محتوى مترجم
المصدر
Psychology Today
التاريخ
2016/12/31
الكاتب
بيج ستريب

هل تتشاجر مع زوجك/ زوجتك؟ هل هناك أسلوب محدد للشجار بحيث يبدو وكأن الشجار يتكرر مرة أخرى بنفس التفاصيل؟ هل تبدأ الزوجة دائمًا بالصراخ أو البكاء مطالبة الزوج بشيء ما، بينما يسكت الزوج وهو مغمض العينين أو وهو يطوي ذراعيه ولا يبدي أي ردة فعل، أو ينسحب مبتعدًا؟

لست وحدك في هذا الأمر، فإن هذا النمط المعروف في علم النفس باسم المطالبة/الانسحاب يتكرر كثيرًا في الشجارات بين الأزواج، ويعرف في ثقافتنا العربية باسم التذمر أو «الزن»، وهو مرتبط ثقافيًا بالنساء أكثر من الرجال، وتكرار هذا النمط من الشجارات في الحياة الزوجية يعد نذير خطر قد يتطلب المزيد من الجهد من الزوجين لتجنبه.وفي هذا الصدد، تقول بيج ستريب، المعالجة النفسية، في مقال لها على موقع سيكولوجي توداي، إن تكرار هذا النمط من الشجارات قد يكون مؤشرًا على عدم رضا الزوجين عن الحياة الزوجية، وقد يؤدي بعد ذلك إلى الاكتئاب أو الإيذاء الجسدي أو حتى حدوث اضطرابات عصبية أو نفسية لدى الأبناء، مما يجعل من هذا النمط أمرًا خطيرًا على الحياة الزوجية.وتشير الكاتبة إلى أن هذا النمط قد يحدث في أي نوع من الزيجات حتى تلك المبنية على قصة حب، وتظهر بكل ملحوظ في العلاقات التي تعاني من الكثير من الضغوط، خاصة تلك التي يعاني أحد طرفيها من الاكتئاب.وعلى الرغم من ارتباط ظاهرة المطالبة/ الانسحاب ثقافيًا بالنوع، بحيث تكون الزوجة دائمًا هي التي تطالب والرجل دائمًا هو الذي ينسحب، فإن الدراسات العلمية بينت أن هذا الأمر غير صحيح دائمًا، ولكن الأمر يرتبط بوجود طرف يعتمد على الآخر بنسبة أكبر سواء على المستوى المادي أو العاطفي، بينما يتمتع الطرف الآخر بنصيب الأسد من عملية صنع القرار في المنزل، وفي هذه الحالة يكون الطرف الأضعف هو المطالب بينما ينسحب الطرف الأقوى من الصراع حيث إنه سيكون راضيًا عن الوضع القائم.كما تشير الكاتبة إلى أن الاختلاف في طبيعة كل شخص، والاختلاف في الاحتياجات والأهداف الفردية لكل من الزوجين يلعب دورًا كبيرًا في ظهور هذا النمط، فالشخصيات المطمئنة في العلاقات العاطفية، والتي تتميز بالثقة في نفسها وفي الطرف الآخر وتعرف كيف تعبر عن نفسها وعن عواطفها نادرًا ما تعاني من هذا النمط في علاقاتها، بينما يظهر هذا النمط من الشجارات كثيرًا مع الشخصيات المتجنبة للعلاقات العاطفية التي تعاني من عدم الراحة في وجودها داخل علاقة عاطفية خاصة لو كانوا رجالاً.كما توضح الكاتبة أن الأسباب الأكثر إثارة لنمط المطالبة/ الانسحاب تتمحور حول العلاقة الزوجية نفسها، مثل الحميمية والتواصل بين الزوجين، والالتزام والعادات والطباع الشخصية، بينما نادرًا ما يظهر هذا النمط حول موضوعات مثل العمل والأطفال والعلاقات مع الآخرين، وعلى النقيض، فإن هذا النمط يظهر كثيرًا عند مطالبة الزوجات للمال من أزواجهن.على الرغم من وجود الخلافات في كل الزيجات، فإن تكرار هذا النمط من الخلافات أهم من الأسباب التي يندلع الخلاف بشأنها، حيث يعد هذا النمط مدمرًا للحياة الزوجية لأنه يمنع وجود أسلوب بنّاء لحل المشاكل الزوجية، لذلك ننصح الأزواج الذين يلاحظون وجود نمط المطالبة/ الانسحاب في الشجار مع شريك الحياة بأن يحاولوا تغيير أسلوب النقاش، وأن يستعينوا بأحد خبراء العلاقات الزوجية للتخلص منه، حيث إنه من الصعوبة بمكان تغيير هذا النمط بعد اعتياد الزوجين عليه في خلافاتهم، مما يؤدي حتمًا إلى تدمير العلاقة الزوجية.