من بين 774 اسمًا ضمتهم قائمة المدعوين لعضوية أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة لعام 2017، برز اسم المخرج والمؤلف المصري «محمد دياب»، الذي دُعِي لعضوية فرع الكتاب بالأكاديمية. وهو ما يعني أن دياب سيشارك في التصويت على اختيار ترشيحات وجوائز الأوسكار بدءًا من العام القادم 2018.

أجرينا هذا الحوار مع محمد دياب لنعرف تفاصيل أكثر عن اختياره عضوًا بالأكاديمية، ونسأله عن مشاركته في لجنة التحكيم بمهرجان كان، وعن رؤيته لتطور السينما المصرية، وغيرها من الأسئلة. وإليكم نص الحوار:

نبدأ بالخبر الجميل الخاص بدعوتك لعضوية أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، قول لنا إيه هي ملابسات الدعوة دي، هل كان عندك علم إن اسمك مطروح في الدفعة الجديدة؟ هل عندك أي معلومات عن طبيعة العملية نفسها، يعني كام حد رشحك من فرع الكتاب؟ أو مين الأسامي اللي رشحتك؟

أنا اتفاجئت زي كل الناس، ﻷن الأكاديمية مش بتقدم لها وده اللي مخلي الموضوع مفاجئة تامة، لأني ماكانش عندي أي علم وﻻ أي توقع، والموضوع بيبقي داخلي تماما.

وفي توجه طبعا دلوقتي عالمي في الأوسكار بالذات، ناحية إن يبقي في diversity، إختلاف، إنه مش بس يبقي المواطن الأبيض هو الوحيد صاحب حق التصويت في الأوسكار، وده خلاهم السنة دي يعملوا رقم قياسي بإنهم يضيفوا 700 شخص جداد للأكاديمية، كنت محظوظ إني كنت منهم، وطبعا فخور، بس اتفاجئت زيي زيكم.

وعاوز أقولك علي مفاجأة، أنا قريت المقال اللي انت كاتبها عن الموضوع وعرفت عنه أكتر، وحتي طريقة التصويت والكلام ده كله مكانش عندي خبرة بيها، والمقال بتاعتك كانت وافية جدا وشرحت كل التفاصيل.

في شعور عام بالتفاؤل بعد الإعلان عن دعوة انضمامك للأكاديمية، دي حاجة مشرفة طبعا، وبشكل كبير بتحط السينما المصرية والعربية في دايرة الضوء.. انت شايف إيه هو انعكاس تطور كبير زي ده علي صناعة السينما في مصر؟

أنا كمان سعيد ومتفائل، مش عشان بس إن أنا السنة دي تم اختياري، ولكن علشان السنة اللي فاتت كانت سنة قوية جدا للسينما المصرية، تقريبا مفيش مهرجان دولي مكانش فيه فيلم مصري، كان في أفلام كتيرة رائعة، كانت سنة في اعتقادي سينمائية كويسة جدا، ومن أكبر السنين اللي كان فيها إنتاج سينمائي كبير، وصلنا لحوالي 50 فيلم، فانا متفاءل وشايف إن شاء الله ده مش وضع طبيعي إن يبقي في شخص واحد من مصر عضو في الأكاديمية، وأنا متأكد إن كمان كام سنة، في جيل جديد طالع في السينما.

وخصوصا بعد الثورة، في تحول عام كده حتي في الناس اللي كانت موجودة قبل الثورة، أنا كنت موجود قبل الثورة وبعمل أفلام بعد الثورة، في تحول كده مخلينا كلنا ومخلي الجديد ياخد مكان إن شاء الله.

إنت كنت عضو في لجنة تحكيم مسابقة «نظرة ما» في مهرجان «كان» في دورته الأخيرة، تقدر تقولنا إيه الفرق بين مهرجان «كان» ومسابقة «الأوسكار»؟ وايه اللي بيميز مهرجان كان عن غيره من المحافل السينمائية الدولية؟

من شهرين بس كنت عضو في لجنة تحكيم مهرجان «كان»، وده بيختلف عن ده في حجات كتير، أوﻻ إنت لما بتبقي عضو تحكيم في مهرجان كان،، مهرجان كان هو أكبر تجمع سينمائي، هو كاس العالم للأفلام، مش حاجة صغيرة، الأوسكار في الأخر هو تجمع أكبر للأفلام الأمريكية مع خمس أفلام أجنبية.

بالنسبة للفرق في وضعي هنا أو هنا، التحكيم في مهرجان كان بيبقي فيه أقسام، أنا كنت في قسم اسمه «نظرة ما» ده كان مشارك فيه 18 فيلم، وإحنا كلجنة مكونين من 5 أفراد بنتفرج علي الـ18 فيلم وبنقرر بعد كده هنوزع الجوايز ازاي، وبنقرر علي أخر المهرجان، القصة كلها بتاخد حوالي 12 يوم.

