محتوى مترجم
المصدر
scientific american
التاريخ
2016/08/22
الكاتب

هل للبشرية مستقبلٌ خارج الأرض؟

أعتقد أنه وهمٌ خطيرٌ أن نتصور حدوث هجرة جماعية من الأرض. ليس هناك مكانٌ آخر في المجموعة الشمسية مريحٌ بقدر حتى قمة إيفرست أو القطب الجنوبي. يجب أن نعالج مشكلات العالم هنا. ومع ذلك، يمكنني افتراض أنه بحلول القرن المقبل، سوف يكون هناك مجموعات من المغامرين الممولين بشكل خاص يعيشون على المريخ، وبعد ذلك ربما في أماكن أخرى بالمجموعة الشمسية. بالتأكيد نتمنى لهؤلاء المستوطنين الرائدين حظًا طيبًا في استخدام جميع تقنيات الإنسان المسير آليًا والتكنولوجيا الحيوية للتكيّف مع البيئات الفضائية. خلال بضعة قرون، سوف يصبحون نوعًا جديدًا: سوف تكون حقبة ما بعد البشر قد بدأت. يمثل السفر خارج النظام الشمسي مغامرةً لبشر هذه الحقبة – بشكلٍ عضوي أو غير عضوي.

مارتين رييس، عالم كونيات وفيزياء فلكية بريطاني.


متى وأين حسبما تعتقد سوف نكتشف حياةً خارج كوكب الأرض؟

إن كان هناك حياة ميكروبية وفيرة على المريخ، أظن أننا سوف نكتشفها خلال 20 عامًا – إن كانت مشابهةً كفاية لشكل حياتنا. إن كان شكل الحياة الفضائية يختلف كثيرًا عمّا لدينا هنا على الأرض، سوف يكون الأمر صعب الاكتشاف. يُحتمل أيضًا أن تكون أي ميكروبات مريخية باقية على قيد الحياة نادرة وموجدة في أماكن يصعب على المسبار الآلي الوصول إليها. يبدو قمر المشترى، «أوروبا»، وقمر زحل، «تيتان»، مقنعين أكثر. فأوروبا يمثل عالمًا مائيًا حيث ربما تطورت صورٌ أكثر تعقيدًا من الحياة. وتيتان هو على الأرجح المكان الأكثر إثارة للاهتمام في المجموعة الشمسية للبحث فيه. كما أنه يعتبر غنيًا بالجزيئات العضوية لكنه بارد جدًا وليس به أي ماءٍ سائل؛ إن كان هناك حياة على تيتان، فسوف تكون مختلفة جدًا عن الحياة على الأرض.

كارول إي كليلاند، أستاذة الفلسفة والمحققة المشاركة في مركز البيولوجيا الفلكية بجامعة كولورادو بولدر.


هل سنفهم أبدًا طبيعة الوعي؟

يعظ بعض الفلاسفة، المتصوفين والمتسامرين ليلًا عن استحالة فهم الطبيعة الحقيقية للوعي أو الذاتية أبدًا. لكن الأساس المنطقي لا يدعم تصديق مثل هذه الأحاديث الانهزامية، بل تتوفر جميع أسباب التطلع إلى اليوم، غير البعيد، حين يتوصل العلماء إلى فهمٍ تنبؤي، كمي ومُتبنَّى للوعي وموقعه في الكون.

كريستوف كوخ، الرئيس ومسؤول الأمن الرئيسي بمعهد آلين لعلوم المخ؛ وعضو المجلس الأمريكي العلمي للمستشارين.


