في عام 2010، وفي خضم المعارك السياسية التي كانت قائمة بين الحزب الوطني وحكومته من جهة، والمعارضة السياسية –مشتملة الإخوان المسلمين– من جهة أخرى، عُرض الجزء الأول من المسلسل التليفزيوني «الجماعة»في رمضان من ذاك العام، على قنوات تليفزيونية فضائية ومحلية، وهو المسلسل الذي أثار الجدل حتى من قبل عرضه، وبمجرد الإعلان عن فكرته، والتي قوبلت بترقب شديد من قبل (الجماعة) تخوفا من مس تراثها بالمغالطات، أو التزييف المتعمد.

وشاع القول حينذاك بأنه عمل موجه وممول من قبل (الحزب الوطني)، غرضه تشويه سمعة الجماعة والمس بتاريخها. وعلى هذا تقدم المحامي «سيف الإسلام» -نجل حسن البنا- بإنذار على يد محضر ضد مؤلف العمل -وحيد حامد- والشركة المنتجة، لتمكينه من قراءة السيناريو ومشاهدة ما تم تصويره قبل عرض المسلسل، مهددا بإقامة دعوى قضائية عبر المحكمة المختصة لوقف عرضه. في حين اكتفى المؤلف بالتأكيد على موضوعية العمل ومصداقية تناوله.

عُرض المسلسل، ولاقى استحسانا كبيرا، على عكس ما كان متوقعا له، ونشرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية خبرا مفاده أن «هذا المسلسل قدأدخل جماعة الإخوان في كل بيت، وأنه قدأتى بنتائج عكس ما أراده القائمون عليه». وقد تداول الإخوان تلك الأخبار على موقعهم الإلكتروني أيامها.

ومع نهاية عرض المسلسل، فوجئ الجميع بإعلان المؤلف عن عزمه على إعداد جزء ثانٍ منه، وذلك بعد أن فوجئ –على حد قوله- بالعديد من التفاصيل والأحداث، التي صعُب بلورتها بالكامل في 30 حلقة فقط.

استغرق الأمر 7 سنوات أخرى، جد فيها كثير من الأمور و المتغيرات، التي حولت قبلة المترقبين إلى حيث الواقع، الذي صار مثيرا ودراميا أكثر من عروض المسلسلات التليفزيونية، ومع هذا، وبمجرد الإعلان عن قُرْب عرض الجزء الثاني من المسلسل –المقرر عرضه في رمضان من هذا العام- التف جمهور المترقبين حوله من جديد، بين مشكك، ومبارك، ومهاجم.

وما إن نُشِر خبر قيام الفنان الكوميدي الشاب «محمد فهيم» بأداء دور «سيد قطب» في المسلسل، حتى ثارت ثائرة الجمهور في الأوساط الإسلامية. فقال البعض بأنهم يتعمدون بذلك النيل من شخص سيد قطبوهيبته مقدما، بأن أسندوا دور شخصيته في المسلسل إلى ممثل هزلي.

ولإزالة اللبس وتوضيح الصورة بخصوص بعض الأمور التي أثارت الجدل بخصوص المسلسل عموما، وبخصوص «محمد فهيم» وظروف اضطلاعه بدور «سيد قطب» خصوصا، أجرينا معه هذا الحوار.


الفنان «محمد فهيم» .. مرحبا، يسعدنا أن نلتقي بك، كيف الحال؟

بخير والحمد لله.

بداية ً.. هل من الممكن أن تحدِّثنا عن بداياتك الفنية؟

كانت بداياتي من خلال مسرح الجامعة، في العام 2001، وقد حصلت على جائزة أحسن ممثل على مستوى «جامعة القاهرة» في ذلك العام ممثلا عن «كلية التجارة»، وفي العامين التاليين أيضا. وخلال تلك الفترة انضممت إلى عدد من الورش الفنية والمسرحية الحرة، كما شاركت كممثل في عدد من العروض المسرحية بمسرح الدولة، وفي العام 2002 حصلت على فرصتي الأولى في عالم السينما، مع المخرج «محمد خان» في فيلمه «كليفتي»، والذي عُرِض للمرة الأولى في العام 2004.

بعدها التحقت للتدريب والدراسة بقسم التمثيل التابع لمركز الإبداع الفني بدار الأوبرا، ثم بفرقة «أيامنا الحلوة»، والتي أتاحت لي فرصة الأداء التفاعلي مع الجمهور، وهو الشيء الذي أضاف كثيرا إلى خبرتي وشخصيتي الفنية.

ولكن ما شكل أو نوعية مشاركاتك في فرقة «أيامنا الحلوة» بالضبط، وهي فرقة طربية على حد علمي؟ هل تجيد الغناء أيضا؟!

