محتوى مترجم
المصدر
The Conversation
التاريخ
2016/07/26
الكاتب
ريبيكا إنجلش

يتحدث سياسيونا كثيرًا عن «العائلات»، لكن ماذا يقصدون حقًا عندما يستخدمون هذا المصطلح؟ كيف تبدو العائلة الحديثة وكيف تشبه مثيلاتها منذ 10 أعوام، 20 عامًا، أو حتى 30 عامًا؟ما هي أفضل طريقة لتربية طفلك؟ إنه سؤالٌ استدعى نشر عددٍ هائلٍ من الكتب، وشهد تسابق الكتَّاب لصوغ الاسم التالي الغريب لأسلوبٍ جديدٍ للتربية. وتبين أن هناك بالفعل أساليب عديدة. وحتى تاريخه، تشمل بعض الأساليب الأشهر الآتي:

من بين أنواع الآباء المختلفة هناك النمور؛ وهم يعتبرون ضاغطين على أطفالهم طوال الوقت لينجحوا في حياتهم وفقا لمعايير والديهم

(1) الآباء النمور: هم الذين يُعتبرون ضاغطين على أطفالهم لينجحوا وفق معايير والديهم.(2) الآباء المدللون (آباء الهليكوبتر): هم الذين يستولون على جميع جوانب حياة طفلهم.(3) آباء كاسحة الثلج: هم الذين يزيلون العقبات لجعل الحياة أسهل على طفلهم.(4) آباء المسافة المفتوحة: هم الذين يسمحون لأطفالهم بمساحة كبيرة من الحرية.(5) آباء اللطافة أو التعلق: هم المسترخون مع وضعهم لحدودٍ بما يتماشى مع احتياجات وشخصية الطفل.يتحدث علماء النفس بشكل عام عن تربية الأطفال بوصفها اختيارٍ للتصنيف المناسب، بناء على أعمال ديانا باومريند، وهي متخصصة بعلم النفس السريري والتطويري، والمعروفة بأبحاثها بشأن أساليب التربية.(1) الآباء السلطويين: هم السلطة في حياة طفلهم. هم يضعون القواعد ويقولون اقفز، ويجيب طفلهم كم الارتفاع؟. (يشبهون كثيرًا الآباء النمور).(2) الآباء المتساهلين: هم متساهلون بشأن توقعاتهم، لا يضعون معايير ولا يطلبون الكثير من أطفالهم.(3) الآباء المهملين: هم غير المبالين بأطفالهم وغير المستعدين لأن يكونوا طرفًا نشطًا في حياة طفلهم.(4) الآباء المتسلطين: هم كثيرو المطالب مع كونهم سريعي الاستجابة.تتمثل إحدى الانتقادات الرئيسية الموجهة لهذه التصنيفات في مدى كونها معتمدة على الحتمي ة الثقافية.إذن فماذا تقول الأبحاث عن مميزات وعيوب كلٍ من هذه الأساليب؟


(1) الآباء النمور

نوع الوالد: يتوقع الطاعة من أول مرة، والامتياز في جميع المحاولات، وألا يرد الطفل بقلة احترامٍ أبدًا.من صاغ المفهوم؟ عممت إيمي تشوا هذا المصطلح في كتابها لعام 2011، «ترنيمة المعركة للأم النمرة» (Battle Hymn of the Tiger Mother). تصف تشوا الآباء النمور، الذين يُرون كثيرًا في العائلات الصينية، بأنهم متفوقون على الآباء الغربيين. حيث يتبنى الآباء الصينيون القوة ولا يخجلون من إهانة أطفالهم لفظيًا. كما يفترضون أن أطفالهم مدينون لهم ويتوقعون منهم رد ذلك عبر إطاعتهم وجعلهم فخورين.لماذا يختار الآباء هذا الأسلوب؟ الأمهات النمرات، حسبما تؤكد تشوا، نشأن اجتماعيًا ليكن بهذه الطريقة بفعل خلفياتهم الثقافية. وبالتالي، عندما يطالبن بنجاحٍ بساعةٍ من ممارسة البيانو، فإن الأمر يشكل جزءً من خلفياتهن الثقافية أن يذعَن الطفل. سيواجه الآباء الغربيون صعوبة في محاكاة سنوات التثاقف التي تؤدي إلى هذه اللحظة.الآباء الذين يتبعون تشوا قد يفعلون ذلك لأنهم يريدون لأطفالهم أن يكونوا ناجحين. ربما يكون الأمر أن هؤلاء الآباء يشعرون بعدم الأمان بشكل عميق بشأن مستقبلهم. ويكون هؤلاء الآباء على الأرجح سلطويين.المميزات: تربية طفل بهذا الأسلوب يمكن أن يؤدي به إلى أن يصبح أكثر انتاجية، تحفزًا ومسؤولية.العيوب: يمكن للأطفال أن يعانوا في الحياة اليومية أو عند مواجهة بدايات جديدة، ما قد يؤدي إلى الاكتئاب، القلق، وضعف المهارات الاجتماعية. لكن مجددًا، الأمر معتمد على الثقافة.