هل سيحظى العالم بالكامل في يومٍ ما بالرعاية الصحية الكافية؟

أحرز المجتمع العالمي تقدمًا هائلًا نحو تحقيق الإنصاف في المجال الصحي خلال ربع القرن الماضي، لكن هذه التقدمات لم تصل إلى مجتمعات العالم الأكثر بعدًا. في عمق الغابات المطيرة، حيث ينقطع السكان عن شبكات الهواتف الخلوية والنقل، يكون معدل الوفيات هو الأعلى، والحصول على الرعاية الصحية هو الأكثر محدودية وجودة الرعاية هي الأسوأ. تقدر منظمة الصحة العالمية أن مليون شخص يعيشون كامل حياتهم دون العرض على عاملٍ بمجال الصحة بسبب بعد المسافة. يمكن لتوظيف العاملين بالصحة بشكل مباشر من المجتمعات التي يخدمونها أن يقلص الفجوة. بل يمكنهم حتى محاربة الأوبئة مثل الإيبولا والحفاظ على إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الأولية عندما تقفل المنشآت الصحية أبوابها. تنشر منظمتي، «لاست مايل هيلث»، الآن أكثر من 300 عامل بمجال الصحة في 300 مجتمع في أنحاء تسع مناطق بالشراكة مع حكومة ليبيريا. لكننا لا نستطيع القيام بهذا العمل وحدنا. إن كان المجتمع العالمي جادًا بشأن ضمان حصول الجميع على الرعاية الصحية، فعليه أن يستثمر في العاملين بمجال الصحة الذين يمكنهم الوصول إلى المجتمعات الأبعد.

راج بانجابي، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي بمنظمة «لاست مايل هيلث» والمدرس بكلية طب هارفارد.


هل سيغير علم الدماغ القانون الجنائي؟

في جميع الاحتمالات، يعد المخ آلة سببية، بمعنى أنه ينتقل من حالة إلى حالة بشروطٍ مسبقة. وآثار ذلك على القانون الجنائي هي لا شيء مطلقًا. أحد أسباب ذلك أن جميع الثدييات والطيور لديها دوائر لضبط النفس، والتي تُعدل بواسطة تعلم الإحصان (المكافئة عند اتخاذ خياراتٍ جيدة)، خصوصًا في السياق الاجتماعي. كذلك يتعلق القانون الجنائي بصالح وسلامة العامّة. حتى وإن تمكنا من تحديد الدوائر الدماغية الفريدة الخاصة بمغتصبي الأطفال، على سبيل المثال، فلا يمكن السماح بإطلاق سراحهم ببساطة لأنهم سيكونون عرضة لتكرار أفعالهم. إن كنا سنخلص إلى أنه بالنسبة لقس بوسطن، جون جيوهان، على سبيل المثال، الذي تحرش بحوالي 130 طفلًا، «ليس ذنبه أنه حصل على هذا الدماغ، فأطلقوا سراحه»، سوف تكون النتيجة بلا شك اللجوء إلى العدالة الأهلية. وعندما تحل العدالة العنيفة محل نظام العدالة الجنائي الراسخ عبر سنواتٍ من سن القوانين المنصفة، تصبح الأمور قبيحة جدًا بسرعة شديدة.

باتريسيا تشيرجلاند، أستاذة الفلسفة وعلم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، سان دييجو.


ما هي فرص بقاء «الإنسان العاقل» خلال نصف القرن المقبل؟

يمكنني القول إن احتمالات بقائنا جيدة. فحتى التهديدات الكبيرة – كحربٍ نووية أو كارثةٍ بيئية، ربما نتيجةً للتغير المناخي – ليست وجودية بمعنى أنها سوف تبيدنا بالكامل. والبعبع الحالي، الذي ينطوي على تجاوز نسلنا الإلكتروني لنا وتقريرهم أنهم يستطيعون العيش بدوننا، يمكن تجنبه عبر فصل مصادر طاقتهم.

كارلتون كافيس، أستاذ الفيزياء والفلك المميز بجامعة نيو مكسيكو.


هل نحن قريبون بأي شكلٍ من منع «الهولوكوست النووي»؟

منذ أحداث 11 سبتمبر كان لدى الولايات المتحدة تركيزٌ كبيرٌ في السياسات على خفض خطر الإرهاب النووي عبر زيادة تأمين اليورانيوم والبلوتونيوم عاليا التخصيب وإزالتهما من أكبر عددٍ ممكن من المواقع. يمكن لحدثٍ إرهابي نووي أن يقتل 100,000 شخص. ولكن بعد ثلاثة عقود من نهاية الحرب الباردة، يظل الخطر الأكبر، المنطوي على «هولوكوست نووي» متضمنًا آلاف الانفجارات النووية والعشرات إلى المئات من حالات القتل الفوري، قائمًا في المواجهة النووية الأمريكية الروسية.