أما بالنسبة للأوسكار، فدي لجنة مكونة من 7 أﻻف عضو، كلهم ليهم حق التصويت، كل عضو بيصوت علي حسب الفرع اللي هو فيه، فأنا في فرع المؤلفين، بصوت علي جوائز النصوص السينمائية، وفرع التمثيل، بيصوت علي جوائز التمثيل، وفي الأخر كل الأعضاء بيصوتوا علي جايزة أفضل فيلم، فدي ليها طريقة، ودي ليها طريقة مختلفة تماما، وكل واحدة فيهم ليها متعتها وليها تحدياتها.

في رأيك إيه السر ورا تراجع التمثيل المصري في المهرجانات العالمية زي مهرجان كان وبرلين وغيرها؟

بالعكس، أنا شايف إن في تقدم في السينما المصرية، ورديت علي النقطة دي من شوية، وإن السنة اللي فاتت كان في 50 فيلم مصري، كان في أفلام تقريبا في كل مهرجان مهم.

لو هتسألني عن السنين اللي قبل السنة اللي فاتت، في أسباب متعددة لتراجع السينما في مصر في السنوات اللي قبل السنة اللي فاتت، بس الحاجة الكويسة دلوقتي إن بقي فيه صحوة لأفلام تحاول تعمل التوليفة بتاعتها، يعني إحنا عندنا الأفلام المستقلة مكانتش في الأخر بتعمل فلوس، عندنا المشكلة دي، كان في تغير في النسيج العام للمجتمع ومابقاش بيروح السينما في مراحل، السينمات كانت قديمة، التلفزيون والفيديو عملوا تشبع عند الناس، كذا سبب وكذا عنصر، ودلوقتي بدأ الوضع يتغير شوية لوجود حلول لبعض المشاكل دي.

ورغم كده هل ما زال عندنا أزمة؟ آه عندنا أزمة، هل اللي بيعمل فيلم خارج نطاق حسابات السوق بيبقي سهل؟ ﻻ بيبقي صعب، وبتبقي شبه معجزة إنه يكمل الفيلم، بس في ناس بدأت تتعلم تعمل ده ازاي.

ايه رأيك في السينما الإيرانية اللي أصبحت ضيف شبه دائم علي المحافل السينمائية الدولية، وبتقدر تنافس علي جايزة الأوسكار وتفوز بيها من وقت للتاني؟

بالنسبة للسينما الإيرانية، عندهم ناس بتتفرج علي السينما هناك، وده بيخليك تقدر تنتج تاني، كونه يروح مهرجانات أو ما يروحش،، المهرجانات ما بتجيبش فلوس، أهم حاجة إن الفيلم يقدر يجيب دخل لإعادة ضخه في الصناعة، الأفلام الإيرانية علي مستوي عالي لدرجة إن ليها سوق أوروبي وسوق عالمي، فده بيساعدها حتي لو جابت أرباح قليلة في بلدها.

ده حصل معايا أنا شخصيا في فيلم «678» وفي فيلم «اشتباك»، الإيراد الخارجي تقريبا أكتر من الإيراد الداخلي، «678» بالذات يمكن الإيراد الخارجي في فرنسا بس كان 3 أو 4 أضعاف الإيراد في مصر، فده خلاني أعرف أعمل «اشتباك»، وعرفت أجيب فلوس إنتاج من فرنسا.

فنقدر نقول إن في عناصر بتساعد السينما الإيرانية، بس عاوز أقولك إن أهم عنصر فيهم -للغرابة- هو إن التضييق اللي عليهم وعدم إعطائهم حريتهم، ودي حاجة غريبة جدا، لأن التضييق ده بيخلي صانع السينما يحاول يوصل ويقول المعلومة بطريقة مستترة وبطريقة متبقاش فجة، عاوز ينتقد الدولة بينتقدها بطريقة بسيطة ومش فجة، عاوز ينتقد المجتمع، كله بيقوله بطريقة مش فجة، فده خلاه شاعري جدا.

مثلا واحد من المفضلين عندي، «محمد رسولوف»، من أفلامه المفضلة ليا فيلم «goodbye»، لما هو بيقولي أنا كنت خايف من النظام، فعمله بطريقة شاعرية، أفلامه اللي بعد كده قوية، لأنه بقي بيشتم وزيادة عن اللزوم، فمبقاش عنده نفس الشاعرية.