لا للأسف، أنا فقط أشارك بأداء المونولوجات الخفيفة والاستعراضية، لمنير مراد، وإسماعيل ياسين، وفؤاد المهندس، وشكوكو.

جميل، وخلال تلك الفترة، هل حاولت الالتحاق بالمسار الأكاديمي، وذلك بالدراسة في معهد السينما، أو المعهد العالي للفنون المسرحية على سبيل المثال؟

لا في الحقيقة، فأنا أميل إلى الدراسات الحرة والعملية أكثر من الدراسات النظرية التي تعتمدها مناهج تلك المعاهد.

ومتى كانت انطلاقتك الحقيقية في وجهة نظرك؟

بالنسبة لي كانت من خلال أدائي لدور هاملت في مسرحية «أنا هاملت» ضمن عروض مهرجان المسرح التجريبي في العام 2009، والذي حصلت من خلاله على جائزة أفضل ممثل من لجنة تحكيم المهرجان، وقد لاقت المسرحية نفسها نجاحا كبيرا وصل إلى حد أن خُصِصَ لها فصل كامل في كتاب للأستاذة «مارجريت ليتفن» أستاذة الأدب المقارن بجامعة بوسطن، وهو كتاب يتم تدريسه الآن في جامعة بوسطن، ومنذ العام 2011.

تلا تلك التجربة انضمامي لنقابة المهن التمثيلية، وهو ما فتح لي باب المشاركة في الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية بعد ذلك.

جيد، هل بإمكانك أن تحدثنا قليلا عن أعمالك في تلك الفترة؟

صراحة، مررت في بدايتها بحالة من الوخم والفتور، وذلك من بعد «أنا هاملت»، إلى أن عدت للمشاركة مرة أخرى من خلال حملة إعلانية شهيرة لقناة فضائية، رشحني بعدها المخرج «محمد ياسين» للقيام بدور «علاء الفوال» في الجزء الأول من مسلسل «الجماعة»، وهو دور لشاب من شباب الإخوان المعتقلين، وكانت تلك بالمناسبة بداية ارتباطي بـالجماعة.

تلا ذلك مشاركات أخرى في أعمال مسرحية منها «قهوة سادة»،و«فراجيل fragile»، ودرامية منها مسلسل «الشحرورة»، و«البلطجي»، و«مسلسليكو»، و«أفراح القبة»، و«العملية ميسي»، وأخيرا «بنات سوبر مان».

نعم، «بنات سوبر مان».لاقى دورك في هذا المسلسل نجاحا كبيرا بالفعل،حتى وسط الأطفال، و«العملية ميسي»ذاك المسلسل الذي كان بطله قرد أليس كذلك؟!

نعم، صحيح، أنا أحب الفانتازيا والتجريب عموما في الأعمال الفنية والمسرحية، وهو ما يؤثر على كثير من اختياراتي في العمل الفني.

نعود إلى مسلسل الجماعة مرة أخرى، أخبرنا كيف تم ترشيحك للقيام بدور «سيد قطب» في المسلسل؟

أُخبِرت بترشيحي من خلال محادثة هاتفية أجراها معي مخرج العمل «شريف البنداري»، من الهاتف الشخصي للكاتب «وحيد حامد»، وذلك بعد أن أعجبهما مشهد درامي لي في مسلسل «أفراح القبة»، كنت أنعي جمال عبدالناصرفيه، وذلك بأداء درامي أقنعهما بمقدرتي على أداء الأدوار الدرامية على ما يبدو، هذا إلى جانب اعتقادهما بوجود شبه في الشكل والملامح بيني وبين الشيخ، رحمه الله.

بعدها اجتمعنا في جلسة عمل مطولة، قمت خلالها ببروفة على الشخصية والماكياج للتأكد من ملاءمتي للدور، وقد كان.

ولكن ألم تقلقك فكرة القيام بدور شخصية مثيرة بهذا الحجم؟

بالتأكيد،فشخصية «سيد قطب» ثرية ومعقدة ومرهقة للغاية، كما أنه من أكثر الشخصيات التي أثارت الجدل في القرن العشرين،على مستوى العالم كله لا مصر فقط، وأعلم أن العيون كلها منصبة علينا الآن، فهو عمل تأريخي مهم وخطير، لا مجرد عمل كوميدي، وهو ما أربكني في البداية جدا.

بمناسبة الأعمال الكوميدية،هناك نقد يوجهه البعض حاليا إلى المسلسل، لإسناد دور «سيد قطب»فيه إلى ممثل مشهور بالأدوار الهزلية كـمحمد فهيم، وهو ما فوجئوا به، واعتبروه انتقاصا متعمدا من شخص سيد قطبالمعروف بالجدية والرزانة..فما قولك في هذا؟

في الحقيقة، إلى جانب الأدوار الهزلية أو الكوميدية التي قمت بها، قمت أيضا بالعديد من الأعمال الدرامية كان أهمها دور «هاملت» الذي سبق أن أشرت إليه، والذي شاركت بأدائه ضمن فعاليات مهرجان المسرح التجريبي، وفزت من خلاله بجائزة أفضل ممثل على 45 مشاركا من 45 دولة.