مع تذكر «بيرل هاربور»، جهزت الولايات المتحدة قواها النووية لاحتمالية التعرض لضربة أولى غير متوقعة، والتي سوف يحاول الاتحاد السوفيتي خلالها تدمير القوات الأمريكية التي تم استهدفتها. لا نتوقع مثل هذا الهجوم اليوم، لكن الطرفين لا يزالان يبقيان على صواريخ باليستية تُطلق من الغواصات وعابرة للقارات تحمل حوالي 1,000 رأس حربي في وضع الإطلاق عند التحذير. لأن رحلة الصاروخ الباليستي تستغرق ما بين 15 إلى 30 دقيقة فقط، سيتعين اتخاذ القرارات التي يمكن أن تسفر عن مئات ملايين القتلى خلال دقائق. يخلق ذلك احتمالية كبيرة لقيام حربٍ نووية عرضية أو حتى تسبب قراصنةٍ في إطلاق صواريخ.

لا تحتاج الولايات المتحدة إلى هذا التمركز للحفاظ على قوة الردع، لأن لديها حوالي 800 رأس حربي في غواصات غير قابلة للاستهداف في البحر بأي وقت. ولكن إن كان هناك حرب نووية، تريد القيادة الاستراتيجية الأمريكية وقوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية أن تكونا قادرتين على استخدام صواريخهما البرية غير الحصينة قبل أن تتعرض للتدمير. لذلك ربما انتهت الحرب الباردة، لكن «آلة يوم القيامة» التي خرجت من المواجهة مع السوفييت لا تزال معنا – والتي تنتظر فقط ضغطة على زر –

فرانك فون هيبل، أستاذ فخري بكلية وودرو ويلسون للشؤون الدولية والعامة بجامعة برينستون والمؤسس المشارك ببرنامج العلوم والأمن العالمي التابع لجامعة برينستون.


هل سيصبح الجنس آيلًا إلى الزوال؟

لا، لكن ممارسة الجنس للحمل بالأطفال يرجح أن تصبح أقل انتشارًا بكثير على الأقل. ففي خلال 20 إلى 40 عامًا سنكون قادرين على الحصول على البويضات والحيوان المنوي من الخلايا الجذعية، على الأرجح من خلال الجلد الوالدين. سيسمح هذا بالتشخيص الوراثي قبل الغرس بسهولة على عدد كبير من الأجنة – أو التعديل الجينومي السهل لهؤلاء الذين يريدون أجنة معدلة بدلًا من الأجنة المختارة فقط.

هنري جريلي، مدير مركز القانون والعلوم البيولوجية بجامعة ستانفورد.


هل سنتمكن في يومٍ من استبدال جميع الأنسجة في جسم الإنسان بواسطة الهندسة؟

في عام 1995، كتبت مع جوزيف فاكانتي لهذه المجلة بشأن التقدمات في تكنولوجيا البنكرياس الاصطناعي، الأنسجة المصنوعة من البلاستك مثل الجلد الصناعي والإلكترونيات التي قد تسمح للمكفوفين بالرؤية (اطلع على مقال «الأعضاء الاصطناعية»، بقلم روبرت لانجر وجوزيف فاكاني؛ ساينتفك أمريكان، سبتمبر 1995). كل ذلك سوف يتحقق، سواء كمنتجات حقيقية أو في تجارب سريرية. خلال القرون القليلة المقبلة من المحتمل جدًا أن تكون جميع أنسجة الجسم تقريبًا قابلة للاستبدال بمثل هذه النهج. سوف يحتاج خلق أو إعادة توليد أنسجة مثل تلك الموجودة في المخ، والتي تعد معقدة للغاية وبالكاد مفهومة، إلى قدرٍ هائلٍ من الأبحاث. لكن الأمل يتمثل في أن الأبحاث بهذا المجال سوف تجري بسرعة كافية للمساعدة في مواجهة أمراض الدماغ مثل الشلل الرعاش أو ألزهايمر.

روبرت لانجر، أستاذ معهد ديفيد إتش كوخ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.


