أحببت فتاة من أمريكا الجنوبية، وربطتنا علاقة عاطفية، وكنت أبوح لها بالكثير من الأسرار، وفي النهاية اكتشفت أنه رجل، وأحد عناصر حماس ويسكن في قطاع غزة.

أحد جنود جيش الاحتلال متحدثًا عن اختراق حماس الأخير لهواتفهم وأجهزتهم.


عشرات الاختراقات

استطاعت حركة حماس في عملية هي الأولى من نوعها، اختراق جيش الاحتلال الإسرائيلي عن طريق جنوده، حيث وصل عدد ضحايا اختراقات حماس إلى حوالي عشرات الجنود، عبر محاولة استهداف أشخاص يخدمون بالقرب من قطاع غزة، ولكن تم اختراق جنود من جميع مناطق الجيش.

وكان يوجد حوالي 3 آلاف مجموعة فيسبوك أقامها جنود وجنود سابقون للتواصل مع زملائهم بالفرق أو الوحدات، وقد تم اختراق المئات منها. وأحصى الجيش وجود حوالي 16 شخصية وهمية صممتها حماس بهدف الإيقاع بالجنود.

ووفقًا لمسئولين بجيش الاحتلال، فإن معظم الأشخاص المتأثرين بالهجوم كانوا مجندين؛ بعضهم جنود مهنيون، ومعظمهم كانوا جنودًا حربيين، بينما القليل منهم كانوا جنود طاقم غير حربي. وكانت أعلى رتبة من بين الأشخاص المُخترَقين «رتبة رائد»، ولكن المعظم كانوا جنودًا مع رتب منخفضة.

واستطاعت حركة حماس الحصول على معلومات عسكرية دقيقة عبر الحسابات المُخترقة، مثل: رؤية معدات عسكرية سرية، ومعرفة أمكان تجمع الجنود، وتواقيت التدريبات العسكرية. وأظهرت حماس تمكنًا في اللغة العبرية، إذ استطاعت التواصل مع جنود الجيش دون إثارة شكهم.

وفي أعقاب ذلك بدأ جيش الاحتلال بعمليتين إلكترونيتين بهدف وقف عمليات اختراق الأجهزة أطلق عليهما: «معركة الصيادين» و«صيادي الشبكة»، عبر قسم المعلومات بالجيش وهدفت لإحباط محاولات حماس للاختراق. وقد أعلن الجيش نجاحه في إحباط هجمات حماس، واستعداده لمواجهة أي هجمات مستقبلية.


حماس تخترق جيش الاحتلال

تمكّنت حركة حماس من تنفيذ واحدة من أكبر عمليات الاختراق الإلكتروني في تاريخ جيش الاحتلال من خلال أربعة خطوات:

1. أقام رجال حماس صفحات مزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي (معظمها على فيسبوك) مستخدمين صورًا مسروقة لشابات (جذابات) من إسرائيل وأوروبا، باستخدام أسماء إسرائيلية. وفي حالات اخرى، انتحلوا شخصيات جنود سابقين أو حاليين، وحاولوا الانضمام إلى صفحات فيسبوك التابعة لوحدات جيش مختلفة.

2. تواصل رجال حماس، باستخدام هذه الصفحات، مع جنود إسرائيليين، وبدأوا معهم محادثات بلغة عبرية متقنة، مستخدمين المصطلحات الشبابية الدارجة. مع إرسال بعص الصور المثيرة لهم من أجل تعزيز التواصل.

3. بعد ذلك، يدعي رجال حماس أنهم غير قادرين على تحميل تطبيقات التواصل المعروفة مثل WhatsApp، ويطلبون من الجنود استخدام «متجر تطبيقات» يُسمى Apkpk، لتحميل برامج تواصل أخرى، مثل: YeeCall Pro ،SR Chat ،Wowo messenger، والتي ما هي إلا فيروس «حصان طروادة»، الذي يمنح حماس السيطرة على هواتف الجنود، ليتمكنوا من تحميل الأرقام والملفات والمعلومات الهامة التي تحملها هذه الأجهزة.

4. مع السيطرة الكاملة على الهاتف، كان بإمكان حماس التقاط الصور –للمكاتب، داخل الدبابات أو لشاشات الكمبيوتر- بدون علم الجنود.


حينما تتجسس على جاسوس

لا يُقاس نجاح حملة حماس في اختراق جيش الاحتلال بكم المعلومات التي استطاعت الحركة الحصول عليها، ولكن تُعد عملية الاختراق في حد ذاتها انتصارًا معنويًا كبيرًا للمقاومة، فهي استطاعت بإمكانات متواضعة اختراق كيان متخصص في التجسس الإلكتروني بصفة أساسية.

ففي وقتٍ سابق كشفت شركة آبل، بعد اكتشاف برنامج تجسس يسمح باختراق أجهزة «آيفون» و«آيباد»، عن مدى التقدم الذي حققته الشركات الإسرائيلية المتخصصة في اعتراض الاتصالات.

حيث صممت شركة «إن إس أو غروب» ومقرها هرتسيليا المعروفة بـ «وادي السيليكون» الإسرائيلي، شمال تل أبيب برنامج تجسس يُسمى «بيغاسوس».

وشركة «إن إس أو» ليست الوحيدة في هذا المجال في إسرائيل، التي تُطلق على نفسها لقب «أمة الشركات الناشئة»، والتي تعتبر عملية جمع المعلومات ضرورة حيوية في ظل المخاطر الأمنية. وتُقدِر منظمة «برايفاسي إنترناشونال» البريطانية غير الحكومية، أن هناك 27 شركة إسرائيلية على الأقل ناشطة في هذا المجال.

ويعتبر برنامج «بيغاسوس» الهجوم الأكثر تطورًا الذي تم اكتشافه مؤخرًا؛ بسبب قدرته على التسلل خلسة في أجهزة الهاتف التي يخترقها، ثم إلى المكالمات والكاميرات والبريد الإلكتروني ونظام تحديد الموقع الجغرافي وكلمات المرور والتطبيقات.

وتدعي إسرائيل أنها تهدف من ذلك إلى جعل العالم مكانًا أكثر أمانًا، عبر تزويد الحكومات الشرعية بتكنولوجيا تساعدها على محاربة «الإرهاب والجريمة».