محتوى مترجم
المصدر
Wired
التاريخ
2016/11/09
الكاتب
سارة سكولز

هل داعبك حلم السفر إلى الفضاء يوما؟ وهل تساءلت يوما عن الشروط الواجب توافرها في رواد الفضاء؟ لعلك شاهدت أحد الأفلام السينمائية التي تحكي عن رحلات السفر إلى كوكب المريخ، حيث تستغرق الرحلة ذهابا وعودة ما يزيد على العامين ونصف.. كيف يستطيع أولئك الرواد البقاء على قيد الحياة والحفاظ على لياقتهم البدنية والنفسية طوال تلك المدة؟

هذا ما يتناوله مقال اليوم الذي يصحبنا في رحلة لكريستين كوربت موران، التي كانت تعمل في القارة المتجمدة القطبية عندما وصلها الخبر أن ناسا تريد إجراء مقابلة شخصية معها لإدراجها في الدفعة القادمة لرواد الفضاء.

وتعمل كريستين كمبرمجة، كما أنها متخصصة في الفيزياء الفلكية النظرية، وقد أقامت في القطب الجنوبي لمدة 10 شهور لدراسة أصداء الانفجار العظيم.

ويشير المقال إلى أنه على مدى التاريخ لم تكن كريستين – التي عملت في مجال محركات الدفع في شركة سبيس إكس SpaceX،

وساهمت في قيادة الفريق الذي أنشأ نسخة تطبيق Signal الخاصة بنظام iOS، كما درست الفلسفة كتخصص فرعي في الجامعة – تبدو كمرشحة مثالية لريادة الفضاء كما هي اليوم.

ولكن ناسا تتطور، فعندما وضعت وكالة ناسا إعلانها الأخير للترشح للعمل حددت أن المجموعة المختارة قد تطير في مركبة أوريون، وهي مركبة فضائية ستقوم برحلة إلى المريخ. وهذه المهمة الطويلة الخطيرة التي ستتمحور حول العلم تتطلب نوعا مختلفا من الخبرات مقارنة بما كانت تتطلبه ريادة الفضاء في الماضي.. على سبيل المثال المعرفة بالعلوم والبرمجيات والقدرة على الحفاظ على السلامة العقلية في القطب الجنوبي.

لذلك من السهل أن نرى كيف أن كريستين مناسبة لرؤية ناسا المستقبلية لرواد الفضاء، فهناك أشياء مشتركة بين القارة المتجمدة القطبية والرحلة الطويلة إلى المريخ، منها: الظلام الدائم، والقدرة المحدودة على الحركة، وحقيقة أنك إذا خلعت القفازات عن يديك فقد تخسرهما.

وقد أثبتت كريستين قدرتها على تجاوز الصعاب في تلك البيئة، وهي تقول إن أغلب هواياتها تقوم بها في الأماكن المغلقة، فهي تحب جلسات البرمجة التي قد تستمر لخمس ساعات، وتهوى القراءة، وتعلم العزف على الآلات الموسيقية، وتعلم اللغات، وتأليف قصص الخيال العلمي، فهي تعرف كيف تبقي عقلها مشغولا، ربما بالقدر الكافي الذي يؤهلها للذهاب إلى المريخ.


المستبعدون من الفضاء

ويستعرض المقال كيف كانت ناسا تختار رواد الفضاء على مدى تاريخها، حيث يشير المقال إلى أنه منذ الأيام الأولى لناسا وهي تهتم بقدرة رواد الفضاء بها على قيادة المركبات الطائرة كأولوية قصوى، فرواد الفضاء الأوائل المعروفون برواد ميركوري السبعة تم اختيارهم من بين طياري الاختبار العسكريين.

كما لا يوجد كثير من المرشحين الملونين للعمل كرواد فضاء على الرغم من عدم وجود مانع معلن لذلك، حيث اختارت الوكالة إد دوايت كأول رائد فضاء أسود في عام 1961، ولكنه لم يذهب إلى الفضاء.

وقد تراجعت ناسا عن اشتراطها أن يكون رواد الفضاء من العسكريين في الستينيات أثناء الاستعداد للذهاب إلى القمر، حيث أرادت الوكالة ضم علماء للقيام بعمل تحليلات لصخور القمر، وتدريب هؤلاء العلماء على الطيران، وقد كان ذلك تحولا راديكاليا حسب رأي ناسا وقتها، ومع ذلك كان رواد الفضاء الستة الذين اختيروا من بين العلماء يشبهون بشدة الطيارين الذين كان يقع عليهم الاختيار من قبل: رجال بيض.

