سؤال يتردد حولي كثيرا.. كيف يحب الأطفال شخصا بعينه؟

بدأت ألاحظ الكثير من الأشياء البسيطة المشتركة بين جميع الأطفال وأسباب حبهم لشخص بعينه دون غيره، هناك بعض الأمور ستساعدك في كسب قلوب الأطفال وتجديد علاقتك بهؤلاء الملائكة الذين ليسوا «شياطين» دائما كما يسميهم البعض، فحبهم يشعرك بدرجة من السعادة لا مثيل لها يصعب حصرها في بضع كلمات، فقط أعطِ لنفسك الفرصة الكاملة لكي تحبهم بصدق، وهذه بعض الطرق لكسب ود الأطفال من خلال تجربتي في التعامل معهم:

الابتسامة:

الابتسامة النابعة من داخلك التي ترتسم على وجهك عند استقبال الأطفال لها تأثير السحر على الأطفال، فهي تبعث على الراحة والأمان وإخبار الطفل كم هو مرغوب في وجوده.

طريقة الحديث:

عند الحديث مع الطفل انزل على ركبتيك لتصل لمستوى جسده، وعند الحوار لا تحادثه كأنه كائن فضائي، حدثه كما تحدث البالغين بلغة واضحة وضمائر صحيحة، لكن اجعل كلماتك بسيطة مباشرة تناسب عقله ومستوى تفكيره، فبنطقك الصحيح للكلمات ستساعده في تنمية مهاراته اللغوية، ومن احترامك لعقله ومناقشته فيما تطلب وبإعطائه مبررات منطقية لطلبك ومحاولة إقناعه، تكسب حبّه.

احترم عقل الطفل:

لا تعطه أوامر دون تبرير منطقي لما تطلب، ضع نفسك مكانه أولا قبل إعطائه الأوامر، ولا تقل له «لازم تسمع الكلام»، فالطفل إنسان مثلك ميزه الله بالعقل، لذا ناقشه بالعقل.. حاول إقناعه بما تريد بدلا من إجباره، يجب أن يرضى الطفل بما سيفعله، وكيف تصل لذلك؟ عن طريق بناء الثقة بينك وبينه.

نبرة الصوت:

تساعد نبرة الصوت على الحفاظ على علاقة جيدة مع الأطفال، حاول الحفاظ على نبرة صوتك هادئة في التعامل معهم، وتذكر أن الأطفال هم مرآتك، فعندما تلاحظ ارتفاع أصواتهم، راجع نفسك أولا قبل إعطائهم تعليمات بخفض أصواتهم، فكلما ارتفع صوتك أدى ذلك لارتفاع أصواتهم وضجيجهم من حولك.

احترم قواعد الطفل وحدوده الجسدية:

لا تقتحم خصوصيات الطفل بحجة أنك بالغ ومن حقك فعل أي شيء، تذكر أنه إنسان وعليك احترام خصوصياته ومبادئه وعدم الاستهزاء بها، حتى لو كانت تافهة بالنسبة لك، لو لم يردك أن تفعل شيئًا في ألعابه أو أشيائه فلا تفعلها من فضلك، كذلك إذا طلبت منه أن يقوم بحضنك أو تقبيلك ورفض، احترم رغبته ولا تؤنبه على ذلك، فباحترامك لجسده تساعده على الشعور بالأمان تجاهك.

كن صادقًا:

الصدق من أهم الأسباب التي تساعدك على اكتساب ثقة وحب الأطفال، فلا داعي للمراوغة في التعامل معهم، تذكر أنهم ليسوا مُعقدين والتعامل معهم أبسط ما يكون، فقط كن على سجيتك وانزع عنك الأقنعة الكثيرة التي تحتاج لارتدائها مع البالغين، فلا تغامر معهم بالكذب ولو لمرة واحدة، قد تفقد ثقتهم.

حافظ على وعودك والتزم أولا بما تطلب:

التزم بوعودك معهم وحافظ عليها جيدا، لأنهم يختبرون مدى مصداقيتك في تنفيذ ما تقول، الأطفال لا يحبون الذين يخلفون وعودهم، وعندما تطلب منهم أمرًا عليك الالتزام به أولا.

اعترف بخطئك واعتذر عنه:

لو أخطأت، فالاعتذار درس تُعلمه للأطفال أولا، ثانيًا اعتذارك بهجة لهم، فها هو كبير يقوم بالاعتذار، أنت صديق ومُعلم جدير باهتمامهم منذ الآن.

