محتوى مترجم
المصدر
سيكولوجي توداي
التاريخ
2016/10/16
الكاتب
رايتشيل كاسادا لومان

في وقت ما يتخذ الشباب سواء فتيان أو فتيات قرارًا بتعاطي المخدرات، لكن في كثير من الأحيان يتم الاستخفاف بتأثير مثل ذلك القرار. يكون بعض المراهقين قادرين الرفض والبعض الآخر لا يمكنه مقاومة الرغبة في تناول المخدرات ويستسلم للإغراءات. لكن السؤال هنا: ما الذي يجعل شابًا أكثر صمودًا عن شاب آخر؟، ما الذي يجعل شابًا يرفض تناول المخدرات ويجعل آخر يقبل على تناولها؟، هل المراهقون الواثقون يكونون أفضل استعدادًا للوقوف في مواجهة المصاعب؟ربما يكون لدى المراهقين مهارات تأقلم صحية مثل ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي أو الحصول على قسط كبير من النوم، ..إلخ؛ وذلك من أجل التعامل مع مشكلات الحياة، لكن ماذا عن المراهقين الذين يصارعون ويستسلمون لضغوط أقرانهم؟، ما الذي يجعلهم يختارون تعاطي المخدرات؟فيما يلي 6 أسباب شائعة يذكرها المراهقون عن أسباب اختيارهم لتعاطي الكحوليات والمخدرات.


1. الإغراءات

يمكن أن يتأثر الشباب بقوة التسويق المقنعة، فصناعة المخدرات والكحوليات تقوم بعمل مذهل من أجل جعل منتجاتها مغرية أمام المستخدمين المحتملين. لسوء الحظ، فإنها تجتذب أعين وعقول الشباب من خلال منتجاتها. على سبيل المثال، أظهرت دراسات أجريت على استهلاك الشباب للكحوليات أن تسويق الكحوليات يؤثر على سلوكيات تعاطيها لديهم.هناك القليل من الشك في أن إعلانات الكحول وصور وسائل الإعلام والإعلانات التي يروج لها المشاهير عن الكحول تلعب دورًا في سلوكيات تناول الشباب للكحوليات. وبالمثل، فإن استخدام المخدرات في وسائل الإعلام يمكن أن تغير بقوة مفاهيم ومواقف المراهقين.لقد كشفت دراسات عن أن العديد من الشباب الذين يتعاطون المخدرات، التي تستخدم في وسائل الإعلام، لا يرون أن تعاطيهم لها بالأمر الكبير. ولا يزال استخدام المخدرات يُعرض بشكل كبير على وسائل الإعلام وتراقبه عيون المراهقين.ووفقًا لأبحاث أجريت على الأفلام التي يشاهدها المراهقون، فإن 93% منها يظهر خلالها مشاهد تناول كحوليات و 22% منها يظهر خلالها تناول المخدرات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكحول هو المخدر رقم واحد في الظهور على شاشات التلفاز، حيث يظهر في 77% من المسلسلات التليفزيونية، ويظهر أيضًا كل 14 دقيقة في أشرطة الفيديو والموسيقى.لذا، فإن التغطية الإعلامية والتسويق لديهم آثار سلبية على اختيار المراهقين اللجوء إلى تعاطي المخدرات.


2. المخدرات فرصة للهروب قصير الأمد

إن سنوات المراهقة هي فترة اكتشاف الذات؛ لذا تكون تلك الأوقات معقدة ومربكة في حياة المراهق.ينبغي على الكثير من الشباب التصدي للمشاكل الأسرية وصراعات الصداقة ومشكلات المدرسة والقائمة تطول وتطول.وغالبًا ما يفتقر هؤلاء المراهقون لإستراتيجيات المواجهة الصحية من أجل تجاوز الأوقات العصيبة في الحياة.وبينما يظهر تناول المخدرات كحل قصير الأمد، قد يكون مشكلة طويلة الأجل.