وعموما فأنا ألتمس العذر للناس، فجمهور المسرح قلة في العموم، وللناس كل الحق في أن يفاجئوا، فأغلبهم بالفعل لم يشاهدني إلا في أدوار كوميدية، ولكني فقط أطلب منهم الصبر وعدم الاستباق بالأحكام،والانتظار لمشاهدة العمل أولا، ثم إطلاق أحكامهم بعد ذلك، والتي سأتلقاها حينها بصدر رحب في كل الأحوال.

على ذكر جمهور المسرح، ما رأيك في وضع المسرح حاليا في مصر؟

أرى وجوب أن يكون لوزارة الثقافة دور أقوى وأكثر تأثيرا في دعم الحركة المسرحية والفنية عموما، أين جمهور المسرح في مصر؟! سؤال يطرح نفسه هنا، مكان كـساقية الصاوي – مثلا – وهو قائم على جهود ذاتية، وشراكات ممولة بعيدا عن يد وزارة الثقافة، نجد أنه قد أخرج لنا العديد من الفرق المسرحية والموسيقية،فأين وزارة الثقافة من كل هذا؟ أظن أن لها صلاحيات أكبرتمكنها من دفع عجلة الفن والمسرح في مصر إن هي أرادت، ولكن هناك تقصيرا كبيرا وواضحا في أداء دورها المفترض في الحقيقة.

وكـفنان ما الذي تقترحه، والذي قد يساعد في النهوض بالمسرح من كبوته تلك، من وجهة نظرك؟

أعتقد أنه يجب أن تكون هناك وزارة منفصلة للمسرح، سيسهم ذلك في تحسين الأوضاع كثيرا من وجهة نظري.

الحرية هي شرط الإبداع، فلأي مدي يشعر «فهيم» أن ذلك متوفر في المناخ الفني حاليا؟

بالنسبة لي أنا أقدم رؤيتي الفنية بكل حرية، ولم يسبق أن واجهت مشاكل مع الرقابة فيما قدمته من أعمال مسرحية، ولا حتى في «قهوة سادة» العمل الذي شرع في نقد الواقع الاجتماعي والسياسي في مصر قبل الثورة، أما بالنسبة للأعمال التليفزيونية فقد كان أغلبها مشاركات في أعمال كوميدية لم يسبق أن واجهت أي مشاكل رقابية لطبيعتها.

وعموما فأنا حريص على تقديم أعمال ذات قيمة فنية تضيف إلى مجالي وإلى المجتمع، وأظن أني أصبحت مصدر ثقة لمتابعي والحمد لله.

ولكن هل الرقابةوسلطتها هما فقط المحدد لمدى توفر الحرية في المناخ الفني من عدمه؟ الجمهور مثلا،هل سبق أن واجهت تعنتا من قبله في عروضك المباشرة، سواء على المسرح أو مع فرقة «أيامنا الحلوة» في عروضها؟

الجمهور ذكي جدا وهو قادر على تمييز ما يقدم إليه، وعلى التفريق بين العمل الفني المتميز والممثل الواعي، والعمل غير الجيد والممثل غير الواعي.

عودة إلى مسلسل «الجماعة» مرة أخرى، والكاتب وحيد حامد،ماذا يعني لك هذا الاسم؟

وحيد حامد مفكر كبير،لا مجرد كاتب بالنسبة لي، كتاباته مهمة ومؤثرة جدا، وأعماله السينمائية كانت إضافة للتاريخ الفني والسينمائي في مصر، وقد أسعدتني المشاركة في عمل من تأليفه أخيرا.

ولكن البعض يقول بأنه يتحامل على التيار الإسلامي في كثير من أعماله، وخصوصا جماعة الإخوان المسلمين،فما رأيك في هذا الادعاء؟

أظن أن الأستاذ وحيد حامديكتب بموضوعية، كما أنه يستعين بالعديد من المصادر والمراجع في أعماله، وهو ما ينفي فكرة التحامل تلك.

أي الفترات التاريخية سيتم التركيز عليها في المسلسل هذا العام؟

هناك نقلة ما بين الحاضر والماضي، تماما كما في الجزء الأول، وبالنسبة للماضي فستكون فترة الصراع بين جمال عبد الناصر وجماعة الإخوان المسلمين هي الفترة التي سيركز المسلسل على عرضها.