في تلك الفترة كانت الوكالة لترفض طلب كريستين للترشح على الفور، فقد كانت المرأة محظورة بشكل معلن، ويشير المقال إلى الرسالة التي أرسلتها هيلاري كلينتون وهي صغيرة إلى وكالة ناسا تسألهم عن الشروط التي يجب أن تتوافر فيها لتكون رائدة فضاء، ولكن ناسا ردت عليها بأنها لا يمكنها أن تكون رائدة فضاء.

ولكن مع اختراع مكوك الفضاء تغير كل شيء، فقد وافقت ناسا على إدخال أول دفعة من رائدات الفضاء في عام 1978 لقيادة الرحلات المكوكية، وقد رحبت أهداف البرنامج بهؤلاء الذين لا يتمتعون بقدرات ممتازة في الطيران أو ليس لهم خلفية عسكرية، حيث سيقود البعض المركبة، بينما يقوم الآخرون بإجراء التجارب، وبتقسيم المهام حدث بعض التنوع في الأشخاص.


متطلبات جديدة غير معتادة

منذ الأيام الأولى لناسا وهي تهتم بقدرة رواد الفضاء بها على قيادة المركبات الطائرة كأولوية قصوى.

والآن تعمل ناسا على إرسال أطقم من رواد الفضاء إلى المريخ (في يوم ما)، وستصبح الدفعة التي تقدمت كريستين للانضمام إليها رواد فضاء قدامى عند القيام بتلك الرحلة إلى المريخ، مما يجعل منهم قادة أول بعثة استكشافية من البشر إلى كوكب آخر.

سيكون هناك المزيد من التركيز في عملية الاختيار على السمات النفسية والقدرة على العمل في فريق تحت ظروف ضاغطة بالإضافة إلى اللياقة البدنية.

وستتطلب تلك الرحلة أن يحافظ رواد الفضاء على حالة نفسية جيدة، بينما يسافر بيتهم المعدني خلال الفضاء المظلم القاسي إلى كوكب عبارة عن صحراء جرداء كبيرة، وعليهم أن يحافظوا على استمرار عمل سفينة الفضاء والقيام بأبحاث علمية والامتناع عن مضايقة بعضهم بعضا.

ومع ذلك فإن ناسا وحدها هي التي ستقول ما الذي تبحث عنه هذه المرة، على الرغم من أنها لم تدل بأي معلومات حول الأمر، ويرجح المقال أنه سيكون هناك المزيد من التركيز في عملية الاختيار على السمات النفسية والقدرة على العمل في فريق تحت ظروف ضاغطة بالإضافة إلى اللياقة البدنية.

ويرجح المقال أن معرفة العلوم والبرمجة، حيث تلعب البرمجيات دورا أكبر مما كان عليه الأمر في الستينيات، سيكون مطلوبا أيضا، فعلى محطة الفضاء الدولية أجرى رواد الفضاء تجارب على الجاذبية متناهية الصغر، مثل كيف تتصرف الجسيمات النانوية في السوائل، أو إذا كانت ديدان الأرض قادرة على إعادة نمو رؤوسها مرة خرى.

وعلى الكوكب الأحمر سيكون من الجيد أن توظف ناسا بعض علماء الجيولوجيا أو علماء الأحياء إذا صحت التوقعات بوجود حياة على المريخ، وعلى كل حال فإن العلماء من جميع التخصصات يتدربون على حل المشاكل مما قد يساعدهم على النجاة في الفضاء.

ولكن ناسا لا تعلن عن أسماء الأشخاص الذين يتخطون مراحل الاختبار الأولى حتى تجاوز المرحلة النهائية.

وقد فوتت كريستين المقابلة الشخصية بسبب صعوبة المواصلات من القطب الجنوبي، وقد تم تجاوز ذلك باستخدام برنامج Skype، ولكن مازال على كريستين وبقية المتقدمين الانتظار لموعد الإعلان في 2017 لمعرفة إذا ما تم اختيارهم أم لا، وإذا وقع عليها الاختيار، فإن كريستين ستمر بمجموعة أخرى من المقابلات والاختبارات، وستعلم في يونيو إذا كان سيتم قبولها أخيرا لتكون رائدة فضاء.

ولكن بغض النظر عمن ستختارهم ناسا وعن أي المؤهلات التي ستعتبرها ذات ثقل أكبر بالنسبة لها، فإن التحول نحو اختبار مجموعة أكثر تنوعا من الأشخاص التي تتمتع بمجموعات متنوعة من الخبرات يعكس الحقيقة التي كانت تعرفها الجامعات والشركات بالفعل، وهي أن المجموعات التي تتمتع بالتنوع تحقق نتائج أفضل.

ويختتم المقال بأنه إذا كان في مقدور جماعة من الرجال البيض من طياري الاختبار الوصول إلى القمر، فلنتخيل ما يمكن أن يصل إليه فريق أكثر تكاملا.