سيميوني رسخ العقدة لكارلو أنشيلوتي وهزمه مرة أخرى.

البداية ذكرها أنشيلوتي نفسه عندما سمى كتابه الذي يصف مسيرته التدريبية «شجرة الكريسماس»، حيث يمثل طريقة اللعب التي يفضلها كارلو «4-3-2-1» والتي ترسم شكل شجرة أعياد الميلاد، كارلو متمسك بذلك التكوين كثيرًا، سينفذه أيًا كان الخصم وأيًا كانت ظروف المباراة، هو تقليدي وكلاسيكي أكثر من الكلاسيكية نفسها.


داخل الملعب «سيناريو تخيلي»

دخل سيميوني الكالديرون قبل بدء المباراة بساعات، تأمل كل شيء حتى وقعت عيناه على مقعد المدير الفني للفريق الضيف، هنا وقف يفكر في الخصم وكيف سيلعب، لحظة!، دخل جيرمان بورخوس مساعده الأول وضرب على كتفه وقال له: «فيم تفكر يا دييجو؟، إنه هو لن يتغير من الأمر شيء، لا تقلق يا صديقي»، استدار سيميوني وردّ: «لا تأمن مكره، ألا تعلم أنه إيطالي؟».

غادرا الملعب وذهبا للاجتماع باللاعبين، بدأ سيميوني بالتحية ثم ذكّرهم بأهمية الفوز لاعتلاء قمة المجموعة لتجنب الاصطدام بكبار القارة، ثم قال التشكيل المكون من «أوبلاك حارسًا أمامه من اليمين لليسار خوانفران سافيتش جودين فيليبي لويس، رباعي وسط ميدان من اليمين، ساؤول جابي كوكي وكارسكو ومهاجمين توريس وجريزمان».

بدأ بورخوس بشرح أسلوب اللعب قائلاً: «العمق هو الخطر، سيعتمدون على الاختراق من العمق لذلك كوكي وجابي سيُحكمان السيطرة على الدائرة، كل مهمتكما فصل ألكانترا وفيدال عن هجوم البايرن».

مناطق تحرك جابي وكوكي في الملعب. (المصدر whoscored.com)
مناطق تحرك جابي وكوكي في الملعب. (المصدر whoscored.com)

يشير اللاعبان بالموافقة ثم يتدخل سيميوني موجهًا كلامه لساؤول: «أنت!، ستكون ثالثهما في حال تكثيف الضغط»، ثم أكمل «كاراسكو!، ستكون جاهزًا لاستقبال التمريرات البينية السريعة في المساحة بين لام وبواتينج فور استرجاع الكرة سواء من كوكي أو من جريزمان الذي سيباغت أحيانًا في مركز المهاجم الثاني».

2s
صورة توضح هدف كاراسكو حيث أفضل تطبيق لخطة سيميوني، قطع الكرة في المنتصف ثم التحول السريع بين الظهير وقلب الدفاع. (المصدر squwaka.com)

«أنشيلوتي يحب اللعب بشكل عمودي أكثر من جوارديولا»، سيميوني قبل المباراة موضحًا نهج أنشيلوتي الهجومي، لذلك كانت كل محاولات سيميوني لعزل ليفاندوفيسكي وموللر عن البقية.

انتهت المحاضرة الفنية ودخل اللاعبون الملعب للإحماء قبل البدء، ثم همس سيميوني في أذن بورخوس قائلا: «ماذا لو لعب روبن أساسيا؟»، بدا بورخوس متعجبًا بعض الشيء ليستكمل سيميوني حديثه: «خطتنا في الأساس تعتمد على الضغط في العمق وإجبار الخصم للتحرك ناحية الطرف وهنا إما التوغل للعمق وانتهاء الهجمة أو إرسال عرضية وجودين سيتكفل بالباقي». بدأت علامات القلق تظهر على وجه بورخوس وقال له: «أتقصد برشلونة؟»، رد سيميوني «نعم، هم أكثر خصم يرهقنا لأنهم يمتلكون ميسي ونيمار على الطرفين، يحلون اللغز عند إغلاق العمق لذلك يجب علينا القلق حيال إشراك روبين أو حتى كومان من البداية، حينها سيضطر كاراسكو للتراجع أكثر وسنستقبل ضغطًا أعلى».

اقترب موعد بدء المباراة وظهرت تشكيلة بايرن ميونخ، قرأها سيميوني ثم أعطاها لبورخوس وهو يبتسم ويشير على مركز الجناح الأيمن لبايرن ميونخ «مولر»، هنا اطمأن دييجو لأن مولر ليس جناحًا يفتح الملعب كما يفعل روبين وهو بالتأكيد ليس بمهارته بل هو أقرب لمهاجم ثانٍ.


مسدس سميوني

بدأ اللقاء بنظام «الطلقات » من سيميوني، لا هجوم متواصل ولا دفاع متواصل، تارة ضغط عالٍ وتارة دفاع من منتصف الملعب، الأمر أشبه بمسدس يمسكه سيميوني ومن حين لآخر يطلق منه طلقة.

اللعب بهذه الطريقة له فائدتان؛ الأولى هي تشتيت تركيز الخصم ومنعه من توقع أسلوب لعبك في الدقيقة القادمة، والثانية هي حفظ المجهود عند خفض الإيقاع حتى لا تنفد الطلقات كلها في وقت مبكر!.

وبالفعل وكما هو مخطط له، شجرة كريسماس من أنشيلوتي وركض وضغط من لاعبي الأتليتي لتنتهي المباراة بفوز أتليتكو مدريد على بايرن ميونخ بهدف نظيف.


أنشيلوتي الخصم الأمثل لسيميوني

أرقام سيميوني مع أتليتكو في أرضه.

سيميوني مدرب منظم للغاية، يهتم بكل تفصيلة حتى الصغير منها؛ لذلك وضع اسمه سريعًا بين عمالقة التدريب في القارة وصنع المجد مع أتليتكو مدريد، هذا النوع من المدربين لكي تهزمه يجب عليك أن تبتكر شيئًا يفاجئه ولم يكن ليحسب حسابه، فإرباكه ولو لدقائق بالتفكير في التعديل لمواجهة مفاجأتك سيكون ربما كافيًا للفوز عليه.

أنشيلوتي تقليدي جدًا، يعتمد على إخراج أفضل ما لدى لاعبيه ولكن في وجود الشجرة، مستعد لتغيير مراكز اللاعبين ولكن بما لا يخالف الـ 4-3-2-1 المقدسة؛ لذلك هو المدرب المناسب عندما يريد سيميوني أن يتوقع كيف سيلعب الخصم وبناءً عليه كيف سيلعب سيميوني.


على ظلال المباراة

سيميوني - أتليتكو
سيميوني – أتليتكو

«فيليبي لويس» في كل مرة يثبت أنه أفضل ظهير أيسر بالعالم، الوحيد تقريبًا الذي يقوم بمهام الظهير كما يجب أن تكون دون أن تستطيع تصنيفه أنه دفاعي أو هجومي.

أكثر خمسة لاعبين قطعًا للكيلوميترات في المباراة، أربعة من أتليتكو مدريد «طبيعي» وواحد من بايرن ميونخ «ألونسو» وهو أكبر لاعب في تشكيلة بارين ميونخ التي بدأت المباراة بعمر 35 عامًا!.

بايرن - أتليتكو
دييجو سيميوني في 18 مباراة على أرضه في دوري أبطال أوروبا مع أتليتكو مدريد؛ هُزم في مرة واحدة واستقبل 4 أهداف فقط!.