محتوى مترجم
المصدر
The Washington Post
التاريخ
2017/04/03
الكاتب
جريج ميلر، كيفين سييف، كارين دي يونج، آدم إنتوس

تحت عنوان مثير للجدل، استعرضت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، في تقريرها المنشور أول أمس على موقعها، الدور الذي لعبه مؤسس شركة «بلاك ووتر» إيريك برنس في خلق تواصل بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وتوضح الصحيفة نقلًا عن مسئولين عرب وأوروبيين أن الإمارات لعبت دور الوساطة لعقد لقاء سري يناير/كانون الثاني الماضي بين برنس وأحد المقربين من بوتين لإقامة قناة اتصال بين موسكو وترامب.ويقول المسئولون إن اللقاء جرى في الحادي عشر من يناير/كانون الثاني بجزر سيشل، وعلى الرغم من أن أجندة الأعمال الكاملة لا تزال غير واضحة، فقد وافقت الإمارات على رعاية الاجتماع لاستكشاف إمكانية إقناع روسيا بالتخلي عن علاقتها مع إيران فيما يتعلق بالشأن السوري.وتشير الصحيفة إلى أنه على الرغم من عدم وجود دور رسمي لبرنس في حملة ترامب أو الفريق الانتقالي، إلا أنه قدم نفسه كمبعوث غير رسمي إلى الوفد الإماراتي، بحسب المسئولين الذين لم يحددوا هوية الممثل الروسي. وتلفت الصحيفة النظر إلى أن برنس كان أحد المؤيدين الكبار لترامب، حيث ساهم بدفع مبلغ 250 ألف دولار لحملة ترامب والحزب الجمهوري والمؤتمر الشعبي للحزب، بحسب ما كشفت السجلات.أيضًا، يحظى برنس بعلاقات في دائرة ترامب بما في ذلك ستيف بانون المساعد الإستراتيجي الأول لترامب وكبير مستشاريه، كما أن شقيقة برنس «بيتسي ديفوس» تعمل وزيرة للتعليم في إدارة ترامب.ونسبت الصحيفة لمسئولين أمريكيين أن مكتب التحقيقات الفيدرالية يبحث في اجتماع سيشل في إطار تحقيق عن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية الأخيرة والاتصالات المزعومة بين بوتين وترامب، حيث يُضاف لقاء سيشل إلى شبكة من الاتصالات بين روسيا والأمريكيين ممن لهم علاقة بترامب، وتلك الاتصالات تردد البيت الأبيض في الاعتراف بها أو توضيحها عندما كشفت عنها مؤسسات إخبارية.ونقلت الصحيفة عن البيت الأبيض ومتحدث باسم برنس تصريحات أكدا خلالها أن برنس لم يلعب دورًا في الفريق الانتقالي أو اجتماع سيشل المزعوم وأن كل ما قيل في ذلك الصدد فبركة. وترى الصحيفة أن علاقات برنس بمستشاري ترامب والقادة الملكيين في الإمارات، ترشحه ليكون وسيطًا مثاليًا.وتوضح أن لقاء سيشل جاء بعد مناقشات خاصة منفصلة في نيويورك بين ممثلين رفيعي المستوى عن ترامب مع موسكو والإماراتيين. وتستدل الصحيفة بأن البيت الأبيض قد اعترف بأن المستشار السابق لترامب مايكل فلين وصهر ترامب جاريد كوشنر قد التقيا السفير الروسي بواشنطن سيرجي كيسلياك في نيويورك.وجرى لقاء آخر منفصل شارك فيه فلين وكوشنر وبانون مع أمير أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي قام بزيارة سرية إلى أمريكا أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، بحسب مسئولين عرب وأوروبيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.ولم تُعلِم الإمارات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قبل إجراء الزيارة، على الرغم من أن المسئولين قد كشفوا أمر الزيارة بعد أن وجدوا اسم بن زايد على قائمة رحلة طيران. أيضًا؛ أوضح المسئولون أن بن زايد وشقيقه مستشار الأمن القومي في الإمارات قد نسقا سويًا لاجتماع سيشل مع مسئولين بالحكومة الروسية بهدف إقامة قناة اتصال غير رسمية بين بوتين وترامب.كما تلفت الصحيفة إلى أن بن زايد التقى بوتين مرتين خلال العام الماضي بحسب مسئولين غربيين، وطالب خلالهما بوتين بالعمل عن كثب مع الإمارات والسعودية بغية عزل إيران. وتبرز الصحيفة أنه إبان الاجتماع، كانت الاتصالات الرسمية بين أفراد إدارة ترامب والحكومة الروسية تحت نظر الصحافة ومحققين فيدراليين.وقبل أقل من أسبوع من لقاء سيشل، اتهم تقرير، صادر عن وكالات استخبارات أمريكية، روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية للمساعدة في فوز ترامب. وكانت «واشنطن بوست» قد كشفت للمرة الأولى اتصالات بين فلين وكيزلياك للمرة الأولى في 12 من يناير/كانون الثاني الماضي بالتزامن مع اجتماع سيشل.على الجانب الإماراتي، رفض يوسف العتيبة سفير الإمارات بواشنطن التعليق. ومن جانبهم، أعلن مسئولون حكوميون في سيشل عدم درايتهم بأي اجتماعات بين ترامب ومساعدي بوتين على أراضي بلادهم في التاريخ السالف ذكره.وتنتقل الصحيفة لتتحدث مجددًا عن دور برنس في الإدارة الأمريكية، حيث تنقل عن مسئولين حاليين وسابقين بالإدارة قولهم بأن اسمه قد طفا على السطح مرارًا في مناقشات داخلية عمل خلالها كمستشار في عدد من القضايا المهمة كتغيير جهاز الاستخبارات. كما أن برنس يحظى بعلاقات وثيقة بستيف بانون وظهرا سويًا عدة مرات في برامج إذاعية قبل الانضمام لحملة ترامب.أيضًا، تشير الصحيفة إلى أن برنس وعائلته كانوا المانحين الرئيسيين للحزب الجمهوري عام 2016، وقد منحوا الحزب ومرشحيه ما مجموعه 12.7 مليون دولار، يضاف إلى ذلك ارتباطه بعلاقات جيدة مع الحكومة الإماراتية.فيما يتعلق بالتركيز على إيران، تشير الصحيفة إلى أن إدارة ترامب والإمارات يبدوان وأنهما يتشاركان القلق نفسه حيال إيران، والدليل أن مستشاري ترامب ركزوا خلال الفترة الانتقالية على استكشاف سبل إفساد العلاقات بين موسكو وطهران. وبحسب مايكل ماكفول السفير السابق لأمريكا إلى موسكو، فإن روسيا ليس من مصلحتها إنهاء علاقتها مع إيران، فهما حليفتان داخل سوريا، وروسيا تبيع أسلحة لإيران، والأخيرة شريك إستراتيجي مهم لروسيا بالشرق الأوسط.