ثق في طبيعة الطفل، استشره، كن مرنًا معه:

لدى الطفل مُوجه داخلي يساعده على اتخاذ القرارات، دعه يختار بنفسه ما يريد ويُجربه، ثق في اختياراته وتذكر أن الأشخاص يكتشفون شغفهم في الحياة عندما يختارون ما يريدون بأنفسهم، قدم لهم الدعم دون التدخل المباشر في اختياراتهم، واستشرهم في الأمور الخاصة بهم كذلك الأمور الخاصة بالمنزل والأسرة، ونافشهم في آرائهم فذلك يزيد الثقة بينكم، وحاول تفهمهم ومراعاة ظروفهم، وفهم احتياجات ومعرفة المفتاح السري لكل طفل على حدة، وتذكر أن الطفل ليس آلة لديها كُتيب إرشادات خاص، بل هو متغير على حسب حالته النفسية والجسدية والصحية.

أطلق سراح الطفل بداخلك:

عند اللعب مع الأطفال والتعامل معهم، انسَ أنك بالغ ولا تُعقد الأمور، استرجع الطفل الذي بداخلك واجعله يقودك أثناء تمضية الوقت مع الأطفال، ستلاحظ نتيجة مبهرة من الأطفال حولك، فهم يحبون أن تشعرهم أنك تفهمهم وتتقبل عالمهم الخاص، وحاول مجاراتهم في خيالهم، وفي نفس الوقت ستقضي وقتا ممتعا معهم.

شاركهم مقتنياتك الخاصة، واهتم لما يقولون جيدًا:

الأطفال يحبون اللعب بمقتنيات الكبار، اسمح لهم بمشاركتهم مقتنياتك وأخبرهم كيف يستخدمونها، وعندما يتحدثون، لا تنشغل عنهم باللعب في هاتفك الجوال، بل انتبه لهم واصنع حوارا متبادلا عندما ينتهون من حكاياتهم، وشاركهم أنشطتهم وغنِّ وارقص معهم، فذلك يبعث على البهجة ويقوي الحب بينكما.

أشركه معك:

اجعله يعلمك شيئا لا تعرفه، فذلك ينمي ثقته بنفسه ويشجعه على البحث عن الجديد، وادعه لمشاركتك أنشطة الكبار كالطبخ مثلا، فهي من الأشياء التي يُغرم بها الصغار، فيمكنك مثلا تحضير سكينة بلاستيكية وقاطعة خاصة بالطفل، وتعرض له كيف يستخدمها، وتخصص مكانا مناسبا له يستطيع فيه تقطيع بعض الخضار والفاكهة والمشاركة في إعداد الطعام.

ثبات المبادئ:

الثبات على مبادئك من الأمور المهمة في التعامل مع الأطفال، وتساعد الطفل على فهمك، وبالتالي الشعور بالأمان معك.

عبر عن مشاعرك تجاههم:

أخبرهم بما تشعر، فذلك يساعدهم على التعبير عن مشاعرهم أيضا، ويساعدهم على فهمك وحبك أيضا، وتجنب العناد مع الطفل واجعله صديقك، فالطفل لا يحب الندّية وإذا كنت مريضا أو تعاني ألما ما وذلك سيؤثر على تعاملك معهم، فأخبرهم بألمك، واطلب منهم المساعدة.


هذه طرق بسيطة لكسب حب الطفل، وتجديد علاقتك بطفلك والأطفال من حولك، ففي سنواتهم الأولى أنت مصدر الحب أو الكراهية بالنسبة لهم، وذلك يرجع لطريقة معاملتك لهم وحبك لهم.

وتذكر أن حبك لطفلك وطريقة تعاملك معه هو ما ستجني ثماره في المستقبل عندما يستطيع الاستقلال عنك، فالحب هو ما سيعيده إليك دائما، وأن مهمتك بالنسبة لطفلك مجرد جسر تنقله لواقع الحياة، فاجعل هذا الجسر هو جسر الحب، وتذكر أن حبك لطفلك يحتاج إلى ترجمة عملية لكي ينمو حب الطفل لك، فحب الطفل لك ليس شيئا مضمونا مدى الحياة، فهو يحتاج إلى رعاية خاصة كالنبات.