل هذا من خلال كلمات فقط عبر تطبيق ماسنجر من فيسبوك، فلن يكون هناك حاجة إلى البحث عبر محرك بحث مثل جوجل أو فتح تطبيق أوبر للوصول إلى سيارة أجرة.


ساسة بوت وحلم السيطرة على العالم

ساسة بوت الذكاء الاصطناعي فيسبوك
حوار مع ساسة بوت

طوّرت شركة مظبوت «ساسة بوت»، روبوت الدردشة الخاص بموقع ساسة بوست، وذلك ليقدّم نشرات يومية لمتابعي الموقع، ويمدهم بآخر الأخبار في مجالاتهم المفضلة، كما أنه أضاف إمكانية التعرّف على الطقس من خلال كتابة جملة «حالة الطقس في (اسم المدينة)» لتظهر لك حالة الطقس. كما يقوم ساسة بوت بالإجابة على أي سؤال قد يخطر على ذهنك كمستخدم بأسلوب يصعب تفرقته عن الردود البشرية الطبيعية لأول وهلة.

يقول مصطفى السيد حسين مؤسس شركة مظبوت المطورة لساسة بوت على صفحته:

ساسة بوت يستخدم الذكاء الاصطناعي ليفهم العربية بلهجاتها المختلفة، فهو يفهم «ازيك» ليرد عليك «الحمد لله» ، يقوم بمساعدتك لو أردت المشاركة فى الكتابة في الموقع. كما يقوم بمساعدتك بحل أي مشاكل موجودة في الموقع خطوة بخطوة. ويقوم يوميا بإرسال رسالة صباحية بملخص الأخبار والمواضيع. وهذا ليس كل شيء، يستطيع ساسة بوت التفاعل معك وقت الأحداث الكبيرة، فيلعلم محل سكنك، ودولتك، واهتماماتك السياسية، ليتواصل معك لتغطية الأحداث حال وقوعها.، كنموذج لصحافة المواطن بأسهل ما يكون. كمثال: وقت وقوع حدث هام في حلب مثلا، يستطيع ساسة بوت التواصل مع مستخدميه من سكان حلب لإمداده بتفاصيل الأحداث والصور والفيديوهات، لتذهب جميعها لغرفة الأخبار بالموقع لمعالجتها ونشرها للعالم أجمع. وبهذا يصبح ساسة بوت وسيلة جديدة لتمكين المتابع العادي ليصبح جزءا من صناعة الخبر.

وأضاف مصطفى لإضاءات:


نون بوت، الأول إخباريا

انطلق «نون بوت» كأول بوت إخباري عربي من نوعه، فقد أعلن عنه موقع نون بوست على صفحته على «فيسبوك» منتصف يناير الماضي وتم الإطلاق بعدها بأسبوع، ليصبح تداول الأخبار بين المستخدم والموقع أكثر تفاعلية، بالإضافة إلى هامش من الحوارات الجانبية بين البوت والمستخدمين تجعل من قراءة المقالات وتصفح الأخبار عملية محببة لهم. وقد لاقت فكرة البوت إعجابًا وترحيبًا من المواقع الأخرى والتي أطلق بعضها خدمات مماثلة مواكبة للحدث.

بخصوص البرمجة، فقد تم تصميم البوت بطريقة تساعده على تصنيف أسئلة المستخدمين وميولهم ومن ثم إضافتها لقاعدة بيانات ضخمة تساعد على التطوير. فما يحدث هو أن السؤال الذي يتسقبله البوت في يوم ولا يستطيع الرد عليه وقتها، سيتمكن من الرد عليه في اليوم التالي. أي أن كل كلمة جديدة يتم إرسالها للبوت تعلمه وتساهم في تطويره.


فائدة متبادلة

إذا قُمنا بدراسة الأمر سريعًا فسنجد أن له شقّين، أولهما من وجهة نظر المُتستخدم والآخر من وجهة نظر المُطوّر.

  • من وجهة نظر المُستخدم:

تُسهل الروبوتات التفاعلية من تواصل المُستخدمين مع الشركات في الأمور الروتينية البسيطة التي يكثُر السؤال عنها، كعنوان الشركة أو المُنتجات التي تُقدّمها مثلًا. فنجد مثلًا في بوت الدردشة الخاص بحجز الرحلات أو بوت أوبر الخاص بحجز سيارات الأجرة. وتُقدّم روبوتات تفاعلية أخرى إمكانية البحث كما في بوت الصور المُتحركة وغيرها عن طريق كلمات بحثية بسيطة، مما يساعد من تسهيل الوصول إلى المعلومة للمُستخدم وإتاحة الردود طوال الوقت دون التأخير انتظارا للرد البشري.

  • من وجهة نظر المطوّر:

تُمكّن هذه الروبوتات التفاعلية وسيلة رائعة وسهلة في ظل لجوء الأغلبية لاستخدام مكتبات برمجية جاهزة لبناء روبوتات تفاعلية بشكل جيد، لتستخدم في الصفحات والتطبيقات الخاصة بالتعامل مع الجمهور بشكل يومي. يساعد هذا الشركات في توفير الوقت والجهد الذي يبذله العاملون في التواصل المباشر مع كل المستخدمين هاتفيا أو عبر البريد أو حتى كمحادثة، في ظل الاعتماد المستمر على شبكات التواصل الاجتماعي الآن في شتى نواحي الحياة.