(2) الآباء المدللون

نوع الوالد: يتدخل لحل جميع صراعات طفله؛ يكون مشاركًا بشكل مفرط في تعليم طفله ويتصل بمعلمه بشكل متكرر؛ ولا يستطيع التوقف عن مراقبته في مرحلة المراهقة.

وصف علماء التربية الآباء المدللين بأنهم مرتبكون بشأن الفارق بين الحب وإنقاذ الأطفال من أنفسهم، فهم خائفون على مستقبل أطفالهم ولا يثقون في قدراتهم

من صاغ المفهوم؟ صاغ المتخصص بعلم النفس فوستر كلاين ومستشار التعليم جيم فاي هذا التعبير عام 1990 في كتابهما: «التربية بالحب والمنطق». لقد وصفا الآباء المدللين بأنهم مرتبكون بشأن الفارق بين الحب وإنقاذ الأطفال من أنفسهم. ويطلق على هذا الأسلوب أيضًا «التربية المفرطة».لماذا يختار الآباء هذا الأسلوب؟ يرجح أن يكون هؤلاء الآباء خائفون على مستقبل طفلهم، ربما مثل الآباء النمور. قد لا يثقون في قدرة طفلهم على التنقل حول العالم. وقد يظنون أن الأطفال سيكونون محصنين ضد الفشل عبر الحوم قربهم.يمثل هؤلاء الآباء على الأرجح خليطًا من تصنيفي الآباء السلطويين والمتساهلين، لكن جرى القليل من البحث بشأن هذا الأسلوب.المميزات: يمكن أن يكون الآباء مفرطي الحماية، ما قد ينقذ طفلهم، أو مراهقهم، من مشكلات قد لا يتوقعها.العيوب: يمكن أن يفتقد الأطفال المرونة العاطفيةوالاستقلال، ما قد يؤثر عليهم في مرحلة البلوغ. كونك طفل لأبوين مدللين قد يؤدي إلى عدم القدرة على السيطرة على السلوك.هناك منشور بموقع «ريدت» مكرس لأسوأ جوانب النشأة مع أبوين مدللين. تضمن المنشور قصة لأحد المساهمين، كان عمره 21 عامًا آنذاك، والذي تبعه والده عند تأديته واجب هيئة المحلفين، لأنه لم يثق بأنه يستطيع تأدية المهمة بشكل مناسب. ويُزعم أن الوالد قد أصيب بنوبة غضب عندما طُرد خارجًا بواسطة حراس الأمن.


(3) آباء كاسحة الثلج

نوع الوالد: يزيح جميع العقبات من طريق طفله. ربما قد أزعج ناظر المدرسة لتغيير مدرس طفله أو رشى المدرب ليحظى طفله بمكانٍ في الفريق.

ربما تظن أن طفلك استثنائي، أو أنه أعظم من أن يفشل، لذلك شعرت بالربط تجاه هذا الأسلوب للتربية المتمثل في إزاحة العقبات عن أطفالك

من صاغ المفهوم؟ يبدو أن المصطلح قد صيغ من قبل المدرس بالمرحلة الثانوية، ديفيد ماكولو. في عام 2015، نشر كتابًا بعنوان، «لست مميزًا»، والذي ناشد فيه الآباء التراجع وترك أطفالهم يفشلون. وكان مبنيًا على خطاب البدء لعام 2012 الذي ألقاه على طلاب المدرسة الثانوية.لماذا يختار الآباء هذا الأسلوب؟ ربما تظن أن طفلك استثنائي، أو أنه أعظم من أن يفشل، لذلك شعرت بالربط تجاه هذا الأسلوب للتربية. ومن ناحية التصنيف، هناك بعض الجوانب من السلطوية في الخليط، مع مطالبة الآباء لأطفالهم بالنجاح (ففي النهاية، لقد كسحوا جميع العوائق من مسار أطفالهم). ومع ذلك، يكونون متساهلين للغاية.ماذا يقول بشأنه الباحثون؟ ليس هناك دليل تجريبي بشأن نهج كاسحة الثلج. ومع ذلك، هناك الكثير من منشورات المدونات والمقالات الصحفية المكرسة لهذا الموضوع.وفي ضوء ما قيل، تعد المميزات والعيوب على الأرجح مشابهة للآباء المدللين. يمكن لهؤلاء الآباء مساعدة أطفالهم على الشعور بالأمن والأمان. لكن الأمر قد يعزز أيضًا شعورًا بالاستحقاق أو النرجسية لدى طفلك.