هل يمكننا تجنب «انقراضٍ سادس»؟

يمكن إبطائه، ثم وقفه، إن اتخذنا إجراءات سريعة. أكبر سبب لانقراض الأنواع هو فقدان النوع لبيئته. لذلك أكدت على أهمية وجود احتياطي عالمي مجمّع يشغل نصف الأرض ونصف البحر، حسب الضرورة، وفي كتابي (Half-Earth)، أوضح كيف يمكن فعل ذلك. بوجود هذه المبادرة (وتطوير علم للنظم البيئية على مستوى الأنواع أفضل كثيرًا من الذي لدينا حاليًا)، سيكون ضروريًا أيضًا أن نكتشف ونصف الأنواع الموجودة التي يقدر عددها بحوالي 10 ملايين نوع؛ لقد اكتشفنا وحددنا مليونين حتى الآن. بشكل عام، يجب أن يمثل توسيعٌ لعلوم البيئة لتشمل العالم الحي، مبادرةً علمية رائدة خلال ما تبقى من هذا القرن، وأعتقد أن ذلك سوف يحدث.

إدوارد أو ويلسون، أستاذ أبحاث فخري بجامعة هارفارد.


هل يمكننا إطعام كوكب الأرض دون تدميره؟

نعم. وهذا ما نحن بحاجة إلى فعله: تقليل نفايات المحاصيل، النفايات الاستهلاكية، واستهلاك اللحوم؛ دمج تكنولوجيات الزراعة والممارسات الإدارية المناسبة؛ إشراك المستهلكين حول التحديات التي يواجهها المزارعون في العالمين النامي والمتقدم؛ زيادة التمويل العام لتطوير وأبحاث الزراعة؛ والتركيز على تقدم الجوانب البيئية والاقتصادية والبيئية للزراعة التي تميّز الزراعة المستدامة.

باميلا رونالد، أستاذة بمركز الجينوم وقسم أمراض النباتات بجامعة كاليفورنيا، ديفيس.


هل سنستعمر الفضاء الخارجي أبدًا؟

يتوقف ذلك على تعريف «نستعمر». إن كانت تعني هبوط روبوتات، فإننا قد استعمرناه بالفعل. إن كانت تعني إرسال ميكروبات من الأرض وجعلها تصمد وربما تنمو، فإنه، مع الأسف، من المرجح أننا قد فعلنا ذلك أيضًا – ربما على المريخ بمركبة «فونيكس» الفضائية، وبشكل شبه مؤكد داخل طوافة «كيريوستي»، التي تحمل مصدر حرارة ولم تحمصها الحرارة كطوافة «فايكينج».

إن كانت تعني عيش بشر في أماكن أخرى لفترة زمنية أطول، لكن مع عدم تكتاثرهم، فإن هذا شيء ربما يحدث خلال السنوات الخمسين المقبلة أو نحو ذلك. (حتى أن درجة محدودة من التكاثر قد تكون ممكنة، مع إدراك أن الرئيسيات ستكون رئيسيات). لكن إن كانت الفكرة هي بناء بيئة مكتفية ذاتيًا حيث يمكن للبشر الاستمرار إلى أجل غير مسمى بمساعدةٍ متواضعة فقط من الأرض – وهو التعريف العملي للـ«مستعمرة»، وفقًا للمستعمرات الأوروبية العديدة خارج أوروبا – فيمكنني أن أقول إن هذا في المستقبل البعيد جدًا، إن حدث من الأساس. لدينا حاليًا فهمٌ غير كافي إلى حد كبير لكيفية بناء نظم بيئية مغلقة تكون عصية على الاضطراب بفعل الكائنات الحية المدخلة عليها أو الأحداث غير البيولوجية (مثل، منشأة «بيوسفير 2»)، وأظن أنه سوف يتبين أن مشكلة النظام البيئي المحتوى أنها أكثر صعوبة من مما تدركه الأغلبية العظمى من مناصري استعمار الفضاء. هناك مجموعة واسعة من المشكلات الفنية ينبغي حلها، وأخرى متعلقة بتدبير الحصول على الهواء. لم نكلف أنفسنا عناء استعمار مناطقٍ تحت الماء على كوكب الأرض بعد. الأمر أصعب كثيرًا أن نستعمر مكانًا بالكاد به أي غلاف جوي من الأساس.

كاثرين إيه كونلي، مسؤولة الحماية الكوكبية في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).