روبوتات الدردشة للجميع بأسهل الطرق

نقوم في شركتنا بتطوير روبوتات الدردشة بالعربية، وهذا ما يميزنا. ونخطط حاليا للتوسع لأن التقنية الجديدة ذات تطبيقات غير محدودة، بداية من التطبيقات الصحفية والتعليمية وبلا نهاية للاحتمالات الممكنة. البوت الخاص بنا هو بوت ذكي يستطيع تطوير نفسه بناء على محادثاته مع المستخدمين، ولأنه مبني على تقنية ذكاء اصطناعي حقيقية فهو قادر على التواصل مع باقي الخدمات كتويتر وسلاك وتليليجرام وكورتانا وغيرها من التطبيقات.

قد تظن أن تطوير روبوت دردشة هو أمر حصري للمطورين المتخصصين في برمجيات الذكاء الاصنطاعي، لكن الأمر ليس هكذا بالتأكيد، ويمكنك بخطوات بسيطة إنشاء أول بوت دردشة خاص بك. ستبدأ إنشاء أول بوت لك عبر إحدى الخدمات الشهيرة «Chatfuel» وذلك بدون الحاجة إلى أي خبرة برمجية أو معرفة بكتابة أكواد أي لغة، وهي منصة مشهور استخدمتها كُبرى الشركات في إنشاء البوت الخاص بها، دعنا نبدأ بالخطوات:

الخطوة الأولى: قبل البدء في إنشاء بوت عليك أولًا إنشاء صفحة جديدة عبر منصة فيسبوك أو استخدام أحد صفحاتك الخاصة على الموقع إن لم يكن هناك مشكلة.

الخطوة الثانية: الوصول إلى الموقع، ثم البدء في تسجيل الحساب الخاص بك عبر الخدمة، والتي ستنتهي بتحويلك تلقائيًا إلى لوحة التحكّم الخاصة بتصميم البوت.

الخطوة الثالثة: قم بتصميم وتهيئة الكلمات والصور التي ستظهر للمُستخدم في البوت بما هو مناسب لك.

فمثلًا في هذه التجربة سنبدأ بعمل بوت باسم كلمة «بحبك» ليبدأ في الرد على أي رسالة للمُستخدم بكلمة بحبك مهما كانت الرسالة، مع تعديل بعض الردود الخاصة كما سيظهر في الشرح التالي، فدعنا نبدأ في شرح لوحة التحكم التي تتكون من قائمة جانبية ونافذة على اليمين سهلة الاستخدام لعرض أي تهيئة أو تعديل.

أولًا: هذه النافذة تساعدك على تهيئة رسالتين، إحداهما رسالة البداية «Welcome message» والأخرى الرسالة التي تظهر للمُستخدم عند كتابة أي نص وإرساله للبوت وهي الرسالة الافتراضية «default answer».

ساسة بوت الذكاء الاصطناعي فيسبوك
ساسة بوت الذكاء الاصطناعي فيسبوك

ثانيًا: يُمكنك من خلال هذه النافذة وضع ردود تلقائية على بعض الكلمات التي من المتوقع أن يكتبها المستخدم في نافذة الدردشة، فمثلًا في البوت الذي قمنا بإنشائه سيقوم البوت بالرد عليك بجملة «بحبك برضو» عند وضع أي نص في نافذة الدردشة، وإن قمت بوضع كلمة «بكرهك» سيرد عليك تلقائيًا بين ثلاث جمل وهي «بس أنا بحبك» أو «والله بحبك» أو «بس انت حلو وانا بحبك» بشكل عشوائي.

ساسة بوت الذكاء الاصطناعي فيسبوك
ساسة بوت الذكاء الاصطناعي فيسبوك

ثالثًا: تُمكنك هذه النافذة من إرسال رسالة يومية مثلًا في ميعاد مُحدد لجميع المُشتركين في البوت الخاص بك.

ساسة بوت الذكاء الاصطناعي فيسبوك
ساسة بوت الذكاء الاصطناعي فيسبوك

رابعًا: يمكنك نشر هذا البوت وتفعيله من خلال التبويب «Promote» ويُمكنك تحليل المتابعة والمستخدمين من التبويب «Analyze» بكل سهولة.

هذه كانت طريقة بسيطة لعمل أي بوت تريده، إذا كنت مختصًا أو مُبرمجًا وأردت إنشاء بوت بتعليمات فيسبوك يمكنك البدء بالدليل الذي أعدّته الشركة. وفي التقرير القادم، سأتناول أهم روبوتات الدردشة الموجودة حاليا على الساحة.

هل سيأتي اليوم الذي نبدأ في التحدث إلى روبوتات الدردشة يومياً بدلاً من الحديث مع أصدقائنا الحقيقيين؟ في اعتقادي أن الأمر في طور التنفيذ الآن، فشخصياً لدي رسالة يومية من أكثر من ستة روبوتات دردشة تصل بريدي تلقائياً وبدون تدخّل مني، والتي قد لا يفعلها صديقي المقرّب.