محتوى مترجم
المصدر
live Science
التاريخ
2016/09/02
الكاتب
جريج يوينو
يجب علينا أن نسأل أنفسنا: هل لدينا القدرة على تعلم لغة الفضائيين؟ وهل لديهم هم القدرة على تعلم لغتنا؟ سيعطيك العديد من الناس إجابات متباينة على هذا السؤال.

هكذا كان تعليق جيسي سنيدكر، عالمة النفس في جامعة هارفارد، في تقرير أعدته مجلة «Scientific American» عن أحد الأسئلة المنتشرة في أعمال الخيال العلمي، والذي يجد له جذورًا في أوساط علماء اللسانيات.

جاء هذا التقرير في سياق التعليق على فيلم بعنوان «الوصول – Arrival»، والذي تدور أحداثه حول هبوط مجموعة من الفضائيين على كوكب الأرض، ويعرض في سياق درامي لكيفية تعامل البشر مع هؤلاء الفضائيين وكيفية التواصل معهم.

arrival
arrival

الفيلم مستوحى من قصة قصيرة للكاتب تيد شيانج بعنوان «قصة حياتك – Story of Your Life».ويلعب علماء اللسانيات في كل من الفيلم والقصة دورًا محوريًا في تجسير العلاقة بين البشر والفضائيين. ويقول التقرير إن الأمر ليس خيالًا بالكلية، فعلى حد قول دانييل إيفريت، عالم اللسانيات في جامعة بينتلي، إنه «يمكن لعلماء اللسانيات الذين قاموا بدراسات ميدانية مكثفة القيام بهذا الأمر فعلًا».


دراسة اللغة

تحت هذا العنوان يعرض التقرير لعمل علماء اللسانيات على اللغات المنعزلة والمهددة بالانقراض، من خلال حوار مع البروفيسور إيفريت، الذي قضى أكثر من ثلاثين عامًا يدرس ويتعلم لغة البيراها، وهي قبائل برازيلية معزولة حول نهر الأمازون.

تتميز لغة البيراها بأنها تفتقد العديد من الخصائص الموجودة في أي لغة كأرقام العد واتجاهات اليمين واليسار وغيرها. كان البيراها منعزلين تمامًا ويتعاملون بلغة واحدة فقط، هي لغتهم. وكانت دراسة إيفريت على هذا المجتمع من نوع «عمل ميداني أحادي اللغة».

يتم هذا النوع من الدراسات دون استخدام وسيط لغوي. حيث يقوم الدارس بالإشارة إلى أحد الأشياء ويسأل (بأي لغة) عن اسمه. يفهم المتلقي بسهولة أنه مطلوب منه النطق باسم الشيء المشار إليه. ومن خلال أسماء الأشياء، يمكن للدارس أن يفهم الأفعال، وكيف يتم التعبير عن العلاقات بين الأشياء، تمهيدًا لتكوين نظرية متكاملة عن اللغة. كان هذا النوع من الدراسات شائعًا في الماضي، ويعد الآن فخرًا لمن يقوم به لصعوبته.


مخاطبة الفضائيين

يستكمل التقرير عرضه عن الصعوبات التي تواجه فكرة التواصل مع الفضائيين. حيث يقول إيفريت إنه «بجانب فهم اللغة وتعبيراتها، يجب أن يكون هناك معرفة بثقافة الشخص المُخاطَب». فهناك العديد من التأويلات المتنوعة لأبسط الكلمات في الثقافات المختلفة. حيث إنه من الممكن أن تنشأ حرب بين دول بسبب سوء تفاهم ناتج عن اختلاف ثقافي.

وتتحدث جيسي سنيدكر عن أن هناك هياكل لغوية أو إداركية معينة مشتركة بين كل البشر. «فنحن نعلم أن الطفل يمكنه تعلم أي لغة إنسانية ممكنة»، وهي مَلَكة كامنة بداخله.

وبناءً على هذا تتساءل سنيدكر عن مدى إمكانية تعلم البشر للغة الفضائيين، وتؤكد وجود جدل واسع حول هذا الموضوع في أوساط علماء اللسانيات. فيؤكد تيد شيانج أنه على الأرجح لن يستطيع البشر التواصل مع الفضائيين، حيث إنهم لم يستطيعوا التواصل بعد مع أي من الكائنات الموجودة على الأرض. ومع ذلك فإنه من الممكن القول إن أي نوع من الكائنات يصل إلى مستوى تكنولوجي عال، من الضروري أنه يفهم أفكارًا معينة من الممكن أن تشكل أساسًا للتواصل.

يؤيد كيرين رايث، اللساني في جامعة تورونتو بكندا، هذا الرأي الأخير القائل إنه من الممكن أن يقوم تواصل بين البشر والفضائيين، ويقول إن «الحالة الوحيدة التي تستحيل فيها إمكانية التواصل مع الفضائيين هي أن تكون الخصائص الشائعة للغات – كاستخدام الزمان والمكان والفاعلين وغيرها من الخصائص – مختلفة بشكل جذري في لغات الفضائيين».


طرق مختلفة للتواصل

تتحدث سنيدكر عن أن هناك طريقة واحدة تعمل من خلالها اللغات، على اختلافها. وبذلك يمكن التصور أن الفضائيين قد قاموا بحل مشكلة التواصل بنفس الطريقة التي فعل بها البشر ذلك، مما يجعل إمكانية التواصل فيما بينهم قائمة.

ومع ذلك، هناك تحدٍ آخر يواجه التواصل بين البشر والفضائيين. فإذا استطاع البشر فهم أنماط اللغة، قد تكون الوسيلة التي يتم نقل الرسالة من خلالها عائقًا. فالبشر يتواصلون بالأساس من خلال البصر والسمع واللمس، لكن ليس من الضروري أن يتواصل الفضائيون بنفس الطريقة. ويمكن التغلب على هذا العائق بفضل التطور التكنولوجي. فإذا كان الفضائيون، على سبيل المثال، يتحدثون بترددات لا يسمعها البشر، يمكنهم أن يحوّلوا التسجيلات الرقمية إلى موجات مرئية.

ويختم التقرير بالإشارة إلى عدم وجود رأي نهائي في هذا الموضوع بين علماء اللسانيات من خلال موقف لسنيدكر مع طلابها سألتهم فيه عن الشخص الذي يمكن أن ينجح في التعامل مع نوع جديد من المخلوقات المريخية التي تمتلك نظامًا رمزيًا معقدًا بشكل كبير. كانت إجابة سنيدكر عن السؤال أنه «لا توجد إجابة صحيحة على هذا السؤال».