في فيلم «أسماء» للمخرج «عمرو سلامة» في مشهد ظهرت فيه «بشري» وهي نازلة من الاتوبيس بنفس شخصيتها في فيلمك «678». في إشارة بتحاول تكمل حالة الإيهام وبتوحي للجمهور ان الشخصيات دي فعلا حقيقية .. هل نقدر نعتبر شخصياتك في «678»، و«اشتباك» بتنتمي لنفس العالم .. نفس الدولة والمجتمع اللي ظهروا في الفيلمين دول بالإضافة لأسماء؟

دي كانت فكرة «عمرو»، إن بشري تكون في الفيلمين، وأنا حبيتها بشكل غير طبيعي، فكرة عبقرية إن الشخصيات تكون في الفيلمين واحد، ﻷن هما الفيلمين تكملة لبعض، واشتباك في اعتقادي في نفس العالم، العالم اللي فيه إرهاصات مشاكل، واللي بيعبر عن وضع مصر الحقيقي في الشارع، من قبل الثورة وبعد الثورة، كلها شبه بعضها، الحالة اللي بتعبر عن مشاكل الناس والحياة اللي الناس عايشاها.

أيه رأيك في تطور صناعة السينما في مصر في السنوات الأخيرة؟ هل شايف إن في تقدم وﻻ تأخر؟

صناع السينما من جيلنا مختلفين طبعا، وكل واحد عنده أهداف وأشكال مختلفة، ودي طبيعة في العالم كله، إن مش كل الناس علي نفس التفكير، في ناس عاوزة تعمل أفلام ترفيهية بس أفلام ممتعة، في ناس عاوزة تعمل أفلام ليها معني، في ناس عاوزة تعمل أفلام مهرجانات، يعني هتلاقي صناع السينما خمسة ستة بيتكلموا نفس اللغة، وخمسة ستة بيتكلموا لغة تانية، بس بالتأكيد مش أي حد بيحاول يعمل سينما، بس معظم اللي بيحاولوا يعملوا سينما نفسهم يعملوا حاجة علي مستوي مختلف، ويطوروا الصناعة إنها توصل للمستوي العالمي، كل واحد بيحاول بطريقته، وأهم حاجة إن إحنا مهما كان الشكل اللي هنبدأ بيه، المهم إننا نكون بنتطور وبنعمل أفلام مستواها أعلى.

هل تابعت مسلسلات رمضان في السنوات الأخيرة؟

مقدرتش أتابع مؤخرا بسبب انشغالي بفيلم اشتباك وسفري المستمر لمتابعته سواء على مستوى الإنتاج او غيره، يمكن شفت مسلسل او اتنين وعاوز أقولك إن في تطور رهيب وفي ناس عامله شغل أنا بنحني له، إنك تعمل شغل بمستوى الشطارة ده في وقت قصير على مستوى الكتابة والإخراج فأكيد ده معجزة .

أنا اشتغلت سينما بس لكن معنديش حتى الشجاعة اني افكر في إن في ناس بتكتب وتخرج 30 حلقة يعني تقريبا 15 ساعة في حوالي 4 شهور .. يعني في أمريكا لو المسلسل 24 حلقة بيكتبه غالبا 12 كاتب وبيخرجه 10 او 12 مخرج. فإن في ناس بتعمل ده هنا بشكل فردي ويطلع منهم مستوى كويس فدول معجزات. ولو في شئ هقوله لهم فهو إننا مفتقدينكم في السينما.

وأيه رأيك في هجرة عدد من صناع السينما للعمل في التلفزيون؟ وهل شايف إن ده تطور إيجابي وﻻ سلبي؟ وهل ممكن تعمل ده؟

فكرة إن في ناس كتير بتهاجر من السينما للتليفزيون فده طبيعي ، التليفزيون بيأمنك وبيضمنلك دخل كويس وبيتابعه جمهور كبير. ويمكن ده مش في مصر بس، دلوقتي حتى في أمريكا. بمعني إنك لو فنان وعاوز مساحة أكبر وحرية أكبر فالأفضل تتجه للتليفزيون .

بيعتبروه هناك حاليا العصر الذهبي التاني للتليفزيون. يمكن أنا لو قررت اشتغل تليفزيون يوما ما هبقى عاوز اعمله بطريقتي وهبقى عاوز اطلع شئ كويس فهبقى أبطأ كتير من المدة القصيرة اللي في زملاء حاليا بيشتغلوا خلالها. وساعتها هروح اخد كورسات من زملاء بيشتغلوا في وقت قصير وبيطلعوا محتوى هايل بالشكل ده.

أيه هي مشاريعك القادمة؟

مشاريعي القادمه هي فيلم خيال علمي بكتبه بقالي مدة مع سارة جوهر، ومشروع في فلسطين مع هاني أبو أسعد ومحمد حفظي كمنتجين.