وأي الشخصيات التاريخية سيتناولها المسلسل أيضا بتركيز أكبر إلى جانب شخصية سيد قطب؟

هناك شخصية «الهضيبي» الذي سيقوم بدوره الفنان «عبدالعزيز مخيون»، وشخصية «زينب الغزالي» التي ستقوم بدورها الفنانة «صابرين»، و«جمال عبدالناصر»، الذي سيقوم بدوره الممثل الأردني «ياسر المصري».

وماذا عن تحضيراتك للقيام بشخصية سيد قطب؟ هلا حدثتنا عنها قليلا؟

بدأت تحضيراتي للشخصية بالقراءة لسيد قطب نفسه، فقرأت له أكثر مما قرأت عنه، قرأت معظم كتاباته تقريبا، أيضا قرأت للعقاد وابن تيمية بتركيز أكبر، كونهما من الشخصيات التي أثرت في التكوين الفكري لسيد قطب بشكل كبير، وذلك للتماهي مع شخصيته فكريا وروحيا، ثم اطلعت بعد ذلك على كتابات وآراء مؤيديه ومعارضيه لمحاولة تكوين صورة قريبة إلى حد ما، وحقيقية منه في داخل عقلي، ثم بدأت تدريبات على الصوت والشخصية، وقد غيّرت من ملامحي كثيرا في سعيي لأجل أن يرى الجمهور شخصية سيد قطبحية وحاضرة أمامه فعلا في النهاية، وقد ساعدني على ذلك الماكيير العالمي «محمد عبد الحميد».

بعد أن قرأت لسيد قطب وعنه، إن حدث وشعرت أن الشخصية المكتوبة أمامك على الورق، تخالف الانطباع الذي تكون لديك عنها، سواء بالسلب أو الإيجاب، هل ستشرع في تجسيد المكتوب مع ذلك، حتى وإن خالف قناعتك بحجة أنه ضرورة درامية، أم ستحاول طرح رؤيتك؟

أود أن أعود للتأكيد على أن أستاذوحيد حامد مفكر وقيمة كبيرة في مصر والعالم العربي، بكتاباته السينمائية والدرامية، وهو يلتزم دائما بالموضوعية والمرجعية في أي عمل له، وخصوصا الأعمال ذات الطابع التاريخي.

وماذا تقول لجمهور سيد قطبالقلق والمترقب أخيرا؟

أطلب منهم فقط الانتظار والحكم بعد عرض المسلسل، فقد سبق أن هاجموا الجزء الأول بدافع من نفس تلك المخاوف، ولكن في النهاية جاءت النتيجة مخالفة لكل مخاوفهم وظنونهم.

ولكن ربما هم أيضا قلقون، ولديهم شكوك حول الطريقة التي سيتم بها أداء الشخصية أو تمثيلها، قلقون مثلا من احتمال قيامك بلزمات معينة أثناء أدائك لها، نظرات غاضبة،ضحكات شريرة متقطعة،مثلا.

أظن أني كنت موضوعيا تماما في أدائي للشخصية، وعموما فأنا مقتنع بأن كل إنسان له ما له، وعليه ما عليه ببساطة، فلا يوجد إنسان في هيئة ملاك طوال الوقت،كما لا يوجد إنسان شرير وغاضب أيضا طوال الوقت.

هل بإمكاننا القول بأنك قد تعاطفت مع شخصية سيد قطب؟

لا يمكنني الإجابة عن هذا السؤال، فإجابتي ستنتقص من الحيادية والموضوعية المفترضة في أدائي، كما ستؤثر في حكم الناس أيضا.

هل تود إضافة شيء أخير بخصوص المسلسل أو بخصوص دورك فيه؟

فقط أود تكرار طلبي من الجمهوربالصبر وعدم استباق الأحكام، أيضا أود إبداء سعادتي بالمشاركة في هذا العمل مع الأستاذ وحيد حامد، والأستاذ شريف البنداري الذي يخوض معنا أولى تجاربه في الإخراج التليفزيوني بالمناسبة، وأيضا مع هذا الطاقم الفني والتمثيلي الرائع للمسلسل، كما أتمنى أن ينال المسلسل حظه من النجاح اللائق بإذن الله.

في الختام.. هل تود توجيه رسالة أو كلمة ما؟

فقط أحلم بأن تتقدم صناعة السينما والمسرح في مصر.أحلم بأن يكون الانتماء إلى بلد لا فكر، وأن يواجه الرأي بالرأي، والفكر بالفكر، والكلمة بالكلمة، كما أتمنى أن أكون شخصا ذا تأثير إيجابي في مجتمعي على المستوى الشخصي، وكذلك أود أن أعد كل من يثقون بي أني لن أخذلهم أبدا. وأخيرا أود التأكيد على أن الإخلاص والاجتهاد والإبداع هي مفتاح النجاح لأي عمل.

محمد فهيم .. بإذن الله تصل رسالتك وتتحقق أمنياتك سعدنا باللقاء معك. وتمنياتنا لك بالتوفيق

شكرا.