3. الارتياح ومداواة الذات

الكثير من الشباب في أيامنا تلك يواجهون مشكلات عاطفية، فنسبة 10 إلى 15% من الشباب لديهم أعراض اكتئاب المراهقة. وهناك نسبة 8% من الشباب تتراوح أعمارهم بين 13 و 18 عامًا لديهم اضطرابات القلق.وهناك قرابة 6.4 ملايين شاب (11%) تتراوح أعمارهم بين 4 و 17 عامًا تبين إصابتهم باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط خلال عام 2011.الشباب الذين يواجهون مشكلات عقلية وعاطفية يكونون معرضين بشكل خاص لأن يصبحوا سريعي التأثر بالتأثير القوي للكحول والمخدرات. المحزن أيضًا أن هؤلاء الشباب سيضطرهم ذلك لفعل أي شيء للشعور بالارتياح.


4. مشكلة القبول

يكون لدينا جميعًا كبشر الرغبة في أن نحظى بالقبول في الحياة وهو الأمر الذي لا يختلف كثيرًا لدى الشباب. في حقيقة الأمر، الحاجة للقبول ربما تكون أكثر المناطق المرغوبة في سن المراهقة. تُعد سنوات المراهقة محورية حيث يحاول الشباب خلالها لاستكشاف شخصياتهم وكيف سينسجمون مع الحياة.الكثير من الشباب يرغبون في أن يحظوا بالكثير من الأصدقاء والشعبية؛ لذا فإن هذه الرغبة القوية في القبول يمكن أن تدفع الشباب لرفض تناول المخدرات بقوة. الشباب الذين يفتقدون للثقة ربما يشعرون أن الكحول والمخدرات ستساعدهم على الخروج من قوقعتهم. يقوم المراهقون بتشكيل هويتهم على حسب شخصياتهم تحت تأثير الكحول أو المخدرات بدلًا من شخصياتهم الحقيقية. الشيء المحزن هو أن هؤلاء الشباب في كثير من الأحيان يقنعون أنفسهم أن الناس يحبونهم عندما يكونون في حالة سُكر وليس وهم في حالتهم الطبيعية.


5. التمرد

عندما يشعر المراهقون أنهم محاصرون بالضغوط الأبوية، فمن المألوف أنهم سيتمردون، وذلك التمرد قد يكون ثمنه باهظًا. فعندما يتمرد المراهق، فإنه يغذي غضبه الداخلي اللاواعي. ذلك الغضب يحفزهم على المضي قدمًا وعمل ما يرغبونه وعدم التفكير في العواقب.المحزن هو أن المراهقين المتمردين قد ينجذبون نحو المخدرات التي بدورها ستغذي ذلك الغضب الكامن لديهم.ومن السعي للاستقلال إلى إيجاد طريقة لتهدئة عواطفهم الجياشة، فإن المراهقين المتمردين لا يكون أمامهم شيء ليخسرونه.


6. الفضول

في بعض الأوقات تكون الرغبة في تجربة المخدرات موجودة لإرضاء الفضول. يُخيّل للمراهقين أن أفضل وقت لتجربة المخدرات يكون حال وجودهم وحيدين بالمنزل والخمور متاحة أمامهم، أو أثناء وجودهم مع أصدقائهم في جلسة جماعية.يقنع هؤلاء الشباب أنفسهم غالبًا أن مرة واحدة من تناول المخدرات أو الكحول لن تضير، أو يخبرون أنفسهم أن الجميع يفعلون الشيء نفسه، فلا مانع من قيامهم به. في الواقع يقوم هؤلاء الشباب بالكذب على أنفسهم لتبرير سلوكياتهم غير الصحية.


سنوات المراهقة ليست سهلة، في واقع الأمر هي سنوات العمر الأكثر اضطرابًا ويمكن أن تكون تعقيدات فترة المراهقة غامرة. في خلال مرحلة المراهقة، يكون المراهقون في حاجة إلى معلمين لمساعدتهم على التنقل والتعامل مع التوتر الناجم عن تلك الفترة.قد تكون سنوات المراهقة طويلة ومتعرجة؛ لذا فمن المهم أن تُقدم للمراهقين المساعدة لجعلهم يسيرون في الاتجاه الصحيح، فإذا تطور الموقف وأقدم المراهقون على اللجوء إلى المخدرات، فإنهم سيفعلون الشيء الصحيح ويرفضونها.