(4) آباء المسافة المفتوحة

نوع الوالد: يعتقد أن دوره هو الثقة بطفله. وتجهيزه بالمهارات اللازمة ليظل آمنًا، ثم يتراجع.من صاغ المفهوم؟ أصبح المصطلح شهيرًا على يد حالة إهمال ضد لينور سكينازي، وهي كاتبة عمود سابقة كتبت بشأن ترك طفلها ذي التسعة أعوام يركب مترو نيويورك وحده. أدت تلك التجربة إلى وصفها ب«أسوأ أم في أمريكا» ودفعتها إلى كتابة كتاب. كان الكتاب متعلقًا بمحاربة التصور القائل بأن العالم يصبح أكثر خطورة.تحاول مدونة سكينازي أن توصل الآباء بالآخرين مشابهي التفكير الذين يتفقون على أن الأطفال يحتاجون إلى سترات الأمان والخوذات من أجل أن يعيشوا استقلالهم بأمان. يتعلق هذا النهج بإعطاء الأطفال نوع الطفولة الذي عاشه آبائهم في السبعينيات والثمانينيات.لماذا يختار الآباء هذا الأسلوب: يقترح علماء النفس والخبراء أن هذا الأسلوب يمثل ردة فعل ضد تربية الأطفال التي يحركها القلقوتتجنب المخاطر. ربما تكون سكينازي محقة، نحن نقلق بشكل مفرط بشأن كل شيء ابتداء بالجراثيم وحتى الأشخاص الآخرين. بينما تستشهد سكينازي بردودٍ من آباء (ومشرِّعين) يعتقدون أن هذا النهج متسم بالإهمال، يعد هذا الأسلوب على الأرجح أكثر تماشيًا مع التصنيف المتسلط، حيث يؤمن الآباء بتعليم الأطفال أن يعتنوا بأنفسهم.المميزات: يتعلم الأطفال استخدام حرياتهم، أن يكونوا مستقلين وأن يديروا شؤونهم بأنفسهم. قد يكونوا أيضًا أفضل قدرةً على معالجة أخطائهم، أكثر مرونة ومتحملين لمسؤولية أفعالهم. يقال أيضًا إن هذا الأسلوب يؤدي إلى كونهم بالغين أسعد.العيوب: تتمركز مشكلات هذا الأسلوب في الجوانب القانونية لهذا النهج. ففي كوينزلاند، من غير القانوني أن تترك طفلك وحيدًا لوقت غير معقول بينما، في ولايات أخرى، ينبغي على الآباء أن يضمنوا بشكل معقول أن طفلهم يتم الاعتناء به حسبما يليق. ولا يعرِّف قانون كوينزلاند الوقت «غير المعقول»، لكن الوالدين سوف يحصلون على جنحة (قد تؤدي بهم إلى السجن لثلاثة أعوام) إن خرقوا هذا القانون.


(5) آباء اللطافة

تحاول مدونة سكينازي أن توصل الآباء بالآخرين الذين يتفقون على: أن الأطفال يحتاجون إلى سترات الأمان والخوذات من أجل أن يعيشوا استقلالهم بأمان

نوع الوالد: يعتقد أن التعلق المبكر لطفل بمقدمي الرعاية له يغذي جميع التعلقات اللاحقة التي يختبرها الشخص. تشير هذه الحجة إلى أن التعلق الجسدي الآمن والمعنوي القوي بواحدٍ على الأقل من مقدمي الرعاية الرئيسيين يعد أساسيًا للتطور الشخصي للطفل.

تقترح نظرية التعلق أن الأطفال الذين يطورون روابط قوية مع الآباء/مقدمي الرعاية في سنواتهم الأولى سوف يتمتعون بعلاقات أكثر صحة وسعادة مع تقدمهم في السن

من صاغ المفهوم؟ تقوم فلسفته على عمل عالمي النفس، جون بولبي وماري إينسورث، على نظرية التعلق. بدأ ذلك مع بولبي في الخمسينيات. كما عمل بولبي مع إينسورث، والتي أجرت بعض التجارب الشهيرة بمشاركة أطفالٍ صغار.تقترح نظرية التعلق أن الأطفال الذين يطورون روابط قوية مع الآباء/مقدمي الرعاية في سنواتهم الأولى سوف يتمتعون بعلاقات أكثر صحة وسعادة مع تقدمهم في السن. عُمِّم المصطلح آنذاك بواسطة كتاب أطلق عليه «الكتاب المقدس للطفل »، والذي كتبته عائلة سيرز عام 1993.لماذا يختار الآباء هذا الأسلوب؟ قد يختار الآباء هذا الأسلوب لأنهم يريدون لأطفالهم أن يكونوا إيجابيين بشأن أنفسهم وعلاقاتهم بالآخرين مع نضجهم. وترتبط تربية التعلق بتصنيف التسلط. حيث يحاول هؤلاء الآباء تحقيق التوازن بين التوقعات العالية والتعاطف ويرتبط ذلك بأفضل النتائج.المميزات: يوفر هذا الأسلوب ملاذًا آمنا من الحب والاحترام يبني فيه الطفل علاقاته، والذي يمكن منه أن يختبر الطفل العالم بأمان.العيوب: يمكن أن يقترن بالتربية المتساهلة. كما أنه مرتبط، إلى حد ما بالعكس، بالتربية المفرطة، حيث يشير البعض إلى أنه يمثل اسمًا للأمهات اللاتي لا يستطعن ترك أطفالهن ينطلقون. اتهم البعض هذا الأسلوب بكونه معاديًا للمرأة أو للنسوية. يقول هؤلاء الكتاب إن الأسلوب يخلط بين دور المرأة والأمومة، ما يتسبب في تراجع عمل النسوية. ومع ذلك، يختلف معهم آخرون.