هل سنكتشف كوكبًا توأمًا للأرض؟

أراهن على نعم. لقد اكتشفنا أن كواكب حول نجومٍ أخرى تعد أكثر تنوعًا ووفرةً عمّا تصوره العلماء قبل عقدين فقط. كما وجدنا أن العنصر الحاسم لوجود الحياة على هذا الكوكب – الماء – منتشر في الفضاء. يمكنني القول إنه يبدو أن الطبيعة قد تحيزت لصالح مجموعة واسعة من الكواكب، بما فيها الكواكب المشابهة بالأرض. علينا فقط البحث عنها.

آكي روبيرج، باحثة متخصصة بالفيزياء الفلكية تركز على الكواكب خارج المجموعة الشمسية بمركز جودارد لرحلات الفضاء.


هل سنتوصّل أبدًا إلى علاجٍ للزهايمر؟

لست متأكدةً حيال ما إن كنا سنتوصل إلى علاج للزهايمر، في حد ذاته، أم لا لكنني آمل جدًا أنه سيكون هناك علاجٌ مثبّط للمرض لعلاج الزهايمر خلال العقد القادم. لقد بدأنا الآن تجارب وقائية تختبر التدخلات البيولوجية قبل حتى أن يظهر الأشخاص أعراضًا سريرية للمرض. وليس علينا علاج ألزهايمر – علينا فقط تأخير الإصابة بالخرف لمدة خمسة إلى عشرة أعوام. تظهر التقديرات أن تأخيرًا مدته خمسة أعوام في مرحلة الخرف المكلفة والرهيبة من المرض سوف يخفض تكلفة الرعاية الطبية للمصابين به إلى ما يقارب النصف. والأهم، سوف يعني ذلك أن الكثير من كبار السن يمكنهم الموت أثناء الرقص وليس في دور الرعاية.

ريسا سبيرلينج، أستاذة علم الأعصاب بكلية طب جامعة هارفارد ومدير مركز علاج وأبحاث ألزهايمر.


هل سنستخدم تكنولوجيات قابلة للارتداء لكشف عواطفنا؟

تتضمن العواطف إشارات كهربائية وبيوكيميائية تصل إلى جميع الأعضاء في جسدنا – لتسمح، على سبيل المثال، للتوتر بالتأثير على صحتنا العقلية والجسدية. تسمح لنا التكنولوجيات القابلة للارتداء بتحديد كميات الأنماط في تلك الإشارات على مدار فترات طويلة من الزمن. في العقد القادم سوف تمنحنا الأجهزة القابلة للارتداء المعادِل لتوقعات الطقس بشكل شخصي لصحتنا: 80 بالمئة زيادة محتملة في الصحة والسعادة لأسبوعك المقبل، بناءً على أنشطة التوتر/النوم/الأنشطة الاجتماعية العاطفية الخاصة بك مؤخرًا. ولكن على خلاف توقعات الطقس، يمكن للأجهزة الذكية القابلة للارتداء أن تحدد أيضًا أنماط قد نختارها للتغيير لتقليل الأحداث «العاصفة» غير المرغوب فيها: كزيادة ساعات النوم إلى تسع ساعات في الليلة أو أكثر من ذلك والحفاظ على مستويات الإجهاد المنخفضة والمتوسطة، إلى احتمالية منخفضة بنسبة 60 بالمئة للتعرض لنوبة مرضية في الأيام الأربعة الماضية. خلال السنوات العشرين التالية، يمكن للأجهزة القابلة للارتداء، والتحليلات المستمدة منها، أن تقلل بشكل كبير الأمراض العصبية والنفسية.

روزالند بيكارد، مؤسسة ومديرة مجموعة أبحاث «الحوسبة المؤثرة» في مختبر الإعلام بمعهد ماساستشوستس للتكنولوجيا.


هل سنتوصل أبدًا إلى ماهية المادة المظلمة؟

يعتمد ما إذا كنا نستطيع تحديد ماهية المادة المظلمة أم لا على ما يتضح أنها هي. فبعض صور المادة المظلمة تسمح بالكشف عنها من خلال تفاعلات صغيرة مع المادة العادية التي تفادت اكتشافها حتى الآن. قد تُكشف الصور الأخرى عبر تأثيرها على هياكل مثل المجرات. آمل أننا سوف نعرف أكثر من خلال التجارب أو الملاحظات. لكن الأمر ليس مضمونًا.

ليزا راندال، فرانك بي بيرد جونيور، أستاذ العلوم في الفيزياء النظرية وعلم الكونيات بجامعة هارفارد.


