محتوى مترجم
المصدر
INDEPENDENT
التاريخ
2017/01/06
الكاتب
باتريك كوكبيرن

يرصد الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن في ذلك المقال أسباب انهيار الحلم السعودي لتسيُّد العالمين العربي والإسلامي، وهو الحلم الذي كانت المملكة على مقربة من تحقيقه قبل عامين. ويشير كوكبيرن في مقاله بصحيفة (الإندبندنت) إلى أن سياسات التدخل في الدول الأخرى، هي السبب الرئيس لانهيار ذلك الحلم، إذ تصف إحدى الوثائق الصادرة عن جهاز الاستخبارات الألماني سياسة التدخل السعودية بـ «المتهورة».ويؤكد كوكبيرن أن الطموحات السعودية الكبيرة مُنيت بانتكاسات كبرى في كل الجبهات، مثل سوريا، مع خسارة حلفائها لمناطق شرق حلب لصالح القوات السورية.صحيح أن التدخل السعودي في سوريا لم يكن مباشرًا – بحسب كوكبيرن – على عكس نظيره في اليمن، إلا أن الشيء المشترك بينهما هو أن كليهما لم يُحقق النجاح المرجو منه، لافتًا النظر إلى أن السياسة السعودية فشلت في مجابهة تزايد النفوذ الإيراني في كلا البلدين.وينوه كوكبيرن بالموقف الأمريكي «الضامن الوحيد» لاستمرار حكم آل سعود في المملكة، حيث أبدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما تذمره من تعامل واشنطن مع السعودية كحليف أو صديق، فضلًا على تزايد العداء الداخلي تجاه السعودية، الذي تمخض عنه صدور قانون «جاستا».

اقرأ أيضًا:هل نرى آل سعود في المحاكم الأمريكية قريبًا؟ ويرى كوكبيرن أن السياسة الخارجية للمملكة باتت عسكرية وقومية بشكل أكبر بعد تولي الملك سلمان للحكم في عام 2015، وهو ما يؤكده التدخل العسكري في اليمن، وتزايد المساعدات المقدمة لجبهة فتح الشام في سوريا.ما تبع ذلك لم يكن جيدًا للسعوديين على حد وصف كوكبيرن، فلم يُهزم الحوثيون، بل إنهم لايزالون يسيطرون على صنعاء وشمال اليمن، فضلًا على الأزمة الإنسانية الكارثية التي تمخضت عن الحملة العسكرية، التي تقودها السعودية هناك. أما في سوريا، فلم تأتِ المساعدات السعودية للمعارضة المسلحة العام الماضي بالجديد، بل كانت نتائجها غير متوقعة ومدمرة، إذ إن زيادة الضغوط العسكرية على نظام الأسد زادت من سعيه لطلب العون من إيران وروسيا.يقول كوكبيرن: «إن اللوم يُلقى على عاتق ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، داخليًا وخارجيًا، حيث تسبب سوء تقديره وتسرعه في ذلك الفشل، فضلًا على أن مشروعه (رؤية السعودية 2030) الاقتصادي قوبل بشكوك ممزوجة بالسخرية».يرى كوكبيرن أيضًا أن الخطر على حكام السعودية وقطر يتمثل في طموحاتهم التي تغريهم بمحاولة القيام بأشياء تتجاوز قوتهم، كزيادة نفوذهم في العالمين العربي والإسلامي منذ هزيمة حرب 1967.ويؤكد كوكبيرن أن السعودية والدول الخليجية الأخرى أدركت أن السياسة العسكرية القومية تؤتي ثمارها في تعزيز الدعم للحكام طالما أنهم يعدون شعوبهم بالانتصار، لكنها تلغي شرعيتهم عندما يتعرضون للهزيمة.ويشير الكاتب إلى أن سياسات دول الخليج، بالتعامل من خلال حلفاء ووكلاء، آلت في النهاية إلى قيام الاحتجاجات الشعبية في 2011، واتجهت قطر والسعودية لدعم تغيير الأنظمة الحاكمة في تلك الدول.ويوضح أن الرؤى السعودية والقطرية للأوضاع الحقيقية على الأرض لتلك الاحتجاجات الشعبية اتسمت بالفوضى والجهل، ففي سوريا على سبيل المثال كان لدى البلدين اعتقاد أن سقوط الأسد سيكون سريعًا مثل سقوط معمر القذافي في ليبيا. ومع استحالة حدوث ذلك، سعى البلدان لضخ الأموال والأسلحة لسوريا على أمل إقناع الولايات المتحدة بالتدخل العسكري لإسقاط الأسد مثلما فعل الناتو في ليبيا.على الرغم من ذلك، يؤكد كوكبيرن أنه لا يوجد ما يدين الاستخبارات أو الحكومة السعودية في مسألة التمويل والدعم داخل سوريا، حيث كان التمويل يأتي بشكل فردي من أثرياء.ويؤكد كوكبيرن أن محاولة السعودية ودول الخليج لتحقيق الهيمنة في العالمين العربي والإسلامي أثبتت فشلها الذريع، فسقوط حلب والسقوط المتوقع للموصل يُعد هزيمة للعرب السنة في مساحة كبيرة من الأراضي، من إيران وحتى البحر المتوسط!