هل سنتمكن من السيطرة على أمراض الدماغ المستعصية مثل الفصام والتوحد؟

تظل الأمراض مثل التوحد والفصام مراوغةً لأن علم الأعصاب لم يتوصل إلى مشكلة هيكلية ليصلحها. يفسر البعض هذا على أن الإجابات المستقبلية تكمن ببساطة في الكيمياء الحيوية، وليس في الدوائر العصبية. يجادل آخرون بأن المفتاح بالنسبة لعلماء الأعصاب هو أن يبدأوا بالتفكير بالنسبة للبناء الكلي للمخ – وليس لإخفاقاتٍ عصبية محددة. ومع ذلك، عند التفكير بشأن المستقبل، يذكرني هذا بتعليق تشارلز تاونز، الحاصل على جائزة نوبل، بأن الأمر الرائع بالنسبة لفكرةٍ جديدة هو أنك لا تعرف بشأنها.

مايكل جازانيجا، مدير مركز سايج (SAGE) لدراسة العقل بجامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا


هل ستقضي التكنولوجيا على الحاجة إلى التجارب على الحيوانات لتطوير الأدوية؟

إن كان يمكن إظهار أن الأجهزة البشرية على الرقاقات الإلكترونية قوية وتختصر باستمرار فسيولوجيا الجهاز البشري المعقدة والظواهر المرضية في المعامل غير المرتبطة ببعضها البعض حول العالم، مثلما تشير دراسات سابقة لإثبات صحة المفهوم، فإننا سوف نشهد تدريجيًا استبدال أحد نماذج الحيوانات بها في كل مرة. ثم ستؤدي في النهاية إلى تراجعات كبيرة في استخدام التجارب على الحيوانات. الأهم أن هذه الأجهزة أيضًا سوف تبدأ نُهجًا جديدة لتطوير الأدوية غير ممكنةٍ اليوم بنماذج الحيوانات، مثل الأدوية الشخصية وتطوير علاجات لأقليات جينية محددة باستخدام رقاقات صنعت باستخدام خلايا من مرضى محددين.

دونالد إي إنجبير، المدير المؤسس بمعهد ويس للهندسة المستوحاة بيولوجيًا بجامعة هارفارد.


هل ستتحقق المساواة بين الجنسين في العلوم؟

يمكن تحقيق المساواة بين الجنسين، لكن لا يمكننا الاكتفاء بالجلوس وانتظار حدوثها. نحن بحاجة إلى «إصلاح الأعداد» عبر جذب المزيد من النساء إلى العلوم والتكنولوجيا. نحن بحاجة إلى إصلاح المؤسسات عبر تطبيق التوظيف للأزواج العاملين معًا، وسياسات ملائمة للحياة العائلية، ورؤى جديدة لما يقتضيه أن تكون قائدًا. والأهم أننا نحن بحاجة إلى إصلاح المعرفة عبر تسخير الطاقة الإبداعية لتحليلات النوع الاجتماعي من أجل الاكتشاف والابتكار

لوندا شيبينجر، أستاذة جون إل هيندس لتاريخ العلوم بجامعة ستانفورد.


هل تعتقد أننا سنتمكن في يومٍ ما من التنبؤ بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل قبلها بأيام أو ساعات؟

بعض الكوارث الطبيعية يعتبر توقعها أسهل من الأخرى. فالأعاصير تقترب خلال أيام، تصل البراكين عادة إلى مرحلة الانفجار على مدار أيامٍ إلى ساعات، تضرب الأعاصير خلال دقائق قليلة. ربما تمثل الزلازل التحدي الأصعب. ما نعرفه عن فيزياء الزلازل يشير إلى أننا لن نكون قادرين على التنبؤ بها قبل أيام من حدوثها. لكن ما يمكننا فعله هو التنبؤ بالهزة الأرضية المتلفة قبل أن تصل مباشرةً وتوفير تحذيرٍ لمدة ثوانٍ إلى دقائق. وهو ليس بالوقت الكافي للخروج من المدينة، لكنه كافٍ للوصول إلى موقعٍ آمن.

ريتشارد إن آلين، مدير مختبر بيركلي لرصد الزلازل بجامعة كاليفورنيا، بيركلي.